أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - قراءات في عالم الكتب و المطبوعات - صبري رسول - يوميات الحصار تؤرّخ الحياة في الحرب














المزيد.....

يوميات الحصار تؤرّخ الحياة في الحرب


صبري رسول
(Sabri Rasoul)


الحوار المتمدن-العدد: 7143 - 2022 / 1 / 22 - 22:16
المحور: قراءات في عالم الكتب و المطبوعات
    


زهرة أحمد
(القراءة للكاتبة زهرة أحمد)
صدر العمل الفني الخامس للكاتب صبري رسول بعنوان «يوميات الحصار» عن اتحاد كتاب كردستان سوريا في مدينة قامشلو، فقد صدرت له سابقاَ أربع مجموعات قصصية خلال مسيرته الكتابية.
هذا الكتاب عبارة عن مجموعة نصوصٍ سردية «ترصد واحدٍ وثلاثين يوماً من الحصار القاسي على مدينة قامشلو «قامشلي» كما على المدن السّورية الأخرى، نصوص «يوميات الحصار» تؤرّخ الحياة اليومية في الحرب، عشرة أيام من العام 2012م و21 يوماً من بداية 2013م. الحصار الذي فرضته القوى المسلحة المتصارعة والمهيمنة على مقدرات الحياة اليومية، الذي يشمل مستلزمات الحياة اليومية، فقد شهدَتْ مدن الجزيرة حصاراً اقتصادياً، فتك بحياة النّاس، حيث اختفت المواد التمونية، والأدوية والمحروقات؛ ويؤكّد الكاتب في المقدمة القصيرة للمجموعة أنّه دوّن الواقع المزري الذي عاشه سكان مدينته في يومياته: «حاولتُ تصوير الحياة اليومية مدة شهر، في كلّ يوم دوّنتُ نصّاً يرصد حركة الحياة، فقد يأتي يومٌ يقول فيه القارئ: كيف كان النّاس يتحملون قسوة الأيام، إذا انتهت الأزمة قريباً، وقد تزداد المعاناة، ويرى القارئ أنّ الزمن المخصص لهذا الوصف كان زمن الرفاهية والفرج مقارنة مع وضع الناس».
في النّصوص السّردية التي أطلقَ عليها الكاتب «نصوص مفتوحة» ولم يسمِها الكاتب القصة القصيرة، يطرح أفكاراً ومقاربات وأسئلة ومواقف حياتية كثيرة للنّاس في سعيهم من أجل البقاء، إلى جانب التأكيد أنّ الحروب تفرض على الناس أنماطاً جديدة من الحياة والعلاقات، فتختفي بعض القيم والمبادئ التي كانت إلى الأمس القريب بمثابة ما يشبه مقدّساتٍ لا يتجاوزها المرء، وتظهر علاقاتٌ أخرى بديلة مرافقة للصّراعات الجديدة «هذه الأحوال المأساوية غيّرَتْ أنماط السلوك البشري، وجعل الإنسان شرهاً للكسب الطارئ، بأيّ طريقة كانت، ويفقدُ في الوقت نفسه قيماً نبيلاً اكتسبها في تربيته الدينية والأسرية والمدرسية، خلال عشرات السنين، لكنها لا تصمد أمام غريزة البقاء»ص22.
الأدب يعكس الحياة، يمثّلها في خطابٍ نصّيّ، فلكل حركة في الحياة يمكن خلقها من جديد في النصّ، لكن ربما قساوتها تفرض أسلوباً آخر مغايراً للنصّ القصصي والشعري، فالرّصد السّريع دفعه إلى تصوير حياة النّاس في نصوصٍ يحاكي المذكرات اليومية، كوصفه للطفولة وما شابها من التغييرات، فـ«التجاعيد قد غزَتْ وجوه النّاس، حتى الصّغار لم نَعُد نلمح الطفولة في عيونهم، فالوجوه قد شاخَتْ قبل أوانها، وتصرفاتهم لم تعد تصرفات طفولية. الطّفولة صارت عبئاً على هذا الجيل»ص40
الحصار يخلّف مآسي كثيرة، وقد يكون أكثرها بؤساً، حين ترى وتشعر أنّ الحرب تمزّق بمخالبها روح الحياة وكل شيءٍ جميل فيها، وتفرضُ على الإنسان أن يتخلَّى عن طقوس يومية تعّود عليها، وهندسَ مفرداتِ حياته على أساسها. والحرمان من القراءة ضحية من ضحايا انعدام مقومات الحياة، لا شيء سوى الحرمان والحرمان. » لكن علاقتي بالقراءة تدهورت مؤخراً شيئاً فشيئاً، ارتبطت تلك العلاقة بالكهرباء والأجواء العامة في البلاد، وبالمزاج الشّخصي الذي يشبه أوراقاً محترقة».
» في الشّهر الأخير حصلت حالة من الطّلاق بيني وبين القراءة من طرف واحد، الحالة نتجت عن الحصار المؤلم، فلم يَعُد ثمّة من أولوياتٍ إلا تأمين المتطلبات اليومية الضرورية التي من دونها لا تستمر الحياة»ص53
يبلغ الحصار أوجّه حين يُحَاصر قلم الكاتب، وتُفرَض عليه أجواءٌ مأساوية تمنعُه من الكتابة أو تعيق حركة قلمه، أوراق بيضاء تناثرت حروفها وتباعدت أسطرها من النّسيان، قلم لم يعد تنديه أناقة الأفكار، ليكون القلم أحد ضحايا الحصار، لا وظيفة له سوى الصّمت في أحضان العتمة، وهذا كان عنوان إحدى يوميات الحصار، إنه حصار القلم.
»أما قلمي فقد أخذ إجازة اضطرارية، لأنّه لم يعد له وظيفة لدي، فالكهرباء تنقطع مايقارب اثنتين وعشرين ساعة في النّهار، وكلما جاءتْني فكرةٌ لا أجد الإضاءة الكافية لكتابتها«.ص95
ترافق النّصوصَ بعضُ صورٍ حقيقية لأماكن في سوريا والجزيرة أيام بدايات الأزمة، تبيّن مدى قساوة النّكبة لسوريا، فيؤكد الكاتب في النّص الأخير بأن الجزيرة منطقة منكوبة، بل سوريا كلها هي دولة منكوبة، والصّفة أطلقها عام 2013 تاريخ كتابة النّصوص التي باتت كشواهد موثّقة على فترة من تاريخ سوريا المأساوي. أصبحت الحياةُ رهينة الخوف، والمجهول، واللاحياة، قتل، تهجير، هجرة، نزوح، فقر، عتمة، جوع، برد، عناوين ليوميات الحصار، عناوين لحياة السوريين منذ بداية الأزمة وماتزال مستمرّة وبشكلٍ أكثر بؤساً.
تتألف مجموعة «يوميات الحصار» من واحد وثلاثين نصّاً سردياً إضافة إلى المقدّمة المترجمة إلى الألمانية، وتقع في مئة وستّ صفحات من القطع المتوسط، بغلافٍ أنيق من تصميم إيفا رسول والطبعة خاصة.



#صبري_رسول (هاشتاغ)       Sabri_Rasoul#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- النّقد الأدبي في مفهوم أنيس ميرو
- الاختلاف في المصطلحات الكردية سياسياً
- خروف دِلبر
- إجراءات صناعة القرار واتّخاذه
- تشجيع الأصوات المعتدلة (سميرة المسالمة* انموذجاً)
- المرأة ومصادرة قرارها السّياسي
- قراءة في نصّ (12 آذار) لأحمد إسماعيل إسماعيل
- ميزوبوتاميا مغامرة شعرية في الحقل التّاريخي
- إذا استحال التعايش مع الآخر
- سوريا من خريطة ٍ معروفة إلى خرائط مجهولة
- الأرواح الأربعة لعامر فرسو في الميزان
- اكسر الغياب والنّصّ الومضة في الميزان
- البيت الذي أكلته العاصفة في ميزان (ق. ق. ج)
- قصّة «انتظار» شمس عنتر في الميزان
- عندما تغيب معايير النّقد... (كلستان المرعي وعصمت الدّوسكي)
- صُوَرٌ في العتمة
- امرأة غامضة حتى الضّجر(ج2)
- امرأة غامضة حتى الضّجر(ج1)
- -وزنة حامد- سردٌ متعثّر ولغة محكية
- استنطاق المسكوت عنه ((ترمي بشرر))


المزيد.....




- -عيد الدني-.. فيروز تبلغ عامها الـ90
- خبيرة في لغة الجسد تكشف حقيقة علاقة ترامب وماسك
- الكوفية الفلسطينية: حكاية رمز، وتاريخ شعب
- 71 قتيلا -موالين لإيران- بقصف على تدمر السورية نُسب لإسرائيل ...
- 20 ألف كيلومتر بالدراجة يقطعها الألماني إفريتس من أجل المناخ ...
- الدفاع الروسية تعلن تحرير بلدة جديدة في دونيتسك والقضاء على ...
- الكرملين يعلق على تصريح البنتاغون حول تبادل الضربات النووية ...
- روسيا.. اكتشاف جينات في فول الصويا يتم تنشيطها لتقليل خسائر ...
- هيئة بريطانية: حادث على بعد 74 ميلا جنوب غربي عدن
- عشرات القتلى والجرحى بينهم أطفال في قصف إسرائيلي على قطاع غز ...


المزيد.....

- -فجر الفلسفة اليونانية قبل سقراط- استعراض نقدي للمقدمة-2 / نايف سلوم
- فلسفة البراكسيس عند أنطونيو غرامشي في مواجهة الاختزالية والا ... / زهير الخويلدي
- الكونية والعدالة وسياسة الهوية / زهير الخويلدي
- فصل من كتاب حرية التعبير... / عبدالرزاق دحنون
- الولايات المتحدة كدولة نامية: قراءة في كتاب -عصور الرأسمالية ... / محمود الصباغ
- تقديم وتلخيص كتاب: العالم المعرفي المتوقد / غازي الصوراني
- قراءات في كتب حديثة مثيرة للجدل / كاظم حبيب
- قراءة في كتاب أزمة المناخ لنعوم چومسكي وروبرت پَولِن / محمد الأزرقي
- آليات توجيه الرأي العام / زهير الخويلدي
- قراءة في كتاب إعادة التكوين لجورج چرچ بالإشتراك مع إدوار ريج ... / محمد الأزرقي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - قراءات في عالم الكتب و المطبوعات - صبري رسول - يوميات الحصار تؤرّخ الحياة في الحرب