أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - كمال غبريال - آلهة وشياطين














المزيد.....

آلهة وشياطين


كمال غبريال
كاتب سياسي وروائي

(Kamal Ghobrial)


الحوار المتمدن-العدد: 7143 - 2022 / 1 / 22 - 03:40
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


"الإله"
هو ذلك النزوع داخل الإنسان، ليضفي الانتظام والجمال، على جزر في محيط الكون الفوضوي العشوائي.
"الشيطان"
هو ذلك النزوع لدى الإنسان، لإشاعة الفوضى والقبح، في جزر الانتظام والجمال في محيط الكون الفوضوي العشوائي.
الوصايا الأخلاقية والمبادئ الدينية والاجتماعية والقوانين،
وجميعها مصحوبة بتهديد بعقوبات، سواء أخروية أو دنيوية اجتماعية أو قضائية، كلها تؤثر في سلوك الإنسان في المجتمع، ليتجنب هذه العقوبات.
لكن خشية العقوبات وحدها تظل محدودة التأثير، طالما ظلت بالنسبة للشخص مفروضة من الخارج. ويختلف مدى الالتزام بها من شخص لآخر. وفقاً لاختلاف ظروف الإنسان التي قد تدفعه لمخالفتها، ووفق قدرته الشخصية (أو شجاعته) على كسرها.
يختلف هذا عن حالة استيعاب الإنسان عقلياً ووجدانياً للوصايا والمبادئ الأخلاقية، لتكون جزءاً من تكوينه العقلي والوجداني. بحيث تكون كأنها نابعة منه ذاتياً، وليست مفروضة عليه خارجياً.
هنا فقط يجتهد الإنسان مخلصاً وبكل كيانه للالتزام بها.
كانت الأديان عبر التاريخ هي مستودع الوعي البشري بالحياة والوجود. وكانت تتطور بتطور الوعي الإنساني.
لكن أمرين أعاقا تطور الأديان بمعدل يجعلها تواكب تطور الوعي، بل وجعلاها في مراحل متقدمة معوقاً ومحارباً له.
أولهما نسبة مقولات الأديان إلى مصدر سماوي. ما جعل التطور يحتاج إلى ظهور من يزعمون استلهام رؤاهم من السماء، بما يصاحب ذلك من جدل وتكذيب وفرقة بين البشر.
ثانيهما ظهور الكتابة ثم الطباعة، التي ثبتت النصوص الدينية إلى حد بعيد، مقارنة بسهولة التطور في العصور الشفاهية.
لذا كان لابد مع الثورة العلمية أن ينفصل العلم ورؤاه الجديدة المختلفة تماماً عما سبق، عن الأديان التي صارت بالنسبة له زنزانة تحجب عنه النور والهواء.
لدينا نموذج البابا فرنسيس، بما يصدر عنه من تصريحات إنسانية الطابع، وصلت لحد إدخال الملحدين لملكوت السماوات. هناك مثله الملايين من المؤمنين بالأديان.
ممن لا يسجنون أنفسم في زنزانة الدوجما.
يختلف هؤلاء جذرياً عمن يأخذون بالتزام صارم كل ما بالدوجما ونصوصها. ولا يرون بالحياة سواها. ولا يرون الحياة إلا من خلالها فقط وحصرياً.
ليس كل من يعلن إيمانه بعقيدة دينية إذن هو مستغرق بكامله فيها. بحيث نستطيع ننسب له من الصفات والفكر والأخلاق، كل ما نعرفه ونجده نحن داخل صندوق العقيدة المؤمن هو بها. كما أن الفكر والسلوك الإنساني الراقي الذي قد يصدر عمن يؤمن بعقيدة ما، من الخطأ التسرع بنسبته إلى عقيدته الدينية. فقد يكون الأمر هكذا بالفعل.
وقد يكون اقتطعه تعسفياً من بين مكونات عقيدة تحوي بطبيعتها متناقضات. وقد يكون صادراً عن جانب آخر في شخصيته، هو الجانب الإنساني الفطري في طبيعته.
أو الجانب الثقافي المعاصر الذي تشبع به. نعم قد نعيب على هؤلاء احتفاظهم في سلة واحدة بمتناقضات. تلك التى تكون بين نصوص الدوجما المقدسة وبين إنسانيتنا المعاصرة. لكن هذا شأنهم الخاص. وعلينا نحن أن نجيد فهمهم.



#كمال_غبريال (هاشتاغ)       Kamal_Ghobrial#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نحن ولغتنا الفصحى
- الإنسان وصناعة الآلهة
- 84 عاماً على حرب أكتوبر
- نحن والديموقراطية
- الإصرار على كليب حياً
- العماء والاستعماء
- العالم الغربي والإخوان المسلمون
- الميتافيزيقا - ماوراء الطبيعة
- المسألة الفلسطينية
- أنا واليهود
- اتفاقيات السلام ومصالح الفلسطينيين
- ماذا يحدث في الفيسبوك؟
- لبنان اليوم وغداً
- نقط على حروف لبنان
- لبنان حطام سفينة الحضارة
- حديث الحرية
- رؤية لمصالح الشعوب
- كلمة أخيرة عن المثلية
- المسيحية. . بحث في الجذور
- عفواً د. يوسف زيدان


المزيد.....




- جدل حول اعتقال تونسي يهودي في جربة: هل شارك في حرب غزة؟
- عيد الفطر في مدن عربية وإسلامية
- العاهل المغربي يصدر عفوا عن عبد القادر بلعيرج المدان بتهمة ق ...
- المرصد السوري يطالب بفتوى شرعية عاجلة لوقف جرائم الإبادة
- عبود حول تشكيلة الحكومة السورية الجديدة: غلبت التوقعات وكنت ...
- بقائي: يوم الجمهورية الإسلامية رمز لإرادة الإيرانيين التاريخ ...
- الخارجية الايرانية: يوم الجمهورية الإسلامية تجسيد لعزيمة الش ...
- الملك المغربي يعفو عن عبد القادر بلعيرج المدان بتهمة قيادة ش ...
- بكين: إعادة التوحيد مع تايوان أمر لا يمكن إيقافه
- العالم الاسلامي.. تقاليد وعادات متوارثة في عيد الفطر المبارك ...


المزيد.....

- السلطة والاستغلال السياسى للدين / سعيد العليمى
- نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية / د. لبيب سلطان
- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - كمال غبريال - آلهة وشياطين