أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - اسكندر أمبروز - إسلام العوامّ , ومصائب الأقوام.














المزيد.....

إسلام العوامّ , ومصائب الأقوام.


اسكندر أمبروز

الحوار المتمدن-العدد: 7146 - 2022 / 1 / 26 - 10:50
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


بحكم إرادة شعوبنا وطيبتها ورغبتها في الحياة الحرّة الكريمة تتبادر الينا ظواهر أو أشكال هذه الحياة من حين لآخر على شكل منتجات ثقافيّة قيّمة تضرب الدين عرض الحائط متجاهلة تماماً لما يأمر به من سواد وفساد وبغض وأحقاد , سوائاً أكانت هذه الصور متمثّلة بالأغاني و الموسيقى أو المسلسلات والأفلام أو المقاهي والبارات والنوادي الليلية المنتشرة في كل مكان.

ورغم وجود هذه الظواهر الطبيعية للحياة الانسانيّة التي تحب الجمال والتسلية والنشاطات المختلفة إلّا أن طبيعة شعوبنا لا تزال مع الاسف حبيسة الخرافة الدينيّة والظلمة البول بعيرية.

وهذا التضارب بين الطبيعة الانسانيّة لشعوبنا والعقيدة الداعشيّة يُظهر لنا ما يسمّى ب"إسلام العوامّ" , وهذا المظهر الديني لا يعدوا عن كونه شدّ ومدّ بين الطبيعة الانسانيّة المذكورة آنفاً من جهة والنص الديني من جهة أُخرى والذي يترك المؤمنين في حيرة من أمرهم متخبّطين لا يدرون ماذا يفعلون , وطبعاً من رجحت كفّة انسانيّته وطبيعته البشرية السليمة نال الحياة الكريمة , ومن رجحت كفّة معتقده وخرافاته نال الحياة السقيمة.

ولكن لو نظرنا الى حالة العوامّ من الناس وإسلامهم الغريب , سنجد مصائب عديدة لا تقلّ فظاعة عن مصائب دين بول البعير بصورته الصحيحة الداعشية.

وهذه المصائب تتجلّى من خلال المشاكل والأزمات الاجتماعيّة المختلفة كالعوائل المختلّة في مجتمعاتنا وهذا ما ناقشته سابقاً هنا...
https://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=738257

أو الفصل المريض بين الجنسين , ووضع الهوس الجنسي في كلّ تواصل أو محفل أو مجمع عائليّ أو تعليميّ أو غيره بين الذكور والإناث , أو قمع المرأة وضربها الذي يستمد شرعيّته من النص الديني القذر الذي يحث على ذلك الفعل الشنيع في المقام الأوّل , الى أن وصل الأمر لتحوّل المرأة الى مواطنة من الدرجة الثانية مهضومة الحقوق والكيان بحكم نصوص الدين وترسّبها الى الوعي والثقافة الاجتماعيّة قبل حكم الدولة وتشريعاتها المستمدّة من الفجور الديني أيضاً هي الأُخرى.

ومع اختفاء مظاهر الدين البول بعيري الداعشي كالجلد والرجم وقطع الأيدي والاستعباد والسبي والاغتصاب...الخ , إلّا أن دين بول البعير الشعبي هذا لا يقلّ مصائب ومشاكل عن تلك الأمور , بحكم كونه هو الأصل أو المرض الأساسي , وتلك الأمور لا تعدوا عن كونها أعراض فقط , وهذا ما وضّحناه سابقاً أيضاً.

فدين أو إسلام العوامّ لا يزال يفتك كالسرطان في شعوبنا , مثله كمثل القنبلة الموقوتة التي قد تتحوّل الى اسلام داعشي بأي لحظة !

فمن يحتقر المرأة , ويضعها موضع الشيء مغطياً اياها كالشيء أو اداة الجنس الى درجة تحريم مصافحتها للرجال , ومن يضربها ومن يضع من قيمتها بشكل عام بتشريع من اله الكون , ويضرب أولاده لإجبارهم على الصلاة , ويشيطن الموسيقى التي يستمع اليها ويسب نانسي عجرم رغم استماعه لأغانيها في أفراحه ومناسباته , ويقدّس النص الذي يحقّر الآخر المختلف في العقيدة مع تقديس كلب الدين النابح الذي يبث هذا السم ليل نهار , ومن يلعن الغرب الكافر لإنتاجه للأفلام الإباحيّة رغم مشاهدته اياها ليل نهار , ويضيع وقته ووقت غيره في هلوساته وصلواته ويصرف الأموال على بناء المساجد التي لا تحصى رغم وجود ملايين الجياع في هذه البلاد , ومن يطالب بتطبيق الشريعة في كل مناسبة رغم عشقه للحياة الحرّة وتضحيته بحياته للوصول للبلاد العلمانيّة , ويترك عقله رهناً للخرافة وحبيساً للدجل المستمر وتحكيم الهراء في كلّ شيء في حياته...عندما يكون هذا الشخص هو الصورة النمطيّة لمواطن دولنا الموبوئة بالطاعون الداعشي , فما نحن به من مصائب هو معجزة حقيقيّة , فالوضع وبحسب هذه المعطيات يجب أن يكون أسوأ بملايين المرّات , ومن يعتنق كل ما سبق من مشاكل دينيّة لن يقف عند قطع الأيدي أو الرجم والجلد والاستعباد , فمن يقبل بما سبق ذكره من فجور دينيّ سيقبل بما هو أسوأ منه بقليل.

وكما قلت سابقاً على المؤمنين بدين بول البعير الاختيار والآن , إمّا الحياة الحرّة والعيش الكريم والتحضّر ونسف الدجل الديني ومصائبه , أو تحويل سوريا والعراق وأفغانستان وايران وما يحلّ بها من خراب ومعاناة من كونها استثنائات صارخة... الى القاعدة العامّة في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.



#اسكندر_أمبروز (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الإسلام و تجربة سجن ستانفورد.
- علاقة الدين بالعنف الأسري.
- نحن بحاجة الى ثورة نسوية...والآن !!!
- تخلف مبدأ العين بالعين.
- أهم سبب لاستمرار الخرافات الدينيّة.
- تساوي فساد الأديان.
- الأديان وزرع انعدام الثقة بالنفس لدى البشر.
- عَظَمَة الإله الغير محدودة تنفي وجوده.
- الأديان والذعر.
- معضلة الهجرة واللجوء الى أوربا.
- بطلان حجّة الاستعمار لتبرير التخلّف.
- النعيم بعد الموت , كالصفر على اليسار.
- هل نحتاج الى رؤية الإله لنصدّق بوجوده ؟
- هل كان العرب متخلّفون قبل الإسلام ؟
- كذبة وصول الفتيات لسن البلوغ سابقاً قبل الفتيات اليوم.
- جريمة زواج الأطفال والقاصرين بين الشرق والغرب.
- تفسير نظرة المسلمين المشوَّهَة للتاريخ.
- محاربة الدين للعلم والعلماء.
- لماذا يعبدون أردوغان.
- خطورة وفساد الروابط الأُسرية في الإسلام والأديان عموماً.


المزيد.....




- جدل حول اعتقال تونسي يهودي في جربة: هل شارك في حرب غزة؟
- عيد الفطر في مدن عربية وإسلامية
- العاهل المغربي يصدر عفوا عن عبد القادر بلعيرج المدان بتهمة ق ...
- المرصد السوري يطالب بفتوى شرعية عاجلة لوقف جرائم الإبادة
- عبود حول تشكيلة الحكومة السورية الجديدة: غلبت التوقعات وكنت ...
- بقائي: يوم الجمهورية الإسلامية رمز لإرادة الإيرانيين التاريخ ...
- الخارجية الايرانية: يوم الجمهورية الإسلامية تجسيد لعزيمة الش ...
- الملك المغربي يعفو عن عبد القادر بلعيرج المدان بتهمة قيادة ش ...
- بكين: إعادة التوحيد مع تايوان أمر لا يمكن إيقافه
- العالم الاسلامي.. تقاليد وعادات متوارثة في عيد الفطر المبارك ...


المزيد.....

- السلطة والاستغلال السياسى للدين / سعيد العليمى
- نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية / د. لبيب سلطان
- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - اسكندر أمبروز - إسلام العوامّ , ومصائب الأقوام.