أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - زهير كاظم عبود - حين يفتقد الرئيس صفات الرجال















المزيد.....

حين يفتقد الرئيس صفات الرجال


زهير كاظم عبود

الحوار المتمدن-العدد: 491 - 2003 / 5 / 18 - 04:12
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    


                     
     بين الحين والآخر تفتح علينا الفضائيات وبعض الصحف العربية بمفآجأت وصول خطاب ممتع من صدام أو تسجيل صوتي يحث فيه الجماهير على القتال وطرد الغزاة وأستعادة المجد البعثي الصدامي ، وحرصاً من الجماهير على العهد الزاهر الذي سلبته القوات المتحالفة يدعو صدامه من مخابئه أن كان حقاً مختبئ بها ، هذه الجماهــير للثورة على كل ما يمت للأجنبي بصلة ، ويردد نفس العبارات المستهلكة التي لم يزل يدور في فلــكها ولا يجيد غيرها من كلمات اللغة العربية .
     لاحظت أثناء عملي كعامل في بيع الكتب بأحد المكتبات الإقبال المتزايد من الجنود المكلفين  تحديداً  على كتاب ( الرسائل العصرية ) ، والكتاب دون مؤلف أنما تم أعداده بتجميع قوالب إنشائية تصلح كرسائل  لكل المناسبات .
فرسائل الغرام تختلف عن رسائل الشوق والبعد عن الأهل ، ورسائل عتاب الصديق تختلف عن رسائل الخبر المحزن والعزاء ، ورسائل التهنئة بالأعياد والمناسبات الخاصة تختلف عن الرسائل العادية بين الأصدقاء ، غير أن الكتاب لم يترك مناسبة عادية أو مفرحة أو حزينة الا وكتب عنها ، ولذا كان هذا الكتاب المعين للمبتدئين في كتابة الإنشاء لينقلوا منه العبارات الجاهزة والجمل المسطورة لتتضمنها  رسائلهم ، وليكون لهم المعين والمساعد في انتقاء ونقل العبارات التي يتضمنها الكتاب .
وكنت أخبر صاحب المكتبة بهذا الإقبال على الكتاب ، فيسره الخبر  ليجلب المزيد من هذا الكتاب  عند قيامه بالتسوق  من العاصمة .
تذكرت كتاب ( الرسائل العصرية ) وأنا أستمع الى خطابات الرئيس البائس  صدام حسين ، ومن يتمعن في خطاباته سيجدها أنها من نوع  ( all size  ) تصلح لكل المناسبات والأحداث ، كما أنها عمومية تصلح لكل زمان ومكان ، الا أن الخطأ الذي وقع به ( القائد الضرورة ) ، وهو  الذي لايخطيء أبداً !!  أنه يحي صمود الجيش العراقي بوجه العدوان في حين أن الحرس الجمهوري والأمن الخاص كان أول الذين تخلوا عن مهمة الدفاع عنه والانسحاب من المعركة التي أستغرب العالم كله وهو يشاهد القوات المتحالفة تركض ركضاً باتجاه بغداد .
ويحي الرئيس البائد  في التسجيل الصوتي ( الفدائيين العرب ) لصمودهم ،  وكان المساكين  يقلبون أبصارهم يمنة ويسرة للتخلص من محاصرة الناس للقبض عليهم وتسليمهم للقوات الأجنبية  وهم لا يعرفون مداخل ومخارج المدن حتى يعودوا الى  أهلهم وبلدانهم سالمين يلعنون جد الذي ورطهم بمثل هذه الكارثة  .
ويحي صمود الجماهير ، والجماهير عملت ما عملت بأصنامه وجدارياته وصوره التي فاقت عدد شعب العراق  ، وأستعملت معه النعال العراقي وهو يعرف  يرمــز الى ماذا يرمز هذا النعال ،    وفضحت للناس أسراره ومجونه وشذوذه  وسجونه المرعبة تحت الأرض وزنازين التعذيب وغرف الإعدام والحفر التي تضم رفات المدفونين وهم أحياء ، وقصوره الباذخة والأموال المكدسة والأنفاق العديدة التي كان يعدها ليوم مثل يوم الحواسم  .
ولو حدث أن ترك الرئيس المخلوع ( الرسائل العصرية ) وتجول في أحياء بغداد لمات فوراً بالسكتة القلبية قبل أن تمسه يد عراقي مفجوع  وهو يشاهد مقرات الحزب الشيوعي و حزب الدعوة والمجلس الأعلى الإسلامي والحركة الاشتراكية العربية والوفاق والمؤتمر الوطني والحركات  القومية العربية  والأحزاب الكردية والتركمانية والآشورية   مفتوحة في بغداد والناس تمرح وتسرح فيها  دون رقيب أو قيود .
ولو حدث أن تجول الرئيس بين مدن  أزقة العراق ولمس عن قرب كراهية واحتقار الناس لسلطته ونظامه لقرر الانتحار بينهم على مرأى ومسمع من قيادته التي خذلته و المختبئة خوفاً من جماهير العراق  والمتساقطة يوماً بعد آخر .
ولو سمع الفضائيات التي تبث هذه الأشرطة و تدعي أنها وصلت لها بالفاكس وبالبريد من مجهول  ، لقام بسبها وشتم وعاقب  من يقوم عليها لأنها نسيت أن الفاكس والبريد من الخدمات المتوقفة في العراق بالوقت الحاضر .
ولو أطلع على الرسائل المذيلة بتوقيعه والمنشورة في بعض الصحف لعرف أن العراقيين بالرغم من انقطاعهم عن الدنيا يعرفون  أن خبراء ( سوق مريدي ) كانوا يتقنون العمل بالكمبيوتر ليفرغوا الكتب والشهادات من محتوياتها ويملئونها بأسماء ومعلومات جديدة مع بقاء التواقيع والأختام السابقة صحيحة كما كانت  بالضبط مثل بقاء توقيع الرئيس المخلوع  ،  لأقام الدنيا ولم يقعدها ولوصف القائمين على هذه الصحف بالخاسئون أو بالعلوج التي يستعيرها من المرحوم محمد سعيد  الصحاف حفظه الله ورعاه .
وتبقى خطابات الرئيس البائد طريفة من الطرائف التي متعتنا بها سلطة ( قائد يا محلا النصر بعون الله ) وبقياس (all size   )  تصلح لكل المناسبات .
قائد الضرورة جداً نسي الكثير في خطاباته المزعومة ، منها أنه لم يذكر الشهداء الذين تم العثور عليهم مدفونين وهم أحياء ، ولم يذكر السجون والمعتقلات والأقبية والزنازين التي كانت تضيء سماء العراق ، ولم يذكر تأثير الفرحة التي عمت العراق بانتزاع العراق من بين مخالبه وأنيابه ، لم يذكر الرئيس القائد الفذ أسباب هروب القيادة المذعورة والاختباء من الجماهير وتساقطهم الواحد تلو الآخر ، لم يذكر الرئيس البائد المجاعة التي تعمد أن يحدثها  في العراق والمليارات من الدولارات يخزنها في بيوته السرية ومخابئه ، لم يذكر للعراقيين الترف والثراء الذي يتمتع به وعائلته واز لامه وعملاءه والشعب يعيش حالة الحرمان ، لم يذكر الرئيس الذي يجب أن يتمتع بذرة من شجاعة الرجال حين يطالب الرجال بالشجاعة أين غابت عنه الشجاعة ؟   وأن يتحلى بذرة من الأحساس بقيمة الوطن حين يطالب الرجال بالتضحية في سبيل الوطن .
نسي الرئيس الباهت والمخلوع أن يجد تبريراً للناس عن الملايين من العملة الأجنبية المبعثرة والسيارات التي أتلفها المعوق والشاذ عدي صدام ، نسي الرئيس المخروع أن يجد تبريراً لبقاءه مختبئاً تاركاً زوجاته  وأولاده لايعرف مكان  بعضهم البعض .
كانت خطابات الرئيس كمن يضع أنبوباً في فمه أو أنه يتحدث من تحت المجاري ، ومع هذا فأن القائد الضروري لايجد في ذلك مهانة وذلة .
التسجيلات الصوتية والأشرطة المصورة والكتابة التي كتبت في أحدى مدن العراق من قبل عناصر الأمن الخاص أو المخابرات التي لم تلتفت أليها الجماهير ، ومنحتها الفرصة لأعادة مراجعة ضمائرها أن بقيت منها شيء ، ولعلها تستعيد عراقيتها وشرفها بعد أن لطخها صدام بكل مافي أوصاف القواميس من لغة البذاءة  ، فتعود الى أهلها وتحرص على وطنها أكثر من خوفها من صدام .
وستبقى كل عظام المقابر السرية والمجهولة  ، وكل جثث الشهداء تلاحق الرئيس البائد طول العمر ، وستبقى المقابر الجماعية  والسجون والأقبية والزنازين و حبال المشانق وصوت الرصاص المرتطم في جماجم شباب العراق وصمة عار تسجل للرئيس المخلوع طول العمر ، وستبقى العراقيات المغتصبات واللواتي أنتهكت أعراضهن لطخة عار لأسمه وأسم عائلته وعشيرته مابقي العراق  ، وستبقى السرقات والمال الحرام والدجل والكذب والزعم بما ليس فيه وخداع الناس وصمة عار تلاحقه مدى الحياة ، فقد أنكشفت حقيقة الرئيس المرعوب من مصير الرجال حين تفر منه حتى صفات الرجال الصغار .

 
* قاضي عراقي



#زهير_كاظم_عبود (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الى السيد معن بشور – المؤتمر القومي العربي – بيروت
- الحسابات العراقية
- شهداء العراق
- رسالة ثانية الى الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان – أبو ظبي
- العراق أولاً قبل القيادات
- مساوئ المحكمة الخاصة
- أنت لاشيء أيها الرئيس البائد
- رسالة من فوق الأرض الى الرئيس البائد القابع تحت الأرض حياً أ ...
- قناة الجزيرة والمهمة القصيرة
- كلمة صغيرة من القلب لأخوتنا الكتاب من أهل العراق وفلسطين
- من يعرف مصلحة هذا العراق أكثر من العراقيين ؟
- لمصلحة من تتطاول قناة أبو ظبي على شعب العراق ؟
- النقابة العربية للملوك والحكام العرب
- الدبلوماسيين العراقيين للنظام الصدامي البائد
- الفاعل الأصلي والشريك
- رسالة من مواطن عراقي الى الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان
- نــــــــــداء الى كل الخيرين في العراق الجديد
- الموصل أمانة في أعناقكم
- موت القائد الضرورة بالنعال
- نــــــــــداء الى أهلنا في العراق


المزيد.....




- روسيا أخطرت أمريكا -قبل 30 دقيقة- بإطلاق صاروخ MIRV على أوكر ...
- تسبح فيه التماسيح.. شاهد مغامرًا سعوديًا يُجدّف في رابع أطول ...
- ما هو الصاروخ الباليستي العابر للقارات وما هو أقصى مدى يمكن ...
- ظل يصرخ طلبًا للمساعدة.. لحظة رصد وإنقاذ مروحية لرجل متشبث ب ...
- -الغارديان-: استخدام روسيا صاروخ -أوريشنيك- تهديد مباشر من ب ...
- أغلى موزة في العالم.. بيعت بأكثر من ستة ملايين دولار في مزاد ...
- البنتاغون: صاروخ -أوريشنيك- صنف جديد من القدرات القاتلة التي ...
- موسكو.. -رحلات في المترو- يطلق مسارات جديدة
- -شجيرة البندق-.. ما مواصفات أحدث صاروخ باليستي روسي؟ (فيديو) ...
- ماذا قال العرب في صاروخ بوتين الجديد؟


المزيد.....

- فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال ... / المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
- الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري ... / صالح ياسر
- نشرة اخبارية العدد 27 / الحزب الشيوعي العراقي
- مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح ... / أحمد سليمان
- السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية ... / أحمد سليمان
- صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل ... / أحمد سليمان
- الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م ... / امال الحسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - زهير كاظم عبود - حين يفتقد الرئيس صفات الرجال