أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - في نقد الشيوعية واليسار واحزابها - بارباروسا آكيم - تقييم الماركسية على أسس الإشتراط السلوكي















المزيد.....


تقييم الماركسية على أسس الإشتراط السلوكي


بارباروسا آكيم

الحوار المتمدن-العدد: 7143 - 2022 / 1 / 22 - 08:28
المحور: في نقد الشيوعية واليسار واحزابها
    


كل عام و أنتم بخير
حينما نقيم أي فكرة مهما كانت تلك الفكرة
فأننا نسعى لتقييمها وفق أُسس واضحة

و بمناسبة تقييم الأفكار
فسأحاول اليوم التطرق للماركسية و كيف يمكن تقديم نقد للماركسية بصيغتها الكلاسيكية _ كما هي من ناحية التنظير المسطور على الورق _
ض
لكن مع فارق إنني لا أقيم الماركسية على أساس  إقتصادي أَو سياسي

بل أقيم الماركسية على أسس أُخرى من بينها السلوك البشري ، علم الإجتماع ، و الإشتراط السلوكي البافلوفي الخ الخ

يعني مثلاً

كان فيبر يرى في السلوك البشري يختلف عن الفعل أو العمل
Action 
إذ إن الفعل الإنساني له ظاهر و لكن له باطن أي المعنى الذهني للفعل أي يقصد بشكل آخر افكارنا المسبقة و منها الأفكار الدينية _ على سبيل المثال _

إذاً هاهنا يمكن أن نحاسب الماركسية على أساس فعل الماركسيين سلباً أو ايجاباً ( بمعنى المنتج الذي يقدمونه )  على إعتبار أن الماركسية كفكرة مسبقة عند الماركسيين هي التي تسبب الفعل
Action

و لكن إذا أخذنا الموضوع من جانب آخر يعني مثلاً من وجهة نظر راسل

فالرجل إستبعد تماماً أي افكار مسبقة _ كالأفكار الدينية أو الأعراف أو التقاليد _  و حدد السلوك البشري بأربعة عوامل لا غير
1 . حب التملك
2 . المنافسة
3 . حب الظهور
4 . شهوة السلطة أو القيادة

طيب لو حاولنا مناقشة الماركسية من وجهة نظر راسل نجد إن الماركسية تفتقر على طول الخط لمحددات السلوك البشري

فلا هناك ملكية خاصة
و لا هناك منافسة مفتوحة
و لا هناك ظهور للفرد بل السيادة هي للمجموع / للطليعة العاملة
و لا هناك سلطة و لا دولة و لا و لا

طبعاً ها هنا أتكلم عن الفلسفة الماركسية المجردة بغض النظر عن التجارب على أرض الواقع

و أتذكر جيداً أنني حينما قلت هذا الكلام لأحد الأصدقاء
قال لي : بأن عقد المقارنة بين فيبر و راسل كعقد المقارنة بين البرتقال و التفاح !!!!

رغم أنني لا أرى الموضوع بهذا التبسيط

على كل حال نبدأ بمناقشة النقاط السابقة بعجالة حتى لا نتوه في التفاصيل

حب التملك أو الملكية الخاصة
يتفق الجميع تقريباً ( ماركسيين و رأسماليين ) إن الملكية الخاصة ظهرت مع بواكير ظهور المجتمع الزراعي
بمعنى :  حينما تحول أسلافنا الصالحين المتناسلين من القردة العليا من مجتمع الصيد الى المجتمع الزراعي

بدأ الإنسان يحدد ملكيته و يسيج ارضه و يميل إلى الاستقرار ثم بدأ بتدجين الحيوانات

إذا على كل ماركسي عتيد أن يعيد التفكير بهذه الجزئية
فإذا كانت الملكية الخاصة محفورة في جيناتنا و جينات الثديات العليا معنا فهذا يعني أن المسألة قدرية و ليس بأمكانكم تغييرها

و إذا قلتم بأنها كانت مجرد ظرورة لاستقرار الإنسان الزراعي فنحن لا زلنا بحاجة لذلك الاستقرار
بمعنى كيفما قلبت المسألة لا مناص لكم من الإعتراف بحقيقة أهمية الملكية الخاصة

بل ظهور المجتمع البشري كان أحد مسبباته هو الملكية
و في هذا الصدد يقول جون لوك :
السبب في تكوين الأفراد للمجتمع هو رغبتهم في الحفاظ على الملكية

و في إطار الحفاظ على الملكية و زيادتها دخل عنصر جديد وهو المنافسة

بمعنى :  بدون أن يشعر الإنسان بالمنافسة فهو لن يُقْدِم على تطوير نفسه

ولذلك أعزائي لو ذهبتم مثلاً الى قبائل الأمازون في البرازيل ستجدونهم يتشاركون كل شيء و يعيشون مشاركة الموارد و المشاع بطريقة لم تخطر حتى على بال المكتب السياسي

و لكن بالنتيجة فهم بالرغم من مرور آلاف السنين عليهم لم يفكروا حتى بصناعة ملابس تستر عوراتهم
و بالنتيجة فلا وجود عندهم للأنا و الفردانية
و الأمور تدار جماعياً بالتعاون و التشاور
مما يعني إنهم ليسوا بحاجة لدولة أو نظام

و لكن هم لا يزالون حتى هذه اللحظة مجتمع بدائي مشاعي و ليس أكثر من ذلك

و هنا سيأتي من يقول : مهلاً ياصاح .. إن كان الأمر كما تقول فكيف إذا تفوق الإتحاد السوفيتي على الغرب في بعض المجالات كعلوم الفضاء على سبيل المثال  ؟

نعم ، و هذا بالضبط يثبت ما نقول ، فالدافع الوحيد بالنسبة للتجربة السوفيتية لإحداث نقلات نوعية في مجالات معينة في الإتحاد السوفيتي كان التنافس مع الغرب لكن على الصعيد الداخلي تم قتل كل انواع التنافس بحجة المساواة

بمعنى إن التنافس عنصر مهم من عناصر التطوير  و رفع الكفاءة الإنتاجية و لذلك تجد مثلاً في الولايات المتحدة حينما تصبح إحدى الشركات مجموعة عملاقة لا يوجد لها منافس تتدخل الدولة نفسها لكي تقسمها الى شركتين
حتى يبقى التنافس مضمون في جو آمن و خالي من الإحتكار
لأنه و على عكس ما يضن الكثيرون  في شرقنا التعيس أن الرأسمالية تعني الإحتكار
فالحقيقة تقول بأن الإحتكار يعني نهاية الرأسمالية  

و اذا أخذنا الأمر من وجهة نظر السلوك البشري على سبيل المثال سكينر

فقد بنى سكينر نظريته في السلوك البشري على أساس نظرية التطور لدارون
و مختصرها أَنه :
الشعور بالرضا أو الذنب ليس المسبب الرئيسي للسلوك، فهذه المشاعر نتاج للعوامل البيئية كالعقاب و الثواب ، مثلها في ذلك مثل السلوك الظاهر تماماً.
بمعنى إن سكنر يرى أن العقاب و الثواب نفسه نتاج عوامل البيئة
رغم إنه يعترف بأن تأثير البيئة على السلوك تأثير غير واضح

و هنا يأتي الإشتراط السلوكي البافلوفي و مبدأ العقاب و الثواب

أنت تعلم أنه في تجربة ايفان بافلوف هناك كلب و جرس و طعام
الجرس حينما يرن فأن الكلب يسيل لعابه لأنه يعلم بأنه هناك طعام
إذاً الجرس هنا هو الطعام وهو المحفز
طيب هل يستطيع أحد أن يخبرني ماهو المحفز في الماركسية ؟

سيأتي أحد أذكى اخوته و يقول :
لو لم يكن في الماركسية تحفيز فلما إعتقد بهذه الفكرة الملايين ؟
إذا كيف إستطاعت الماركسية تحفيز آلاف بل ملايين البشر ؟

نعم أخي العزيز
لأن الفكرة نفسها جذابة و هي قد جذبت اليها الكثيرين و لكن قل لي ماذا حصل بعد تطبيقها على الأرض
لماذا فقدت بريقها ؟

الإشتراط السلوكي يفسر ذلك بأن الاستجابة الشرطية تقل بعد تحفيز العنصر لفترة طويلة دون الحصول على المحفز

يعني حينما قام بافلوف بقرع الجرس عدة مرات دون أن يقدم الطعام للكلاب بدأ لعاب الكلاب يقل تدريجياً بمعنى إنه بدأ يفقد التحفيز 

و هنا قد يتسائل سائل إن كان هذا هو تفسير الإشتراط السلوكي فلماذا لم تفقد الأديان مثلاً بريقها ؟

سؤال جميل
و لكن الفارق البسيط و الكبير ( في آن معاً ) بين الماركسية و الأديان الإبراهيمية

إن معظم الأديان الإبراهيمية على الأقل (المسيحية و الإسلام ) وعودهما وعود أخروية يعني ليست في هذا العالم المنظور _ وهنا يأتي ذكاء رجالات الدين _

بينما الماركسية فمن المفترض أن تكون وعودها على أرض الواقع و لذلك حينما لم تطبق الوعود قلت الاستجابة الشرطية

مع الحب ..
بربارو
انهاء الدردشة



#بارباروسا_آكيم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- يا قلبي لا تحزن
- اللحم الحلال يا ولاد الحلال
- الحل في العراق هو العودة لتراث الأجداد
- الرد على سامح عسكر في قصة السامري
- بعجالة شديدة .. العلمانية و التنوير و الإصلاح الديني
- تعقيب موسع على المقال السابق
- إهداء إلى الأستاذ سامي لبيب
- رسالة الى الإنكشاريين الجدد
- أهمية النقد النصي بالنسبة للعالم الإسلامي
- الحجاب و النقاب في اليهودية
- ختام القصة
- ردي على الكيالي
- عجيب أمور غريب قضية
- نسبية التعامل الأخلاقي وفق المتغيرات الزمكانية
- بين الخميني و اردوغان
- من سارومان الى أردوغان ، الأحداث في إسبوع
- موريس بوكاي و هامان القرآني 2
- موريس بوكاي و هامان القرآني
- الحجاب و النقاب في الجزيرة العربية قبل الإسلام 3
- الحجاب و النقاب في الجزيرة العربية قبل الإسلام 2


المزيد.....




- مدير مستشفى كمال عدوان بغزة: قوات إسرائيلية تحاصرنا وتأمرنا ...
- صرح فريد لا تحلق فوقه الطائرات!
- الهند تعلن الحداد 7 أيام
- الرئيس الصربي: وساطة الصين جيدة في التسوية الأوكرانية
- جريمة في جامعة مصرية
- مصر.. شركة كبيرة تثير أزمة بإشارة على أحد منتجاتها
- وزير خارجية سلوفاكيا: تصريح بوتين عن المفاوضات حول أوكرانيا ...
- إصابة إسرائيلية بجروح حرجة في عملية طعن قرب تل أبيب
- المقاتلة إف-15.. لهذا استخدمتها إسرائيل لقصف اليمن
- إحياء ذكرى سامر أبو دقة في متحف قطر الوطني بصوت ابنه زين


المزيد.....

- عندما تنقلب السلحفاة على ظهرها / عبدالرزاق دحنون
- إعادة بناء المادية التاريخية - جورج لارين ( الكتاب كاملا ) / ترجمة سعيد العليمى
- معركة من أجل الدولة ومحاولة الانقلاب على جورج حاوي / محمد علي مقلد
- الحزب الشيوعي العراقي... وأزمة الهوية الايديولوجية..! مقاربة ... / فارس كمال نظمي
- التوتاليتاريا مرض الأحزاب العربية / محمد علي مقلد
- الطريق الروسى الى الاشتراكية / يوجين فارغا
- الشيوعيون في مصر المعاصرة / طارق المهدوي
- الطبقة الجديدة – ميلوفان ديلاس , مهداة إلى -روح- -الرفيق- في ... / مازن كم الماز
- نحو أساس فلسفي للنظام الاقتصادي الإسلامي / د.عمار مجيد كاظم
- في نقد الحاجة الى ماركس / دكتور سالم حميش


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - في نقد الشيوعية واليسار واحزابها - بارباروسا آكيم - تقييم الماركسية على أسس الإشتراط السلوكي