أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - سعيد هادف - النخبة المغاربية: ملف خاص (الجزء الثاني)















المزيد.....

النخبة المغاربية: ملف خاص (الجزء الثاني)


سعيد هادف
(Said Hadef)


الحوار المتمدن-العدد: 7140 - 2022 / 1 / 19 - 09:48
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


بعد الجزء الأول من ملف النخبة المغاربية (الأسبوع المغاربي/العدد 92)، نتناول في هذا الجزء وجهة نظر عالم الاقتصاد الإيطالي فلفريدو باريتو، ومقالا حول النخبة الجزائرية في علاقتها بالحراك الشعبي وحوارا حول انحراف الوسط الأكاديمي واستغلال بعض الأساتذة الجامعيين لمناصبهم في ابتزاز الطالبات.

سعيد هادف: نظرية النخبة (الاتجاه السيكولوجي) ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

نظرا لأهمية الجانب السيكولوجي، أعود هنا إلى مقاربة باريتو، وكما سبق وأشرنا في الجزء الأول من الملف، واستنادا على عدد من الدراسات، فقدأدخل باريتو مفهومين جديدين إلى حقل السوسيولوجيا: التسربات(dérivations)والرواسب(résidus)، وأخضعالخطاب الجماهيري (السياسي والديني) إلى التحليل من منطلق أنه خطاب يقدم نفسه في شكل يبدو فيه منطقيا(logique)، وهو خطاب ذو منطق مُنتحَل أو منحول(pseudo logique)، و»إن شروط الحجة التي تصنع مُتسربا جيدا، هي التي غالبا ما تقف على النقيض من تلك التي تصنع تفكيرا جيدا، منطقيا وتجريبيا«وفق باريتو، بعد أن حلل هذه الشروط. إن الخطاب كقاعدة عامة، ومن أجل كسب ود الجمهور، يستهدف العواطف انطلاقا من مقولات (التضامن، الروح القومية الاقتصادية...).
العواطف التي تستند عليها هذه الخطابات، يضعها باريتو تحت اسم»الرواسب«résidus»«، البقايا أو المخلفات: وهذا ما يفضي في الواقع إلى تحليل هذه اللغة، لغة المنطق المنحول(langagepseudologique)، وهي لغة السياسيين المفضلة؛ تستهدف مشاعر العطاء لدى المتلقي. هذا النوع من الخطابفي نظرية باريتو ليس سوى تسرب/تفرع«dérivation»، مجرى متفرع عن "الرواسب" أو منشق عنها، يصب في وجدان الناخب، إنه لا شيء سوى دغدغة العواطف.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بعد أن تنتفي بعض (الرواسب) التي كانت معدن قوة هذه النخبة،
حينها تتراجع، طوعا أو كرها، لتخلي المكان للنخبة الأجدر.
وهكذا فإن ما يطرأ على النُّخبة ليس فقط تغيراً في الأفراد بل تغيراً على مستوى النوع.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

المتسربات، إذن، هي مؤشرات(indices)هذه الغرائز التي حاول باريتو جاهدا تصنيفها. وقد حصرها في ست فئات:

أولا: راسب الترابطات، غريزة بناء الروابط (Instinct des combinaisons)؛

ثانيا: راسب المداومة على التكديس، نزعة التسلط (Persistance des agrégats)؛

ثالثا: راسب الحاجة إلى التعبير عن العواطف من خلال أفعال خارجية (Besoin de manifester ses sentiments par des actes extérieurs)؛

رابعا: الراسب في علاقته بالانفتاح الاجتماعي (Résidu en rapport avec la sociabilité)؛

خامسا: راسب كمالية الفرد وارتباطاته ((Intégrité de l’individu et de ses dépendances؛

سادسا: الراسب الجنسي(Résidu sexuel).

في الفئة الأولى، تمثل الرواسب الناجمة عن الترابطات(combinaisons)تلك العادات الثقافية الثاوية خلف حاجة الإنسان إلى بناء ذهني ونفسي من الربط بين الأشياء مثل الخيبة والخسارة أو النجاح والتفوق وارتباط ذلك بتمثلاته العقدية والأخلاقية، رضا الله، رضا الوالدين أو سخطهما، كما هو حال الثقافة المغاربية، أو ربط رؤية حيوان معين في لحظة معينة بفكرة التفاؤل والتشاؤم.كما أنها تحيل على طقس التأمل والتفكير العقلاني، وخصوبة التخيل وفن الخطاب.

الفئة الثانية من الرواسب، "ديمومة التراكمات"، أكثر هجانة، يتعلق الأمر بـ"حالة نفسية (....) تبني وتصون بعض العلاقات بين أحاسيس تكون فيها آثار بواسطة أحاسيس أخرى (...) اجتماعها يشكل قوة من القوى الرئيسية في التوازن الاجتماعي.تتمثل في ميل أفراد الجماعة إلى المحافظة على التقاليد والقيم التي كانت وراء وجودها، وبالتالي تحافظ على الثبات والاستمرارية؛ الأسر العريقة على سبيل المثال، التنظيمات السياسية والمالية.الفئتان الأولى والثانية ضروريتان في دراسة المجتمعات البشرية. لدى باريتو، إن غريزة التمازج سبب مهم للحضارة: هي البحث عن العلاقات بين الظواهر، سواء البحث العلمي المختبري الذي يحقق أفعالا منطقية، من أجل ما هو أساسي، أو بحث الترابط الذي يمكن لأي أحد أن يقوم به "متجاهلا السبب" و"أفعاله غير المنطقية في جزئها الكبير"، مثلا "اجتماع أشياء نادرة بأحداث هامة"، البحث عن الثوابت بين الأحداث.

بعض المجتمعات يغلب عليها النمط الأول من الرواسب، الإغريق القديمة مثلا، وأخرى النمط الثاني: روما القديمة. ولكن يمكن أن نميز توزع هذه الرواسب داخل مجتمع واحد: لا نستغرب من المداومة على التكديس (النمط الثاني) المهيمن لدى الفلاحين، وغريزة التمازجات (النمط الأول) لدى التجار، المحامين، الساسة. إن اختلاط الأنماط يمكن أن يكون متناغما لصالح المجتمع بشكل أكبر: النمط الأول يمنح المجتمع الحالة الروحية التي تسمح له بالتغير بفضل البحث عن الحلول الجديدة: بدون هذا النمط ما كان للتاريخ أن يتحقق؛ النمط الثاني، يمنع المجتمع من التحلل، ويسمح له بأن يبقى متماسكا. إن تاريخ المجتمعات الغربية تاريخ العلاقة بين هاتين الغريزتين المتناقضتين ظاهريا.

وفي الفئة الثالثة، تتمثل الرواسب في الحاجة إلى إظهار العواطف عبر الأفعال الخارجية في الانفعالات الروحية وفي الأنشطة السياسية والفكرية، فهي رواسب تجعل المجتمع يعبر عن عواطفه من خلال ممارسته للطقوس والشعائر الدينية المختلفة.

وتتجلى رواسب الفئة الرابعة، في قابلية الانفتاح الاجتماعي والرغبة في التشبه بالآخرين ومحاكاتهم (اللباس مثلا، وطريقة الكلام والتعامل...). هذه الرواسب هي من يصنع المجتمعات: "بشكل عام، المجتمعات موجودة لأن الجزء الأكبر من أعضائها تتوفر فيهم عواطف حيوية وقوية تناسب رواسب الكياسة الاجتماعية".

أمّا رواسب كمالية الفرد وارتباطاته فتتمثل في الدافع الكامن وراء الحرص على حماية النفس من الأخطار التي تهدد أمنها وتوازنها ومقاومة التغيرات التي تحدث في المجتمع.

وأخيراً، فرواسب الجنس قد تتخذ شكلاً يختلط فيه الزهد مع ترسب الجنس. علماً بأنَّ الرواسب السابقة هي الدوافع الحقيقية للسلوك البشري سواء كان هذا السلوك اقتصادياَ أو غير اقتصادي، لكن (باريتو) يرى بأنَّ الرواسب غالباً ما ترتبط بالمتسربات التي هي تبريرات عقلانية ومسوغات فكرية للسلوك الاجتماعي أو السلوك الاقتصادي.

الرواسب هي قاعدة السلوك ومنطلقه، بينما المتسربات(dérivations)هي الوسائل التي يبرر بها البشر سلوكهم حتى يكون مقبولاً ومتوافقاً مع محيطهم الخارجي. السلوك الاقتصادي الرأسمالي ينبع من رواسب الطمع والجشع والرغبة في الحصول على أكبر كمية من الأرباح، ولكي يحقق تلك الأهداف يعتمد على عدد من المتسربات التي تبرر سلوكه الاقتصادي مثل استخدامه لتقنيات الانتاج الحديثة واعتماده على طريقة عقلانية للدعاية والإعلان واستخدامه لنظام تقسيم العمل وغير ذلك. والمتسربات التي يتكلم عنها (باريتو) هي:

أولا: التأكيد البسيط (Simple Affirmation): وهو أبسط المتسربات وتتمثل في الأوامر والتأكيدات البسيطة، التي تصدر من الآباء نحو الأبناء؛

ثانيا: السلطة(Autorité): تتجسد من خلال التفسير الزائف للأحداث وذلك بالتأكيد على سلطة الماضي، سلطة العادات والتقاليد، سلطة القانون، حيث يلجأ البشر إلى تبرير أفعالهم بتلك العادات والتقاليد والأقوال والحكم والآراء السائدة في مجتمعهم.

ثالثا: التوافق مع المبادئ والعواطف (accord avec des sentiments ou avec des principes)وهو المتسرب الذي يعتمده البشر في تبرير سلوكاتهم وإثبات وجاهتها ومطابقتها للأسس والمبادئ الاجتماعية أو الحضارية أو العلمية.

رابعا: البراهين اللفظية(preuves verbales): وفي هذا النوع من التبرير يستعمل البشر جميع أساليب القدرة البلاغية والتعبيرات التي لها قوة الإقناع، والتلاعب بالألفاظ والمعاني من أجل إثبات أن البراهين العقلية والمنطقية تقف إلى جانبهم فحين يوصف، على سبيل المثال، نسق بعينه بأنه ديمقراطي كونه يحقق مصالح الجماهير، فالأمر في الغالب مجرد كلام غامض وفضفاض من وجهة نظر باريتو، والمطلوب هو تحديد ماذا نقصد بمصطلح الديمقراطيا؟ وماذا تعني مصالح الجماهير؟ وكيف تحقق الديمقراطيا مثل هذه المصالح؟ يقول رايموند آرون (R.Aron): إن نظرية باريتو من هذه الزاوية بالذات، إنما تعد إسهاماً في مجال سيكولوجيا العلاقات الجماعية المتبادلة، لاسيما في ميدان السياسة.

تتأسس المتسربات على اللغة، اللغة هنا هي جوهر ومظهر كل شيء.من خلال اللغة، تكشف الرواسب عن العقلانية الاجتماعية، منطق العواطف، بنية الأفعال والقوانين المتقيدة الخاصة بالتنظيم والتوازن. المتسربات تخفي الرواسب وتهيكل تعبيراتها وتمثلاتها. نظرية المتسربات تكشف عن منطق العواطف وتفتح الطريق نحو "الجدل البلاغي الجديد"«nouvelle rhétorique»، ونحو نظريات الحجاج ونظريات المنطق غير البرهاني، وكذلك نحو دراسة الأيديولوجيات.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
عندما تجف منابع التأمل والإبداع،
تهيمن نزعة الاستبداد الناجمة عن رواسب إدمان التكديس والمداومة عليه،
فتلجأ النُّخبة إلى القمع والتسلط والترهيب.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

يرى باريتو أن نمط الحكم يتحدد على أساس نوعية هذه الرواسب التي تسهم في إفراز النخب. فرواسب التأمل والتفكير والقدرة على الربط بين الظواهر والأشياء وبناء التصورات وابتكار البدائل من أجل التحكم في الجماهير، تمكّن النُّخبة من الحكم عن طريق الإقناع والترغيب. ولكن عندما تجف منابع التأمل والإبداع، تهيمن نزعة الاستبداد الناجمة عن رواسب إدمان التكديس والمداومة عليه، فتلجأ النُّخبة إلى القمع والتسلط والترهيب.

وقد جاءت نظرية النُّخبة عند باريتو تعبيرا عن قناعته باستحالة تطبيق الديموقراطيا الليبرالية السائدة في الغرب، يقصد استحالة تطبيقها في إيطاليا زمنئذ (نهاية القرن التاسع عشر وبداية القرن العشرين)، وقد كانت إيطاليا بلدا فاشيا مقاوما للديمقراطيا حتى نهاية الحرب العالمية الثانية. باريتو أسس لرؤية جديدة تقوم على أسس سيكولوجية لتفسير النسق السياسي الاجتماعي. فالسلطة والهيمنة السياسية عند باريتو تقوم على"سيكولوجيا" البشر وليس على المعطيات التاريخية.

في «العقل والمجتمع»(The mind and society)،وضمن جهوده الرامية إلى بناء مفهوم النخبة، يرى باريتو أن المجتمع ينقسم إلى طبقتين، الأولى: الطبقة أو النُّخبة العليا التي تنقسم بدورها إلى نخب حكومية(Governing Elite)ونخب غير حكومية(Non-governing Elite)والثانية: الطبقة السُّفلى. وضمن نظريته السيكولوجية، يرى باريتو، أن النُّخبة تحافظ على استمرارها ضمن ديناميا أطلق عليها مفهوم "دوران النخبة". "الدوران الداخلي" الذي تتجلى فيه قدرة النُّخبة على امتصاص الأفكار واستقطاب الأشخاص من خارج النُّخبة وإدماجهم في دائرة وجودها منعا لتشكيل نخبة مضادة؛ أما "الدوران الخارجي" هو شكل من أشكال التداول، حيث بعد أن تنتفي بعض (الرواسب) التي كانت معدن قوة هذه النخبة، حينها تتراجع، طوعا أو كرها، لتخلي المكان للنخبة الأجدر. وهكذا فإن ما يطرأ على النُّخبة ليس فقط تغيراً في الأفراد بل تغيراً على مستوى النوع.

وعلى الرغم من أهمية نظرية باريتو، فإن الوثوق بقدرة السيكولوجيا وحدها لا يكفي في تفسير التاريخ والأحداث التاريخية.كما حذر باريتو من محدودية نظريته بخصوص حقبة تاريخوجغرافية. أوروبا شاسعة جدا، وهي جهة لا تنقصها الوثائق القابلة للمراقبة من هذا الطرف أو ذاك مع عدم استبعاد المراجع، الإحالات النادرة على أمريكا. هذه "المحدودية"، يقول باريتو، تستلزم في الواقع ثقافة واسعة. هذا بالنسبة لأوروبا، أما بالنسبة للأقطار المغاربية فالمجال مازال يفتقر إلى العمل النسقي انطلاقا من إحصاء الأبحاث والدراسات في العلوم الإنسانية والاجتماعية ولاسيما السوسيولوجيا، وتصنيف تلك الأعمال وتحليلها وقراءتها.


مصطفى حفيظ: النخب والشعبوية في الجزائر ... أو كيف نجحت الشعبوية في افشال الحراك؟ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

في هذا المقال تطرقمصطفى حفيظ: كاتب رأي جزائري، مترجم وإعلامي، إلى حراك فبراير 2019 (الحراك الشعبي في الجزائر) بوصفه فرصة ضيعتها النخب السياسية والثقافية، ولم تحسن استثمارها تأطيرا وتثقيفا وتوجيها. لكن "كانت النتيجة مخيّبة للآمال، وفق تعبيره، وهو أنّ الشعبوية هي التي كانت مسيطرة وأن الخطاب الشعبوي كان الأكثر تأثيرا من محاولات النخب لاحتواء هذه "الثورة الشعبية" إن صحّ التعبير". وإذ يتساءل: هل يمكن القول إن النخب فشلت في مهمتها كنخب، سواء كنخب سياسية، إعلامية، ثقافية...الخ؟ أو بالأحرى، لماذا كان عصّيا على هذه النخب أن تصنع خطابا يحتوي هذا الحراك؟ في حين نجحت الشعبوية في التحكم فيه وافشاله بشكل ما؟

تناول المقال فترة بوتفليقة التي دامت عشرين عاما، والكيفية التي تشكلت بها السلطة والنخبة الموالية لها من سياسيين ومثقفين وإعلاميين ورجال أعمال و"على النقيض من ذلك، كان المعارضون للسلطة يحاولون أن يصنعوا لأنفسهم حيّزا يتحركون فيه، تكتلت مجموعة من قادة الأحزاب والشخصيات السياسية وبعض العسكريين المتقاعدين والإعلاميين والسفراء والوزراء السابقين، في تكتلات سياسية حاولت من خلالها تقديم مبادرات ومشاريع سياسية لإصلاح السلطة"، هذه "المعارضة، كان همّها افتكاك فرصة ممارسة الحكم هي الأخرى". ليخلص إلى القول أن هذه "النخبة السياسية المعارضة فشلت في كل محاولاتها زعزعة منظومة الحكم البوتفليقي".

واستعرض المقال حيثيات اندلاع الحراك الشعبي الذي شهدته الجزائر يوم 22 شباط/فبراير 2019، وكيف توالت جمعات الحراك بشكل تصاعدي من حيث زخم المسيرات وشعاراتها وانضباطها وسلميتها. "الشعارات، يقول المقال، كانت تولد من لا شيء، كان يحدث كل هذا بشكل تلقائي، أو هكذا بدا الأمر، برغم أن الشعارات لم تكن بريئة أحيانا، وطغت عليها الشعبوية، لكن من كان يحرّك الجماهير يا ترى؟ هل كانت النخبة السياسية المتمثلة في قادة الأحزاب أو شخصيات سياسية وطنية مؤثرة؟ هل كنت شخصيات من النخبة الثقافية المفكرة؟ هل كانت أطراف معارضة تحرّك الجموع من الخارج"؟

وسياق حديثه عن الجهات التي طردها الحاك بعد أن حاولت ركوب الموجة تساءل عن هوية المؤثرين الافتراضيين عبر السوشل ميديا، وفاعليتهم في حشد الجماهير وصياغة الشعارات، وعن رفض حشود الحراك لأي مبادرة تقترحها السلطة". ويتساءل المقال: هل فعلا فقدت الجماهير الثقة في النخبة؟ أم أن الشعبوية كانت طاغية لدرجة أن سيطرت على تفكير الأغلبية المشاركة في الحراك، دون نسيان القول بأن المثقفين من اعلاميين وكتّاب وشعراء، وفنانين ومحامين وأطباء وكل من يصحّ ضمّهم ولو بالمهنة إلى النخب المثقفة، كانوا يشاركون في مسيرات الحراك، لكن كيف؟ كانوا كغيرهم من الناس، يجوبون الشوارع على طول المسيرة دون أي تأثير ولا حتى القدرة على لفت الانتباه، ربما كان أحد أفراد هذه النخبة المثقفة، قد لفت الانتباه في الحراك والتف الناس حوله، وهو الصحفي السابق والناشط السياسي والحقوقي فوضيل بومالة، لكن هل نجح في قيادة الحراك مثلا؟

ويرى أن الحراك كان "نتاج خطاب شعبوي أيديولوجي غوغائي لا يؤدي إلى أي نتيجة، والدليل أنّه وقع في براثن الأيديولوجيا، سواء اسلاموية أصولية كمثال على ذلك محاولة "حركة رشاد" ... أو انفصالية كحركة الماك".

جمعوية مغربية: الجامعة المغربية في حاجة إلى "كنس" الوحوش الأدمية ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

في الحوار الذي أجراه معها علي الأنصاري (بوابة أفريقيا الإخبارية) تطرقت الفاعلة الجمعوية حفيظة بنصالح رئيسة جمعية نعمة للتنمية إلى قضية التحرش الجنسي المسماة اعلاميا "الجنس مقابل النقط" والتي أثارت الكثير من الجدل اعلاميا ومجتمعيا في المغرب، واعتبرت هذا الملف من المواضيع المسكوت عنها داخل المجتمع منذ عقود، وهو لا يختلف في شيء عن كافة أشكال العنف الجنسي الذي تتعرض له النساء داخل الأسوار المغلقة. وتلقي باللائمة على الجهات المعنية من حيث أنه "لو تم التحقيق بكل جدية في شكاية واحدة لما تمكن الجناة من التمادي". وسلطت الضوء على خطورة هذا السلوك على الطالبات وعلى سمعة الجامعة والانعكاسات النفسية على المجتمع، ودعت إلى نشر الوعي وتفعيل القوانين وتجريم التحرش في الفضاءات العامة.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
النخبة المغاربية: ملف خاص (الجزء الأول)
https://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=743852



#سعيد_هادف (هاشتاغ)       Said_Hadef#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المغاربيون وفلسطين
- النخبة المغاربية: ملف خاص (الجزء الأول)
- في سياق الاحتفال بعامنا المغاربي
- يناير وأشياء أخرى
- منطقتنا المغاربية في مرآة التنجيم
- النسق البيئي الأدبي الجزائري معقد وغير مفهوم في ذات الوقت (ا ...
- البلدان المغاربية في أفق 2025
- هل ثمة ما قد يجمع البلدان المغاربية حول مكافحة الفساد؟
- القمة العربية بالجزائر.. هل ستكون فرصة لإصلاح البيت العربي؟
- المدينة وثقافة التغيير
- مجتمعات المعرفة والمدن المستدامة
- الجسر المغاربي ومياه التغيير
- بين الإبداع والإفساد: مدن ذكية وأخرى غبية
- مُدن مغاربية: هل تنقذ الكتابة ما ضاع من جمال الأمكنة؟
- المؤرخ الجزائري: على من تقرأ زابورك يا...؟
- المدينة في يومها العالمي: متى تصبح الأيام العالمية من صميم ا ...
- على بعد شهرين من عام 2022
- قمة مونبيلييه: هل العلاقة الأفريقية الفرنسية نحو التطور أم ن ...
- الفساد في -الكون- المغاربي
- الأمم المتحدة: «الأمة المغاربية» ودولها


المزيد.....




- ماذا يعني إصدار مذكرات توقيف من الجنائية الدولية بحق نتانياه ...
- هولندا: سنعتقل نتنياهو وغالانت
- مصدر: مرتزقة فرنسيون أطلقوا النار على المدنيين في مدينة سيلي ...
- مكتب نتنياهو يعلق على مذكرتي اعتقاله وغالانت
- متى يكون الصداع علامة على مشكلة صحية خطيرة؟
- الأسباب الأكثر شيوعا لعقم الرجال
- -القسام- تعلن الإجهاز على 15 جنديا إسرائيليا في بيت لاهيا من ...
- كأس -بيلي جين كينغ- للتنس: سيدات إيطاليا يحرزن اللقب
- شاهد.. متهم يحطم جدار غرفة التحقيق ويحاول الهرب من الشرطة
- -أصبح من التاريخ-.. مغردون يتفاعلون مع مقتل مؤرخ إسرائيلي بج ...


المزيد.....

- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي
- الثقافة تحجب المعنى أومعضلة الترجمة في البلاد العربية الإسلا ... / قاسم المحبشي
- الفلسفة القديمة وفلسفة العصور الوسطى ( الاقطاعية )والفلسفة ا ... / غازي الصوراني
- حقوق الإنسان من سقراط إلى ماركس / محمد الهلالي
- حقوق الإنسان من منظور نقدي / محمد الهلالي وخديجة رياضي
- فلسفات تسائل حياتنا / محمد الهلالي
- المُعاناة، المَعنى، العِناية/ مقالة ضد تبرير الشر / ياسين الحاج صالح
- الحلم جنين الواقع -الجزء التاسع / كريمة سلام
- سيغموند فرويد ، يهودية الأنوار : وفاء - مبهم - و - جوهري - / الحسن علاج


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - سعيد هادف - النخبة المغاربية: ملف خاص (الجزء الثاني)