أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - سفيان حميت - في نبذ-قانون ساكسونيا-














المزيد.....

في نبذ-قانون ساكسونيا-


سفيان حميت

الحوار المتمدن-العدد: 7147 - 2022 / 1 / 27 - 02:52
المحور: حقوق الانسان
    


إن العدل أساسُ المُلك وأساس ضبط إيقاع العلاقات الإنسانية، وغياب العدل أو جعله في خدمة فئة دون غيرها؛هو طريق الخراب نفسه،
ولما كان العدل قيمة إيجابية كونية شكلت مطلبا إنسانيا على طول مسار تطورنا التاريخي،فإن هذه القيمة لم تسلم غالبا من مطامع أصحاب النفوذ حتى يُروّضوها على مقاس مصالحهم ويجعلوها في خدمتهم وذويهم...والتاريخ الإنساني حافل بنماذج تُؤرخ لهذا النوع من "التعسُفات"التي طالت القيمة موضوع نقاشنا،ولعل أبرزها:تلك التجربة الغريبة العجيبة التي استنبتتها أرض الألمان في سالف العصر والزمان؛ وتحديدا إبّان القرن الخامس عشر الميلادي،حيث ستشهد ولاية ساكسونيا إحدى أهم وأرقى بنات ألمانيا الست عشرة قبل الوحدة،والتي كانت تعرف إزدهاراً منقطع النظير ساهمت فيها الطبقة/الفئة الكادحة بكل ما أُوتيت من قوة...ستعرف ميلاد قانون أقل ما يقال عنه بأنه إصطفائيّ لأقصى حد، وقد عُرف تاريخيا ب"قانون ساكسونيا"؛وهو قانون لازال يتردد صداه اليوم في الكثير من التجارب القانونية والاجتماعية بشكل أو آخر. فما الغريب في هذا القانون حتى يستحق الذكر المتواصل والمتكرر في عصرنا هذا؟
فحوى هذا القانون وباختصار شديد؛أنه كان ينطلق من مبدأ أساسي وهو: "لامساواة"بين طبقة النبلاء وعامة الناس من الفقراء،مهما كان فضل الفقير على الغنّي أو النبيل فإن ذلك لن يشفع بمساواة هذا الذي يملك كل شيء،بالذي لا يملك إلا قوّته الجسدية...
وبناءً على ذلك بادرت الطبقة الغنية والنافذة بالولاية المذكورة إلى سنّ هذا النوع من القانون الذي كان يعاقب المجرمين أو المُذنبين بحسب إنتمائِهم الطبقي والإجتماعي؛فإذا كان المُذنب/المُجرم قاتلا ومُنتميا للطبقة الفقيرة، يتم الحكم عليه بالإعدام ويُنفذ في حقه جماهيريا وفي واض 0ح النهار عن طريق قطع رقبته، وتُخفف الأحكام بحسب طبيعة الجُرم المقترف...والثابت هو أن المجرم/المُذنب المنتمي للطبقة الفقيرة لا يُعفى من عقوبته كيفما كان الأمر.
وماذا عن المجرم/الغنّي؟؟!
نظريا نفس ما يجري على الفقير يجري على الغنّي من حيث طبيعة العقوبات، لكن الفرق هو أن هذه العقوبات لم تكن تُنفّذ على الغنّي بل على ظلّه!
نعم ظله فقط؛فإذا كان هذا الغنّي قاتلا مثلاً، يتم إحضاره لباحة السجن وفي واضح النهار لكي يتم قطع رقبة ظله ويعود خارجًا إلى بيته من باب مخصص للنبلاء فقط.
هذا هو"قانون ساكسونيا"،الذي وللأسف لازال يجد لنفسه منفذا عبر سيرورات مغايرة وأشكال مختلفة إلى عصرنا وإلى مجتمعاتنا التي وإن يبدو أنها-تجاوزت ظروف القرون الوسطى-إلا أن"قانون ساكسونيا"لا زال حيّا يُرزق في محاكِمها وشتى مناحي الحياة فيها...فكم من رقبة قُطع ظلها فقط، ولازال جسد صاحبها يدبُّ على أرض مظلوميها.



#سفيان_حميت (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حتى لا نسقط في فخ أعداء الفن؛فيلم-أصحاب ولا أعز-مثلا...
- الدولة والمجتمع وخطر الكيانات الموازية!
- في نقد مركزية المسألة الوجدانية-السلسلة الكوميدية الفد tv2 أ ...
- هل مشكلة تخلف مجتمعنا سياسية أم ثقافية ذهنية؟


المزيد.....




- الخارجية الفلسطينية: تسييس المساعدات الإنسانية يعمق المجاعة ...
- الأمم المتحدة تندد باستخدام أوكرانيا الألغام المضادة للأفراد ...
- الأمم المتحدة توثق -تقارير مروعة- عن الانتهاكات بولاية الجزي ...
- الأونروا: 80 بالمئة من غزة مناطق عالية الخطورة
- هيومن رايتس ووتش تتهم ولي العهد السعودي باستخدام صندوق الاست ...
- صربيا: اعتقال 11 شخصاً بعد انهيار سقف محطة للقطار خلف 15 قتي ...
- الأونروا: النظام المدني في غزة دُمر.. ولا ملاذ آمن للسكان
- -الأونروا- تنشر خارطة مفصلة للكارثة الإنسانية في قطاع غزة
- ماذا قال منسق الأمم المتحدة للسلام في الشرق الأوسط قبل مغادر ...
- الأمم المتحدة: 7 مخابز فقط من أصل 19 بقطاع غزة يمكنها إنتاج ...


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - سفيان حميت - في نبذ-قانون ساكسونيا-