أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - السياسة والعلاقات الدولية - سعد محمد عبدالله - إجتماع الرياض بين أصدقاء السودان














المزيد.....

إجتماع الرياض بين أصدقاء السودان


سعد محمد عبدالله
- شاعر وكاتب سياسي


الحوار المتمدن-العدد: 7141 - 2022 / 1 / 20 - 11:10
المحور: السياسة والعلاقات الدولية
    


أولاً. إنعقد إجتماع بتمثيل رفيع بين "أصدقاء السودان" خلال الأيام السابقة في العاصمة السعودية - الرياض، وعُقد إجتماع الأصدقاء لمناقشة المسببات والمآلات والتحديات بشأن الأوضاع السياسية والإقتصادية في السودان جراء التحولات التي شهدتها البلاد مؤخراً، والناتجة عن إجراءات ٢٥ اكتوبر من قبل المكون العسكري، وقد أفرز إتخاذها واقع مضطرب، وشديد الحساسية؛ آخذاً البلاد إلي الهاوية، وبل مرشح للمزيد من الإنفجار بشكل مأساوي مريع؛ خاصةً مع تصاعد حدة العنف وإنتهاك حقوق الإنسان مع إتساع الخصومة السياسية بين المكونيين "المدني والعسكري" فيما يزداد غضب الشارع الذي يقوده الشباب والنساء الذين يطالبون بالحرية والسلام والديمقراطية؛ فمع تلاطم هذه الأمواج ورياح الثورة التي تهب من كل جانب إجتمع "أصدقاء السودان" لبحث كيفية مواصلة دعم السودانيين لإستعادة مسار التحول الديمقراطي وإستكمال تنفيذ إتفاقية جوبا لسلام السودان وإستمرارهم في العبور نحو بناء دولة مستقرة تحقق الإصلاح الإقتصادي والعدالة الإجتماعية، وتنهض بشعبها في كافة المجالات، وهذه خطوة جيدة سوف تعضد موقف السودانيين وتشجعهم من أجل إيجاد وسيلة للحوار بوساطة وضمانات دولية.

ثانياً. قرأت البيان الختامي الذي صدر عن مجموعة "أصدقاء بلادي" من بينها فرنسا والمملكة العربية السعودية والسويد والنرويج والإمارات العربية المتحدة والمملكة المتحدة وألمانيا والولايات الأمريكية المتحدة إضافة للإتحاد الأوروبي، وأعتقد أن مخرجات الإجتماع مفيدة جداً ومُحفزة لإستجابة الأطراف السودانية خاصةً فيما يتعلق بمسألة دعم مبادرة بعثة الأمم المتحدة بقيادة السيد فولكر لفتح بوابة حوار بين السودانيين من أجل بحث حلول مناسبة للأزمة السياسية الراهنة يكون أساسها وعمودها الأول هم أصحاب المصلحة من السودانيات والسودانيين أنفسهم، والدعم الذي يجب توفيره الآن هو تقديم تصورات سياسية عملية من الجميع لكيفية تهيئة المناخ العام وتصفية الأجواء بإزالة كافة العقبات المحددة للحوار تمهيداً لبدأ العملية الحوارية المنتجة بغية إنهاء الفراغ الدستوري الذي أقعد البلاد، وإستئناف مشوار الفترة الإنتقالية بشكلها الجديد المتوافق عليه بما يمكن تأسيس مؤسسات الدولة المدنية بأليات ديمقراطية تشاركية يسودها السلام والإنسجام المنشود.

ثالثاً. إننا نمر بمرحلة شديدة الخطورة لم يشهدها السودان من قبل علي مدار التاريخ الحديث، وهذه التجربة معقدة إلي حد كبير، ومتشابكة بحجم حدة إشتباك مكوناتها، وتتداخل فيها قضايا الحقوق السياسية والمدنية مع قضايا السلام والمواطنة والحريات الخاصة والعامة، وتتقاطع مع قضايا معاش الناس ومعادلات تدهور التنمية في الريف والمدن وجدلية الأمن المرتبطة بإصلاح أجهزة الدولة ولا تخلوا من إصلاح المؤسسة العسكرية نفسها بما يضمن مهنيتها وقوميتها وعلاقتها بشعب السودان الريفي والمتمدن، وأيضاً هنالك عملية القضاء علي سلوك الإرهاب وإجتزاز آثار الحروب بإعتماد سياسات جديدة تضع الجميع بالتساوي أمام سلطة القانون، والمعضلة الكُبرى أن نتحدث عن الإقتصاد المُنهار وسط ركام دولة سادها الفساد الممنهج طوال سنوات حكم الدكتاتورية، وهذا الوضع المتردي يحتاج لخطط إقتصادية جديدة تدعمها المؤسسات العالمية بشاركة تعتمد منهج تبادل المصالح مع السودان، وقد جدد إجتماع "أصدقاء السودان" رغبة الشركاء الدوليين في التعاون مع السودان لتثبيت أعمدة هذه العملية لإقتصادية التشاركية لصالح الجميع.

رابعاً. كل ما أوردته خاتمة الإجتماع لا يمكن تحقيقه إلا بعد إستعادة الإستقرار في السودان عبر إجراء حوار الشفافية بين السودانيين بوساطة من بعثة الأمم المتحدة المتكاملة وجميع الهيئات الدولية الصديقة للسودان والدول الراغبة في مساعدة الوسطاء والفُرقاء معاً لفتح حوار يمكن السودان من إجتياز هذه الأزمة الخطيرة التي لا تنفصل عن المحيط الإقليمي إذا نظرنا لأبعاده الإقتصادية والأمنية، وصراعات الإقليم متعددة الأسباب والأوجه، وهذه فرصة جيدة لإستعادة العلاقة مع كل العالم بعيداً عن التمحور، وقد وقف أصدقائنا بجانب بلادنا منذ إنطلاقة ثورة ديسمبر المجيدة ضد السلطة الإنقاذية ورئيسها المخلوع الذي أدمن خوض الحروب ضد مجتمعات الريف، وإفقار المدن بسلاح الفساد، وعلاقة بلادنا مع العالم يجب أن تكون بهذه القوة مما يجعلنا نساهم بفاعلية في بناء دولتنا وتحقيق السلام العالمي، ونستطيع اليوم إستثمار دعم "أصدقاء السودان" لإنتاج حلول تدفعنا إلي مربع جديد يضع السودان علي المسار الذي يريده الشعب، وأيضاً بامكاننا جعل المبادرات المحلية والدولية تنصب في مصلحة قضايا التحرر والتحول المدني الديمقراطي والسلام والمواطنة بلا تمييز إذا أحكمنا السيطرة علي ألأجندة الوطنية التي يحاول البعض أن يجيرها بخطاب متزمت يخون الآخر لتلبية رغبة نفسية لا تخدم المصالح العليا لشعبنا الجسور الذي صنع الثورة بكفاح شارك فيه الجميع، وما زال الكفاح مستمر، وسنعبر وننتصر.

20 يناير - 2022م



#سعد_محمد_عبدالله (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مواكب 17 يناير
- بيان صحفي:
- بيان صحفي
- هل نحن أمام تحول جديد
- رسالة عزاء
- الراهن السياسي ومطلوبات الحل
- تعليق حول إستقالة رئيس الوزراء
- تجديد الحُلم مع مطلع العام الجديد
- حلم السلام والديمقراطية والحريات وشبح الإنقلابات والإنتهازية ...
- الثورة روح الحاضر والمستقبل
- تعليق حول الراهن السياسي
- لقاء مع والي ولاية سنار
- تعليقاً علي الأحداث بولاية سنار
- تعليقاً علي الإعتصام داخل الأمانة العامة لحكومة ولاية سنار
- العيد الأول للسلام
- صباح الثورة للثوار والسودان
- الحركة الشعبية| تصريح صحفي للرأي العام
- البطل ناهض حتَر
- إستمرار الثورة وإستقرار البلاد
- تصريح صحفي


المزيد.....




- الجمهوريون يحذرون.. جلسات استماع مات غيتز قد تكون أسوأ من -ج ...
- روسيا تطلق أول صاروخ باليستي عابر للقارات على أوكرانيا منذ ب ...
- للمرة السابعة في عام.. ثوران بركان في شبه جزيرة ريكيانيس بآي ...
- ميقاتي: مصرّون رغم الظروف على إحياء ذكرى الاستقلال
- الدفاع الروسية تعلن القضاء على 150 عسكريا أوكرانيا في كورسك ...
- السيسي يوجه رسالة من مقر القيادة الاستراتجية للجيش
- موسكو تعلن انتهاء موسم الملاحة النهرية لهذا العام
- هنغاريا تنشر نظام دفاع جوي على الحدود مع أوكرانيا بعد قرار ب ...
- سوريا .. علماء الآثار يكتشفون أقدم أبجدية في مقبرة قديمة (صو ...
- إسرائيل.. إصدار لائحة اتهام ضد المتحدث باسم مكتب نتنياهو بتس ...


المزيد.....

- افتتاحية مؤتمر المشترك الثقافي بين مصر والعراق: الذات الحضار ... / حاتم الجوهرى
- الجغرافيا السياسية لإدارة بايدن / مرزوق الحلالي
- أزمة الطاقة العالمية والحرب الأوكرانية.. دراسة في سياق الصرا ... / مجدى عبد الهادى
- الاداة الاقتصادية للولايات الامتحدة تجاه افريقيا في القرن ال ... / ياسر سعد السلوم
- التّعاون وضبط النفس  من أجلِ سياسةٍ أمنيّة ألمانيّة أوروبيّة ... / حامد فضل الله
- إثيوبيا انطلاقة جديدة: سيناريوات التنمية والمصالح الأجنبية / حامد فضل الله
- دور الاتحاد الأوروبي في تحقيق التعاون الدولي والإقليمي في ظل ... / بشار سلوت
- أثر العولمة على الاقتصاد في دول العالم الثالث / الاء ناصر باكير
- اطروحة جدلية التدخل والسيادة في عصر الامن المعولم / علاء هادي الحطاب
- اطروحة التقاطع والالتقاء بين الواقعية البنيوية والهجومية الد ... / علاء هادي الحطاب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - السياسة والعلاقات الدولية - سعد محمد عبدالله - إجتماع الرياض بين أصدقاء السودان