أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - سليم نزال - احاديث فى الطريق الى اوسلو!














المزيد.....

احاديث فى الطريق الى اوسلو!


سليم نزال

الحوار المتمدن-العدد: 7143 - 2022 / 1 / 23 - 09:57
المحور: سيرة ذاتية
    


فى الطريق الطويلة فى الباص هذا اليوم كان الى جانبى امراة بلجيكية و معها رجل بلجيكى و امراة بلجيكية ثانية .تبادلنا التحية ثم اثار اهتمامها الكتاب الذى كنت احمله من اجل ان اقراه فى الرحلة.قلت انه كتاب ليوجين اونيسكو .حقا هذا قلت فعلا و هو مترجم الى العربية ..
لم تقل شيئا ان كان المسرح اختصاصها لكن كان من الواضح انها مضطلعة على كتابات يوجين انيسكو و سواه.
قلت لها الا ترى بوجود علاقة ما بين كتابات اونيسكو و مجىء ترامب.قالت ربما يكون الامر كذلك!نحن فى عصر قلق فعلا .
ثم دار حديث عن مسرح اللا معقول الذى كان يونسكو من رواده و كان الرجل البلجيكى و المراه الثانية يشاركان احاينا بتعليقات حول النقاش.
قلت لها لا افهم لمذا سمى مسرح اللا معقول .حتى يونيسكو نفسه لم يكن يرتاح لهذا التعبير الذى فيه بعص الانتقاص من هذا النوع من المسرح لذا سماه المسرح المضاد و انا اميل الى هذا التعبير.لانه يعكس القلق الوجودى على مصير الانسان.حيث نرى ان لانسان يتحدث عن قيم الاخوة و المحبة بينما واقع البشر غير ذلك تماما!
على كل حال سعى مسرح اللا معقول من خلال كتابات الكبار مثل صموئيل بيكيت و يوجين انيسكو و سواهما من تنبيه البشرية الى الاخطار المحدقه بها. بهذا العمل لم يقدم للمشاهد ما يفرحه بل ما يوقظه مثل النائم الذى يحتاج ان يرمى عليه ماء بارد لكى يستقظ.
و لا ادرى كيف ستكون علبه الامر الان و نحن فى بدايةاحتجاجات ضد الترامبية التى يخشى انها تجلب ثقافة الكراهية و الحروب .
ما سرنى من كلامها فى خضم الحوار حول الواقع المعاصر هو التقاء وجهات نظرنا حول شخصية سيزيف الاسطورية . ان شخصية سيزيف اليونانى كانت تقلقنى فى مرحلة من العمر.فكرة ان يظل الرجل يحمل الصخرة و اما ان يصل الى القمة يسقط ثم يعود ثانية بلا نهاية كانت فكرة مخيفة.لكنى الان لم اعد اراها كذلك.بدات اراها اصرار الانسان الابدى على ان ينهض و ان يقف كلما وقع .و هو امر اسعدنى انى اصبحت ارى فيه الامل لا الياس.
ثم بدانا نتحدث عن الوجودية التى لها علاقة ما بكتابات مسرح اللا معقول بل ربما مهدت لها .سالتنى عن الكتابات التى احببتها فى الوجودية قلت بلا تردد البر كامو .اكثر ما اعجبنى فى كتاباته هو تساؤلاته عن معنى الحياة و هدفها .لم يكن كاموا مقتنعا بالرواية الدينية حول الهدفو المعنى من الحياة.كان يسال و لا يجد اجوبة ترضيه تجيب على تساءلاته الوجود و معنى الوجود .الامر الذى قاده لتتبى نزعة انسانية قوية جعلته يقف مواقف ضد الظلم فى اى مكان .وقف مع الثورة الجزائرية و وقف ضد الستالينية و الفاشية فى اسبانيا.
لكن تبقى الاسئلة الوجودية اكثر الاسئلة التى كان يطرحها الانسان و لم يزل .
طرحت هذه الاسئلة فى وقت مبكر فى بلادنا من خلال الاشعار الوجودية لاابو العلاء المعرى كما رايناها تطرح فى رباعيات الخيام التى قد تكون اول ادب وجودى واضح المعالم قبل ان تتبلور الوجودية المعاصره فى القرن العشرين.
و ام كلثوم تغنى مقطع من رباعيات الخيام .و سعيت ان اترجم لها هذا الببت المعبر عن فكر الرجل .
لبست ثوب العيش و لم استشر
و حرت فيه بين شتى الفكر.
كما له انعكاسات معاصره له فى ادب بلادنا مع ايليا ابى ماضى فى قصيدته المعروفه لست ادرى !
جئت لا اعلم من اين و لكنى اتيت
و لقد ابصرت قدامى طريقا فمشيت !
انتهى الحديث .كنت بالفعل مرهقا لاننا سهرنا سهرنا طويلة امتدت تقريبا حتى الصباح .و قلت طالما ان هناك ساعة حتى نصل الى اوسلو ساحاول ان انام .كان الباص يسير وسط ضباب كثيف.و بسرعة اخلدت الى النوم و لم انهض الا حين اعلن السائق اننا وصلنا الى اوسلو



#سليم_نزال (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بادرة حلف فاشية يهودية و صهيونية مسيحية و هندوسية متطرفة !
- العبرانى المتحضر و الكنعانى البدائى
- باص شقرا!
- عن الكتابة المسرحية
- بعض من اشكالات الديموقراطيه !
- عن الشاعر بيورنستيارن بيورنسون
- كل الصراعات الدينية عبر التاريخ صراعات مصالح سياسية و الله ل ...
- حديث الاحد نهايات سعيدة!
- حول النقد و اليات التغيير!
- مدينة حمرا و اسوارها خضرا و سكانها سود !
- تلملات فى ليل الارق!
- فى اشكالية الثقافات
- اولى نسائم الخريف !
- ماساة جيل!
- اللقاء الاخير !
- لكى لا يجرنا الطوفان!
- الدرس الاكبر فى الحياة
- مطر ليلى !
- صرخ يا ديب من وادى لوادى
- فى فلسفة الاخلاق اشكالية الكذب


المزيد.....




- الجمهوريون يحذرون.. جلسات استماع مات غيتز قد تكون أسوأ من -ج ...
- روسيا تطلق أول صاروخ باليستي عابر للقارات على أوكرانيا منذ ب ...
- للمرة السابعة في عام.. ثوران بركان في شبه جزيرة ريكيانيس بآي ...
- ميقاتي: مصرّون رغم الظروف على إحياء ذكرى الاستقلال
- الدفاع الروسية تعلن القضاء على 150 عسكريا أوكرانيا في كورسك ...
- السيسي يوجه رسالة من مقر القيادة الاستراتجية للجيش
- موسكو تعلن انتهاء موسم الملاحة النهرية لهذا العام
- هنغاريا تنشر نظام دفاع جوي على الحدود مع أوكرانيا بعد قرار ب ...
- سوريا .. علماء الآثار يكتشفون أقدم أبجدية في مقبرة قديمة (صو ...
- إسرائيل.. إصدار لائحة اتهام ضد المتحدث باسم مكتب نتنياهو بتس ...


المزيد.....

- سيرة القيد والقلم / نبهان خريشة
- سيرة الضوء... صفحات من حياة الشيخ خطاب صالح الضامن / خطاب عمران الضامن
- على أطلال جيلنا - وأيام كانت معهم / سعيد العليمى
- الجاسوسية بنكهة مغربية / جدو جبريل
- رواية سيدي قنصل بابل / نبيل نوري لگزار موحان
- الناس في صعيد مصر: ذكريات الطفولة / أيمن زهري
- يوميات الحرب والحب والخوف / حسين علي الحمداني
- ادمان السياسة - سيرة من القومية للماركسية للديمقراطية / جورج كتن
- بصراحة.. لا غير.. / وديع العبيدي
- تروبادورالثورة الدائمة بشير السباعى - تشماويون وتروتسكيون / سعيد العليمى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - سليم نزال - احاديث فى الطريق الى اوسلو!