|
طالبان خارج حدودها تحت حماية الناتو
عصام محمد جميل مروة
الحوار المتمدن-العدد: 7143 - 2022 / 1 / 23 - 17:54
المحور:
حقوق الانسان
الإتصالات السرية التي قادتها المخابرات النرويجية ""pst"" التي تعمل في كامل سريتها وجهوزيتها على الاراضي النرويجية وكان قد تم دعمها بلا حدود والى درجة اقصى من المتوقع خصوصاً بعد ما تم محاولة تفجير الفندق بعد عمليات " نيويورك -11 - ايلول - 2001 "، في كابول اثناء المفاوضات التي رعتها الحكومة النرويجية كونها عضوا مهماً واساسياً في حلف شمال الاطلسي الناتو الذي يترأسهُ اليوم ""ينس ستولتنبرغ "" الذي كان ايامها رئيساً لحكومة حزب العمال النرويجي .ومن المعروف ان الحكومة النرويجية قد وافقت حينها على مشاركة المئات والألاف من الجنود الذين تم ارسالهم الى العاصمة الافغانية كابول وكان لدور النرويج نتيجة غير دقيقة في توسعها كونها لا تستند الى اعداد عسكرية مدرجة لكى تتدخل خارج البلاد برغم تدخلها السابق في جنوب لبنان ، بعد الاجتياح الاسرائيلي عام "1978" ، وقررت حينها الامم المتحدة في دعوتها لإرسال رجال القبعات الزرق الى لبنان ، للفصل بين الكيان الصهيوني ، والمقاومة اللبنانية الفلسطينية حينها . كذلك معروف اهمية تدخل القيادة العسكرية النرويجية في حروب البوسنة والصرب منذ اعوام "1995- 1999" مما ادى الى مشاركة الطيران العسكري النرويجي لقصف مركز تحت اوامر حلف " ايساف ISAF " الذي ادى دورا كذلك مميزاً من خلال اوامر حلف الناتو . كذلك لعبت القيادة العسكرية النرويجية دوراً في تفعيل الهجمات الجوية ضد فلول معمر القدافي اثناء محاولات اسقاطه ، وكان السلاح الجوى النرويجي قد قصف المواقع المطلوبة تحت مراقبة الناتو والامم المتحدة . اليوم تعود الحكومة النرويجية مجدداً الى فتح اكثر من فجوة واكثر من كوة في اسوار افغانستان بعد الانسحاب المشين للقوات الاميركية وحلف شمال الاطلسي من بلد دخلوه ودمروه وابقوه في مصافٍ البلاد التي تحتاج الى عودة بناءها مجدداً وتحتاج الى المساعدة في كل شيئ مروراً بالأمن الداخلي وصولاً الى التهديدات الخارجية او حسب ما تتوقع المصادر الداعية الى استضافة الوفد الطالباني في ""العاصمة النرويجية اوسلو"" ما هو الا ضرباً من الصراعات والنزاعات المتوقعة التي يجب تنفيذها حسب رغبة الراعى الاول والاخير (( المخابرات الامريكية - CIA )) ، التي هي تعرف كيف تتخلص من البؤر الارهابية وإبعادها عن أراضي الولايات المتحدة الامريكية وفرض نفوذها على الحلفاء في اصدار اوامر المباحثات السرية والعلنية في نفس الوقت . الدوافع كثيرة وخطيرة ومهمة حول جدول اعمال المؤتمر الذي يترأسهُ وزير خارجية الطالبان "امير خان مُتقي كابول جوا" ووفداً من المساعدين وجلهم من ابناء الجيل الجديد في حكومة الطالبان التي كانت قد رسمت خططتها للإتصالات مع العالم الخارجي انطلاقاً من مباحثات " عاصمة قطر الدوحة " حيث كانت الطالبان وممثليها ينعمون بحماية المخابرات الامريكية اثناء وجود الاحتلال العسكري لأفغانستان . الصيغة الجديدة لمحور المفاوضات في اوسلو برغم التحضير المزعوم التي نظمته الحكومة والامن النرويجي عبر فتح قنوات الحوار المباشرة بين الطالبان والمعارضة الافغانية التي سوف تحاول نقد الطالبان او اتهامها في موضوع إختراق حقوق الانسان ونسف كل من يقف بوجه " الإمارة الجديدة الطالبانية " التي تبقى وتعتبر عودتها بصورة محيرة ولا تستند الى تشريع او اي قانون يحمي المجتمع المدني الافغاني من تحمله مآسى صولات وجولات "" العهر بإسم الإسلام والشريعة وتطبيقها "" وهناك مواضيع قابلة للنقاش لا تستطيع الطالبان الاصغاء اليها وتفسيرها او شرحها الا من خلال نفوذ الحركة وتطبيقها الشريعة العوراء !؟. ومنع النساء من ادنى حقوقهن في التعليم والوصول الى مراتب ثقافية في التحصيل العلمي ."" وكانت ملالا يوسف زاي"" الحائزة على جائزة نوبل للسلام من معهد اوسلو منذ اعوام هي نفسها تعرضت الى محاولات القتل لمجرد عدم إكتراثها الى رجال الشرطة والامن الطالباني الذي يمنع النساء من مزاولة الإندماج في المجتمع او الذهاب الى المدارس. في الواقع سوف يتم رعاية امن الوفد المشبوه الطالباني تحت حراسة مشددة منذ اللحظة الاولى عندما قدمت الحكومة النرويجية طائرة خاصة نقلت الوفد وعلى نفقتها ، لدواعى من المفترض ان تكون لصالح الشعب الافغاني الذي يعيش الان بعد الانسحاب الامريكي قد فُسح في المجال لفتح ابواب الفساد الطالباني مجدداً برغم المستوى المتدنى لعيش الشعب الافغاني الذي يتألم ويتوجع تِباعاً تحت حكم النظام الطالباني من جهة وتحت رحمة البنك الدولى الذي وعد في دعم مشروط . لذلك مهماً جداً آن تصبح المفاوضات على الاراضي النرويجية وقد يتم التوقيع على وثائق لا يمكن لطالبان تنفيذها او العودة الى مضامينها . الطالبان منظمة خطيرة وتتخذ من الشريعة الاسلامية ما امكن الاستفادة منها ولا تعترف بالمدنية او الحضارة او الثقافة مهما قدمت من اوراق اثناء المحادثات في التوصل الى الاعتراف بها رسمياً كونها الأمر الناهي لحكم الشعب الافغاني الفقير والمشرد . الوفود المدنية الافغانية التي سوف تحضر بصفة مشارك لا يمثل الشعب الافغاني على الاطلاق كون حضور الوفود ما هو إلا ورقة ضغط تستخدمها النرويج والناتو من اجل احلال الامن والسلام وتثبيت ذلك سوف يتم عكسياً على اراضي افغانستان والدليل العمليات الارهابية التي تحميها الطالبان ومنفذيها في الفرز المذهبي والطائفي خصوصاً التعرض للحسينيات التابعة للمذهب الشيعي وللأقليات المهمشة في افغانستان منذ الاحتلال السوفياتي عام "1979" الذي بدوره لم يكن سوى بداية تصدع لإستقرار المنطقة خصوصاً بعد ثورة ايران عام "1979" وبداية النزاع المذهبي مع الباكستان ومع الهند ومع الصين. وتعتبر افغانستان من الدول الاولى في العالم لإنتاج الافيون المخدر وتصديره الى العالم عبر الحدود البرية . اليوم هل النرويج فعلاً تستطيع ان تثبت للمجتمع الدولى ان الطالبان تتقبل الراى والراى الاخر ؟ برغم إعتراض كافة اركان المعارضة النرويجية على استضافة منظمة ارهابية لها تاريخ اسود في نسف كل ما هو حضاري . هل فعلاً القضايا المطروحة على طاولة المفاوضات او المباحثات او المناوشات او اية صيغة اخرى سوف تجعل من الوفود بحث القضايا الانسانية العالقة تحت شعار حقوق الانسان . صون حق النساء والرعاية الاجتماعية وتلبية دعاوى اخرى ، قد تصدم الطالبان عندما ترفع المعارضة من اوروبا سقف السماح لحرية تعليم النساء و إفساح المجال امامها لكى تكون المراة عضوا مؤثراً في الحياة العامة وليست فقط تختبأ خلف الرجل وإعتبارها " شوالاً اسوداً " وليس كائن إنساني.
عصام محمد جميل مروة .. اوسلو في / 23 / كانون الثاني/ 2022 / 2022 / ..
#عصام_محمد_جميل_مروة (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
الحوار اللبناني الساقط ضمناً
-
دَمامل لبنانية قابلة للإنفجار المؤدى للإنتحار
-
عام التحدى يهزُ أركان قيادات الشعب الفلسطيني
-
على هامش آمَاد النسيان الذليل
-
توبيخ أكبر رأس لبناني من قِبَّل أمين عام الأمم المتحدة
-
وداع بلا عودة -- ثمانية وعشرين -- عاماً
-
المستنقع الفلسطيني التائه
-
مزايا زينة الأعياد .. ميلادُكِ يا ست فيروز
-
توطينَ الحُب في عينيكِ
-
إلى ملك الملوك .. وأمير الأمراء .. وشَيخ المشَايخ ..
-
مجلس العموم الإنكليزي ويستمنستر تحت تأثير إرهاب مقصود ومدروس
-
لبنان ليس مُستقِلاً ولا يستطيع إدارة شؤون دولتهِ
-
الفراغ الرِئاسي مِحنة -- دستورية و تدخلات خارجية -- لبنان ين
...
-
شروط الحجاج بن زايد على الأسد المخلوع
-
قصيدة الخريف
-
مؤتمر الطائف أكبر هدايا المذاهب المتناحرة
-
تَقبُل الأخر ليس موجوداً لدى جمهور المُمانعة -- أين الوعدُ ا
...
-
إستعادة دفة قيادة العالم في قِمة الأغنياء
-
العُنف الداعشي يُفرضُ أزمة بعيدة المدى
-
المصير المجهول والمسير المتواصل لبنان ينقرض
المزيد.....
-
مقتل واعتقال 76 ارهابيا في عملية فيلق القدس بجنوب شرق ايران
...
-
-الدوما-: مذكرة الجنائية الدولية لاعتقال نتنياهو ستكشف مدى ا
...
-
الداخلية الفنلندية توقف إصدار تصاريح الإقامة الدائمة للاجئين
...
-
الإعلام الإسرائيلي يواصل مناقشة تداعيات أوامر اعتقال نتنياهو
...
-
هذه أبرز العقبات التي تواجه اعتقال نتنياهو وغالانت
-
الأمم المتحدة: إسرائيل منعت وصول ثلثي المساعدات الإنسانية لق
...
-
مقارنة ردة فعل بايدن على مذكرتي اعتقال بوتين ونتنياهو تبرزه
...
-
كيف أثر قرار إصدار مذكرات اعتقال بحق نتنياهو وغالانت على دعم
...
-
سفير ايران الدائم بالأمم المتحدة: موقفنا واضح وشفاف ولن يتغي
...
-
سفير ايران بالأمم المتحدة: أميركا وبريطانيا تساهمان في استمر
...
المزيد.....
-
مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي
/ عبد الحسين شعبان
-
حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي
...
/ خليل إبراهيم كاظم الحمداني
-
فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة
/ زهير الخويلدي
-
المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا
...
/ خليل إبراهيم كاظم الحمداني
-
نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا
...
/ يسار محمد سلمان حسن
-
الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع
...
/ خليل إبراهيم كاظم الحمداني
-
نطاق الشامل لحقوق الانسان
/ أشرف المجدول
-
تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية
/ نزيهة التركى
-
الكمائن الرمادية
/ مركز اريج لحقوق الانسان
-
على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في
...
/ خليل إبراهيم كاظم الحمداني
المزيد.....
|