مصطفى كاظم الزيدي
باحث قانوني
(Mustafi Kadim Alzeded)
الحوار المتمدن-العدد: 7148 - 2022 / 1 / 28 - 00:24
المحور:
دراسات وابحاث قانونية
في كل يوم يرحل عن عالمنا الكثيرون وفي جثثهم اعضاء بشرية سيلمة يكون مصيرها الدفنو التحلل في حين يواجه اخرون من الاحياء فشل اعضائهم والموت وهكذا تتجلى قدرة الخالق في تسخيرالعلم لنا كي نتمكن من انقاذ حياة انسان على شفا الموت عن طريق نقل العضو السليم من الميت الى الحي ونقل الاعضاء من الاموات يفضل عادة على نقلها من الاحياء وان نقل الاعضاء من جثث الموتى قد يتبلور في صيغ قانونية ومن ابرزها الوصية بالاعضاء البشرية ولقد عد المشرع العراقي الوصية من مسائل الاحوال الشخصية فعالج احكامها في قانون الاحوال الشخصية النافذ الذي عرف الوصية بانه تصرف في التركة مضاف الى مابعد الموت مقتضاه التمليك بلا عوض فالوصية تصرف تبرعي ينشا بارادةالموصي المنفردة وينصرف مفهومها في قانون الاحوال الشخصية الى الوصية بالمال وعليه فان الوصية بالاعضاء البشرية تخضع لقواعد تتلائم مع طبيعة الاعضاء البشرية التي تسمو على الماديات والوصية بالاعضاء البشرية عمل مستحب لما فيه من نفع كبير ومصلحة عظيمة وفي ضوء التشريعات المتلقة بنقل الاعضاء البشرية وعلى راسها التشريع العراقييلاحظ ان الوصية اهم مصدر من مصادر الحصول على الاعضاء البشريةحيث تنص المادة (2 ف أ) من قانون زرع الاعضاء البشرية العراقي يتم الحصول على اعضاء لاجل عمليات الزرع من الذي يتبرع بها او يوصي بها حال حياته شريطة ان يكون كامل الاهلية عند التبرع او الايصاء وباقرار كتابي وقد يتعدر في كثير من الاحيان الحصول على موافقة مكتوبة من المتوفي قبل وفاته مما يستدعي الاستعاضة عن هذة الموافقة بسبل اخرى يتم عن طريقها التصرف بالعضو البشري لنقله من المتوفي الى غيره ممن يحتاج اليه واولى هذة السبل هي استحصال موافقة اهل المتوفيوالاسيصار الى افتراض موافقة اهل الميت او موافقة اهله على الاستئصال وان القول بصحة تصرف اسرة المتوفي بجثته تبررها ضرورة انقاذ حياة اخرين قد تنتهي حياتهم ان لم تنقل الى اجسادهم اعضاء اخرى سليمة بدلا من اعضائهم التالفة حيث يمكن ان تستغني عنها جثة ذلك المتوفي.
#مصطفى_كاظم_الزيدي (هاشتاغ)
Mustafi_Kadim_Alzeded#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟