طلال سيف
كاتب و روائي. عضو اتحاد كتاب مصر.
(Talal Seif)
الحوار المتمدن-العدد: 7139 - 2022 / 1 / 18 - 03:39
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
تداعيات الأزمات فى أنظمة فصل السلطات وتداولها، يكاد لا يشعر بها المواطن، وهذا ما نسميه، إن جاز التعبير، الدولة المحترمة، والتي يطلق عليها البعض العالم الأول أو المتحضر، فمنذ شهور قليلة، صفع مواطن فرنسي، الرئيس ماكرون على وجهه، فلم يتم تصفيته ولا أحد تعرض لأسرته، بل حوكم بأربعة أشهر حبس وسنة إيقاف تنفيذ، أما من قال للرئيس ساركوزي الذي قذفه الفلاحون بالبيض، احترم نفسك، أنت تتحدث إلى مواطن فرنسي، فلم يفعل له شئ إطلاقا. فالرئيس موظف، ورئيس الوزراء موظف، والوزير موظف، أما أن يأتيك فى منتصف الليل صالح خفير الدرك ويناديك بفخار جندي فايكنج: كلم الباشا يا جدع أنت. بالطبع أنت كقارئ ستعرف لتوك أين أنت وأين تعيش، هكذا الدول المأزومة التي تؤله حاكمها، فهو الأوحد وحده لا شريك له، الفاهم، الدارس، المحلل، العبقري..... لا يحاسب ولا يراجع ولا يخضع أساسا للمساءلة. تلك مقدمة من صلب المنهج كي نراجع سويا أزمة موظفي الهيئة الوطنية للإعلام، وبالتحديد مع رئيسها حسين زين، ورئيس التليفزيون، نائلة فاروق، فقد تعرض حسين زين لسيل من الاتهامات التي تجاوزت صراحة اتهامه المباشر بالسرقة وهذا موثق بالصوت والصورة، إلى السب والقذف من أصحاب الوقفات الاحتجاجية المتكررة بإعداد غفيرة ،نالت أيضا رئيس التليفزيون، ورغم كل ذلك الصراخ، والاستنجاد برئيس الجمهورية، لم تخرج قيادة سياسية أو رقابية، بتصريح مفاده، تبرئة ذمتهما، أو إدانتهما، تاركين المحتجين للتكهنات، ثم يخرج رئيس الهيئة ببيان مفاده منح المحتجين جزأ من حقوقهم، فلو أننا أمام ساركوزي، أو ماكرون، لتم القبض عليهما فورا بتهمة الإضرار بأموال الغير، وهذا ما كان يجب فعله مع حسين زين ونائلة فاروق، القبض عليهما فورا لاعترافهما بأنهما أضرا بأموال أصحاب المعاشات وذلك بتعطيل صرفها منذ أواخر عام ٢٠١٨ وحتى تاريخ كتابة هذه الأوراق، وأيضا متأخر علاوات العاملين منذ أعوام خلت، وذلك إعمالا للمادة رقم ١١٦ أ مكرر من قانون العقوبات. فهل نعيش نموذج الدولة المأزومة، أم أن القيادة السياسية ستثبت العكس وتتخذ موقفا واضحا، تجاه تلك الاتهامات؟
أخيرا كي أريح الأخوين حسين ونائلة، ولا يسعيان خلفي للمضايقات والتحقيق. أكتب هذه السطور بصفتي عضو اتحاد كتاب مصر وليس مقدم برامج بالهيئة الوطنية للإعلام وأقول للأمن، لا إكره فى الوطن، الذي لا نملك له بديلا، نحن الفقراء، زاد المعارك ووقودها.
#طلال_سيف (هاشتاغ)
Talal_Seif#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟