أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - طه حسين عبده - الجهل نورون ...!!














المزيد.....

الجهل نورون ...!!


طه حسين عبده

الحوار المتمدن-العدد: 7129 - 2022 / 1 / 7 - 23:08
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


الجهل نورون!!! ---------
الحقيقة المزعجة أن الدول العربية تُلقى بالفتات مما تمتلكه من ثروات ضخمة للبحث العلمى فيما تنفق المليارات على المئات من القنوات الفضائية نصفها دينيه ما بين شيعيه وسنيه والباقى فى المجال الرياضى وتحديدا كرة القدم فضلا عن قنوات الأغانى و السياسة و السحر و الشعوذة الخ الخ ووسط كل هذا المولد لا توجد قناة تلفزيونية علمية واحدة تهتم بشؤون العلم و المعرفة مثل ناشيونال جيوغرافيك أو ديسكفري أو مجلات علمية مثل لايف و نيتشر وساينس و لا نسيت الخ الخ يكون من شأنها الارتقاء بفكر مجتمعاتنا و تمنحنا الشعور بأن العالم العربي مازال على قيد الحياة ويتنفس ويتواصل مع باقى العالم الذى لا نقدم له اى شيئا يذكر و نعيش عالة عليه بل و ننتظر منه ما تجود به قريحته من اختراعات و تقدم علمى و نتناسى غافلين أن كل دول العالم تعيش فى سباق مستعر و تقفز بخطوات سريعة نحو التقدم و الازدهار بينما نحن غير مبالين بما يجري حولنا والواقع يكشف اننا امام امة حائرة متخبطة فقدت رشدها و لم تغادر بداوتها بعد وانحصرت اهتماماتها فى أمور لا تقدم ولا تؤخر و تعيش فى غيبوبة و بلاده و كسل وتلك حقيقة شاخصة امام الأعين لا يختلف عليها أحد و هذا ما جنيناه على أنفسنا فأصبحنا بسببها في ذيل الأمم فصرنا كالمتردية و النطيحة و ما اكل السبع.!! ماذا ننتظر و انفاقنا على التعليم والبحث العلمى فى الوطن العربى مازال فى أدنى مستوياته مقارنة بباقى الدول و طبقا للاحصائيات الصادرة فى 2019 فإن نسبة الإنفاق فى العالم العربى على البحث العلمي ( 22 دولة ) لا يتجاوز %0.2 من الناتج القومى فى حين تنفق إسرائيل وحدها % 4.7 وهى دولة لا يتجاوز عدد سكانها 5 مليون نسمه يحدث ذلك بالرغم مما نملكه من ثروات ضخمة من المفترض ان تمنحنا الافضليه الا انها تضيع هباء منثورا و لا نحصد من وراءها إلا مزيدا من التخلف .. و المصيبة أننا لم نفطن بعد الى أن مقومات الحفاظ على البقاء فى عالم اليوم و فى ظل متغيراته المتلاحقة أصبح لا يستند فقط على قوة السلاح و الثروة و انما ايضا على امتلاك المعرفة وإنتاجها فضلا عن زيادة الإنفاق على البحث العلمي فى كل اتجاهاته والذى يعد بمثابة القوة الضاربة لاستشراف المستقبل لاى دوله وكفيل بأن يضعها على خريطة العالم المتقدم و يكون سندا حقيقيا لها فى ظل الصراع المحتدم بين الدول فى المجال العلمى والمعرفى ..وفي نظرة سريعة لواقعنا المؤلم لا تجد لدينا مثلا جامعات تحتل مراكز متقدمة بين جامعات العالم او حتى مراكز بحث علمى ذات ثقل و مرموقة مثل مركز جلعاد فى اسرائيل على سبيل المثال ولعل اتخاذنا اسرائيل كنموذجا للمقارنة فى هذا المقال لم يأت عبثا وإنما جاء عن قصد لكى ترسل للمراقب رسالة واضحة تحمل فى طياتها الكثير فهى تنبأ بأن الصراع العربى الاسرائيلى قد تطرق اليه صراعا اخرا و تحديا جديدا وهو سباق العلم و امتلاك المعرفة وبالتالى يجب ان يعمل الجميع بجد و بعزم من اجل مواجهة هذا المتغير الجديد .
و نحن الان اذ نعيش لحظة الحقيقة المرة بعد انكشف عجزنا و ظهرت سوءاتنا و ادركنا متأخرين قيمة و فائدة البحث العلمى و لاسيما فى سياق الصراع الجارى حاليا بين الدول المختلفة للحصول على مصل الكورونا و الذى اكتفينا فيه بموقف المتفرج البائس ننتظر فى طابور طويل لعل عطف الدول المنتجة يدركنا و نحصل على زجاجة مصل لينقذنا من الوباء اللعين وواقع الأمر أنه لا تثريب على تلك الدول فهى تحصد ثمار الجهد والعمل الجاد على مدار زمن طويل فى طريق العلم و المعرفة و البحث العلمي .. أما نحن و فى ظل هذا المناخ وفي سياقات كتلك التي أوردناه آنفا يتأكد لنا أن الانسياق خلف الفهلوة و العشوائية و الجهل لن يؤدي بنا إلا لمزيدا من التأخر والتقهقر و ان الاصرار على ذلك المسلك و تلك الرؤية سيدفع بنا حتما الى الهاوية و يقينا ان الدخول الى المستقبل لن يكون الا عبر بوابة العلم و قوة المعرفة لأنه الحل الوحيد لحجز مقاعد حقيقية وليست وهمية فى التاريخ .
و الان و نحن نعيش لحظة الحقيقة المرة بعد انكشف عجزنا و ظهرت سوءاتنا و ادركنا الان متأخرين قيمة البحث العلمى و فائدته و لاسيما فى سياق الحرب الشعواء التي تجري حاليا بين الدول المختلفة فى الصراع على اكتشاف ادوية و لقاحات جديدة .
أما نحن و فى ظل هذا المناخ وفي سياقات كتلك التي أوردناه آنفا يتأكد لنا أن الانسياق خلف الفهلوة و العشوائية و الجهل لن يؤدي بنا إلا لمزيدا من التأخر والتقهقر و ان الاصرار على ذلك المسلك و تلك الرؤية سيدفع بنا حتما الى الهاوية و يقينا ان الدخول الى المستقبل لن يكون الا عبر بوابة العلم و قوة المعرفة لأنه الحل الوحيد لحجز مقاعد حقيقية وليست وهمية فى التاريخ .



#طه_حسين_عبده (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العرب بين العقل و النقل------------------------------


المزيد.....




- ترامب يختار سناتور أوهايو جي دي فانس لمنصب نائب الرئيس في ال ...
- ترامب يحصل على أصوات كافية ليصبح مرشح الحزب الجمهوري للرئاسة ...
- زفاف أمباني -الحدث الأكبر على الكوكب- ونهاية مؤثرة لمحاكمة ب ...
- كيف تفاعل السوريون مع رابع انتخابات برلمانية تشهدها البلاد م ...
- -جثث مقطعة ومحترقة ملقاة على الأرض-: نحو 80 قتيلاً فلسطينياً ...
- بطولتان مثيرتان للطائرات الورقية وركوب الأمواج في ساليناس بج ...
- جاؤوا لحضور مباراة كأس أمم أوروبا فكان الموت بانتظارهم.. مقت ...
- محاولة اغتيال ترامب.. هل بمقدور أمريكا تجنب العنف السياسي؟
- عقوبات أوروبية على -مستوطنين متطرفين- وكيانات إسرائيلية
- أرمينيا.. انطلاق مناورات -إيغل بارتنر 2024- بالشراكة مع الول ...


المزيد.....

- فكرة تدخل الدولة في السوق عند (جون رولز) و(روبرت نوزيك) (درا ... / نجم الدين فارس
- The Unseen Flames: How World War III Has Already Begun / سامي القسيمي
- تأملات في كتاب (راتب شعبو): قصة حزب العمل الشيوعي في سوريا 1 ... / نصار يحيى
- الكتاب الأول / مقاربات ورؤى / في عرين البوتقة // في مسار الت ... / عيسى بن ضيف الله حداد
- هواجس ثقافية 188 / آرام كربيت
- قبو الثلاثين / السماح عبد الله
- والتر رودني: السلطة للشعب لا للديكتاتور / وليد الخشاب
- ورقات من دفاتر ناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- ورقات من دفترناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - طه حسين عبده - الجهل نورون ...!!