أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - محمد حسين النجفي - التعليم العالي بين الأمس واليوم: الطالبة (س) نموذجاً














المزيد.....


التعليم العالي بين الأمس واليوم: الطالبة (س) نموذجاً


محمد حسين النجفي
رئيس تحرير موقع أفكار حرة

(Mohammad Hussain Alnajafi)


الحوار المتمدن-العدد: 7150 - 2022 / 1 / 31 - 10:09
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


ما أحلى الحياة الأكاديمية، فقد كنا مجموعة من الشباب المندفعين الى اقصى درجات الأندفاع. نحاضر ونؤلف كتب وننشر أبحاث ونكتب مقالات، ونريد ان نصلح الجهاز التعليمي ونطور المناهج الدراسية، ونرفع المستوى العلمي في جامعتنا، الجامعة المستنصرية. نعم كنا مجموعة متحمسة من التدريسيين الجدد معظمنا خريجوا الدورة الأولى لماجستير أدارة الأعمال وماجستير الأقتصاد والدبلوم العالي لمراقبة الحسابات من جامعة بغداد، أذكر منهم الزملاء محمد عبد الوهاب العزاوي، حمزة الشمخي، عاملة محسن ناجي، تقي العاني، هناء أياس، مهدي صالح العاني، ماجدة العطية، أوس، فوزي العاني، شلال الجبوري، فاضل عبد الستار، فتوح العمران، وغيرهم كثيرون.
كان الكادر التدريسي في النصف الثاني من سبعينات القرن الماضي، ينقسم بالنصف تقريباً، نصفهم مصريون والنصف الآخر عراقيون. كان زملائنا المصريون، جادين في عملهم، مخلصين في إدائهم، يتمتعون بقدرة تدريسية جيدة، إلا انهم لا يستطيعون ضبط الصف خاصة في أداء الأمتحانات الفصلية. وكانت هذه الظاهرة مؤثرة على سلوك الطلبة وإنضباطهم، ويشكل تبايناً شاسعاً بين مراقب عراقي او مصري. وطبعاً لهم أعذارهم فإنهم يخافون المشاكسة مع الطلبة، خاصة في الدراسات المسائية حيث كان معظم الطلبة موظفين في أجهزة الدولة ومنهم ضباط في الجيش والشرطة، ومراتب حزبية عالية في حزب السلطة.
وكما يحدث في كل الأمتحانات فإن بعض الطلبة يغشون او يحاولون الغش حتى وإن كانوا في سن متقدم. أجريت امتحان للفصل الثاني وهو من عشر درجات فقط لطلبة الصف الثاني مسائي لمادة أدارة التسويق، وكان احد الأسئلة يتطلب عمليات حسابية لتقرير سعر البيع لأحد السلع. لاحظتُ أن الآنسة (س) تتطلع كثيراً يميناً وشمالاً، لتحصل على مساعدة (غش). نبهتها عدة مرات، إلا انها كانت مستميتةً، وغير مبالية. وحينما اعطتني ورقتها الأمتحانية، لاحظت ان هناك إجابة رقمية دون عمليات حسابية تسبقها؟ راجعت الموضوع عند التصحيح، وكان واضحاً انها نقلت الرقم النهائي من زميل مجاور. منحتها صفر من عشرة، ووصمت ورقتها بأنها غش. طبعاً هذا لا يعني انها لا تستطيع النجاح. كل ما عليها ان تجمع خمسين من أصل تسعين درجة المتبقة وتنجح.
بعد يومين فقط بعث في طلبي معاون العميد لشؤون الطلبة الزميل شلال الجبوري، وسألني ما هي قصة (س)؟ حكيتها له كما هي. طلب مني أن اعيد النظر في التصليح، أو اعادة امتحانها، او....... . كلها حلول ليست اكاديمية، وإنما مساومات أسترضائية. رفضت إعادة النظر، او أعادة الأمتحان لأن العذر لم يكن غياب بسبب المرض او السفر او أيفاد أو .... عند ذاك سحب شلال من درج مكتبه كتاب من "القيادة القومية: قسم شؤون الطلبة العرب" مُعنون الى العميد، يطلب فيه التدخل لمصلحة الطالبة "العربية س" ومحاسبة الأستاذ!!!!!!!!
والآن ما هو رأيك؟ قالها أستاذ شلال، وكأنه يقول لي: نحن لا حول ولا قوّة لنا. والحق يقال لو كان الامر بيده لأحالها الى لجنة أنضباطية، لأنه من التدريسيين الجديين جداً الذين لا يشجعون أي شكل من أشكال الإنفلات. ما كان مني سوى ان اقول له: ما الذي تريدني ان افعله؟ قالها على مضض، ان اغض النظر ونتجنب عواقب القيادة القومية. قلت له: عزيزي أبو رُقية: أنا لن اغير موقفي. هذه الطالبة غشت، وغشت بتحدي، وهذا اقل عقاب. أجابني وماذا عن كتاب القيادة القومية؟ قلت انه موجه للعمادة ولك وليس لي، اذا كان بإمكانك ان تغير التصحيح غيره بنفسك. قال: يبدو أنها على صلة بأعلى جهة في الحزب، قلت: انا لست حزبياً، أنا مدرس اكاديمي في الجامعة المستنصرية. احسست بالمُعضلة التي وقع فيها زميلي شلال، والأشكال الذي سأقع فيه من وراء تعنتي غير المناسب في مثل تلك الظروف، ولكن كان لابد من تثبيت موقف يتناسب مع القيم التي نشأتُ عليها. انتهى الحوار.
إدراكاً مني لخطورة الموضوع وتبعاته عليّ بشكل خاص، ذهبت في اليوم التالي الى المقر العام للأتحاد الوطني لطلبة العراق، للقاء رئيس الأتحاد وهو زميل سابق في الدراسات العليا "عبد الكريم محسن". حينما رآني سبقني بالأعتذار، وقال لي ان المكتب الطلابي في القيادة القومية اتصلوا به حول الموضوع، وأخبرتهم من انك من افضل الأساتذة وعليهم ان لا يستمعوا للطالبة، ولكن للأسف يبدو انها تعرف قياديين على مستوى عالي جداً. حدثته بالذي جرى مع شلال، ووعدني انه سوف لن يُلحقني أو شلال أي ضرر من هذا الموضوع. واني لمتأكد، من ان شلال وعبد الكريم بذلوا جهداً كبيراً كي يجنبونني نتائج مخيفة. وليس من باب المبالغة إن قٌلت أنني بقيت في حالة خوف ورعب لمدة طويلة، وإن كنت لم أندم على موقفي إطلاقاً.
السؤآل الذي يخطر في بالي، أنه في ايام "الزمن الجميل" كان هناك قيادة قومية واحدة ومنظمة طلابية واحدة، وحزب حاكم واحد، ومع ذلك كان هناك بعض التأثير السلبي على العملية التعليمية، السؤآل: ما الذي يحدث هذه الأيام في جامعاتنا، وهناك اكثر من كيان سياسي وأكثر من تجمع سياسي وأكثر منظمة مسلحة، موزعة حسب الطائفة وحسب المنطقة وحسب الدين وحسب الأنتماء الأثني. كيف يُقاوم التدريسي هذه الأيام، إذا ما هُدد بأسم العشيرة أو العائلة أو الطائفة في ظروف افضل ما توصف به إنفلات أمني وتدهور ثقافي؟

رئيس تحرير موقع أفكار حُرة
www.afkarhurah.com
#الجامعة_المستنصرية #التعليم_في_العراق #محمد_حسين_النجفي



#محمد_حسين_النجفي (هاشتاغ)       Mohammad_Hussain_Alnajafi#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قوة الأشياء
- مقاطعة الأنتخابات: البديل الأضعف
- نوري باشا السعيد: ملك العراق غير المتوج
- جَلسة عمل ساخنة في الحرم الجامعي
- رمضانيات(3): دروس مبكرة في العطاء
- رمضانيات (2) أموري في الصحن العلوي
- رمضانيات (1): في حضرة الأمام علي (ع)
- رمضانيات(4): النجف الأشرف: نموذج للتعددية والديمقراطية
- الملك فيصل الأول: طموحات، إنجازات وأخفاقات
- ما قبل تأسيس الدولة العراقية
- الأنتخابات الأميريكية بعيون عراقية
- البديل الأنتخابي: تحديد الدوائر الأنتخابية
- سيرة استاذ جامعي في العراق: د مهدي العاني نموذجاً
- امن الموارد المائية: مشكلة عراقية ليست إلا
- لعبة الأستفتاء
- دور الشعائر الحسينية في المجتمع العراقي
- تحرير الموصل ومستقبل الصراعات المسلحة
- احداث الثانوية الشرقية التي سبقت ردة شباط 1963
- مشروع إعادة تشكيل الجيش الوطني العراقي
- الشعب العراقي: بين التوحيد القسري والتعايش السلمي


المزيد.....




- شركتا هوندا ونيسان تجريان محادثات اندماج.. ماذا نعلم للآن؟
- تطورات هوية السجين الذي شهد فريق CNN إطلاق سراحه بسوريا.. مر ...
- -إسرائيل تريد إقامة مستوطنات في مصر-.. الإعلام العبري يهاجم ...
- كيف ستتغير الهجرة حول العالم في 2025؟
- الجيش الإسرائيلي: إصابة سائق حافلة إسرائيلي في عملية إطلاق ن ...
- قاض أمريكي يرفض طلب ترامب إلغاء إدانته بتهمة الرشوة.. -ليس ك ...
- الحرب بيومها الـ439: اشتعال النار في مستشفى كمال عدوان وسمو ...
- زيلينسكي يشتكي من ضعف المساعدات الغربية وتأثيرها على نفسية ج ...
- زاخاروفا: هناك أدلة على استخدام أوكرانيا ذخائر الفسفور الأبي ...
- علييف: بوريل كان يمكن أن يكون وزير خارجية جيد في عهد الديكتا ...


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - محمد حسين النجفي - التعليم العالي بين الأمس واليوم: الطالبة (س) نموذجاً