سليم نزال
الحوار المتمدن-العدد: 7144 - 2022 / 1 / 24 - 03:41
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
احد الاصدقاءعاتبني اليوم فى اتصال هاتفى انى ابتعد عن استخدام ادوات التحليل الماركسية فى تحليلى لظاهرة التطرف الدينى .
و انا لا انكر هذه ( التهمة ) لا لكى اتنكر لللاجداد كما يقول المفكر السياسى الصديق عصام مخول بل لانى منذ ان قرات ماكس ويبر حيث قرات معظم مولفاته اهمها فى راى سوسبولوجيا الدين و الاخلاق البروتستانية و روح الراسماليه و الاقتصاد و المجتمع بدات من حينها انتبه للمسالة الثقافية بعيدا عن التحليل الماركسى الى حد ما .و انا لا اقصد الابتعاد نهائيا عن التحليل الماركسى لانى اعتقد ان ماكس ويبر نفسه لم يبتعد تماما. و و هو لم ينكر دور الاقتصاد فى الثقافة اى دور القوى المتحكمة فى الانتاج .لكن ماكس ويبر ركز على دراسة البنيات الثقافيه و دورها فى صياغة الوعى .هذا الامر نراه بوضوح فى كل ما كتبه .
و عتدما بدات فى اخر تسعينيات القرن الماضى تحليل ظاهرة التطرف الدينى كان اول ما قمت به انى قمت على طريقة المختبرات العلمية بعزل الظاهره لكى افهمها بصورة اوضح بعيدا عن التداخلات الاخرى .و عزل الظواهر عن بعضها البعض عمليه غير ممكنة فى الواقع لكنها ممكنة فى الاطار النظرى البحت .
و كان هذا يعنى التوقف عند عدد من العوامل مثل
الموروث الدينى اى الثقافة السائدة المشكلة للوعى التى تستخدمها القوى المتطرفة التى نجحت فى تفعيل هذه الثقافة او اجزاء منها و اعطاءها طابعا معاصرا و تاطير الناس حولها و دفع الشباب الى ارتكاب الجرائم و القتل الجماعى .
و هذا ما جعلنى اصل الى استنتاج انه بدون الاشتغال على تصفية التراث الدينى و ما يرتبط به من ثقافة من الكثير من السلبيات لن نتمكن من القضاء على الارهاب الدينى .و معنى هذا الاشتغال على صقل الوعى العام بمنظومة مفاهيميه حديثة تنسجم مع ما نطمح اليه من بناء مجتمعات قبول الاخر و احترام الاختلاف .
#سليم_نزال (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟