عبدالله عطية شناوة
كاتب صحفي وإذاعي
الحوار المتمدن-العدد: 7137 - 2022 / 1 / 16 - 19:15
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
مؤسف إصرار بعض الأصدقاء على المغالطة، وتشويه الحقائق عندما يتعلق الأمر بتجربتي جمال عبدالناصر في مصر وعبدالكريم قاسم في العراق. ففي كل موسم من المواسم السياسية المتعلقة بهذين القائدين، تقوم هذه المجموعة من الأصدقاء بمهاجمة من يبدون رأيا مغايرا لآرائهم بشأنهما. وبدلا من خوض نقاش جدي لتجربتيهما، تصور الأنتقادات الموجهة للتجربتين أما بانها أشادة بالنظامين الملكيين في مصر والعراق، اللذين أطاح بهما ناصر وقاسم، أو انحيازا لما تلاهما، كنظام السادات، أو نظام البعث الدموي.
ولا يمكن تفسير اللجوء الى هذا المنهج في نقاش تحربتين تأريخيتين إلا بأمرين:
أما بعدم أستيعاب حقيقة أن الحياة السياسية أوسع كثيرا من أن تختصر بخيارين أو ثلاثة، وأن الغرض من فحص التجرية السياسية، ليس جدولة ما حققته من أنجازات أو ما وقعت فيه من أخفاقات، ولا الحكم على نوايا قائد التجربة، وانحيازاته المفترضة، وأنما بمحصلتها النهائية، والمحصلة النهائية لتجربتي ناصر وقاسم محصلة كارثية بكل المقاييس. فتجربة ناصر أنتهت بهزيمة حزيران ـ يونيو، وتجربة قاسم أنتهت بانقلاب شباط ـ فبراير الدموي، وأي محاولة لتبرئة ناصر من المسؤولية عن الهزيمة، أو أنكار مسؤولية قاسم عن تمكين الأنقلابيين البعثيين من إغراق العراق بالدماء هي محاولة تعسفية تحتقر حقائق الأشياء.
أما الأحتمال الآخر الذي يحمل هؤلاء الأصدقاء على تشويه الطرف الآخر في النقاش واتهامه بمناصرة الملكية، أو تأييد الساداتية والبعث، فقد يتمثل في العجز عن الدفاع عن التجربتين واللجوء الى المغالطة هربا من مواجهة الحقائق.
وأيا كان الأمر فانه لمحزن حقا أن تعجز أوساط واسعة في مجتمعاتنا عن دراسة تجارب بلداننا التأريخية بمنهج يقترب من العلم، ويبتعد عن الأنحيازات المسبقة أو الموروثة.
#عبدالله_عطية_شناوة (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟