أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - نضال حمد - الحكومة الفلسطينية تدخل النفق المظلم















المزيد.....

الحكومة الفلسطينية تدخل النفق المظلم


نضال حمد

الحوار المتمدن-العدد: 492 - 2003 / 5 / 19 - 05:03
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    


 

http://home.chello.no/~hnidalm

 

إلى أين يسير أبو مازن في سياسته التي لم تتغير ولم تتبدل منذ أن دخل في نفق أوسلو المظلم وحتى يومنا هذا.اليوم الذي قبلت فيه الحكومة الفلسطينية الجديدة وفي أول اجتماع لها استقالة الوزير صائب عريقات الذي يعتبر مسئول ملف المفاوضات في الحكومة وفي منظمة التحرير الفلسطينية،حيث ورث و أحتل مكانة رئيس الحكومة الحالية في منظمة التحرير الفلسطينية فأصبح صائب عريقات مسئول دائرة المفاوضات في المنظمة والسلطة. لكنه استقال لأنه عرف أنه لن يكون له دور عملي في الحكومة الحالية خاصة أن رئيس الحكومة يعتمد في سياساته على مجموعة من الأشخاص الذين لا يراعون مشاعر أبناء الشعب الفلسطيني، عندما يخطون خطواتهم السياسية وعندما يوقعون على اتفاقيات أمنية أو سياسية. ثم أن تشكيلة الوفد الذي سيلتقي بشارون جاءت بدون عريقات لكن مع أحمد قريع ومحمد دحلان أي وفد بلون واحد هو لون السياسة "العباسية" فيما يخص الرؤية التفاوضية. ولعريقات الحق في أن يستقيل من منصبه قبل أن يصبح مجرد منظر في الوزارة على غرار ما كان حمامة السلام الجنرال متسناع في حزب العمل منذ انتخابه وحتى استقالته.

أما تجربة الماضي القريب فقد علمت الفلسطيني أن لا يثق بأي عقيد وأن لا يعطي ثقته لأي وزير أو أي عضو لجنة تنفيذية للمنظمة المغيبة. فهؤلاء كلهم خذلوا الشعب الفلسطيني وأساءوا لتضحيات هذا الشعب المعطاء،من خلال ضربهم عرض الحائط برأي هذا الشعب. لكن الأمور في هذا الزمان تغيرت ولم تعد كما كانت أيام عاد الأخوة من الشتات بفعل سلام أوسلو. الآن هناك انتفاضة وهناك مقاومة وهناك عملية سلمية فشلت بعدما ذاق الشعب الفلسطيني بفعلها الأمرين،وهناك موقف إسرائيلي واضح لا يقبل بأقل من الهزيمة الفلسطينية الكاملة والتسليم بلاءات إسرائيل كما يراها شارون،والأخير يعتبر الوجه الحقيقي للشعب الإسرائيلي والناطق الحقيقي باسمه. لذا فلا مكان بين ظهراني المقاومة والانتفاضة لمن يريد تشليح الانتفاضة من ثوبها البهي والمقاومة من سلاحها الطبيعي.خاصة أن حكومة أبو مازن جاءت تلبية للضغوط الأمريكية الإسرائيلية ولا نعتقد بأنها ستكون حكومة تأخذ المصلحة الوطنية الفلسطينية مأخذ الجد ولا الموقف الشعبي الفلسطيني مأخذ الجد كذلك. فبداية الحكومة كانت غير مشجعة وأثارت مخاوف الشعب الفلسطيني،من خلال بعض التصريحات والتأكيدات التي أطلقها رئيسها أبو مازن،وبالذات ما يخص المقاومة وسلاحها وشرعية وجودها ومقاومتها.

على الجانب الآخر أطلق رئيس الوزراء الفلسطيني التصريحات والتأكيدات الكثيرة التي كانت بمثابة رسائل لشارون وحكومته بأن هذه الحكومة ستواجه المقاومة أولا ومن ثم تقوم بالأعمال الأخرى. ومن المؤسف حقا أن نجد أن أبو مازن يلهث وراء لقاء يجمعه بشارون مع أن الأخير رفض خطة الطرق وكل خرائطها ،بالرغم من أن الجانب الفلسطيني الذي اعتاد التنازلات والتراجع عن مواقفه بعد التدخلات الخارجية والضغوط الأمريكية،قام بالتنازل والتخلي عن كل تحفظاته بخصوص الخريطة المذكورة، وكما قال رئيس الحكومة الفلسطينية الجديدة من أجل عدم إفشال الخطة. وكأن الخطة ستعطي الفلسطينيين دولة وسيادة وستفكك الاستيطان وتزيلها وتنهي الاحتلال وتعيد الأرض واللاجئين وتجعل الناس يعيشون آمنين مطمأنين بلا مشاكل واغتيالات وتصفيات وتجريف وتهديد وتدمير واعتقالات وإغلاق وعزل وعقوبات جماعية.

بصراحة لا يمكن لهذا النهج أن يحرر فلسطين وحتى لا يمكنه تحرير بيت جالا ومقر المقاطعة المحاصر أو بيت حانون،لأنه نهج لا يأخذ بعين الاعتبار سوى تجاربه التي يواصل امتحانها على الشعب الفلسطيني منذ مفاوضات أوسلو السرية وحتى يومنا هذا.وهؤلاء الذين يديروا ظهورهم للشعب الفلسطيني ولا يأخذون آلامه ومشاعره وآراءه بعين الاعتبار،هؤلاء لم يتعلموا من التجارب السابقة ولا زالوا يتعاملون مع الشعب الفلسطيني وكأنه رق أو مجموعة عبيد عند سيد أو وزير أو عقيد.

لقد فكرت طويلا ومليا لكني لم أجد أي مصلحة وطنية فلسطينية في لقاء أبو مازن مع شارون،ووجدت على الجهة الأخرى أن لشارون مصالح كبيرة واستفادة واضحة من لقاء أبو مازن،خاصة أنه يأتي بعد زيارة باول التي أفرغها شارون من مضمونها وزبلها كما يقال في لغة الشارع. لأنه لم يقبل بخارطة الطرق ورفضها وقال أنها أصبحت قديمة ويجب تطويرها لكي تتكيف مع متطلبات ما بعد سقوط العراق وهزيمة ونهاية نظام صدام حسين.

يأتي لقاء أبو مازن مع شارون قبل زيارة الأخير لواشنطن ولقاءه بالرئيس الأمريكي بوش من أجل بحث أوضاع الشرق الأوسط وخارطة الطريق. ثم هل يظن أبو مازن أنه يملك من عوامل القوة ما لا يملكه الوزير الأمريكي كولن باول،حتى يقنع شارون بقبول خريطة الطرق. بصراحة أن النتيجة المتوقعة من هذا اللقاء ستكون خروج أبو مازن من اللقاء مقتنعا بلاءات وشروط شارون وسيبتسم للكاميرا وهو يعلن قبوله بها.وهذا بحد ذاته يعتبر جريمة وطنية في حال تم وحصل،لأن خارطة الطرق السيئة أصلا لا تنفع لكي تكون حلا ولو مؤقتا ولو لاختبار النوايا،فما بالكم بالقبول بشروط شارون التي تجزأ الخطة وتقسمها كما يحلو لإسرائيل،خاصة أن إسرائيل تمارس عدوانها بشكل اعتيادي وبلا تخفيف يذكر. في الماضي كانت الوفود الفلسطينية تقبض ثمن لقاءها بالإسرائيليين كتخفيف للحصار أو الطوق والحظر،لكن هذه المرة يذهب الفلسطيني وحده للقاء غير مضطر عليه،لقاء أقل ما يقال عنه أنه يأتي في خدمة شارون فقط لا غير.

 المصلحة الوطنية الفلسطينية تقضي باحترام رأي الشعب الفلسطيني والتمسك بالوحدة الوطنية الفلسطينية خاصة في ظل تصريحات القادة الإسرائيليين التي تقول لأبي مازن بشكل واضح وصريح عليك ضرب المقاومة وإنهاء الانتفاضة وتفكيك التنظيمات الفلسطينية المعارضة والمسلحة قبل أن نقول لك صباح الخير. فهل خشي أبو مازن على ذاك الصباح الذي لا يوجد فيه أي خير حتى سارع للقاء شارون في وقت لازالت الدماء الفلسطينية في بيت حانون وخان يونس وغيرها طرية ولم تجف بعد. ثم ماذا سيقول أبو مازن لشعبنا بعد لقاءه بالضبع شارون،أنه لم يستطع إقناعه بشيء لكن الأخير استطاع إقناعه هو بما يريد.. بصراحة أن الحكومة الفلسطينية الجديدة بقيادة أبو مازن بدأت تدخل النفق المظلم بدون عزيمة من أحد.

 

 



#نضال_حمد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عجائب وغرائب لكنها حقائق إسرائيلية
- زيارة باول المشروخة
- دولهم ودولنا..
- يوم النكبة الفلسطينية
- صرخة باردو العنصري
- طرد جماعات السلام جزء من عملية اغتيال السلام
- يزول الإرهاب بزوال أسبابه
- لغة قطر العجيبة والغريبة
- خارطة الطريق بلا طرق
- شواكيش عراقية وعربية
- الغريب والعجيب في زمن بوش الحبيب
- من أخبار الدنيا الأخرى
- الزمن العراقي بالتوقيت الأسرائيلي
- بين السلام و شالوم يقف شارون
- لا عجائب ولا غرائب
- من المسئول عن السلب والنهب في العراق؟
- حزب متسناع أصبح بلا ذراع
- لا أخشى سوى صدام حسين وهذا الأخير لم يعد هنا
- لماذا يا تيري رود لارسن؟
- يوم الصحافة العالمي


المزيد.....




- التهمت النيران كل شيء.. شاهد لحظة اشتعال بلدة بأكملها في الف ...
- جزيرة خاصة في نهر النيل.. ملاذ معزول عن العالم لتجربة أقصى ا ...
- قلق في لبنان.. قلعة بعلبك الرومانية مهددة بالضربات الإسرائيل ...
- مصر.. غرق لانش سياحي على متنه 45 شخصًا ومحافظ البحر الأحمر ي ...
- مصدر يعلن موافقة نتنياهو -مبدئيًا- على اتفاق وقف إطلاق النار ...
- السيسي يعين رئيسا جديدا للمجلس الأعلى لتنظيم الإعلام
- ثلاثة متهمين من أوزبكستان.. الإمارات تكشف عن قتلة الحاخام ال ...
- واشنطن تخطط لإنشاء قواعد عسكرية ونشر وحدات صاروخية في الفلبي ...
- هايتي: الأطفال في قبضة العصابات مع زيادة 70% في تجنيدهم
- تحطّم طائرة شحن في ليتوانيا ومقتل شخص واحد على الأقل


المزيد.....

- فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال ... / المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
- الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري ... / صالح ياسر
- نشرة اخبارية العدد 27 / الحزب الشيوعي العراقي
- مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح ... / أحمد سليمان
- السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية ... / أحمد سليمان
- صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل ... / أحمد سليمان
- الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م ... / امال الحسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - نضال حمد - الحكومة الفلسطينية تدخل النفق المظلم