أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - قراءات في عالم الكتب و المطبوعات - مهند طلال الاخرس - المحاصرون؛ رواية لفيصل حوراني














المزيد.....

المحاصرون؛ رواية لفيصل حوراني


مهند طلال الاخرس

الحوار المتمدن-العدد: 7140 - 2022 / 1 / 19 - 23:41
المحور: قراءات في عالم الكتب و المطبوعات
    


المحاصرون..رواية لفيصل حوراني من القطع المتوسط تقع على متن ٢٣٢ صفحة، وهي صادرة بطبعتها الاولى سنة ١٩٧٣ عن نفس الكاتب، والرواية صدرت بطبعتها الثانية على متن ٢٠٠ صفحة عن المؤسسة الفلسطينية للارشاد القومي سنة ٢٠٠٤ .

وفي معرض تقديمه للرواية في طبعتها الثانية كتب حوراني : "هذا النصّ هو إعادة إنتاج للرواية التي عنوانها (المحاصرون) والتي نشرتها العام ١٩٧٣، وكانت أول نصّ أدبي أكتبه ، ثم لم أعد نشرها، وإعادة الإنتاج هذه اقتضتها دوافع فنية في المقام الأول".

المحاصرون؛ رواية لفيصل حوراني، تتحدث عن أحداث ايلول الاسود في الاردن، والذي وقعت احداثه بين الفدائيين الفلسطينيين من جهة والنظام الاردني وجيشه من جهة اخرى.

الرواية كتبت بصورة تسجيلية سلسة ومشوقة، وهي ذات احداث واقعية، ولا تخلوا الرواية من المواقف النقدية ايضا لكثير من المظاهر والممارسات والشعارات في حينها، وبالاضافة لكل ذلك فالرواية بعيدة كل البعد عن البغضاء والتهويل والفبركة، وتتناول الرواية الاحداث بصورة تحبس الانفاس وتدمي القلب، لكنها مشبعة بكثير من العنفوان، كل هذا من خلال سيرة بطل الرواية خالد وحبيبته سميرة.

هذه الرواية تعد من بواكير الاعمال لفيصل حوراني أقل ما يقال عنها رائعة خاصة انها من الروايات القليلة التي كتبت وتناولت احداث ايلول الاسود، دون اغفال عن تناول جوانب الموضوع المختلفة مثل: استعراض النكبة والنكسة واندلاع الثورة وسنوات العنفوان في الاغوار الاردنية وبداية الاحتكاك بين قوات الثورة والنظام الاردني وجيشه وصولا الى حصول الصدام، ثم الاعتقال في سجن الجفر، مع عرض لصور متعددة من التعذيب والتحقيق في المعتقل، والتي يقودها الضابط الرائد.

تندلع حرب حزيران وبطل الرواية خالد في المعتقل لدى النظام الاردني، يطلق سراحهم مع اندلاع الحرب وسقوط الضفة، ينضم خالد لصفوف الثورة ويتعرف على سميرة المنضمة ايضا لصفوف الثورة.

في الرواية يجتمع خالد مع سميرة، من خلال تقاطع سيرتهما، فخالد هاجر واهله من المسمية على اثر النكبة ١٩٤٨ الى غزة ، ومن هناك يذهب الى دمشق حيث اقارب له ويكمل دراسته الجامعية، وهي اشارة الى سيرة الكاتب نفسه.

بينما سميرة يهجر اهلها من حيفا ويرتحلون الى دمشق ثم الكويت لغاية العمل وكسب الرزق، في الكويت تتعرض العائلة لكثير من المواقف السلبية والتي تنتقص من ادميتهم وفلسطينيتهم، من هذه المواقف قيام عجوز كويتي سبعيني بطلب يد سميرة ابنة ١٧ عاما، وترفض سميرة، وعلى اثر تدخل سافر من العجوز الكويتي ترحل سميرة واهلها لمصر.

يجتمع خالد وسميرة وتدور حولهم الاحداث ومن خلالهم تطرح القضايا الى ان تندلع احداث ايلول الاسود، ويعتقل خالد وسميرة، وفي السجن يتبادلان الرسائل عن طريق السجان المعاقب اصلا بهذا الموقع.

حاول الكاتب ملامسة وجع التجربة الفلسطينية اثناء المرحلة الاردنية وان غيب الكاتب المكان والشخوص والاسماء، لتعبرّ هذه التجربة الفردية التي عرضها الكاتب عن الأنا الجمعية الفلسطينية التي تعرّضت للاستلاب والتغريب والتذويب والإهانة.

وخالد الذي يقبع في المعتقل، ورغم ما يعانيه من فعل التعذيب والإهانة والاستهداف يبقى صامداً ولا ينهار، لتختتم الرواية بفكرة الإرادة الفلسطينية الصلبة التي ترفض الإذعان والرضوخ مهما دارت الدوائر ..

وبالرغم ضيق الزنزانة ووحشية العزل وانفراديته إلاّ أن الذاكرة تنثال بحرقة وحرفية، حيث تشكل بتداعياتها واوجاعها سيرة الفلسطيني المغضوب والمتآمر عليه من الجميع..

في الزنزانة وعبر حالة وجدانية وقائعية تجعلنا نتعرف وبوضوح إلى خالد وبداياته وهواجسه ويومياته وتفاصيل العمل الحزبي والضغوط النفسية التي يمّر بها المعتقلون ..

ومن هنا فإن عنوان الرواية (المحاصرون) يحمل رمزية عالية نجحت بتلخيص احداث الرواية بشكل رائع يحسب للكاتب، هذا علاوة ان اسم الرواية ومن خلاله استطاع الكاتب كشف الغطاء عن أولئك الذين وقعوا في الأسر، وإشكالية العلاقة مع السجان والمحقق في المعتقل ..

هذه الرواية تضاف الى سلة الاعمال الادبية الخالدة التي كتبت عن فترة احداث ايلول الاسود مثل: حبيبتي ميليشيا لتوفيق فياض، حب اقوى من الانتقام لبرهان نهاد جرار، كتابات على جدران الزنزانة لغازي الخليلي، موسم الثلج الحار لمحمود عيسى، الرحلة الاخيرة لهشام شرابي، الصبار لسحر خليفة، بوصلة من اجل عباد الشمس ليانة بدر، الوطن في العينين لحميدة نعنع، خط الافعى لليلى عسيران، العشاق والبكاء على صدر الحبيب لرشاد ابو شاور، الكلمة والبندقية مجموعة الاذاعة، اسير عاشق لجان جنييه، قصة مستشفى الاشرفية وايلول في جنوب الاردن لمحجوب عمر، ١١ يوم مات بعدها جمال عبد الناصر ليسري هاشم، وقصائد منقوشة على مسلة الاشرفية كتاب لمجموعة من الشعراء...

من الرواية:

"..كم كان يقول لهم اذا لم نكون تنظيما سياسيا مدربا على العمل في كل الظروف فإن بنادقنا ستصبح بغير فائدة،كانوا يعتقدون ان البندقية هي كل شيء.."

"اخرس ياقلم ودو يارصاص !هذا شعار الثوار ايها الرفاق!بصدورنا اذا عزت المتاريس، بزنودنا اذا عزت البنادق، بأظافرنا اذا عزت الحراب، سنحطم الاستسلام والمستسلمين، سنقضي على المشاريع المشبوهة، سندمر قرار مجلس الامن، سنحفر قبر الحل السلمي والتسويات السياسية.."

رواية كتبت بمداد من دم وروح، وهي تستحق ان تعتلي رفوف مكتباتنا بجدارة.



#مهند_طلال_الاخرس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اسياد الذاكرة؛ شاعر الثورة صلاح الحسيني ابو الصادق (5-5)
- مذكرات سليمان الشرفا ابو طارق
- الليلة عيد راس السنة
- اسياد الذاكرة؛ شاعر الثورة صلاح الحسيني ابو الصادق (4-4)
- اسياد الذاكرة؛ شاعر الثورة صلاح الحسيني ابو الصادق (3-4)
- اسياد الذاكرة؛ شاعر الثورة صلاح الحسيني ابو الصادق (2-4)
- اسياد الذاكرة؛ شاعر الثورة صلاح الحسيني ابو الصادق
- حكايتي مع هذا الكتاب؛ تاريخ فلسطين الحديث لعبد الوهاب الكيال ...
- حكايتي مع الُكتب-وَخَيرُ جَليسٍ في الزّمانِ كِتابُ-
- المحاكمة التي لم تتم؛ عاصم المصري
- انطونيو التلحمي..رفيق تشي جيفارا
- محمد اقبال، الشاعر الثائر والمفكرالمجدد
- ياسر عرفات؛ حياته كما ارادها
- ملاحم الكوماندوز
- أيام..كلام وخُطاً، خالد مسمار
- رحلتي؛ موجة من بحر جيلي
- 11 يوم مات بعدها جمال عبد الناصر
- هداية وحكاية الحزن الذي لا ينتهي..
- عمليات هزت عرش إسرائيل
- الكوفية الفلسطينية


المزيد.....




- -نيويورك تايمز-: المهاجرون في الولايات المتحدة يستعدون للترح ...
- الإمارات تعتقل ثلاثة أشخاص بشبهة مقتل حاخام إسرائيلي في ظروف ...
- حزب الله يمطر إسرائيل بالصواريخ والضاحية الجنوبية تتعرض لقصف ...
- محادثات -نووية- جديدة.. إيران تسابق الزمن بتكتيك -خطير-
- لماذا كثفت إسرائيل وحزب الله الهجمات المتبادلة؟
- خبراء عسكريون يدرسون حطام صاروخ -أوريشنيك- في أوكرانيا
- النيجر تطالب الاتحاد الأوروبي بسحب سفيره الحالي وتغييره في أ ...
- أكبر عدد في يوم واحد.. -حزب الله- ينشر -الحصاد اليومي- لعملي ...
- -هروب مستوطنين وآثار دمار واندلاع حرائق-.. -حزب الله- يعرض م ...
- عالم سياسة نرويجي: الدعاية الغربية المعادية لروسيا قد تقود ا ...


المزيد.....

- -فجر الفلسفة اليونانية قبل سقراط- استعراض نقدي للمقدمة-2 / نايف سلوم
- فلسفة البراكسيس عند أنطونيو غرامشي في مواجهة الاختزالية والا ... / زهير الخويلدي
- الكونية والعدالة وسياسة الهوية / زهير الخويلدي
- فصل من كتاب حرية التعبير... / عبدالرزاق دحنون
- الولايات المتحدة كدولة نامية: قراءة في كتاب -عصور الرأسمالية ... / محمود الصباغ
- تقديم وتلخيص كتاب: العالم المعرفي المتوقد / غازي الصوراني
- قراءات في كتب حديثة مثيرة للجدل / كاظم حبيب
- قراءة في كتاب أزمة المناخ لنعوم چومسكي وروبرت پَولِن / محمد الأزرقي
- آليات توجيه الرأي العام / زهير الخويلدي
- قراءة في كتاب إعادة التكوين لجورج چرچ بالإشتراك مع إدوار ريج ... / محمد الأزرقي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - قراءات في عالم الكتب و المطبوعات - مهند طلال الاخرس - المحاصرون؛ رواية لفيصل حوراني