أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سمير محمد ايوب - والسَّعدُ يَرْحل- لبنان بلا حريرية زيارة جديدة للمشهد في لبنان














المزيد.....

والسَّعدُ يَرْحل- لبنان بلا حريرية زيارة جديدة للمشهد في لبنان


سمير محمد ايوب

الحوار المتمدن-العدد: 7152 - 2022 / 2 / 3 - 09:16
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


بعد ربع قرن من المناورات في ملاعب السياسة اللبنانية، سعد الحريري يقررحزينا، الإذعان لمتطلبات وتبعات التهديد الجسدي الشخصي الذي تعرض له من الخارج، بالتواطئ مع بعض المتآمرين من أهل بيته، فيُجْبَر في مؤتمر صحفي مُقتضب، على دفع ثمن رفضه الانصياع لأخذ لبنان الى حرب أهليه ، يرفع الأبيض من الرايات، ويعلن انسحابه من الملاعب. الضجة التي احدثها الانسحاب متقاطعة وكثيرة الأصداء. تفرض نفسها بقوة على مجمل المشاهد اللبنانية والاقليمية.
الانسحاب ذاك، سواء كان اعتزالا ام تعليقا، لم يكن بالكامل مفاجئا. اسبابه معروفة ومقتضياته والرسائل التي يحملها. وليس معزولا عن نقاشات وخيارات صهيوامريكية وخليجية متوافقة. بل يجزم البعض، بأن ورقة الإذعان التي حملها مؤخرا وزير الخارجية الكويتي للسلطات اللبنانية، قد جاءت بايعاز صهيو امريكي ونكهة سعودية.
حدوتة سعد كرئيس لوزراء لبنان، مع بعض السلطات السعودية، التي غدرت به وطعنته في الصدر علانية، ممتدة الى ما قبل اعتقاله واحتجازه بالقوة المادية هناك، وهو ضيف عليها، وإجبارة على الاستقالة من منصبه كرئيس منتخب لوزراء لبنان. في حينها كان قد تقررإزاحته من المشهد العام، وشطب الحريرية السياسية، من البدائل السعودية في لبنان لقيادة الطائفة السنية هناك. ولكن لماذا الانقضاض على الارث الحريري وطعنه في الصدر الان، بعد ان كان بالتواطئ والكيد الخفي مع بعض الاحصنة اللبنانية الرخيصة كجعجع، في الظهر ؟!
في اطار التحليل الاقرب للمعلومة، فان اسبابه الداخلية والخارجية كثيرة متصلة بمؤشرات داخليه ذات امتدادات خارجية، تشي بأن لبنان مقبل على تغيير وتحولات كبرى، لا بد أن تكون مسبوقة بمقدمات تصعيدية على الارض. والظاهر ان سعد الحريري لا يريد ان يكون في هذه المواجهة، فاختار التواري، بانتظار تبلور الصورة الاقليمية، وما تحمله من تطورات وتحولات كبرى، والتي لا بد لها من ان تنعكس على الداخل اللبناني. ولكن كيف سيحدث هذا الانعكاس ومتى سيحدث، لا احد يعرف على وجه الدقة. وإن كان من المتفق عليه، ان لبنان لا يمكن فصله عن تلك السياقات الاقليمية.
بعيدا عن بازارات الفعل وضجيج ردود الفعل، فإن لبنان مقبل على مرحلة متمددة من الصدام، والتداعيات الخالقة لشخصيات ستطل عبر اجنحة وسطية جديدة، بديلة للحريرية والحُصيَّة والسَّلاميَّة والوزَّانيَّة والكرامية والصُّلحية، تشارك في تجديد التوازن لقواعد اللعب المذهبي النخبوي في البلد. ففي لبنان، لا يمكن عزل طائفة ما عزلا تاما من المشهد العام للسياسة ، بقدر ما هو ممكن اضعاف التمظهر العلني لخياراتها في المشاهد المؤثرة. فأرحام الطوائف والمذاهب الشعبية والنخبوية هناك جاهزة دائما، وإن بتفاوت كمي ونوعي، لتوليد منظومات نخبوية تعيد انتاج وتشغيل مشاريع سياسية، يمكن التلاعب بمنظوماتها وخلافاتها.
أما ورقة الاذعان الصهيو الامريكية، فهي محاولة بائسة للتلاعب بمصير اللبنانيين، لن تأخذهم الا الى حرب اهلية. فهي ورقة تحاول تعرية لبنان من القوة المادية الوحيدة الحامية له، وهي جبهة المقاومة والممانعة، التي تقيم توازن الرعب مع الجار الجنوبي للبنان، الضبع الصهيوني المتربص، الذي لو لم يكن هناك مقاومين وطنيين، لابتلع لبنان بغضون ايام، ولاصبح لبنان محمية مثل بعض الدول الخليجية المتهافتة.
السياق الاقليمي والدولي لازمة الحريرية في لبنان، مرتبط بما ستنتهجه امريكا بقادم الايام، وبسملة ضروراته المتصاعدة، هو نزع العباءة السنية عن حزب الله، تمهيدا لمقاربة الصيغة اللبنانية كلها، عبر فتح ملفات الحدود البرية والبحرية والسلاح، تمهيدا لتقويض قوة حزب الله كما يمنون انفسهم.
قواعد اللعب الداخلي الزمت في السابق سعد الحريري، بالحوار مع حزب الله، فدفع ثمن رفضه الانصياع لاخذ لبنان لحرب اهلية، يعلم منظمو الفخ الذي حمله الناقل الكويتي انه ولد ميتا حكما، لاستحالة تطبيقه، سيوف المعيشة والبنك الدولي والمخدرات والحدود والتهريب والفساد، اوراق ضغط ومحطات في اطار برنامج دولي اقليمي اكبر، يسعى عبر صغار اللاعبين المحليين، لايقاع الفتنة الدامية بين الشارعين السني والشيعي في لبنان.
ولكن، في ظل تعدد القوى المحلية والاقليمية الفاعلة في لبنان، فإن حزب الله هو الذي يتمتع بالكثير من اوراق القوة المنظمة، القادرة على منع تقويضه، بل وعلى فرض مسارات لتحقيق شروطه في المرحلة المقبلة، وفي تمديد الحقبة السياسية الشيعية برعاية سورية – ايرانية، في اعقاب ما سبق من حقب المارونية السياسية برعاية فرنسا - امريكا، والسنية السياسية برعاية سعودية – مصرية – سورية.
المسالة ابعد من السعودية ، والضباع الصهيوامريكية لا امان لها.



#سمير_محمد_ايوب (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لكل المؤمنين العاملين للصالحات.. أقول عن مواسم اعياد إخوتنا ...
- أدْنُ مِنِّي في حوار معها
- - السلف الصالح - و- نحن - وبعد، مقاربة نقدية للموروث البشري ...
- سُبْحانَكَ رَبَّي، أقِمْ قيامَتَك إضاءة على المشهد في بلاد ا ...
- لبنان عالمكشوف، قراءة في الصراع
- شويكه سيدة الحكايات – 8 تضاريس التربية والتعليم
- شويكه سيدة الحكايات – الجزء السادس ذاكرة المياه
- الجزء الخامس الذاكرة الزراعية
- شويكه سيدة الحكايات – الجزء الرابع المشهد الزراعي – ذاكرة ال ...
- شويكه سيدة الحكايات – الجزء الثالث الاصول والمنابت
- شويكه سيدة الحكايات – الجزء الثاني معالمها ،ثوابتها ورواسيها ...
- شويكه سيدة الحكايات الجزء الاول من نوافذ على ما قد مضى من ال ...
- إنهم مرة أخرى، يقتلون ناجي العلي، إضاءة على تُجّار وفُجّار أ ...
- لِمَنْ أذهب بشوقي؟!!! ثرثرة خاصة في الحب
- فائضُ حُزْنٍ في برزخ الظن ثرثرات في الحب
- صاروخ ديمونا ردٌّ نوعي إضاءة على المشهد العربي
- التداوي بالعقل - الخُرافاتِ المُهَيِّجَة رمضانيات – النص الث ...
- ألتّداوي بالعقل – إنّهُ الله، سبحانه... رمضانيات – النص السا ...
- خالِقُنا واحدٌ رمضانيّات - 5
- لا مِشْ عادي...اللهم فاشهد!!! إضاءة على مشهد فلسطيني بامتياز


المزيد.....




- جين من فرقة -BTS- شارك في حمل شعلة أولمبياد باريس 2024
- العثور على أندر سلالات الحيتان في العالم
- الجمهوريون يرشحون ترامب رسميا لخوض الانتخابات والأخير يختار ...
- ليبرمان: نتنياهو يعتزم حل الكنيست في وقت مبكر من نوفمبر
- هل تنهي أوروبا أزمة أوكرانيا دون واشنطن؟
- موسكو: لا يوجد أي تهديد كيميائي لأوكرانيا من قبل روسيا
- الولايات المتحدة تؤيد دعوة روسيا لحضور -قمة السلام المقبلة- ...
- غروزني.. منتدى القوقاز الاستثماري
- شاهد.. احتفالات زفاف العام الفاخرة لابن أغنى رجل في آسيا تتو ...
- انتعاش الموسم السياحي في تونس


المزيد.....

- فكرة تدخل الدولة في السوق عند (جون رولز) و(روبرت نوزيك) (درا ... / نجم الدين فارس
- The Unseen Flames: How World War III Has Already Begun / سامي القسيمي
- تأملات في كتاب (راتب شعبو): قصة حزب العمل الشيوعي في سوريا 1 ... / نصار يحيى
- الكتاب الأول / مقاربات ورؤى / في عرين البوتقة // في مسار الت ... / عيسى بن ضيف الله حداد
- هواجس ثقافية 188 / آرام كربيت
- قبو الثلاثين / السماح عبد الله
- والتر رودني: السلطة للشعب لا للديكتاتور / وليد الخشاب
- ورقات من دفاتر ناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- ورقات من دفترناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سمير محمد ايوب - والسَّعدُ يَرْحل- لبنان بلا حريرية زيارة جديدة للمشهد في لبنان