أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - غسان المفلح - البيانوني يعود غلى خطاب السلطة















المزيد.....

البيانوني يعود غلى خطاب السلطة


غسان المفلح

الحوار المتمدن-العدد: 1662 - 2006 / 9 / 3 - 09:51
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
    


في مقابلة تلفزيون المستقبل اللبناني مع السيد علي البيانوني والتي أدارها باقتدار السيد علي حمادة , وكانت أسئلته في الواقع في قلب الحدث الحقيقي للنظام السوري وعلاقته في الوضع اللبناني والمنطقة عموما . رغم أنني في حوار مباشر مع الأستاذ البيانوني كنت قد ناقشت معه بشكل سريع لغة الخطاب السياسي لجماعة الأخوان المسلمين , وخصوصا في البيان الذي عقب بدء الحرب المجرمة على لبنان . ونشرت مقالا نقديا بهذا الخصوص في صحيفة السياسة الكويتية , وكان الحوار حول تجاوز الخطاب السلطوي في قضية الصراع العربي الإسرائيلي , وأقر الرجل بملاحظات عديدة جاء بها المقال المذكور ـ وآسف لإيراد هذه القضية دون استشارة الرجل ولكن أعتقد أنه سيسامحنا عليها ـ خصوصا إذا عدنا إلى المقابلة مع المستقبل لوجدنا العودة لنفس الخطاب القومجي الإسلاموي وشبكة ملفوظاته التي استنزفتها ديماغوجيا النظم القومية بدء من عبد الناصر ـ رغم الفارق في التجربتين ـ وانتهاء بالأسد الابن مرورا بصدام والقذافي .
ملاحظة هلى هامش المقابلة أن الطبيعة الدمثة للرجل لا تجعل منه وجها إعلاميا وهذا ربما يكون له أثره الملاحظ في جل مقابلات الأستاذ أبو أنس . عاد الأخ البيانوني للحديث عن عدو صهيوني وفتح جبهة الجولان عسكريا لمساعدة لبنان والتخفيف عنه ..الخ إنه منطق النظام نفسه يريده ولا يحرجه أبدا كما يعتقد بعضهم !! وهذا ينطبق على غالبية الانتقاد الموجه للنظام من قبل رموز 14 من آذار . لأنني أعتقد أن النظام في لحظة ما لا يحرك جبهة الجولان وحسب بل سيحرك كل القوى التي عمل على تربيتها خلال عقود في المجتمعات العربية الأخرى من أجل خلخلة استقرارها المجتمعي . أليس لبنان نموذجا حيا ؟ النظام يعرف أنه خاسر لشرعيته ولكن لا يريد التسليم بهذا الأمر حتى لو أدى الأمر إلى خراب البصرة أكثر مما هي خربة الآن !! أزمة النظام مفتوحة على أبواب جهنم تبدأ ربما بتحريك الوضع اللبناني وتنتهي بتقسيم سوريا إذا اقتضى الأمر ! لا أهول ولا أمارس تجييشا أيديولوجيا مطلقا بل بالعكس تماما إنها رسالات واضحة لمن يحب القراءة والتي نهرب منها بحجة أننا لانريد استثارة المشكلة الكأداء في سوريا وهي الإشكالية الطائفية !
في المقابلة تحدث السيد البيانوني عن فهمه للدولة المدنية ومرجعيتها الإسلامية والسؤال الذي نعيده للمرة الألف : كيف مدنية وإسلامية ؟ هذا في الواقع تناقض مركب تعيشه كل الحركات الإسلامية التي لاتريد القطع مع مفهوم الدولة الدينية .المدنية ـ كمفهوم مرتبط بنشوء المدينة وعلاقاتها ـ ياسيدي لا تجد في اعتبارها الدستوري والقانوني وزنا للروابط الدينية والعشائرية والطائفية .الخ بل تجد مكانا واسعا للعلاقات المنبثقة من تضامنات لا دينية ولا صلة دم أو قرابة .الخ بل تضامنات إدارية ونقابية ومؤسساتية ..الخ هذا معناها المدرسي على الأقل . ونحن إذا نحيي الجهد الذي يقوم به جماعة الأخوان من أجل ترقية برنامجهم السياسي في سوريا لكي يتلاءم مع الواقع المعطى موضوعي في سوريا كواقع فسيفسائي لا يحتمل قيام دولة بمرجعية إسلامية ! والفارق في اللفظ والمعنى بين بين : دولة إسلامية وبين دولة مدنية وإلا ما معنى وجود مفهومين !!؟ إلا إذا تحدثنا عن اشتقاق مفهومي جديد يمكن تسميته ب [ المدينة الإسلامية ] أو [ المدنية الإسلامية ] وفي الحالتين لا يوجد وصف تاريخي لهذا المفهوم ولا توضع تاريخي له خارج تجربة الخلافة الراشدية وفي المدينة المنورة حصرا وبعدها مكة ! إذا سلمنا فرضا أنها كانت مدنا إسلامية بعد طرد اليهود منها لسبب فيهم أو في اتباع الدين الجديد ليس هذا موضوعنا في الحقيقة . لهذا لا بد من العودة إلى قراءة التاريخ الراهن للمجمعات الحديثة من أجل ان نبحث جديا عن توضع خاص للتعايش بين مكونات مجتمعنا السوري بكل حمولاته وخصوصياته والتي ليست ذات فرادة إلا من زاويا يمكن تجاوزها واللحاق بالركب الحضاري في حال تم تغيير هذا النظام . ما سر هذا التأرجح ياسيدي لا يرحمنا التاريخ في استخدام التكتيكات الخطأ ! ولا محاكاة مزاج شعبي تربى أصلا على اللامدنية ولا مواطنية .
النقطة ألخيرة هي التي تتعلق بإصرار الخ أو أنس على استخدام نفس الشبكة الملفوظية وليست المفاهيمة للسلطة السورية أو حتى العودة للغة صراع الوجود مع الصهيونية أو اللاوجود كمقولة ليس لها إلا وجها دينيا فقط . وإذا كان من واجبنا وصحيحا التمييز بين مشروع اليمين الإسرائيلي بكل تلويناته وبين التأكيد على أن الشعب اليهودي أصبح جزء من شعوب هذه المنطقة وعلينا القبول بالتعايش معه قبولا بدأ بأنه نتاج أمرا واقعا وانتهى إلى أن يكون مسلما به من زاوية إنسانية ـ رب قائل يقول كيف إنسانية وهم لا يراعون أدنى مبادئها مع الفلسطينيين واللبنانيين , نقول يجب ان نتبنى نسقا قيميا وأخلاقيا أرقى من مشروعهم الذي لازال يسبح في إطار ديني أيضا وعنصري !ـ هذه النقلة لاعلاقة لها بمانملك من ميزان قوى بل لها علاقة بما نريد تأسيسه أو نساهم به من وعي إنساني على المستوى الكوني كشعوب عربية .
وأيضا التخلي عن الحديث عن الصهيونية بوصفها العدو وليس العدو هي دولة إسرائيل بمشروعها اليميني المتطرف حتى هذه اللحظة . وفي الحقيقة استطاع العرب بعبقريتهم وخصوصا في الساحة الفلسطينية بعد استشهاد أبو جهاد الوزير ـ العقل المدبر لانتفاضة 1987 انتفاضة أطفال الحجارة التي فعلت فعلها أكثر من كل السلاح الموجود في فلسطين الآن , وتنحي القادة الفعليين للثورة الفلسطينية أن يزيحوا بوادر ظهور حركة سلام قوية كان ضحيتها السيد رابين ! والفضل بالطبع أيضا للنظم التي لا تريد الخروج من حالة اللاحرب واللاسلم ! مما جعل الساحة الفلسطينية واللبنانية عرضة للإنفجار في كل لحظة وسلموها لعتاة اليمين الإسرائيلي والقوى الإسلاموية وأمراء الحرب . حتى استولى على الصراع العربي الإسرائيلي وجهان : الوجه اليميني الإسرائيلي بكل حمولته العنصرية والرامسفلدية والوجه الآخر هو الوجه الإيراني .
يجب القطع نهائيا مع هذين الوجهين تماما والقطع مع مقتضيات خطابهما اللفظي .
لدينا دولة إسرائيل وشعب يهودي الآن بغالبيته مع اليمين اليهودي بكل تلويناته هذا الشعب يمكن له مثله مثل أي شعب آخر , يمكن أن يتحول إلى اليسار وإلى تبني خيار السلام وهذا ما يجب أن نركز عليه في تعديل لميزان القوى والسبل الكفيلة بالوصول إلى هذا الأمر . يجب التخلي نهائيا عن كل ملمح ديني لخطابنا كمعارضة تجاه قضية الصراع العربي الإسرائيلي .
تجييش الشارع كما تفعل النظم ليس من مهمة المعارضة مطلقا بل مهمتها أن يعرف الشارع الحقيقة فعندما تقول له عدو صهيوني يعود بذهنه إلى حمولته التي أوصلتنا إلى الحضيض السياسي والثقافي والقيمي . وشكلت غطاء مرعبا لكل النظم التي هتكت كل المحرمات والمحللات !!
بالعودة للوضع الداخلي السوري : عدد السيد البيانوني نسب الطوائف والمسلمين وغير المسلمين واستنتج باننا دولة إسلامية ..الدولة المدنية ياسيدي لا تقاس بمؤشرات عددية مطلقا وهنا السر الذي لم يخرج منه حتى مثقفي الجماعة . وسيكون لنا عودة تفصيلية للبحث في هذا المنطق العددي في قياس مؤشرات قيام الدولة المدنية العصرية . مع ذلك هذا النقد لا يشكل سوى جزء من محاولتنا البحث في الواقع التاريخي للتعايش السلمي والحر بين كافة المكونات السياسية وغير السياسية في سوريا من أجل انتاج نموذج راق لدولة الحرية والقانون وحقوق الإنسان

غسان المفلح



#غسان_المفلح (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الجولان المحتل بعد 1701
- الليبرالية العربية -3 رد على د.شاكر النابلسي
- إيران دولة جارة وسلطة جائرة
- أسئلة باردة في زمن ملتهب
- قانا والنظام العربي
- الانفال والارتال ميزة النظم القومية
- إنها نغمة ثابتة وما تبقى كله تكتيك
- الاستقطاب منطق الأيديولوجيا ...شر لابد منه
- قراءة ثانية في خطاب الأسد
- قراءات في خطاب السيد الرئيس
- خراب البصرة شرط بقاء السلطة
- الهمجية الإسرائيلية وتخلف الفكر المقاوم
- القرار 1696 والتحول الروسي الصيني إزاء الملف الإيراني
- إيران وسوريا تقاتلان بآخر لبناني ..يجب ألا تخرج إسرائيل منتص ...
- إيران وسوريا تقتلان بآخر لبناني ..يجب ألا تخرج إسرائيل منتصر ...
- أطفال لبنان وفلسطين ..هلوكوست آخر
- بين روما وبنت جبيل ضياع الإنسان
- الجريمة في لبنان ومواقف المعارضة السورية
- عذرا بيروت ..مرة أخرى نخذلك
- حزب الله يقاوم ولبنان في قفص الجريمة


المزيد.....




- روسيا أخطرت أمريكا -قبل 30 دقيقة- بإطلاق صاروخ MIRV على أوكر ...
- تسبح فيه التماسيح.. شاهد مغامرًا سعوديًا يُجدّف في رابع أطول ...
- ما هو الصاروخ الباليستي العابر للقارات وما هو أقصى مدى يمكن ...
- ظل يصرخ طلبًا للمساعدة.. لحظة رصد وإنقاذ مروحية لرجل متشبث ب ...
- -الغارديان-: استخدام روسيا صاروخ -أوريشنيك- تهديد مباشر من ب ...
- أغلى موزة في العالم.. بيعت بأكثر من ستة ملايين دولار في مزاد ...
- البنتاغون: صاروخ -أوريشنيك- صنف جديد من القدرات القاتلة التي ...
- موسكو.. -رحلات في المترو- يطلق مسارات جديدة
- -شجيرة البندق-.. ما مواصفات أحدث صاروخ باليستي روسي؟ (فيديو) ...
- ماذا قال العرب في صاروخ بوتين الجديد؟


المزيد.....

- المسألة الإسرائيلية كمسألة عربية / ياسين الحاج صالح
- قيم الحرية والتعددية في الشرق العربي / رائد قاسم
- اللّاحرّية: العرب كبروليتاريا سياسية مثلّثة التبعية / ياسين الحاج صالح
- جدل ألوطنية والشيوعية في العراق / لبيب سلطان
- حل الدولتين..بحث في القوى والمصالح المانعة والممانعة / لبيب سلطان
- موقع الماركسية والماركسيين العرب اليوم حوار نقدي / لبيب سلطان
- الاغتراب في الثقافة العربية المعاصرة : قراءة في المظاهر الثق ... / علي أسعد وطفة
- في نقد العقلية العربية / علي أسعد وطفة
- نظام الانفعالات وتاريخية الأفكار / ياسين الحاج صالح
- في العنف: نظرات في أوجه العنف وأشكاله في سورية خلال عقد / ياسين الحاج صالح


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - غسان المفلح - البيانوني يعود غلى خطاب السلطة