|
ملابس منى زكي الداخلية أهم من معانات العرب
صادق جبار حسين
الحوار المتمدن-العدد: 7150 - 2022 / 1 / 31 - 09:44
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
شر البلية ما يضحك ، يوم بعد يوم يثبت رجال الدين ومن يتبعهم ممن يحسبون على الطبقة المثقفة من محامين ورجال أمن إنهم لا يأبهون لمعانات الانسان بقدر ما يهمهم الدين الذي اتخذوه تجارة لهم ، و الحصن الذي يحتمون خلفه و لولاه لهلكوا واضمحلوا ، فلا يهتموا بما يعانيه أبناء جلدتهم ممن ينتموا لذات الدين من فقراء القوم الذين رمتهم اقدارهم تحت رحمة من يعتبرون أنفسهم وكلاء الله و جنوده . فلم يتحمل هؤلاء المدافعين عن تعاليم الدين وقيم المجتمع الإسلامي مشاهدتهم لقطة من فلم يتناول موضوع منتشر بصورة فاضحة في المجتمع الإسلامي ألا وهو الشذوذ والمثلية فانتفضوا وثاروا ، لكنهم في لم يتحركوا وينتفضوا وهم يرون الآلاف من المهجريين والنازحين بسبب الحروب والصراعات الدينية وهم يعانون من الجوع والفقر والبرد . وخير تعبير لوصف حالة العرب اليوم ورجالات الدين ومن يدور في فلك الدين ما قالته الفنانة اللبنانية مادلين مطر ، في تغريدة لها عبر موقع التواصل الاجتماعي خلعت منى زكي سروالها الداخلي في فيلم " أصحاب ولا أعز" فزلزلت العالم العربي ، لكن أن يتجمد طفل من البرد وآخر ينام وأمعائه فارغة لا يستحقون أي تحرك أو زلزال على مواقع التفاهة الاجتماعية . ففي الوقت الذي يتضور فيه عشرات الالاف من المهجرين والنازحين الجوع ويعانون البرد ، بعد إن تشردوا وفقدوا بيوتهم وأملاكهم بسبب حروب لا ناقة لهم فيها ولا جمل ، فقط حظهم العاثر وضعهم في هذه البقعة الملعونة من الأرض ، لم تثير مشاهدهم و استنجاداتهم أحد من رجالات السياسة أو الدين ولم يقدم أحدٍ دعوا قضائية أو فتوى للحد من معاناتهم ، على العكس مما حدث عندما خلعت فنانة ملابسها الداخلية ، حيث انبرى محامون ورجال دين وحتى برلمانيون بمهاجمتها لكون تصرفها يجرح قيم المجتمع الذي لم يجرحه منظر الأطفال والنساء وهم يأكلون من القمامة أو يتسولون في الشوارع أو يتخذون الأجرام والدعارة حرفة لهم بعد إن سدت في وجههم السبل . يومًا بعد يوم تفضح تقارير المنظمات الدولية والصحافة المتشدقين بتعاليم الإسلام و تكشف زيف إدعاءاتهم في مساعدة الفقراء وتقديم الدعم للمحتاجين . " تتسبب الصراعات في العراق وسوريا وليبيا واليمن في نزوح أعداد غير مسبوقة من الأشخاص في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا وفي أزمات إنسانية متزايدة التعقيد والقسوة . وفي الممارسة العملية، وعلى الرغم من المبادئ التوجيهية ، يتم نسيان النازحين داخلياً في كثير من الأحيان ولا يتلقون مساعدة تذكر ، كما يحدث حالياً مع الأسر النازحة في العراق وسوريا ، حيث يقدر مركز رصد النزوح الداخلي إجمالي عدد النازحين داخلياً بنحو 10 ملايين شخص " . https://www.thenewhumanitarian.org "حذرت منظمات إنسانية تابعة للأمم المتحدة من تداعيات الأوضاع المعيشية الصعبة التي يعيشها اللاجئون السوريون في العراق، والتي قالت إنها ازدادت سوءاً بعد تفشي أزمة جائحة كورونا . وقال بيان مشترك لهذه المنظمات، نشر بمناسبة مرور 10 سنوات على أحداث سوريا إنه "منذ اندلاع الأزمة السورية، لم تصبح حياة اللاجئين السوريين من النساء والرجال والفتيات والفتيان أسهل، بل في الواقع، فإنه مع مرور كل عام، يزداد وضعهم صعوبة ". https://www.nasnews.com بالرغم من كل هذه المآسي والمحن التي يعيشها شريحة كبيرة من المواطنين العرب الذين أغلبهم مسلمين ، لم يتحرك أحد ولم تثار ضجة كتلك التي أثارتها مشاهد من فلم يعالج مشكلة وقضية هي في الأصل موجودة وتنتشر بسرعة في المجتمع العربي ، الا وهي المثلية . فقد تعرضت الفنانة منى زكي ، أحدى أبطال فلم ، أصحاب ولا اعز ، لهجوم شرس على خلفية مشهد لها في الفيلم ، وهي تخلع ملابسها الداخلية ولكن لم يظهر أي شيء من جسدها ، و قدم العديد من المحامين بلاغ للنائب العام المصري ضدها . وانتفض الأزهر لهذا الفعل الجلل ، حيث حذر في فتوى له على عرض الفلم على نتفليكس ، بعدما أثار جدلا واسعًا عبر مختلف شبكات التواصل ووصل صداه للبرلمان المصري وأكد مركز الفتوى العالمي للأزهر ( أن الضَّمائر اليقظة تدفع أصحابها نحو الإبداع المُستنير الواعي الذي يبني الأُمم، ويُحسِّن الأخلاق، ويُحقِّق أمن واستقرار المُجتمعات. وأضاف أن التَّمرُّد على الفَضيلة، والتَّنكر لقيم المُجتمع السَّويَّة بمخطَّطات وحملات مُمنهجة ليست حُرّيَّة، أو تحرّرًا، أو إبداعًا، بل هو إفسادٌ وإِضعَاف للمُجتمعات، وغَمْسٌ لها في أوحال الرَّذيلة، مشيرا إلى أن المُشاركة في إشاعة الفواحش وتهوينها في عيون النَّاس خطيئة تنشر المُوبقات والجرائم، وتهدِّد قِيم المُجتمع وأمنه واستقراره. وتابع أن تشويه المفاهيم الدِّينية، والقِيم الأخلاقية، بهدف إثارة الجَدَل، وزيادة الشُّهرة والمُشاهدات أنانيَّة ونفعيَّة بغيضة، تعود آثارها السَّلبية على استقامة المُجتمع وانضباطه وسَلامه، مؤكدا أن النَّماذج السَّيئة في المُجتمعات لا يُحتفَى بها، ولا يُتعاطف مع خطئها، بل تُبغَّض أفعالها، ويُحذَّر النَّاس منها. وأكد أن صناعة القُدوات الصَّالحة المُلهِمة، وتسليط الضَّوء على النَّماذج الإيجابية المُشرِّفة من أهم أدوار الإعلام الرَّفيعة في بناء وعي الأمم، وتحسين أخلاق الشَّباب، وانحسار الجرائم، وتشويهُ معنى القدوة ينشر الانحلال الخُلقي، ويُزيّف الوعي، ويُفسد الفِطرة، مضيفا أن البذاءة اللفظية لا جرأة فيها أو شجاعة، بل هي صفة دنيئة، مُخالفة للفطرة، ومُنافية للآداب الشَّرعية والذَّوق العام. وتابع أن الخيانة الزَّوجية -بكل صُورها- جريمة لا مبرر لها مُطلقًا، بل تبريرها جريمة كذلك، مشيرا إلى أن العلاقة غير الشَّرعية بين الرجل والمرأة زنا مُحرّم من كبائر الذُّنوب، ومحاولة تحسينها وتطبيعها إهدار للحقوق، وهدم للمُجتمعات، ومخالفة صارخة لتعاليم الإسلام. وقال إن الشُّذوذ الجِنسي فاحشةٌ مُنكرَة، وانحلالٌ أخلاقي بغيض، ومخالفةٌ لتعاليم الأديان، وانتكاسٌ للفِطرة الإنسانية السَّوية، وجريمة تطبيعه والتَّرويج له مَسْخٌ لهُوِيَّتنا، وعبثٌ بأمن مُجتمعاتنا، وهدمٌ للمُنظومة القِيمية والاجتماعية ومُؤسَّسة الأسرة. ) https://www.echoroukonline.com فهل لقطة عابرة من فلم ربما لا يتنسى للعديد من مشاهدته يهدد قيم المجتمع ، بينما نرى الفقر والبطالة والفساد والجريمة بأعيننا كل يوم ، فعلًا أنه النفاق بعينه .
#صادق_جبار_حسين (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
الجيش العراقي ماضيًا عظيم و مستقبل مجهول
-
العدالة العرجاء في العراق
-
إنتهت مسرحية محرم في العراق
-
هل الحشد حامي الأعراض ام مصالح ايران
-
تمثال المنصور سبب خراب العراق
-
يطالبون بتحرير فلسطين ويجردون الفلسطينيين من حقوقهم
-
يتألم للأغراب ولا يتألم لأبناء البلد الذي آواه
-
مقتدى الصدر سيد التناقضات
-
هل أتى اليوم الذي يتمنى فيه العراقيون عودة البعث
-
عاد البابا وعادت ريما لعادتها القديمة
-
شبح البعث ورعب سياسي الشيعة
-
بعد هشام بن عبد الملك جاء الدور لمحاكمة دونالد ترامب
-
لا تغيير في العراق بدون ثورة مسلحة
-
قانون الجرائم المعلوماتية قانون تكميم الأفواه
-
هل أنتصر مقتدى وجلاوزته
-
أحزاب السلطة وأزمة الاخلاق
-
العنف في العراق
-
الصدريون مذهب جديد يلوح بالأفق
-
هل يتحول العراق الى ساحة حرب بين أمريكا وايران
-
العشائرالسرطان الذي ينهش الجسد العراقي
المزيد.....
-
لبنان: غارة مسيّرة إسرائيلية تودي بحياة صيادين على شاطئ صور
...
-
-لا تخافوا وكونوا صريحين-.. ميركل ترفع معنويات الساسة في مخا
...
-
-بلومبيرغ-: إدارة بايدن مقيدة في زيادة دعم كييف رغم رغبتها ا
...
-
متى تشكل حرقة المعدة خطورة؟
-
العراق يخشى التعرض لمصير لبنان
-
مقلوب الرهان على ATACMS وStorm Shadow
-
وزارة العدل الأمريكية والبنتاغون يدمران الأدلة التي تدينهما
...
-
لماذا تراجع زيلينسكي عن استعادة القرم بالقوة؟
-
ليندا مكمان مديرة مصارعة رشحها ترامب لوزارة التعليم
-
كيف يمكن إقناع بوتين بقضية أوكرانيا؟.. قائد الناتو الأسبق يب
...
المزيد.....
-
المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021
/ غازي الصوراني
-
المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020
/ غازي الصوراني
-
المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و
...
/ غازي الصوراني
-
دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد
...
/ غازي الصوراني
-
تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ
/ غنية ولهي- - - سمية حملاوي
-
دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية
/ سعيد الوجاني
-
، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال
...
/ ياسر جابر الجمَّال
-
الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية
/ خالد فارس
-
دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني
/ فلاح أمين الرهيمي
-
.سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية .
/ فريد العليبي .
المزيد.....
|