أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - فيصل طه - محمد وفاع المربي: يقص روايته بنعومة نسائم الوطن وبخشونة جروح الأمل














المزيد.....


محمد وفاع المربي: يقص روايته بنعومة نسائم الوطن وبخشونة جروح الأمل


فيصل طه

الحوار المتمدن-العدد: 7134 - 2022 / 1 / 12 - 01:39
المحور: القضية الفلسطينية
    


محمد نفّاع - المربي
يقصّ روايته بنعومة نسائم الوطن وخشونة جروح الأمل.
لم يتردد للحظة بتلبية نداء المدارس، ولقاء الطلبة، يندفع طوعا وبرغبة خالصة والتزام فائق للمواعيد، يأتي الى رحاب المؤسسات التعليمية والتربوية، يصغي للأجيال الصاعدة باحترام، يحاور بانسجام ويتفاعل باهتمام، وبهذا اعطى نموذجا صادقا لكاتب، لأديب محلي يقترب من الطلاب بمودة، ويمدّهم بثقافة وطنية وانسانية عميقة، وبأمل ثائر لحياة افضل. توجد للكاتب محمد نفاع قصة مقررة ضمن المنهاج الدراسي الرسمي، قصة مختار السموعي. وبهدف تحويل التعليم الى تعلّم ذي معنى، بادرت مدرستنا، مدرسة الجليل الثانوية في الناصرة باجراء لقاء أدبي ثقافي على بساط أرض قرية السموعي المهجرة، لقاء جمع الطلاب مباشر مع الكاتب لمناقشة القصة والتفاعل مع احداثها، وملامسة جوانبها وابعادها المختلفة. هذا الدمج بين الكاتب والمكان والقصة والطلاب، هو نموذج للتعليم المؤثِّر، والذي يحمل في شكله ومضمونه شبكة من المعاني المتعددة والمتفاعلة والمؤثرة تعليمبا، تربويا، ثقافيا، وطنيا، قِيَميَّا وانسانيا. كان الكاتب نفاع يأتينا برغبة جامحة منتظرا حضور الطلاب الى قرية السموعي، وكان بحبه العامر وبقلبه الدافيء يقصّ روايته بنعومة نسائم الوطن، وخشونة جروح الأمل، ودويِّ أنين النكبة، نكبة الانسان والبلد، نكبة فلسطين الوطن، أدهش الطالبات والطلاب والهيئة التدريسية المشاركين بهذا اللقاء بثراء ثقافته ومعرفته وبأدق تفاصيل طبيعة بلادنا فلسطين، مثل اسماء النباتات على انواعها: علت، دردار، قرصعنّة، فيجن، زعتر، الملعة، اللهيون، تنتول، خبيزة، شومر، برقوق، الاقحوان، النرجس، بقدونس مرقدوش، السنديان، الشبرق، الخزامى، البطم، المل، الخروب، الزعرور ، الزوفا، القندول، الشيح، التين، الزيتون، الريحان، وغيرها، وذكر اسماء بعض الطيور الشائعة في المنطقة، كالشحرور، الدوري، التركمان، عصفور الحُمّر، السُمّن، الوروار، الزريقي، الحمام، الحجل وغيرها، وأثرى حديثه باسماء بعض البلدات العربية المُهَجَّرة في شمال البلاد، مثل، الغابسية، كويكات، عمقا، المنشية، طربخيا، الكابري، البصَّة، قديتا، دلاتا، طيطيا، برعم، المالكية، كفرعنان، فرّاضي، عين الزيتون، وادي عامود، ، جدّين، دير القاسي، وغيرها . تُعتبر روايات نفاع وذاته كلا واحدا، كان هذا الكل بكُلّيته يتسلل وشوشة الى أذهان الحاضرين المحيطين به، ينساب مُغَرًِدا كالعصافير الضاحكة لايقاظ الفجر من غفوته، يلامس اوراق النباتات وازهارها بندى الصباح، ويداعبها بنعومة ريش اليمام. حضور الكاتب محمد نفاع هو ربط جدلي بين الارض والانسان والرواية، هو حالة مفعمة بالانتماء والأمل، يحلِّق بها، ويطير فرحا الى الآفاق ويحطّ برفق على سفح وطن يعشق نداه، يحضن صداه، يغفو على وسادة ناعمة، تصحو أحلامه وتستقر في حضن سحابة عائدة الى أديمها، ثم تعلوه صحوة صارخة، قهقهة ساخرة، متحدية آملة، ويلسعه صمت لاذع دامع من هَوْل اليباب، ثم تتلوه عذوبة الحديث، وسلاسة الكلام عن دقائق الحياة والسيرة الفلسطينية، لتغمر المشاركين في هذا اللقاء التفاعلي مشاعر متناغمة، متداخلة، متماوجة، تفوح نسيما عطرا يجلي العيون وينعش الأفئدة، ويتدحرج صدى الكلام من علياء مخيلته ودواخل كينونته، ليتدفق ينبوعا، بل ينابيع عذبة من الأقاصيص والروايات والأحاديث الحيَّة النابتة من اصولها الراسخة في التاريخ، والممتدة عبره الى آفاق المستقبل، يمازح الملتفين حوله بفكاهة ذكية تشوبها ليونة مثقلة المعاني تنبعث كنسمات ربيعية باردة، دافئة، تفوح فرحا يلامس طبيعة المكان بكل تفاصيله، ثم تجده يُتوِّج نهاية قصته برقصة فَرِحَة يُحرِّك بها الطلبة والمعلمات والمعلمين بحراك متماوج تتداخل في ذبذباته الاهازيج الطربة المأخوذة من تراث الأهل وأفراحهم، مؤكدا ثقته بهذا الجيل الصاعد، الذي سيحمي السنديان "والجرمق الأشوس المطل على الكون بوقار"، ثم يغادرنا المُعلِّم الملهم محمد نفاع في المساء ليعود" دغشة الصبح" بشغف وأكثر استعدادا الى اللقاء، لقاء جديد مع ابنائه الطلبة، لدرس جديد، لحضور جديد، لقاء في افق الطريق.


بقلم
صفورية- الناصرة



#فيصل_طه (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- محمود وسهيلة سليمان (ابو ساهر، وام ساهر ) ديمومة عطاء وطني، ...
- تكريم الحاج العامل الكادح محمد أحمد سعيد بركة العائد حتما إل ...
- تكريم الشخصيات الوطنية فتحية صلاح شحادة عوايسي وعلي الحاج صا ...
- تكريم الشخصية الوطنية عبد الرحمن سليمان ( ألو ايهاب) ، العائ ...
- سبعون عاما من العطاء والوفاء، مدرسة الجليل الثانوية البلدية ...
- تكريم الشخصية الوطنية الصفوري - أبو عرب- أمين محمد علي
- ذكريات في تقاطع الألوان
- عادل ابو الهيجا.. مذكرات شخصية.. ذاكرة جماعية
- نضالنا ليس عبثيا
- يوم داروين العالمي
- طفولة تمتطي طفولتها .. تلاحق الكهولة
- طفولة تمطتي طفولتها، تلاحق الكهولة
- خاطرة معلم في فترة الكورونا
- عيون تبصر ضياءها الآتي
- ريتا شاعرة تعيش اشعارها
- من ادبيات مخيمات العمل التطوعي في الناصرة
- قليل من الوداع، كثير من اللقاء والوفاء
- سفر الأحلام الواعدة بالعودة
- في حضرة الغياب، نم هادئاً يا محمود
- انا عائد


المزيد.....




- منها النفط والغاز.. الصين تفرض رسوما جمركية على واردات أمريك ...
- القناة -14-: ارتفاع عدد إصابات عملية تياسيير إلى 8 بينها حا ...
- بينها -طعام لداعش- في سوريا.. البيت الأبيض ينشر قائمة بنفقا ...
- لافروف: شعار -الولايات المتحدة أولا- يتناغم مع شعارات هتلر
- كيف تعمل النقطة الزرقاء الصغيرة في دماغك على تنظيم نومك؟
- أ ب: الصين تعلن فرض رسوم إضافية على العديد من المنتجات الأمر ...
- روسيا تطلب اجتماع مجلس الأمن لبحث أزمة أوكرانيا
- -كان- عن مسؤولين إسرائيليين: مستعدون للقبول ببقاء -حماس- لكن ...
- وسائل إعلام أوكرانية تبلغ عن انفجارات في كييف
- حرب الغواصات.. كانوا ذئابا في البحر وسكارى في البر!


المزيد.....

- اعمار قطاع غزة بعد 465 يوم من التدمير الصهيوني / غازي الصوراني
- دراسة تاريخية لكافة التطورات الفكرية والسياسية للجبهة منذ تأ ... / غازي الصوراني
- الحوار الوطني الفلسطيني 2020-2024 / فهد سليمانفهد سليمان
- تلخيص مكثف لمخطط -“إسرائيل” في عام 2020- / غازي الصوراني
- (إعادة) تسمية المشهد المكاني: تشكيل الخارطة العبرية لإسرائيل ... / محمود الصباغ
- عن الحرب في الشرق الأوسط / الحزب الشيوعي اليوناني
- حول استراتيجية وتكتيكات النضال التحريري الفلسطيني / أحزاب اليسار و الشيوعية في اوروبا
- الشرق الأوسط الإسرائيلي: وجهة نظر صهيونية / محمود الصباغ
- إستراتيجيات التحرير: جدالاتٌ قديمة وحديثة في اليسار الفلسطين ... / رمسيس كيلاني
- اعمار قطاع غزة خطة وطنية وليست شرعنة للاحتلال / غازي الصوراني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - فيصل طه - محمد وفاع المربي: يقص روايته بنعومة نسائم الوطن وبخشونة جروح الأمل