أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - التربية والتعليم والبحث العلمي - يوسف المحسن - التعليم الاهلي بين الحاجة وفضاء التسليع















المزيد.....

التعليم الاهلي بين الحاجة وفضاء التسليع


يوسف المحسن
كاتب، روائي

(Yousif Almouhsin)


الحوار المتمدن-العدد: 7137 - 2022 / 1 / 15 - 21:41
المحور: التربية والتعليم والبحث العلمي
    


جامعات وكليّات جامعة بأقسام متعدّدة وكليات متخصّصة ومدارس ابتدائية ومتوسطة وإعداديّة ، مؤسّسات علميّة وبحثيّة وتربويّة انسلّت من عباءة وزارتي التربية والتعليم العالي والبحث العلمي وفق تشكيل إداري مستحدث وليس بالجديد وهو التعليم الاهلي ، اكتظاظ المؤسسات الحكوميّة وعدم قدرة الكثير منها على تقديم المفردات العلميّة والتربويّة وفقاً لما تعلنه الوزارتان من اهداف كان من بين الاسباب التي ساعدت في رواج وازدهار هذا الشكل التعليمي والتربوي منذ العام الفين وثلاثة وحتى اليوم ، اسباب لا تقف عند مستوى البنى التحتيّة او طبيعة الاداء المهني لتصل الى عوامل اقتصاديّة واجتماعيّة كانت في المحصّلة دافعاً مهمّاً يضاف الى ما تمثله المؤسسات الاهلية من ميدان اقتصادي يبدو مربحاً للمستثمرين ، خمس وثمانون جامعة وكلية اهلية والمئات من المدارس هي الحصيلة التقديرية للنشاط الخاص والتي حصلت على اجازات العمل من قبل الوزارات القطاعيّة ، والنتيجة انّها صارت ركناً من اركان النظام التعليمي والقائم على فلسفة ورؤية جديدة ويكرّر العاملون فيها بانّها تتلاءم مع روح العصر والتبدّلات الفكريّة والاداريّة في عالمنا اليوم كالأساليب التربويّة المبتكرة في التعامل مع الطلبة والتلاميذ..

الرغبة في اجتذاب الطلبة والتلاميذ وجو المنافسة مع المؤسسات الحكوميّة وعدم وجود البيروقراطية في سرعة اتخاذ القرار وتحديد الاولويّات انتج بُنى تعلميّة وتربويّة تفوق في كثير من مميزاتها مثيلاتها الحكوميّات ، هكذا يسرد الباحث والمشرف التربوي نجم الحميد بعضاً من ملاحظاته عن المدارس الاهليّة حيث يقول " إنّ تجربة التعليم الاهلي وهي الفتيّة بعد العام 2003 اثبتت جدارتها تحت ضغط من الحاجة الفعليّة لمواكبة التطوّر الذي تشهده البلدان " ، الحميد اضاف " إنّ بنايات المدارس الاهليّة تتمتع بالحداثة ومقومات جماليّة لافتة للنظر بالمقارنة مع المدارس الحكوميّة التي يفتقر غالبيتها للمجمّعات الصحّيّة والساحات والتجهيزات الكهربائيّة والمياه ووسائل اخرى " . فيما يؤكّد الكاتب والمهتم بالشأن التربوي لؤي عمران موسى على اهميّة الدور الذي تلعبه المدارس الاهليّة لكن ضمن الحدود القانونيّة التي استحدثت من اجلها ، مضيفاً " ما معنى ان تكون المدرسة في بيت ، لقد ابصرنا الدنيا ونحن نعرف إن في المدرسة ساحة للعب وحدائق وملاعب رياضيّة وباحة وسطيّة فكيف تكون في بيت ! . ويذهب المشرف التربوي نجم الحميد إلى القول بأن المدارس الاهليّة سجّلت نجاحاً اكبر من المدارس الحكوميّة في توفير مفردات المنهج الدراسي والقرطاسيّة إذ تحرص اغلب الادارات الاهليّة ممثلة بالمستثمرين على متابعة جلب هذه المناهج من اكثر من مصدر ، وذات الموضوع يقال عن المستلزمات المدرسيّة الاخرى والتي يتّفق التربوي والكاتب تحسين عباس على توافرها بشكل افضل في المدارس الاهليّة وعلى نحو خاص مستلزمات الصحة العامّة والسلامة والامان ، مضيفاً إن لكلِّ مؤسّسة تربويّة من المحاسن والمساوئ الشيء الكثير .

وفّرت المؤسسات التربويّة والتعليميّة الاهليّة او الخاصّة الالاف من فرص العمل المباشرة للخرّيجين الجدد او للمتقاعدين من الاساتذة والمدرّسين والمعلّمين ، وفرص عمل اخرى موازية لهكذا مؤسسات ، حيث يقول المشرف التربوي نجم الحميد إن طواقم تربويّة من الخط الاوّل التحقت بهذه المدارس بعد إحالتها المُبْكرة إلى التقاعد وهي تمتلك الخبرة الطويلة في الإدارة والتعليم والتدريس مضافاً إليهم (الخريجون الجدد) الذين يحملون الاندفاع الشديد للعمل التربوي والذي تفتقر له الكثير من الطواقم التربويّة العاملة في القطاع الحكومي بما رصدناه من تقاعس واتكاليّة في ادائها ، فيما قال التربوي والكاتب تحسين عبّاس " إنّ المعلم في المدارس الاهليّة يعاني من ضياع حقوقه الماليّة ولا توجد جديّة في تطبيق تعرفة الراتب المُقر وهو 350 الف دينار خاصّة مع وجود ادارات مدرسيّة تدفع اقل من هذا المبلغ في وقت يُحْجِم المعلّم عن إيصال شكواه خشية طرده وخوفاً من وجود اتفاق بين هذه الادارات والجهاز الاشرافي .

الإدارات الاهليّة لا تهتم كثيراً بموضوع النجاح والرسوب إلا في المرحلة المنتهية لأجل الحصول على النسبة كما يقول التربوي تحسين عبّاس والذي اضاف بأنّ جودة التعليم في المراحل الاساسيّة الثلاث هي افضل من المدارس الحكوميّة من حيث الجهد المقدّم والوسائل التعليميّة المستخدمة والوقت الذي يحظى به كل تلميذ ، والمعلم يجتهد لإيصال الفكرة لذهن التلميذ كونه لا يأمن بقاءه او استمراره مع وجود مستثمر يقوم بالمحاسبة ويستمع لشكاوى الاهالي ، وعلى العكس من بعض المعلّمين والمدرّسين في المؤسسات الحكوميّة والذين اطمأنّوا بعد تثبيتهم على الملاك الدائم ولا يلتفتون لأخلاقيّات مهنة التعليم . ويتفق المشرف التربوي نجم الحميد مع ما ذُكِر بأنّ هنالك محاسبة وصفها بالشديدة واجتماعات دوريّة ومتابعة دائمة يقوم بها المستثمرون على الطواقم التعليمية والتربويّة في المدارس الاهليّة حيث يضيف " تفتقر المدارس الحكوميّة الى هكذا متابعة وهي محصورة بالمشرف التربوي الذي انشغل بسد النقص في الهيآت التربويّة دون متابعة تقويميّة للعمليّة التربويّة او وضع للحلول والنقاط الصحيحة ، وادوارهم (ويعني المشرفون) هي عبارة عن عمل روتيني بحت .. تقييم .. حضور ..سجلّات .. خطة .. ولم نجد اي تطوّر وثمّة بخل بالمعلومة وعلى العكس من المدارس الاهليّة.

دروس التشكيل والخطابة والمسرح والفنون الاخرى لها حضور اكبر في المدارس الاهليّة بالمقارنة مع المدارس الحكوميّة ، وهو ما يتم الوصول له من خلال متابعة المشاركة الواسعة لتلاميذ وطلبة هذه المدارس في المهرجانات والكرنفالات والمسابقات المدرسيّة التي تقيمها مديرية النشاط المدرسي ، حقيقة يعترف المشرف التربوي نجم الحميد بأنّه يلمسها من خلال زيارة هذه المدارس مضيفاً " هناك مقارنة في الجانب الإبداعي ورعاية المبدعين ، ففي المدارس الاهليّة نراه اكثر سطوعاً ، ويعود ذلك إلى اصرار المستثمرين على أن تكون النشاطات اللاصفّيّة حاضرة في مدارسهم ( ربّما كعامل جذب) في وقت نجد عدم اهتمام واهمال لها في المدارس الحكوميّة ، وان توافرت فهي بنسب ضئيلة ، وهو ما ينسحب ايضاً على نتائج الطلبة والتلاميذ ومعدّلاتهم في المدارس الاهليّة ، وآليّة المتابعة والمراقبة من قبل ادارات المدارس الاهليّة والمستثمرين فيها القت بظلالها حتى على التعليم الالكتروني خاصّة وإن الكثير من هذه المدارس شرع بهذا الشكل التربوي والتواصلي مع التلاميذ والطلبة او اولياء الامور قبل ظهور جائحة كورونا ، في وقت افردت فيه المدارس الاهليّة مقاعد مجانيّة للطلبة والتلاميذ الاوائل في المدارس الحكوميّة " ، وهو ما يحسب لها وإن عدَّ نوعاً من الترويج المقبول لمدارسهم .

تجربة الجامعات الاهليّة بحاجة إلى مراجعة وإعادة صياغة ومراقبة للرصانة العلميّة والمناهج فضلاً عن كفاءة التدريسيّن فيها ، بهذه العبارة بدأ الباحث والكاتب عامر موسى الشيخ حديثه عن ما افرزته السنوات الماضية ، حيث يقول " إنَّ الموضوع تحوّل إلى شبه تجارة ، فتحويل الدراسة والتعليم إلى سلعة له آثار سلبيّة على مخرجات التعليم العالي في العراق ، وهنالك من يقول إن تسليع الجامعات وتسليع العلم سوف يقود إلى نتائج كارثيّة تلعب دوراً سلبيّاً في مستقبل الامّة " ، ويضيف الشيخ " نجد هنالك مجانيّة في منح الاجازات، الاجازات تُمنح على ضوء المباني والمبالغ والحجوزات ، لا تتم مراجعة المناهج العلميّة او مراقبة التخصّصات الدقيقة في افتتاح الاقسام العلميّة " ، ويشير الشيخ الذي حصل على شهادته العليا من جمهورية مصر العربيّة " إنَّ غالبيّة الكلّيّات الاهليّة تفتح دراسات لها رواج وسوق عمل في دوائر الدولة وليس في القطاع الخاص مثل كليّات المجموعة الطبيّة والقانون وهي اختصاصات سوف تتحوّل بعد التخرّج إلى مهن وعلى مساس مع حياة الناس ومصائرهم فكيف تكون اذا كانت الدراسة غير خاضعة للرصانة العلميّة " ، ولقد لمسنا ذات الرأي عن المدارس الاهليّة فيما يتعلّق بموضوع التعليم وتحويله إلى نشاط تجاري بحت .

ولابدَّ من القول إنَّ دخول القطاع الخاص على خط التعليم والتربية اسهم في سد النقص الكبير في هذا القطاع امام رغبة متزايدة للتعليم عند الاهالي والطلبة على حدٍّ سواء ، فالجامعات الاهليّة خرّجت الالاف من الشباب الذين وجدوا لهم مكاناً في سوق العمل وكذلك فعلت المدارس الاهليّة ، ومن بين ما يحسب للتعليم الاهلي انّه ساهم في القاء الضوء على طبيعة الاداء في التعليم الحكومي ومن خلال المقارنة التي تعدُّ ايسر الطرق للوصول الى استنتاجات موثوقة ، وهو ما اشار له الباحث والمشرف التربوي نجم الحميد والذي يرى إنَّ التعليم الاهلي هو جزء من متطلبات ومقوّمات التطور الحديث للحركة البحثيّة ، فيما حذّر الباحث عامر الشيخ من وجود "جيل جديد من خريجي الجامعات الغير قادرين على تكوين جملة مفيدة داعياً للحفاظ على هيبة الاكاديميّة العراقيّة " ، ومن جانبه دعا الباحث لؤي عمران إلى إعادة النظر في القوانين ومدى الالتزام بها والتوقّف عن منح اجازات إلا بعد التأكّد من وجود التزام صارم وتام بجميع فقراتها وموادها .



#يوسف_المحسن (هاشتاغ)       Yousif_Almouhsin#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نقرة السلمان.. حكاية سجن وقصة منفى
- كتب امريكيّة لفهم الواقع العراقي
- انف الحكومات
- الحكومة اخفقت ْ .. الدولة فشلتْ !
- التاآت ، أسلحة المحرر الثلاثة
- جاذبية
- اصدقاء
- 6صباحا 9 مساء أمريكيا
- إنهم فيدراليون
- عودة
- تعمد ايقاع الاذى الصحفي
- رغوة اصوات
- يقرون بأخطائهم والعصي في الهواء
- أيقونه
- م
- مطر
- فزاعة
- إلى ادونيسته
- يستحم بالخدر
- هاجس


المزيد.....




- ماذا يعني إصدار مذكرات توقيف من الجنائية الدولية بحق نتانياه ...
- هولندا: سنعتقل نتنياهو وغالانت
- مصدر: مرتزقة فرنسيون أطلقوا النار على المدنيين في مدينة سيلي ...
- مكتب نتنياهو يعلق على مذكرتي اعتقاله وغالانت
- متى يكون الصداع علامة على مشكلة صحية خطيرة؟
- الأسباب الأكثر شيوعا لعقم الرجال
- -القسام- تعلن الإجهاز على 15 جنديا إسرائيليا في بيت لاهيا من ...
- كأس -بيلي جين كينغ- للتنس: سيدات إيطاليا يحرزن اللقب
- شاهد.. متهم يحطم جدار غرفة التحقيق ويحاول الهرب من الشرطة
- -أصبح من التاريخ-.. مغردون يتفاعلون مع مقتل مؤرخ إسرائيلي بج ...


المزيد.....

- اللغة والطبقة والانتماء الاجتماعي: رؤية نقديَّة في طروحات با ... / علي أسعد وطفة
- خطوات البحث العلمى / د/ سامح سعيد عبد العزيز
- إصلاح وتطوير وزارة التربية خطوة للارتقاء بمستوى التعليم في ا ... / سوسن شاكر مجيد
- بصدد مسألة مراحل النمو الذهني للطفل / مالك ابوعليا
- التوثيق فى البحث العلمى / د/ سامح سعيد عبد العزيز
- الصعوبات النمطية التعليمية في استيعاب المواد التاريخية والمو ... / مالك ابوعليا
- وسائل دراسة وتشكيل العلاقات الشخصية بين الطلاب / مالك ابوعليا
- مفهوم النشاط التعليمي لأطفال المدارس / مالك ابوعليا
- خصائص المنهجية التقليدية في تشكيل مفهوم الطفل حول العدد / مالك ابوعليا
- مدخل إلى الديدكتيك / محمد الفهري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - التربية والتعليم والبحث العلمي - يوسف المحسن - التعليم الاهلي بين الحاجة وفضاء التسليع