|
قانون نقل الأعضاء من الموتى .. لماذا لا يصدر ؟؟
محمد فُتوح
الحوار المتمدن-العدد: 7139 - 2022 / 1 / 18 - 22:29
المحور:
الصحة والسلامة الجسدية والنفسية
قانون نقل الأعضاء من الموتى .. لماذا لا يصدر الآن ؟؟؟ ---------------------------------------------------------- وجوه متعبة ، ذابلة ، خائفة ، منذ زمن بعيد ، سكن على ملامحها الهم ، والكدر. على هذه الأرض ، وفى هذا الزمن ، قُذف بهم ، ليصارعوا ، من أجل الحصول على لقمة العيش ، لا طاقة لهم على مكافحة ألسنة الأسعار المشتعلة ، والبطالة ، ومشكلات السكن ، والتلوث ، الذى تغلغل فى كل شىء ، وخاصة فى الغذاء الذى تشبع بالأسمدة القاتلة ، فانتشرت الأمراض السرطانية ، وأمراض القلب ، وغيرها من الأمراض الفتاكة ، التى حاصرتهم وأرهقت كاهلهم . النساء والرجال فى مصر ، لماذا حين أتأمل وجوههم ، أشعر أنهم ضائعون ، تائهون ، كأن جبالاً ، من الهموم تجثم على أرواحهم . حياة منزوعة المتعة . الفرح ، هجرهم هارباً ، تاركاً لهم مشكلات الحياة ، تتآمر عليهم ، وتتلاعب بهم . الضرورى من الأشياء ، أصبح عصى المنال ، والخوف كل الخوف ، من مرض قاتل ، يأتى فجأة ، أو بأعراض تسبقه ، تهد الحيل ، وتهدد لقمة العيش . لقد سقط عدد كبير من المصريين الفقراء ، ضحايا الأمراض . ومَنْ ينبغى أن يهمهم الأمر ، من المسئولين ، سواء فى مجلس الشعب ، أو وزارة الصحة ، يتحمسون تارة لمواجهة الأمراض القاتلة ، وتارة أخرى ، يسقطون فى بئر النسيان ، وفقدان الذاكرة . تلك العادة المصرية القبيحة ، التى تجرنا إلى الخلف ، وتحصد الضحايا المساكين بالآلاف . أحد جيرانى ، كان يحتاج الى عملية زرع كلى بشكل عاجل . التكلفة عالية بالنسبة لواحد " على قد حاله " ، مثل غالبية الشعب المصرى ، بالاضافة الى أنه لم يجد شخصا من عائلته ، أو معارفه ، يتبرع له بكلية . وانتهى به الأمر ، الى مثواه الأخير ، وهو فى سن الخمسين . والسؤال الذى يطرح نفسه ، لماذا لا يصدر قانون اباحة نقل الأعضاء من المتوفين ؟؟. منذ عدة سنوات ، وقانون نقل الأعضاء من المتوفين ، يقبع فى أدراج مجلس الشعب . فبعد الجدل الطويل ، والذى تعلق بتحديد الوفاة بموت جذع المخ ، والاختلاف على ذلك من قبل بعض الأطباء ، ورجال الدين ، يبدو بعدها أن أعضاء مجلس الشعب ، ووزارة الصحة ، قد آثروا السلامة ، ففضلوا تجنب القيل والقال ، ليختفى القانون فى الأدراج ، ويتراكم عليه التراب والغبار ، ولتذهب صحة المصريين إلى الجحيم . إن الكثير من المرضى فى مصر ، سوف تكتب لهم الحياة من جديد ، لو تم اصدار هذا القانون . إن خروج هذا القانون إلى حيز التنفيذ ، من شأنه أن يساهم فى تقليل تكلفة عمليات نقل الأعضاء من الأحياء . حيث أن التكلفة التى كانت تصرف على شخصين ( المريض والمتبرع ) ، تذهب إلى العناية بالمريض فقط ، وهذا يوفر الكثير. كما أن ايجاد المتبرع ، من الأحياء ، أمر يستغرق وقتا طويلا ، قد لا تتحمله الصحة المتدهورة للمريض . بالاضافة الى ذلك ، فانه سيقضى على مافيا تجارة الأعضاء ، وجرائمها التى ترتكب فى السر . ماذا ينتظر أعضاء مجلس الشعب ، لكى يُفرج عن هذا القانون الحبيس ؟ . ولماذا لا تبادر وزارة الصحة ، باعتبارها الجهة الأولى المسئولة عن صحة الشعب المصرى ، وتوافق على هذا القانون ؟؟. دون حاجة الى موافقة تشريعية ، أو فتوى شرعية من رجال الدين ؟؟؟. إن مَنْ يبذر الآلاف والملايين ، على الدعاية الانتخابية ، لا يتحمس ، ولا يشعر بمعاناة الناس ، الذين يأكلهم المرض والفقر ، والعوز ، والحاجة . ولكنه مهتم فقط ، بالنجاح فى الانتخابات ، والحصول على كرسى فى مجلس الشعب . أتساءل ألف مرة ومرة ، بل مليون مرة ، ماذ يضير مجلس الشعب لكى يُسن هذا القانون ؟ . إن كل يوم ، يتباطأ فيه أعضاء مجلس الشعب ، فى إصدار هذا القانون ، يكون كل عضو من أعضائه ، قد ارتكب جريمة فى حق المرضى ، الذين هم فى حاجة ماسة إلى هذه العملية . ويكون قد تسبب فى مضاعفة آلامهم وتدهور صحة الالآف منهم . بل والمشاركة بطريق غير مباشر ، فى موتهم وفقدان حياتهم قبل الأوان . نحن فى انتظار ( ونتمنى ألا يطول انتظارنا ) أن يبرهن لنا ، أعضاء مجلس الشعب ، أنهم حقا يمثلون الشعب ، وليسوا ضده ، ويصدرون هذا القانون بصورة عاجلة وفورية . وكالعادة نجد المشايخ ورجال الدين ، ينقسمون بشأن هذا الموضوع . واحد منهم يقول أنه لا مانع شرعا . أما الأغلبية فهى تحرمه بشدة ، لأن جسد الانسان ، ملك لخالقه ، وليس ملكا له ، ليتصرف فيه كما يشاء ، أو كما تريد أسرته بعد الوفاة . والبعض قال أنه حتى اذا أوصى المتوفى قبل الموت ، باعطاء أعضائه الى آخرين ، فهذا حرام ، لأن جسده ، ليس مثل الأموال أو العقارات التى يمتلكها . جسد الانسان ، بعد الموت ، وديعة يستردها الخالق ، لأنها ملكه ، من صنعه ، ولابد أن يستردها دون العبث بها ، أو الانتقاص منها . الى متى ، هذا التدخل من أوصياء الدين ، على حياتنا ، وفى أخص وأدق رغباتنا ، وأكثر الأشياء حميمية لنا ، وهى أجسادنا ؟؟؟؟. الى متى ، باسم الدين ، نُمنع من افادة الآخرين ، واعطائهم فرصة لحياة جديدة ، اذا كنا نستطيع ؟؟؟. من كتاب " استلاب الحرية باسم الدين والآخلاق " 2009 --------------------------------------------------------------
#محمد_فُتوح (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
كونداليزا رايس ..... أليست امرأة ؟!
-
تأملات فى مفهوم الجمال ( 5 )
-
تأملات فى مفهوم الجمال ( 4 ) الجمال فى الفكر الاسلامى
-
تأملات فى مفهوم الجمال ( 3 )
-
تأملات فى مفهوم الجمال ( 2 )
-
تأملات فى مفهوم - الجمال - ( 1 )
-
النيولوك للاخوان المسلمين .... الجهاد على أنغام الموسيقى الش
...
-
وظيفة شكلية - تصحيح صورة الاسلام والمسلمين -
-
العلمانية صمام أمن للمجتمع وشرط للتقدم
-
لولا ثورة 23 يوليو 1952 ما كنت تعلمت
-
امامة المرأة للصلاة ... نساء تستعذبن الصفوف الخلفية
-
الاسلاميون فى تركيا وتعريض المكتسبات العلمانية للخطر
-
حفيدات حسن البنا
-
الشيوخ المودرن وصناعة التطرف الدينى
-
الجماعات الاسلامية والصيد فى الماء العكر
-
ثقافة الحجاب والوعى الزائف للمرأة
-
- ثقافة القبح - تفسد حقوق المواطنة
-
متى ندفع الثمن لنستحق الديمقراطية أو العدالة أو الحرية ؟؟
-
مروجو الفتاوى واحتلال الاسلام الشكلى الخليجى والأفغانى لمسلم
...
-
مجهولو النسب .. ضحايا غياب العدالة
المزيد.....
-
الأنشطة الموازية للخطة التعليمية.. أي مهارات يكتسبها التلامي
...
-
-من سيناديني ماما الآن؟-.. أم فلسطينية تودّع أطفالها الثلاثة
...
-
اختبار سمع عن بُعد للمقيمين في الأراضي الفلسطينية
-
تجدد الغارات على الضاحية الجنوبية لبيروت، ومقتل إسرائيلي بعد
...
-
صواريخ بعيدة المدى.. تصعيد جديد في الحرب الروسية الأوكرانية
...
-
الدفاع المدني بغزة: 412 من عناصرنا بين قتيل ومصاب ومعتقل وتد
...
-
هجوم إسرائيلي على مصر بسبب الحوثيين
-
الدفاع الصينية: على واشنطن الإسراع في تصحيح أخطائها
-
إدارة بايدن -تشطب- ديونا مستحقة على كييف.. وترسل لها ألغاما
...
-
كيف تعرف ما إذا كنت مراقبًا من خلال كاميرا هاتفك؟
المزيد.....
-
الجِنْس خَارج الزَّواج (2/2)
/ عبد الرحمان النوضة
-
الجِنْس خَارج الزَّواج (1/2)
/ عبد الرحمان النوضة
-
دفتر النشاط الخاص بمتلازمة داون
/ محمد عبد الكريم يوسف
-
الحكمة اليهودية لنجاح الأعمال (مقدمة) مقدمة الكتاب
/ محمد عبد الكريم يوسف
-
الحكمة اليهودية لنجاح الأعمال (3) ، الطريق المتواضع و إخراج
...
/ محمد عبد الكريم يوسف
-
ثمانون عاما بلا دواءٍ أو علاج
/ توفيق أبو شومر
-
كأس من عصير الأيام ، الجزء الثالث
/ محمد عبد الكريم يوسف
-
كأس من عصير الأيام الجزء الثاني
/ محمد عبد الكريم يوسف
-
ثلاث مقاربات حول الرأسمالية والصحة النفسية
/ سعيد العليمى
-
الشجرة الارجوانيّة
/ بتول الفارس
المزيد.....
|