أسباب وتداعيات الصراع بين بعض المراجع الشيعية

عصمت موجد الشعلان
(Asmat Shalan)

الحوار المتمدن-العدد: 1661 - 2006 / 9 / 2 - 09:40
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    

لايخفى على أحد بأن الصراع الدائر بين بعض المراجع الشيعية هو صراع من أجل الحقوق الشرعية والنذور والصدقات والمساجد والحسينيات ومن أجل المناصب الحكومية ومجالس البلديات والمحافظات والوزارات والبرلمان ومن أجل كسب الأتباع سواء بالوعيد أو بالتهديد ، حقا أنه صراع شامل.
ظاهرة تعدد المراجع ليست جديدة وأنما قديمة قدم ظهور التقليد في بدايات القرن العشرين ، وجد في زمن المراجع الكبار الشيرازي والسيد أبوالحسن والسيد محسن الحكيم والسيد الخوئي ، حيث كان صراع المراجع فقهيا محصوراً في أطار الحوزة العلمية وحلقات الدراسة وأختلاف الأجتهاد في الرسائل العلمية المنشورة آنذاك ، مع هذا الصراع توجد المودة والألفة بدل الفرقة والفتنة والتنابز والتهاتر والشحناء والبغضاء ( كما قال أحدهم).
تغير الحال بعد نشوء الأحزاب الأسلامية ورغبة بعض المراجع في جعل الأحزاب الأسلامية ذراعاً وسنداً للمرجعية لابديلا عنها ، فكان الشهيد محمد باقر الصدر مرجعاُ لحزب الدعوة الأسلامية ، والشهيد محمد باقر الحكيم مرجعا للمجلس الأعلى للثورة الأسلامية ، والآن أخيه عبد العزيز الحكيم ، والحسني الصرخي مرجعاً لحزب الولاء الأسلامي ، والشيخ محمد اليعقوبي مرجعا الحزب الفضيلة وجماعة الفضلاء ، ومنظمة العمل الأسلامي تسترشد وتتبع فقة المدرسي ، بينما لانجد أحزاباً أو تنظمات أسلامية ترتبط مباشرة بالمراجع الكبار السيستاني ومحمد الحكيم والفياض والنجفي.
تفكيك مؤسسات الدولة وخاصة التنفيذية منها بعد الأحتلال وغياب حكومية مركزية قوية وقوات عسكرية وطنية شجع الأحزاب الأسلامية وميليشياتها أخذ زمام الأمن بيدها ، ودفع بعض المراجع العائدة من الخارج والمقيمة في العراق الى تسليح أتباعها بأسلحة النظام المنهار ومن دول الجوار ودفعها أيضاً الى أنشاء ميليشيات جديدة.
أدى تعدد المراجع الى ظهور ألقاب ومسميات جديدة كالمرجعية الصالحة وكأن هناك مرجعية طالحة ، ومرجعية رشيدة وكأن هناك مرجعية قاصرة ، ومرجعية ناطقة وكأن هناك مرجعية صامتة ، ومرجعية شاملة وكأن هناك مرجعية مقتصرة على الدين ، ومرجعية عربية يقابلها مرجعية فارسية أو أفغانية أو باكستانية علما بأن التقليد يتم على أساس الأعلمية وليس على أساس الأنتماء العرقي والجغرافي.
سالت دماء البسطاء والفقراء من أتباع المراجع ، الصدر وعبدالعزيز والصرخي والخوئي واليعقوبي والمدرسي لاسبب عادل ولا من أجل أمن المواطن وسيادة الوطن وأنما سالت من أجل مسجد أو بناية حكومية أو مقر أومن أجل منصب حكومي أو على الهبات والنذور والصدقات أو على مشتقات النفط وتهريبها ، ومن المصادمات المسلحة بين أتباع وميليشيات المراجع ، المصادمات بين ميليشيات بدر وميليشيات المهدي في السماوة والنجف واليصرة ،وقتال أتباع الحسني الصرخي مع أتباع حزب الفضيلة في كربلاء ، والمصادمات المسلحة بين أتباع المدرسي والمجلس الأعلى في الناصرية ولا نريد ذكر الدماء التي سالت نتيجة القتال بين قوات الأحتلال وأتباع الصدر في مدينة الثورة والنجف ومات قسم منهم في المصادمات بين الشرطه والجيش العراقي في الديوانية مؤخراً والمصادمات بين اتباع الصرخي وقوات الشرطة والجيش في كربلاء.
نريد أن نذكر الكادحين والفقراء والمعدمين بأن المرجع أنسان غير معصوم من الخطأ ، مثله مثلكم ، يتميز عليكم فقط بتفقهه بأمور الدين ، تحتاجونه فقط في معرفة أحكام العبادات والمعاملات ، والمرجع بشر معرض للجنون أو الأمراض النفسية أو الأصابة بفتنة التعلق بالمجد الشخصي أو حب الملكية والتملك أو الرغبة في السلطان والحكم أو حب الدنيا ( د.زين العابدين الأمارة).
آن الأوان لبعض المراجع أن تدرس ماقامت به ميليشياتها وحاشيتها وأحزابها وأتباعها وأستنتاج العبر ، ووضع مصلحة العراق أمام أعينهم ، لقد ساهم بعض المراجع من حيث لايدري بشق وحدة صف الشعب العراقي وتعطيل بناء الأقتصاد وأطالة أمد الأحتلال.
تولدت القناعه للمخلصين العراقيين أبناء الطائفة الشيعية بأن حل الميليشيات وتسليم سلاحها للدولة ورجوع المراجع الى حوزتها يصون هيبتها ويرسخ أحترامها بين اتباع الطائفة والطوائف الأخرى ، ولأيقاف التطاحن بين المراجع نقترح وضع الحسينيات والمساجد تحت سيطرة الوقف الشيعي وأن يكون من مهمات مؤسسة الوقف الشيعي أستلام الحقوق الشرعية وتعيين أئمة المساجد والحسينيات وصرف رواتب شهرية لهم ، وتعطي الصلاحية للمراجع بسحب المبالغ المالية الضرورية لمعيشتهم وحاشيتهم ومبلغيهم بدون تحديد رقم معين.

#عصمت_موجد_الشعلان (هاشتاغ)       Asmat_Shalan#          

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات