صوت الانتفاضة
الحوار المتمدن-العدد: 7148 - 2022 / 1 / 29 - 02:48
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
من المعروف للجميع ان من يحكم البلد ومنذ 2003 هم القوى الإسلامية، بمختلف تسمياتها، هذه القوى عملت وبشكل حثيث ومركز على إشاعة الجهل والتخلف ونشر الامية بين الناس، فالمعادلة حتى تكون صحيحة بالنسبة لهذه القوى هي: كلما زاد الجهل وتفشت الامية كلما ازداد خضوع الناس وسهلت عبوديتهم واستسلاميتهم، بالتالي قيادتهم.
الرعاة الرسميون لهذه القوى ذات الشكل السياسي هم مجموعة رجال دين، هم من يعطي الأوامر ويسن القوانين والتشريعات، أي انهم في المحصلة النهائية "الامر الناهي"، فسن الدستور واجراء الانتخابات وتشكيل الحكومات واشغال المناصب العليا والحساسة لا يمر ابدا دون رأي ومشورة رجال الدين؛ تجري في بعض الأوقات "خروقات" من قبل هؤلاء السياسيين، مثل مجيء المطربين واحياء الحفلات، قبل فترة ليست بالبعيدة، الا ان رجال الدين شنوا حملة شرسة، كانت بمثابة تنبيه وتحذير لهؤلاء السياسيين.
رجل الدين لا يعيش ولا تكون له ديمومة في مجتمع متعلم او متمدن او متحضر، وجود هذا يشكل نفيا لذاك، فمثلا عدد الجوامع والحسينيات والمقامات ازداد بشكل انفجاري بعد احداث 2003، حتى وصل الرقم الى 35 ألف جامع وحسينية، مقارنة مثلا بثلاث مراكز للبحوث، او بمقابل 11 ألف مدرسة، او 60 جامعة؛ او انه في سنة معينة بلغت ميزانية الوقفين "السني والشيعي" اكثر من مليار دولار، فيما بلغت ميزانية وزارة الصحة اقل من مئة مليون دولار؛ او ان عدد موظفي الهيئة العراقية للسيطرة على المصادر المشعة هو 177 موظف، بمقابل عشرات الالاف من الموظفين في تلك الأوقاف.
عندما تزور احدى الاقضية والنواحي في المحافظات، تتوضح لديك تلك الأرقام، فمثلا في قضاء الشامية، ذو المئة ألف نسمة، وهو أكبر قضاء في محافظة الديوانية، لم تبنى اية مدرسة منذ العام 2003، في حين تم بناء 20 حسينية؛ اننا إزاء سياسة مقصودة ومتعمدة ومدروسة بشكل دقيق.
اغلب جماهير هذه القوى الإسلامية هم من غير المتعلمين، او من ذوي التعليم المتدني، لهذا فأن السياسة التي تتبعها هذه القوى الرجعية، ومن خلفهم رجال الدين هي "التجهيل ثم التجهيل ثم التجهيل، حتى يستمر حكمنا ونزدهر".
#طارق_فتحي
#صوت_الانتفاضة (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟