ظاهرة التهجين في الادلجه والدين

هاشم الخالدي

الحوار المتمدن-العدد: 1663 - 2006 / 9 / 4 - 06:55
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    

لا شك ان القرن الواحد والعشرين هو غيرالقرن السابع والثامن سواء في تراكم المتغيرات للبنى الماديه للمجتمع او في تراكم المعرفه فضلا عن التغيرات النوعيه الحاصله نتيجة الحركه الجدليه التاريخيه الانسانيه الظاهره والمتجسده في منجزات بني ادم في خاصيته التي جعلها الله له منذ نشأته الاولى خليفة في الارض,وتلك سمه تميز الانسان عن باقي الكائنات الحيه فضلا عن الاشياء الماديه وظواهرهما الخاضعه هي الاخرى الى قوانين الجدل المادي بدون حضورللوعي وقد شرحنا ذلك مفصلا في مقاله ردا على السيد حنفي,كما بينا دور الحاضن الاجتماعي في تحديد رؤى وتصورات ومناهج تحمل خصائص اسطفافات الطبقات والشرائح والفئات على مستويين عمودي وافقي,ان نموتلك الاسطفافات في عمليه دائمه ومستمره سواء ضمن مرحله معينه او عبر المراحل التاريخيه لذالك هي تختلف في حديتها وحدودها في السعه وبلغت اوجها في تشكل الراسماليه والبروليتاريه واعلى مراتبها في الامبرياليه والعولمه والشعوب والامم المحرومه والمنهوبه بالهيمنه القسريه وسيادة اقتصاد السوق عالميا,لذلك ان رؤى وتصورات ومناهج المستويات في الاسطفاف الراهن لا يمكن ان تعبر الا عن حاضنها وتناقضاته الذي اخذ صعودا و سعة عالميه مما يحتّم ظهور رؤى وتصورات ومناهج جديده وليس العوده الى القديم المنتفي,نحن لا نختلف مع السيد حنفي في ان الايديولوجيه تعبر عن مصالح الطبقات الا اننا لا بد ان نقر جميعا بان الايديولوجيات ظهرت في عصر متقدم ومع ظهور الراسماليه والبروليتاريه,فكيف نتوقع ان عصرا متاخرا كالقرن السابع والثامن ينتج ايديولوجيات فلا بد ان تكون تلك ادنى مستوى معرفي في التعبير اي ان ما سميناها ادلجه ربما تتلائم مع مستوى تطور تلك المرحله اما انها ليست من الدين فذلك خلافي معاه حيث ان الدين ليس دائما هو دين الله او وحي الله فهناك اديان وضعيه وهذا هو رايي... وان المذاهب في دين الله هي في هذا الاطار اي من وحي العقل والنفس الكلي وان عقدت صلتها بدين الله, فهي معبره اذن عن مرحلتها سواء جاءت من الطبقه الوسطى ام الفقيره ام الغنيه ,اما اختلافنا الاخر فهو في تقييم الظاهره الجديده في تسييس الدين,انها ليست ادلجه بل تهجين و تقليد لتلك الادلجه اي استرجاع رؤى وتصورات ماضويه قديمه واختلاط معرفي, لذلك دعيناها بالاجترار,اذ انها لا تعبر حقيقتا عن مرحلتها, وبالمناسبه اقول ان الحياة قد تجاوزت عصر الايديولوجيات وسيكون ذالك موضوع اخر.

#هاشم_الخالدي (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات