أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفساد الإداري والمالي - سعد السعيدي - ازمات الكهرباء مفتعلة














المزيد.....

ازمات الكهرباء مفتعلة


سعد السعيدي

الحوار المتمدن-العدد: 7141 - 2022 / 1 / 20 - 20:09
المحور: الفساد الإداري والمالي
    


منذ سنوات والبلد يعاني من ازمة نقص الكهرباء. وقد كتبنا واوضحنا في السابق بان امر ازمة الكهرباء مفتعلة بهدف ملء جيوب البعض منها. في هذه المقالة نعيد التذكير بكيفية افتعال هذه الازمة على ضوء معلومات جديدة.

لقد جرى قبل سنوات التوقيع على عدة اتفاقيات مع شركات عالمية لانشاء محطات كهرباء. وقد ظهرت بعض النتائج العام الماضي حيث دخلت بعض المحطات الخدمة الفعلية. مثال هذه محطة كهرباء السماوة ومحطة كهرباء الزبيدية في محافظة واسط العاملة على الوقود المحلي والاكبر على مستوى البلاد من حيث الانتاج. وجرى ايضا افتتاح محطات ذي قار وسامراء الكهربائيتين. وهذا غير اضافة 1500 ميغا واط الى محطة بسماية. بيد ان كل هذه الاجراءات لن تحل المشكلة على الرغم من الاموال الطائلة المصروفة. وسبب الفشل هو ان الامر كله مرتب ومهيأ من قبل السياسيين لان يفشل. فهؤلاء لم يأتوا لخدمة الناس في توفير الكهرباء بقدر ما اتوا لملء جيوبهم والعناية بمصالحهم. وهو ما يثبته اخفاء كامل بنود خصخصة انتاج وتوزيع الكهرباء في قانونها. إذ جرى بمعيته تسليم القطاع كله لايدي المستفيدين المرتبطين باحزاب هؤلاء السياسيين. فمما هو معروف هو ان ثمة نواب ووزراء لهم مصالح في شركات المولدات الاهلية. وسيكون هؤلاء طبعا آخر من يريد حل المشكلة.

وكان يمكن للحكومة من حل مشكلة الكهرباء بنفسها مع امر الالواح الشمسية مثلا، اي بشركة قطاع عام بدلا من ترك كامل الامر بيد المستثمرين. بيد اننا لن نرى حلا مع استثمار هؤلاء حتى ولو جاؤوا الى العراق افواجا. والسبب بسيط وهو تعمد اهمال حل مشكلة الضائع من الطاقة وتعمد سوء الجباية فضلا عن الفساد الذي تسبب بكل هذا. وهو ما كنا قد كتبنا عنه في السابق.

وقد وصف خبير الطاقة محمد هورامي مشكلة الكهرباء في العراق بكونها داخلية، وذلك في تصريح للمدى في تشرين اول الماضي. إذ اشار الى ان التوليد وانتاج الطاقة جيد حيث وصل لـ21 الف ميغا واط. وثمة دول كثافتها السكانية مشابهة للعراق تستهلك طاقة اقل من المولدة في العراق بكثير. وإن المشكلة تكمن بسوء التوزيع والادارة السيئة والضائعات التي تصل لـ50%، مايعني ان 10 الاف ميغا واط تضيع دون الاستفادة منها بسبب سوء التوزيع والتجاوزات. واشار ايضا الى عدم فائدة حتى ما قد يأتي عبر الربط الكهربائي مع الجوار اذا لم تتم السيطرة على الضائعات.

وكشف هورامي بان الكتل السياسية تتاجر بهذه القضية وباخرى غيرها. فكل كتلة تروج لشركة معينة. فضلا عن ان هذه الكتل ولاستثمار الناس البسطاء لانتخابها ترفض اقرار جباية الكهرباء عليهم. كذلك قد كشف بان المعسكرات والوزارات والمؤسسات الكبرى جميعها لا تدفع الجباية، فضلا عن ان مبالغها قليلة جدًا. فما يدفعه المسؤولون الكبار يعادل ما يدفعه البسطاء.

وفي فيديو له العام الماضي ذكر الخبير النفطي الوطني حمزة الجواهري ما يؤكد ما نقوله هنا بشأن افتعال ازمة الكهرباء. إذ كشف عن ان الغاز القادم من ايران غير معالج. فهو يحتوي على شوائب مثل بخار الماء واخرى كبريتية. وتراكم هذه الشوائب في الانبوب الناقل يؤدي الى تجمد الماء داخله خصوصا في الشتاء. وهو ما يتسبب بتناقص كمية الغاز الواصل، مما يوجب ايقاف ضخ الغاز لتنظيف الانبوب. اما الشوائب الكبريتية فتؤدي الى تلف التوربينات المولدة للكهرباء. لهذه الاسباب كان يجب ان يكون الغاز معالجا لكي لا يتسبب بتعقيدات في النقل والاستخدام. واضح من كلام الجواهري بان الحكومة ووزاراتها ليست مهتمة بمطالبة الايرانيين بمعالجة الغاز ولا هي مهتمة بمعالجته لدى وصوله الى العراق.

لكل هذه الاسباب وفضلا عن مشاكل الفساد الآنفة، نكرر المطالبة بضرورة حل ازمة الضائع من الطاقة اولا ومنحها الاولوية قبل انشاء محطات جديدة. وعدم التوجه الى هذا الحل يشير بشكل لا شك فيه عن ان ازمة الكهرباء مفتعلة من قبل نظام 2003 الحاكم. والهدف من كل هذا الاهمال والتسيب والتلاعب في سوء التجهيز وانقطاع الكهرباء هو لابقاء المواطنين تحت طائلة الازمات المستمرة. وكلما زادت المشاكل وتعقدت حلولها، كلما افاد الامر الحاكمين اكثر.



#سعد_السعيدي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نظام الاستثمار بعقود البوت او البووت
- اوقفوا تنفيذ الربط السككي... اوقفوا هذا التفريط بمصالح العرا ...
- حماية الآثار التي ستغمرها مياه سد مكحول
- اتفاقية الربط السككي مع ايران خيانة لمصالح العراق العليا
- مصير مشاريع البتروكيماويات العراقية
- مشروع مصنع البتروكيماويات العراقي مع شركة شل في البصرة
- حول ضرورة تشريع قانون الاقليم
- دعوى قضائية دولية ضد الامريكيين بشأن تهديداتهم حول التسليح
- الدعوى القضائية ضد الامريكيين بشأن تسليم الاسلحة العام 2014
- الفكرة الخرقاء في التقارب العسكري مع دولة داعمة للارهاب
- اسئلة حول الاذرع الاخرى للخامنئي في العراق
- تلاعب مفوضية القضاة بارقام الانتخابات
- مشروع الصدر للاصلاح عنوان مخادع
- وجوه كالحة تغطي نصب 14 تموز
- قادة النصر على داعش...
- حكومة تصريف الاعمال مرة اخرى
- من جرائم القواعد والتعبير في اللغة العربية
- من المسؤول عن نسب التلقيح الواطئة ؟
- من اكاذيب واضاليل الاعلام..
- مع النتائج النهائية للانتخابات... دعاوى الحق العام


المزيد.....




- الثلوج الأولى تبهج حيوانات حديقة بروكفيلد في شيكاغو
- بعد ثمانية قرون من السكون.. بركان ريكيانيس يعيد إشعال أيسلند ...
- لبنان.. تحذير إسرائيلي عاجل لسكان الحدث وشويفات العمروسية
- قتلى وجرحى في استهداف مسيّرة إسرائيلية مجموعة صيادين في جنوب ...
- 3 أسماء جديدة تنضم لفريق دونالد ترامب
- إيطاليا.. اتهام صحفي بالتجسس لصالح روسيا بعد كشفه حقيقة وأسب ...
- مراسلتنا: غارات جديدة على الضاحية الجنوبية
- كوب 29: تمديد المفاوضات بعد خلافات بشأن المساعدات المالية لل ...
- تركيا: نتابع عمليات نقل جماعي للأكراد إلى كركوك
- السوريون في تركيا قلقون من نية أردوغان التقارب مع الأسد


المزيد.....

- The Political Economy of Corruption in Iran / مجدى عبد الهادى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفساد الإداري والمالي - سعد السعيدي - ازمات الكهرباء مفتعلة