محمود سلامة محمود الهايشة
(Mahmoud Salama Mahmoud El-haysha)
الحوار المتمدن-العدد: 7148 - 2022 / 1 / 29 - 19:00
المحور:
التربية والتعليم والبحث العلمي
يقام بكل الجامعات بالكليات التابعة لها بشكل منتظم - حلقاتٌ نقاشية علمية، فيما يطلق عليه "سيمنار"، وهي حلقة نقاشية علمية في تخصص بعينه، يقيمه القسم العلمي في تلك الكلية، أو ذاك المعهد العلمي، وبالتأكيد يحضره طلاب الدراسات العليا المسجلون لدرجتَيِ الماجستير والدكتوراه، والأساتذة أعضاء هيئة التدريس ومعاونوهم؛ حيث يقوم أحد الطلاب بعرض لبحث أو دراسة، تمت بالفعل، ونُشِرت بإحدى المجلات، أو الدوريات العلمية، أو عرض خطة البحث التي سوف يُقْدِمُ على تنفيذها؛ وذلك لأخذ آراء ومقترحات الباحثين الآخرين، من خلال تقديمهم للنقد البنَّاء؛ لتعديل، أو إضافة، أو حذف، أي جزء من جزئيات الخطة البحثية، وتلك الحلقة مفيدة جدًّا للدارسين والباحثين، ولكني لن أخوض كثيرًا في تلك النقطة؛ لأنها شبه مغلقة على تلك الأكاديمية العلمية التي يُنَظَّم فيها هذا اللقاء العلمي، الذي إما أن يكون بشكل أسبوعي، أو بشكل شهري، ولكن ما سوف أستفيض فيه خلال السطور القادمة هو مسألة حضور عامة الناس، وعلى كافة المستويات الثقافية والفكرية للمناقشات العلمية العلنية، لرسائل وأطروحات الماجستير والدكتوراه، والتي تقام مع كثرة أعداد الكليات بالجامعات وكثرة أعداد طلاب الدراسات العليا المسجلين للحصول على الدرجات العلمية، فلا تخلو جامعة الآن من وجود مناقشة أو أكثر، كل يوم في أحد الأقسام العلمية بكلياتها المتعددة.
كانت مناقشات رسائل الماجستير والدكتوراه حتى أواخر تسعينيات القرن الماضي بكل الجامعات المصرية مغلقةً؛ أي: ليست علنية، فقط يتم وضع إعلان في لوحات الإعلانات بالكلية وبالقسم العلمي، وتحضر لجنة المناقشة والحكم على الرسالة، وتجتمع في إحدى غرف القسم العلمي، أو على سبيل المثال: في حجرة أحد الأساتذة المشرفين على الطالب/ة، أو حجرة رئيس القسم، أو مقر اجتماعات مجلس الكلية، ويُغلَق الباب على اللجنة والطالب، ولا يُسمَح بحضور أي شخص، ولا قريب، ولا حبيب، ولا صديق، وبعد مدة طالت أو قصرت، خمس دقائق، أو حتى خمس ساعات، ثم يُفتَح الباب، ويُعْلَن حصول الباحث على الدرجة العلمية، وينتهي الأمر على ذلك.
أما في السنوات الماضية، وإلى الآن، فغيَّرت الجامعات لوائح الدراسات العليا، وأصبح من الضروري إقامة المناقشات العلمية بصورة علنية، ويتم دعوة الجمهور، والباحثين، والمتخصصين، وغير المتخصصين لحضورها، ويتم الإعلان عن موعدها قبلها بِعِدَّةِ أيام؛ بحيث يتم وضْعُ إعلانٍ موضَّحٍ فيه اسمُ الجامعة، والكلية، والقسم العلمي، وعنوان الرسالة العلمية، واسم الباحث/ة، وأسماء لجنتي الإشراف والحكم والمناقشة، وكتابة مناصبهم وألقابهم العلمية، أمام اسم كل واحد منهم.
وهناك الكثير من الكليات لها مواقع على الإنترنت، وبها باب للأخبار، يمكن للجميع الاطلاع عليها، خاصة وقد أصبح استخدام الشبكة العنكبوتية سهلاً ويسيرًا للكثير من الناس، بعد استخدام تطبيقات الإنترنت للتواصل، والاتصالات الدولية، فأصبح الإنترنت في أيدي الجميع وممسكًا به في يده من خلال التليفون المحمول، فبدلاً من الجلوس على المقاهي، أو أمام شاشات التليفزيون، وتقليب الريموت كنترول على الفضائيات، أدعو الجميع للتوجه لقاعات المناقشات والمؤتمرات العلمية بالكليات والمعاهد العلمية، التي أصبحت منتشرة في كل المدن الكبرى، لحضور هذه المناقشة العلمية بشكل مجاني متاح؛ لكي يتعرف على أشخاص آخرين، من المؤكد أنه لم يلتق بهم من قبل، ومن الجائز أنه لن يراهم مرة أخرى، وسوف يستمع لأساتذة وعلماء كبار في مجال تخصصهم، ويتعرف على الجديد الذي توصَّل إليه الباحث صاحب الرسالة العلمية، ويكتسب خبرة الأجواء العلمية، ويمكن للحضور تسجيل ما لفت نظرهم أو انتباههم في هذا اللقاء العلمي في دفتر صغير يحملونه في جيوبهم، بل والتقاط صورة لمنصة المناقشة، ونقل هذا لعالم الصحافة والإعلام، والمدونات، ومواقع التواصل الاجتماعي، وكتابة أهم ما اكتسبه من معلومات، ومعرفة جديدة، للأصدقاء وجميع البشر، من خلال الإنترنت؛ فالجميع الآن يتلهف على حضور ندوات ووِرَش العمل في مجالات وعلوم التنمية البشرية، بل ويحجز قبلها بأيام وأسابيع مقعدًا، ويدفع عشرات بل مئات الجنيهات، نظير هذه المحاضرة، أو تلك الدورة التدريبية، في المقابل أمامه بشكل شبه يومي مناقشة أو أكثر في كلية أو أكثر من كليات الجامعة الموجودة في مدينته أو محافظته، فلو عَدَدْنا فوائد حضور تلك الجلسات العلمية، لاحتجنا إلى عدة صفحات لسردها، ولكن يمكن إيجازها في النقاط التالية:
• معرفة أناس جدد خارج الإطار الشخصي والاجتماعي للإنسان.
• اكتساب الكثير من المعلومات والمعارف العلمية، سواء القديمة أو الجديدة في مجال تخصص البحث المناقَش.
• اكتساب العديد من الخبرات النظرية والعملية والعلمية.
• التعرف على عالَم البحث العلمي والدراسات العليا والبحوث.
• يمكن لأي شخص محب للعلم والمعرفة، أن يذهب لحضور هذه المناقشات بقلب عاشق، وعقل مفتوح ومتفتح، وعين مفكر، ومع تكرار الحضور وتسجيل كل ما سمعه ورآه يتحول هذا الشخص إلى محرر صحفي علمي محترف، ومراسل علمي للصحف والمجلات المحلية والدولية.
• التشجيع على حب العلم والتعلم، ومواصلة التعليم حتى آخر دقيقة في حياة الإنسان.
• الحث على القراءة، والاطلاع، والبحث، في معلومة سمعها جذبت انتباهه.
•التعرف على الأقسام العلمية، والتخصصات الدقيقة من العلوم، بل والأكثر دقة، سواء أكانت الكلية علمية أو أدبية.
• معرفة برتوكول وترتيب المناقشة العلمية، وكيفية إدارة الجلسات العلمية، وطريقة عرض الباحث/ة لنتائج بحثه، وأهم ما توصل إليه، وكيفية تطبيق تلك التوصيات.
• يقوم البحث العلمي خاصة التطبيقي منه، على حل مشكلة من المشكلات التي تواجه شريحة معينة من المجتمع، أو قطاعًا من القطاعات الاقتصادية، أو لتطوير الحياة السياسية، أو الاجتماعية، التي تظهر بالمجتمع المحلي، أو الإقليمي، أو الإنساني، وبالتالي سوف يتعرف الحاضرون على ماهية المشكلة، والطرق المختلفة لحلها، والتعامل معها، وأهم أو أفضل الوسائل التي توصَّل إليها الباحث لمعالجتها، وما هي النقاط التي يُوصي بها الباحث لدراستها من قِبَل الباحثين والدارسين في المستقبل، بعد ما انتهى من دراسته الحالية.
• سيظل العنصر البشري، واللقاء وجهًا لوجه، إحدى الوسائل التي لا غِنى عنها، مهما تطورت وسائل وطرق الاتصال والتواصل بين البشر في اكتساب المعرفة والتعليم والتعلم، فمع انتشار الجامعات والمعاهد والمراكز البحثية الافتراضية، وقاعة المناقشات، والندوات العلمية الافتراضية، والتعليم غير المتزامن والمتزامن عن بُعد، إلا أنه ستظل الجامعات التقليدية، وعلاقة الأستاذ بالطالب، وعلاقة الأستاذ بالمجتمع، وعلاقة الباحث بالمجتمع، كما هي، بشكل تقليدي كلاسيكي، وبالاتصال المباشر.
• تعظيم الاستفادة من دَور الجامعة في خدمة المجتمع، وتنمية البيئة المحلية.
• ملء قاعات المناقشات بالكليات، بدلاً من تركها فارغة إلا إذا كان الباحث دعا أو اصطحب جمعًا كبيرًا من الأصدقاء والمعارف والأقارب والجيران لحضور مناقشة الرسالة، فبوجود أعداد كبيرة داخل قاعة المناقشات تكتمل الصورة، ويتحقق الهدف من علانية الحدث، ويخرج من القاعة عددٌ كبير بعدة معلومات جديدة، ينقلونها للناس والشارع، وعليه يحدث التطور التراكمي التدريجي للذات البشرية.
هذا الموضوع في غاية الأهمية لكل أفراد المجتمع، ومن كافة الشرائح السِّنِّية، ويحتاج إلى حملة للتوعية والترغيب في دخول الجامعات، والكليات، والمعاهد، والمراكز البحثية، وكسر الحاجز النفسي بين الشارع وقاعات العلم، فلا بد من أن يكون للعلم جمهور، وليس الهدف في الكم، ولكن المهم الكيف، وإلى لقاء آخر في حضرة البحث العلمي.
========
Attending scientific discussions is a necessity for self-development...
Written by: Mahmoud Salama El-Haysha
Egyptian writer and researcher
[email protected]
It is held in all universities in its faculties on a regular basis - scientific seminars, in what is called a “seminar”, which is a scientific discussion in a particular discipline, organized by the scientific department in that college´-or-that scientific institute, and certainly attended by graduate students registered for master’s and doctoral degrees, professors, faculty members and their assistants Where a student presents a research´-or-study that has already been completed and published in a journal´-or-scientific periodical,´-or-presents the research plan that he will implement In order to take the opinions and suggestions of other researchers, by presenting them for constructive criticism To modify, add,´-or-any part of the research plan, and this episode is very useful for scholars and researchers, but I will not go into much of that point Because it is almost closed to that scientific academy in which this scientific meeting is organized, which is either on a weekly basis,´-or-on a monthly basis, but what I will elaborate on in the coming lines is the issue of the public’s attendance, and at all cultural and intellectual levels, for public scientific discussions, for messages and theses Master’s and doctoral degrees, which are held with the large number of colleges in universities and the large number of graduate students registered to obtain scientific degrees, the university is not free now from the presence of one´-or-more discussions, every day in one of the scientific departments in its many colleges.
Until the late 1990s, discussions of master’s and doctoral theses were closed in all Egyptian universities. That is: it is not public, only an announcement is placed on the notice boards of the college and the scientific department, and the discussion and judgment committee attends the thesis, and it meets in one of the rooms of the scientific department,´-or-for example: in the room of one of the professors supervising the student,´-or-the room of the head of the department,´-or-the headquarters of the college council meetings, and the door is closed to the committee and the student, and no person, relative, lover,´-or-friend is allowed to attend, and after a period of long´-or-short time, five minutes,´-or-even five hours, then the door is opened, and it is announced that the researcher has obtained the degree Scientific, and it ends with that.
In the past years, and until now, universities have changed the regulations for graduate studies, and it has become necessary to hold scientific discussions openly, and the public, researchers, specialists, and non-specialists are invited to attend, and the date is announced several days before it So that an advertisement is placed in which the name of the university, the college, the scientific department, the title of the thesis, the name of the researcher, the names of the supervision, governance and discussion committees, and the writing of their positions and scientific titles, in front of the name of each one of them.
There are many colleges that have websites on the Internet, and they have a door for news, which everyone can view, especially since the use of the Internet has become easy for many people, after using Internet applications for communication and international communications, so the Internet is in everyone’s hands and holding it in his hand through The mobile phone, instead of sitting in cafes,´-or-in front of television screens, and flipping the remote control over the satellite channels, I invite everyone to go to the discussion rooms and scientific conferences in colleges and scientific institutes, which have become widespread in all major cities, to attend this scientific discussion free of charge available In order to get acquainted with other people, he certainly has not met them before, and it is possible that he will not see them again, and he will listen to professors and senior scholars in their field of specialization, and get acquainted with the new reached by the researcher who wrote the scientific thesis, and gain the experience of the scientific atmosphere, and the attendees can Recording what caught their attention´-or-their attention in this scientific meeting in a small notebook that they carry in their pockets, and even taking a picture of the discussion platform, and conveying this to the world of journalism, media, blogs, and social networking sites, and writing the most important information and new knowledge gained by friends and all humans, from through the Internet Everyone is now eager to attend seminars and workshops in the fields and sciences of human development, and even reserves a seat days and weeks before it, and pays tens´-or-even hundreds of pounds, for this lecture,´-or-that training course, in return for almost daily one´-or-more discussions in one´-or-more colleges. The faculties of the university located in his city´-or-governorate, if we enumerate the benefits of attending these scientific sessions, we would need several pages to list them, but they can be summarized in the following points:
• Knowing new people outside the personal and social framework of the human being.
• Acquiring a lot of information and scientific knowledge, whether old´-or-new, in the field of specialization of the research being discussed.
• Gaining many theoretical, practical and scientific experiences.
• Getting acquainted with the world of scientific research, postgraduate studies and research.
• Any person who loves science and knowledge can go to these discussions with a loving heart, an open and open mind, and a thinking eye. With repeated attendance and recording of everything he heard and saw, this person would turn into a professional scientific journalist editor, and a scientific reporter for local and international newspapers and magazines.
• Encouraging a love of science and learning, and continuing education until the last minute in a person s life.
• Urging to read, study, and research information he heard that attracted his attention.
Getting acquainted with the scientific departments, and the precise disciplines of science, and even more accurately, whether the college is scientific´-or-literary.
• Knowing the protocol and arrangement of the scientific discussion, how to manage scientific sessions, the way the researcher presents his research results, the most important findings, and how to implement those recommendations.
• Scientific research, especially applied research, is based on solving one of the problems facing a particular segment of society,´-or-a sector of the economic sectors,´-or-to develop political´-or-social life, which appears in the local, regional,´-or-humanitarian community, and therefore the attendees will learn about What is the problem, the different ways to solve it and deal with it, the most important´-or-best means that the researcher has reached to treat it, and what are the points that the researcher recommends to be studied by researchers and scholars in the future, after he finished his current study.
• The human element, and meeting face to face, will remain one of the indispensable means, no matter how advanced the means and methods of communication and communication between humans in acquiring knowledge, teaching and learning, with the spread of virtual universities, institutes and research centers, discussion room, virtual scientific seminars, and asynchronous and synchronous education about After all, the traditional universities, the professor-student relationship, the professor-society relationship, and the researcher-society relationship will remain the same, in a classic and -dir-ect form.
• Maximizing the benefit of the university s role in serving the community and developing the local environment.
Filling the discussion halls in colleges, instead of leaving them empty unless the researcher invited´-or-accompanied a large group of friends, acquaintances, relatives and neighbors to attend the discussion of the thesis. With large numbers inside the discussion hall, the picture is complete, and the goal is achieved from the publicity of the event, and a large number come out of the hall with several information They convey new ones to people and the street, and accordingly the gradual cumulative development of the human self takes place.
This topic is extremely important to all members of society, from all Sunni segments, and it needs a campaign to raise awareness and encourage entering universities, colleges, institutes, and research centers, and to break the psychological barrier between the street and science halls. , But the important thing is how, and to another meeting in the presence of scientific research.
#محمود_سلامة_محمود_الهايشة (هاشتاغ)
Mahmoud_Salama_Mahmoud_El-haysha#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟