أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - حسن بلاسم - يوميات جحا العربي















المزيد.....

يوميات جحا العربي


حسن بلاسم

الحوار المتمدن-العدد: 491 - 2003 / 5 / 18 - 04:03
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    



 


النجدة !!
جحا المسكين مصاب باسهال الكتابة الحلزونية ٠ والمرض تاريخي ومزمن ، وراحت ضحيته العديد من الكتابات العربية ، التي ظلت تدور حول نفسها حتى شنقت صوتها بيديها ٠ عصفورة التجربة الحزينة ، هي التي قالت ، وذيلها ﻻئحة من الادلة على مثل هكذا اقلام ٠
واقد اخبره الطبيب مرارا ، ان يكف عن الاعتقاد بفرسان الاحلام المخلصين من سفاحين وقتلة وتماسيح ، وان يتناول كل صباح وصفة العقل المرة ، لتعود له عافيته ومن ثم قدرته على تحديد الاوليات وشروط الانسان النظيف اي المدني ، المحلوم به من قبل الانسان العربي الجائع منذ الازل ، لطمانينة ضائعة ٠ لكن جحا الكاتب مصر على علاج نفسه بمدنيته الارهابية ، فهو يكتب في نشرة الكترونية تسمى ، الحوار المتمدن ، وجحا العربي كما تعرفون متمدن بما فيه الكفاية ٠ بالامس فحسب لم يترك شتيمة وﻻ اهانة مبطنة وعلنية لم يلصقها بشعب العراق الذي طبرت بلاده بابشع ساطور ارهاب على الارض ٠ ﻻ من اجل شيئ ، سوى اللطم والبكاء على فارس الاحلام السفاح الذي خذل الكاتب وعشيرته من الكتاب والمبوقين ، ولم يحرر فلسطين ، بل ولى هاربا مثل نعجة الى مراحيض مزبلة التاريخ ٠على كل حال ، العراقيون بحاجة لبعض نوادر السيد جحا ، ﻻ من اجل الالحاد الكوميدي ،من اجل الايمان بالواقع وعبادته ومع كل الجراح والمصائب ، لكي يخبزوا من جديد شمس حياتهم ، وليبتسموا اذ ما اتهمهم بالاستسلام ، فجحا نفسه مزحة ، ونوادره لن تعيد الخبز والماء ٠

اما اليوم ، حيث لم يتبقى لجحا من فرسان احلامه ، سوى الجرذان الدموية النتنة ، والتي عين نفسه محاميا عن نهجها الاجرامي ومن دون اجر ، فاجره على الله في الجهاد والاسهال والوهم ٠ لكن علينا ان نعترف ان جحا يصلح لكتابة المشاهد الاولى الافتتاحية لافلام الدين والاساطير :
( في السعودية ٠٠٠ في ارض الاسلام ٠٠٠ الارض التي تحتضن قبر الرسول الاعظم ٠٠ والصحابة ٠٠٠ ارض الديانات ٠٠٠ ولد زعيم القاعدة الشيخ اسامة بن لادن ) ٠ اللهم صلى على محمد وآل محمد ، لقد جاء الحق وزهق الباطل ، الله اكبر ، لقد ولد اسامة المخلص ، طوبى للامة العربية بهذا النور الاسود ، ثم تقشعر ابداننا من شدة الخشوع والسعادة الروحية ونذرف دمعتين ونحن نحلم باسامة السفاح وهو ينقذنا من اعداء الله ، وينشر السلام ٠
الصفة الجميلة الوحيدة والتي يعتز بها كل من عاشر كتابات جحا ، هي خجله وتواضعه حين يتحدث عن المآسي والالام ، فهو يقول ، مثلا ، عن انفجارات السعودية الاخيرة ( ٠٠٠ النتيجة عشرات القتلى والجرحى ، معظمهم من الامريكيين ) ، معظمهم ! خجل طفولي ، يا عيني عليك ياجحا ،انت تخجل من القول : وطفلتين اردنيتين وفلبيين وسويسري وسعوديين و ٠٠٠ الخ ،مثلما ما زلت تخجل لحد الان من الحديث عن المقابر الجماعية والفردية والزوجية التي شيدها فارس احلامك الجزار على ارض الرافدين المنكوبة ٠
واياكم ان تطالبوا جحا الكاتب بهؤﻻء الضحايا او تحدثونه عن خجله ، فهو على استعداد ان يتهم حماره الطيب والمخلص نفسه ، بالصهيونية والعمالة والخيانة ٠
وطبيبه يقول ان جحا العربي عنيد كالثور ٠ واعتقد ان هذا شيئ حسن اذ ما اردنا ان نطمح الى مدنية حرة وشفافة ، فدعوه يكتب ( يزول الارهاب بزوال اسبابه ) ، ودعونا نكتب عن يزول مرض جحا العربي بزوال اسبابه ، وعلى كل من لديه وصفة مجربة ، ان يبعث بها لصديقكم جحا ، وﻻ حول وﻻ قوة الا با لله العلي العظيم ٠

هامش ٠
ما بين الاقواس ، مقتطفات لكاتب مقالة ( يزول الارهاب بزوال اسبابه ) على موقع الحوار المتمدن، وهي نشرة الكترونية يومية في العدد 487

**********************************************

يوميات جحا العربي

يربط جحا حماره في باب المحطة التلفزيونية الفضائية ، ويطلب منه ان يتحول الى كلب حراسة مشددة ، والا فانه سيكتب بهم تقريرا لسيدهم الاسد ، ان ما اقتربت او دخلت ريشة واحدة من جناح هدهد سليمان ، مع السماح طبعا لكل السحالي والزواحف بالدخول من رفاق وبصاصين وطبالين وخبراء تزوير الحقائق والاخلاق ٠
ويبدو ان حمار جحا يفكر في هذه الايام بجدية بالانتحار والخلاص من حياته الشيزوفرينيه التي انهكتها الطلبات الجحوية ، فمرة نعجة ، واخرى دجاجة ، ومرات عديدة للنهيق والتسبيح باسم خلافة الاسد من طلوع الفجر حتى ذبوله ، واليوم كلب ٠

- قطع -

في غرفة المونتاج ، يجتمع جحا الغوريلا ببقية القردة العاملين ، للتباحث عن بعض الاشرطة الخبرية التي وصلتهم من العراق مع بداية الحرب وهي بعض اللقطات لاطفال ونساء جرحى من اثر القصف الامريكي ٠ وبما ان القصف انتهى والاشرطة التي بحوزتهم عرضت للمرة الالف ، فلابد من حل ٠ وجحا ابو الازمات والمشاكل ، وهو غوريلا العبقرية ، مجرد موسيقى حماسية وتعليق ديني وقور جديد وعلى نفس صور الشريط الواحد ، يكفي لتجديد مفعوله العاطفي ، حلها ٠ ويلقي جحا مدير المحطة خطبته ، حول الابداع والابتكار المستلهم من فكر سيد الغابة وخليفتها ا لصغير ، ويوصيهم بتقوى الله والسهر والاخلاص والتفاني من اجل تجديد مفعول الاشرطة المعاقة عمدا باقل من نصف الحقيقة ، لخدمة احاسيس الشعب ٠ واحاسيسه هدفنا ، ومخيلته شغلنا ، ووعيه مراقبتنا ، وتوحيده على الجهل غايتنا الاسمى ٠
تصفق القردة وتهتف باسم الخليفة واباه ٠

- قطع -

في باب المحطة التلفزيونية الفضائية ، ينبح كلب جحا او حماره وبشدة على هدهد سليمان الذي وصل للتو قادما من بلاد الرافدين ، وقد تحول ريشه الى صفحة من السواد وقلبه الى فحمة وتحليقه رماد، بعد ان لم يرى كل شيئ ، وقبل ان يخبر الحمار ، تلى مقدمة طويلة عن الفلسفة والدين والاخلاق والعدالة والكرامة البشرية ، ليتمكن من اخراج خبر اول مقبرة جماعية من حنجرته الدامية ، ثم يصمت الهدهد ، ويعتذر من حمار جحا في ان يمهله الوقت الكافي للحديث ، والذي قد يستغرق الى يوم الساعة ، لعله ، او ربما سيتمكن من انصاف كل مظلوم من اهل العراق الطيبين ، باعلاء مصيبته في كل شبر من هذا الكةن النائم فوق جيفة النفاق وادجل ٠

- قطع -

في الداخل ينتبه جحا الغوريلا وهو يركب من الخلف مسؤولة قسم التنسيق بين الحماسة والكذب وخلط الحقائق بالوهم ، الى ان حماره قد توقف عن النباح٠

- قطع -

يبتسم جحا بحزن مسرحي كلاسيكي امام باب فضائيته وهو يتطلع الى حماره المخلص وقد شنق نفسه بذيله ، بينما الهدهد بقربه وهو يرفع جناحيه كعباءة سوداء ويلطم بحرقة مثل امراة من هناك ، من بلاد النكبتين : الاخوة العربية والجزار البائد ٠ يتمتم جحا مع نفسه وهو يغمض عينيه : الم اقل لك ان ﻻ تسمح للحقيقة من الاقتراب ٠٠٠ وليتك بقيت حمار !!
يركب جحا سيارته الفارهة ، هدية الحزب ، وينطلق صوب الحضيض ٠

-قطع -

يعود الهدهد ويحط في ( المحاويل ) ، ويحط العرب في ازمة اخلاقهم ، والعالم في النكبة ٠

- قطع -

وتستمر المحطة التلفزيونية ، الفضائية الشقيقة لصاحبها جحا العربي ، بعرض زيارات الخليفة وآثار القرون السحيقة وقلاعها وحصونها المنيعة والغزوات والفتوحات وبرامج الطبيعة الخلابة واخبار الطقس ومواعيد الرحلات والصلاة ، والمسلسلات التاريخية والعاطفية واغاني وكوميديات ٠

- قطع -

طوبى لبلاد الماء واللطم والكتابة ، بلاد الرافدين ، خلود الدم والابداع ٠

نهاية البداية


حسن بلاسم


 


 

 



#حسن_بلاسم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- يوميات جحا العربي
- سطور مثل رسوم الاطفال
- دون كيخوتة مريض بالزائدة الدودية
- شفافية الارهاب
- الاخلاقيون الجدد
- خمس دقائق ، من اجل هذه اللحظة !
- - فضائيات ٠٠٠ بلا فضاء -
- المخلص ام بروتس


المزيد.....




- مسؤول عسكري بريطاني: جاهزون لقتال روسيا -الليلة- في هذه الحا ...
- مسؤول إماراتي ينفي لـCNN أنباء عن إمكانية -تمويل مشروع تجريب ...
- الدفاع الروسية تعلن نجاح اختبار صاروخ -أوريشنيك- وتدميره مصن ...
- بوريسوف: الرحلات المأهولة إلى المريخ قد تبدأ خلال الـ50 عاما ...
- على خطى ترامب.. فضائح تلاحق بعض المرشحين لعضوية الإدارة الأم ...
- فوضى في برلمان بوليفيا: رفاق الحزب الواحد يشتبكون بالأيدي
- بعد الهجوم الصاروخي على دنيبرو.. الكرملين يؤكد: واشنطن -فهمت ...
- المجر تتحدى -الجنائية الدولية- والمحكمة تواجه عاصفة غضب أمري ...
- سيارتو يتهم الولايات المتحدة بمحاولة تعريض إمدادات الطاقة في ...
- خبراء مصريون يقرأون -رسائل صاروخ أوريشنيك-


المزيد.....

- فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال ... / المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
- الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري ... / صالح ياسر
- نشرة اخبارية العدد 27 / الحزب الشيوعي العراقي
- مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح ... / أحمد سليمان
- السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية ... / أحمد سليمان
- صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل ... / أحمد سليمان
- الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م ... / امال الحسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - حسن بلاسم - يوميات جحا العربي