أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير - هادي فريد التكريتي - الصابئة المندائيون ..ومسؤولية الدولة ..!!















المزيد.....

الصابئة المندائيون ..ومسؤولية الدولة ..!!


هادي فريد التكريتي

الحوار المتمدن-العدد: 1662 - 2006 / 9 / 3 - 09:50
المحور: القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير
    


بلاد الرافدين ، وعلى مدى آلاف السنين ، عاشت على أرضه ديانات مختلفة ومتعددة ، ومن أقدم هذه الديانات ، الصابئة المندائية ، التي بقيت محافظة على تقاليدها وتراثها الديني الموروث ، حيث احتفظت هذه الطائفة المسالمة ، ليست بعلاقات سليمة وسلمية فقط مع كافة الأقوام والشعوب ، التي شاركتها العيش ، وإنما كانت تحضى بالإهتمام والرعاية من قبل تلك المجتمعات ، بغض النظر عن شكل أنظمة الحكم ، وعقيدة الحكام الذين توارثوا حكم العراق ، لما امتازت وتميزت به هذه الطائفة والقائمين على شؤونها الدينية ، من ذكاء وحكمة ، وأفرادها من دأب ومثابرة ، وتوظيف معرفتهم وخبرتهم العلمية والعملية ، في مختلف مجالات الحياة ، لخدمة هذه الشعوب ، مما أكسبهم تعاطف وحب ومودة أغلب الأقوام التي عاشوا معها ، وفي ظل أنظمتها المختلفة ، على مر السنين ، وهذا ما جعلهم في منأى عن الاضطهاد الديني أو الطائفي ، بسبب معتقداتهم الدينية ، أو نتيجة لرفض الخضوع لديانات أنظمة الحكم السائدة ، أو لعدم الدخول في الديانات الجديدة ، وحتى إن حصل اضطهاد نتيجة لغزو أجنبي للعراق ، فكان ما يصيب هذه الطائفة ، الصابئة المندائية ، هو ما يصيب كل الطوائف والأقوام التي يقع عليها الحيف والظلم .
والمسلمون ، الأوائل ، قد احترموا ما نص عليه القرآن ، بشأن المعاملة الواجب احترامها ، وفق نص الآية ، التي جعلت من أتباع الديانة الصابئة المندائيين ، أهل كتاب ، أسوة بأهل الكتب السماوية ، من اليهود والنصارى ، وفق منطوق الآية 62 من سورة البقرة ، " إن الذين آمنوا والذين هادوا والنصارى والصابئين من آمن بالله واليوم الآخر وعمل صالحا فلهم أجرهم عند ربهم ولا خوف عليهم ولاهم يحزنون " ولأهمية هذا الحكم وخطورة مخالفة العمل بهذه الآية ، سواء أكان بالتنكر لمعتقدات أصحاب هذه الديانات ، في المجتمع ، أو بالتعدي على حقوقهم ، أوبالتضييق على حرية طقوس عباداتهم ، ولتأكيد هذا الأمر على كل المسلمين في كل مجتمعاتهم وأينما كانوا ، وخاصة على ولاة الأمر منهم ، القائمين على تنفيذ الحكم الشرعي ، ألزمهم القرآن جميعا ، بالتقيد بمنطوق الآية وعدم مخالفتها ، شكلا ومضمونا ، من خلال تكرار هذه الآية في مكان آخر ، وبالنص عليها حرفيا ، كما جاء في الآية 69 من سورة المائدة ، بل ذهب الحكم القرآني في التسامح مع المخالفين في المعتقد والعقيدة ، أبعد من هذا بالنص على عدم التعرض إليهم أو مساءلتهم ، ليس فقط لأصحاب الكتاب المار ذكرهم ، بما فيهم المسلمون المؤمنون ، بل وحتى المجوس ، والذين أشركوا في الله ، فالله وحده من له الفصل والحكم على ما في دواخل الناس وما يعتقدون ، فالآية 17 من سورة الحج ، لا لبس فيها من عدم شرعية التعرض ، من أي كان ، لمعتقدات الناس وما يضمرون ، في ضمائرهم وسرائر نفوسهم ، فالإيمان وعدمه هو شأن شخصي ، قائم بين العابد والمعبود ، ولا مجال فيه للتدخل ، أو الاجتهاد من حاكم أو تأويل من فقيه أو مفسر " إن الذين آمنوا والذين هادوا والصابئين والنصارى والمجوس والذين أشركوا إن الله يفصل بينهم يوم القيامة إن الله على كل شيء شهيد " . فما تمارسه قوى الإسلام السياسي والطائفي في الوقت الحاضر ، من تهديد بالقتل ، وبالقتل ، والتهجير ، والتشريد في داخل العراق وخارجه ، لطائفة الصابئة المندائيين ، وغيرهم من الطوائف الدينية الأخرى ، بكل تسمياتها ومسمياتها ، يتعارض مع أحكام القرآن التي تحرم قتل الإنسان دون ذنب أو جريمة مرتكبة ، كما ورد في سورة المائدة الآية 32 " ... من قتل نفسا بغير نفس أو فساد في الأرض فكأنما قتل الناس جميعا ومن أحياها فكأنما أحيا الناس جميعا .." فكيف الحال والجريمة ترتكب من قبل أناس جهلة وصبيان ، يتلفعون بالدين ، لستر جرائمهم وعدم كشفها ، ينفذونها في ظل دولة ودستور ، والضحايا فئة من الشعب ، مسالمة من طائفة ودودة ومسالمة ، انغرست جذورها في عمق التاريخ والوجدان العراقي ، بل هي خير من يحكي وقائع التاريخ , وما تعرض له هذا الوطن على مختلف عصوره ، حيث ساهم أبناؤها في نسج رخائه وازدهاره ، كما شاركوا في صنع أفراحه في انتصاراته ، وحملوا هموم أحزانه في انكساراته ، وتقاسم أتباعها ضيم وقهر الحكام ، أسوة بما احتمله الشعب العراقي ، على امتداد سنوات نضاله ضد سلطات الظلم والاستبداد ، نتيجة لوعي سياسي متجذر في انتماء أبناء الصابئة الوطني .

نسيج الحركة الوطنية العراقية ، منذ بداياتها ساهم فيه الكثير من المناضلين ، الصابئة المندائيين ، وكثيرون من طوائف عراقية أخرى ، إلا أن ما نتحدث عنهم ، هنا ، هم من ابناء هذه الطائفة ، المعطاءة بسخاء للوطن ، حيث قدمت الكثير من الشهداء ، الذين انخرطوا في العمل السياسي والوطني ، منذ بواكير الحكم الوطني ، وقاست هذه الطائفة ، من أجل وطن حر وشعب سعيد ، فطرزت دماؤهم لوحة شهداء هذا الوطن ، على مختلف مراحل النضال ضد الاستعمار ، والحكام الخونة ، إلا أن النظام الفاشي ، بمرحلتيه الأولى والثانية ، كانت له الحصة الأوفى من الشهداء المندائيين ، رجالا ونساء، لمقاومتهم وبسالتهم في التصدي لهذا النظام ، حيث روت دماؤهم الزكية أرض وسجون العراق ، كما ضمخت دماؤهم ربى كوردستان ، ومن حيث اختلطت الدماء وتمازجت ، مع دماء كل الوطنيين العراقيين ، من كل القوميات والطوائف ، توفرت إمكانية سقوط الفاشية ، ليبدأ عصر جديد ، ونظام حكم يعتمد الحرية والديمقراطية في الكثير من بنود دستوره ، ويقر حكما لا يتعارض مع توجهات الدين الإسلامي ، وبدلا من أن ُتًكًرم هذه الطائفة الوطنية ، وباقي الطوائف ، من قبل الدولة ومؤسساتها الرسمية ، يقع عليها خيار القوى المعادية والحاقدة على الشعب ، وعلى قواه الوطنية والديموقراطية ، من أتباع ومؤيدي الإسلام السياسي ، " لا يفهم كوعه من بوعه " ، حاقد على الشعب والوطن ، متشدد ومتشنج ومتخلف ـ طائفي بشقيه ، الشيعي والسني ، وقوى اخرى قومية ـ عنصرية ، وبقايا فاشية بعثية ، للقيام بحملة تصفية ضدهم ، تتسم بالتهديد والقتل ، ونهب وحرق بيوتهم ومحلات عملهم ، مرغمينهم على مغادرة العراق ، حيث التشرد في دول الجوار ، دون قدرة لهذه الطائفة ، على العمل أو العيش ، طالبين السلامة في اللجوء إلى دول أجنبية ، كل هذا يتم تحت علم وسمع الدولة ومؤسساتها الحكومية والرسمية ، حيث الجناة المسؤولون عن هذه الجرائم ينعمون بحماية القانون والسلطة ، ويشغلون مقاعدهم لتمثيل الشعب في المجلس النيابي !! وميليشياتهم تصول وتجول في ساحة الإرهاب ، ولها الحرية المطلقة في قتل وتشريد الكثير من أبناء هذه الطائفة وطوائف أخرى غيرها ، لا لسبب يبرر جريمتهم هذه ، غير حقدهم على وطنيتهم ، وانحيازهم للمعسكر الوطني والديموقراطي ، ووقوفهم بوجه القائمين على تقسيم العراق ، وافتعال حرب طائفية .

الدولة بكل مؤسساتها تتحمل مسؤولية هذه الجريمة ، بصمتها وانحيازها الكامل للقتلة ، دون اتخاذ أية إجراءات حقيقية ورادعة لحماية أرواح منتسبي الطائفة المندائية ، ومنتسبي بقية الطوائف الأخرى ، التي تتعرض بالمثل للتطهير العرقي ، من قبل متطرفي الدين والقومية ، كما تتحمل مسؤولية الإبادة الحاصلة منظمات المجتمع المدني ، ومنظمات حقوق الإنسان ، فعليها أن ترفع أصوات الشجب والإدانة لهذه الجرائم ، التي هي جرائم لإبادة الجنس البشري في العراق ، تستحق قرارا من هيئة الأمم المتحدة ، ومنظماتها الإنسانية والدولية ، لشجبها وإدانتها ، وإيجاد حل عاجل لوقف المأساة التي تتعرض لها الطائفة المندائية ..!




#هادي_فريد_التكريتي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- - معا إلى الأمام -...إلى أين ..؟!!
- الأنفال مجزرة الحقد العنصري ..!
- نقد الذات ..وصراحة المسؤول..!
- عشتار وتموز ..وقصة الخلق العراقية ..!
- أمريكا عدوة الشعوب ..!
- الكورد الفيلية ..والمحكمة الجنائية العراقية العليا ..!
- من الذي شبك سيار الجميل ..؟؟
- في الذكرى الثامنة والأربعين لثورة 14 تموز ..!
- الكورد الفيلية ضحية حكم عنصري وفاشي ..!
- !...خاطرة / عن حسن سريع ..وقطار الموت
- ثورة العشرين ..وواقعنا الراهن ..!
- علمانية الدولة ضمانة للديموقراطية..!
- لحية العنزة ..والسروال الشرعي ..!
- الحكومة وخططها الأمنية ..والمليشيات ..!
- عن صراحة ابن عبود مؤتمر اتحاد كتاب السفارة العراقية في السو ...
- الزرقاوي والمتياسرون ..!!
- المليشيات ..ووعود المالكي ..!!
- ..!أمجاد نعاديها
- الطبقة العاملة ..وطموح حزبها السياسي ..!!
- الشخص المناسب في المكان المناسب ..!


المزيد.....




- لِمَ انتظر هذا الرجل سن التقاعد حتى يمارس شغفه بتحويل الخردة ...
- -إن مت أريد موتا صاخبا-.. مقتل المصورة الصحفية فاطمة حسونة ب ...
- نعيم قاسم: لن نسمح لأحد بنزع سلاح حزب الله وسنواجه من يسعى ل ...
- قصة عروس في غزة فقدت عريسها قبل الزفاف بيوم
- الصحافة في عصر التزييف العميق: رؤى وتحديات من منتدى الإعلام ...
- اليمن: غارات أميركية على صنعاء والحديدة والجوف تخلف أكثر من ...
- محاكمة -التآمر-..أحكام بالسجن بين 13 و66 عاماً على قادة المع ...
- -نوفوستي-: المحتالون الذين يهاجمون الروس عبر الهاتف يعملون ت ...
- رابطة صينية تتهم واشنطن بانتهاك قواعد التجارة الدولية بشكل ص ...
- أورتاغوس -تتثاءب- ردا على أمين عام حزب الله


المزيد.....

- الرغبة القومية ومطلب الأوليكارشية / نجم الدين فارس
- ايزيدية شنكال-سنجار / ممتاز حسين سليمان خلو
- في المسألة القومية: قراءة جديدة ورؤى نقدية / عبد الحسين شعبان
- موقف حزب العمال الشيوعى المصرى من قضية القومية العربية / سعيد العليمى
- كراس كوارث ومآسي أتباع الديانات والمذاهب الأخرى في العراق / كاظم حبيب
- التطبيع يسري في دمك / د. عادل سمارة
- كتاب كيف نفذ النظام الإسلاموي فصل جنوب السودان؟ / تاج السر عثمان
- كتاب الجذور التاريخية للتهميش في السودان / تاج السر عثمان
- تأثيل في تنمية الماركسية-اللينينية لمسائل القومية والوطنية و ... / المنصور جعفر
- محن وكوارث المكونات الدينية والمذهبية في ظل النظم الاستبدادي ... / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير - هادي فريد التكريتي - الصابئة المندائيون ..ومسؤولية الدولة ..!!