ما هو الزنا؟؟

عمر ابو زرقا

الحوار المتمدن-العدد: 7147 - 2022 / 1 / 27 - 11:52
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    

ما هو معنى الزنا؟؟
..
لننظر بدقة وموضوعية في القران للتعرف على معنى الزنا
..
بدايتا ايات سورة النور من رقم 2 الى 9 تتناول بشكل متصل موضوع الزنا وتوابعه
..
فنجد ان نص الايه رقم 2 من سورة النور لا يستعمل صيغ جمع اطراف الزنا معا مثل القول (الزناة فاجلدوا كل منهم مائة جلدة او اجلدوا الذين يزنون مائة جلدة لكل منهم) بل يستعمل صيغ مفرد تؤدي الى فصل وافراد الزانية عن الزاني مع ان فعل الزنا كما يبدوا من السياق فيه فعل متعدي ويشترك فيه على الاقل اثنان .. والعقوبه ايضا لكل منهم واحده لا اختلاف فيها .. فما هي دلالة صيغة المفرد التي تفرق بينهم؟؟
..
ثم نجد ان نص الايه التالية رقم 3 جاء ايضا بصيغة المفرد لتفصل وتفرق ما بين الزاني والزانية والذي ادى الى تكرار نفس الجملة مع ان الحكم واحد .. لماذا مثلا لم يختصر ويقل (الزناة لا ينكحوا الا زانيات او مشركات وحرم ذالك على المؤمنين)؟؟ لماذا لم ياتي النص هنا بصيغة الامر (وانكحوا الزناة من الزانيات او المشركات ....) مثلما جاء بصيغة الامر في نص الايه رقم 32 من السورة ذاتها (وانكحوا الايامى منكم والصالحين من عبادكم وامائكم ...)؟؟ فما هي دلالة الفصل بصيغة المفرد والذي ادى ايضا الى تكرار؟؟
..
نتابع النظر .. فنجد ان الايات التالية رقم 4 و 5 من سورة النور متعلقة بمن يرمون (المحصنات) بالزنا .. ومصطلح (المحصنات) يتضمن معنى المتزوجات المحصنات بعقود نكاح .. من هنا تبدأ الاجابه على سؤالنا السابق .. ما دلالة فصل وافراد الزاني عن الزانية؟؟
..
نتابع النظر .. فنجد الايات رقم 6 و7 و8 و9 من سورة النور كلها متعلقة ايضا بالمتزوجين .. بمن يرمون ازواجهم بالزنا .. اربعة ايات متواصله تأكد على تعلق مصطلح (الزنا) بافراد متزوجين
..
هذا يعني ان مصطلح (الزنا) هو بلغة العصر (الخيانه الزوجيه) خيانة عقود النكاح .. ولهذا كانت صيغه النص بالمفرد للفصل ما بين الزاني والزانيه .. فالزاني قد لا يزنوا بزانية والعكس صحيح .. اي ان الطرف المتزوج المشارك في جماع جنسي حرام هو من سيحمل (اسم الفاعل) اي هو من سيكون الزاني او الزانيه اما لو كان الطرف الاخر المشارك له او لها ايم بمعنى اعزب غير محصن غير متزوج فهذا الطرف لا يسمى زاني او زانيه
..
فالزنا مصطلح حصري وخاص بخونة عقود النكاح .. وعقوبة هذه الخيانه هي بالتحديد عذاب المائة جلده مع اشهاد طائفه من المؤمنين عليه .. فلا يجوز الجلد بالفضاء العام .. هذا وفق الاية رقم 2 من سورة النور .. ومن ثم في حالة حصول طلاق ما بين الزوجين اثر الخيانة فان الشرع وفق الايه رقم 3 من سورة النور لا يحل ولا يجيز لخونه العقود (اي للزناة) ان ارادوا النكاح (الزواج) مره اخرى .. لا يحل ولا يجيز لهم الشرع الا النكاح من خونه امثالهم او النكاح من اهل شرك .. كما انه وفق صيغة نص الايه لا يتوجب على الاهل او على المجتمع المساهمه او المساعده الماديه او المعنويه التي يتطلبها عادتا عقد النكاح (عقد الزواج) .. فالنص في الايه لم ياتي الامر الواجب (وانكحوا الزاني من زانية او مشركه) .. بل ترك النص الزاني الخائن مفردا لتدبير نفسه وحيدا وحصر خياراته في خائنه مثله ان وجدت او في مشركه .. فمثلا لو انسان متزوج خان زوجته مع فتاه غير متزوجه فان الشرع القراني لا يسمح له بالزواج منها .. فهذه الفتاه الغير متزوجه الغير محصنه لا تسمى زانيه
..
كذالك لو ذهبنا الى ايات في سور اخرى من القران سنجد الاتي
..
الايه رقم 68 من سورة الفرقان .. نجد في الايه نص يتوعد من يفعل الزنا بمضاعفة (العذاب) له يوم القيامه والخلود فيه مهانا .. ثم يتابع بالايه رقم 70 حيث يفتح باب التوبه
..
الايه رقم 12 من سورة الممتحنه (يا ايها النبي اذا جاءك المؤمنات يبايعنك على ان لا يشركن بالله شيئا ولا يسرقن ولا يزنين ولا يقتلن اولادهن ولا ياتين ببهات يفترينه بين ايديهن وارجلهن ولا يعصينك في معروف فبايعهن واستغفر لهن الله ان الله غفور رحيم) .. نجد في النص ان معصية السرقه تقدمت على معصية الزنى .. وفي هذا اشاره ان السرقه معصيه اكبر واعظم من الزنى .. وبما ان عقوبة السارق ليست القتل كذالك تكون عقوبة الزنا
..
اما لو ذهبنا الى معاجم اللغه العربيه (لسان العرب) لمعرفة اصل معنى مفردة (الزنا) فسوف نجد فيه القول (ان اصل الزناء الضيق .. وزنا الموضع يزنو اي ضاق.. و وعاء زني اي وعاء ضيق .. و زنى عليه اي ضيق عليه) .. فاذا كان يقال ان اصل مفردة الزنا هو الضيق فهذا المعنى هو اقرب للانسان المتزوج المحصن الذي لا تسعه العلاقه الجنسيه الشرعيه مع زوجه فيتعدها الى خيانة بعلاقه جنسيه اخرى .. اما الانسان الغير متزوج الغير محصن فهو بالاصل لا يملك علاقه ولا حضن ولا حصن لكي يضيق به
..
اخيرا اقول بما يتعلق بمفردة (الرجم) فهذه المفرده لها معنى قريب من الطرد والابعاد والنفي .. مثل القول (الشيطان الرجيم) اي المبعد او المطرود او المنفي من رحمة الله عز وجل .. كذلك مثل قول (رجما بالغيب) اي نفيا للغيب لجعله معلوم او مثل (رجوما للشياطين) اي نافيات للشياطين بطريقة يعلمها الله .. كذالك نجد في سورة الفيل (ترميهم بحجاره من سجيل) قال ترميهم ولم يقل ترجمهم
..
هذا والله القائل (وامرهم شورى بينهم) اعلى واعلم

#عمر_ابو_زرقا (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين	حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات