عليم محمد عليم
الحوار المتمدن-العدد: 1660 - 2006 / 9 / 1 - 06:27
المحور:
دراسات وابحاث قانونية
شعرت بألأرتياح و لازمتني ألنشوة وأحسست في ألوقت نفسه بألم شديد وحزن عميق حينما كنت أشاهد مرافعات ألمحكمة ألتي تنظر في قضية أحدى جرائم ألتاريخ ألكبرى ,جريمة حملات ألأنفا ل ألسوداء
فأما ألأرتياح و ألنشوة فلأن تعيين شخصين عربيين لرآسة ألمحكمة و رآسة أدعائها ألعام في قضية ألأعتداء ألأجرامي ألبربري ألبشع على ألشعب ألعراقي ألكردي له معنى عميق ومدلولات بعيدة ألمدى في ألعلاقة ألأخوية ألحميمة بين شعبي ألعراق ألعريقين ألمتراصين : الشعب ألعراقي ألعربي و ألشعب ألعراقي ألكردي . ألأمر ألذي يبدو واضحا من حسن أداء ألأدعاء ألعام (ألعربي) و حرصه ألشديد على أبراز و أيضاح مظلومية ألشعب ألكردي في ألصعيدين ألعراقي و ألعالمي و اشفاء غليل أولئك ألأكراد ألأبرياء ألذين لوعتهم تلك ألحملات ألقذرة و أفقد تهم أبنائهم وأزواجهم و أقربائهم و احبائهم و قراهم وبيوتهم و ممتلكاتهم .. و على محاولة تعويض ما يمكن تعويضه و هيهات ألتعويض
وأما ألألم ألشديد و ألحزن ألعميق , فمن لايتألم لهذه ألمآسي ألتي تدمي ألقلوب ؟ و على من ؟ على ألأبرياء من ألرجال و ألنساء و ألأطفال و ألشيوخ و ألعاجزين من أخوتنا و أخواتنا و أطفالنا ألأعزاء من شعبنا ألكردي ألأبي
و أعود ألى عنوان ألمقال فأكرر ألتسائل: عم يستميت هولاء الذين يسمون أنفسهم محامي ألدفاع ؟ و علام ؟ ايستميتون في ألدفاع عن هؤلاء ألذين أرتكبوا جرائم ألمجازر ألبشعة وألأبادة ألجماعية للعراقيين ألأكراد و قراهم وممتلكاتهم ومزارعهم و مواشيهم و وسائل عيشهم و أسباب رزقهم وقوتهم وحتى مصادر ألماء ألذي يشربون من أبار و جداول و عيون !؟ أعن هؤلاء هم يدافعون ؟ أنا أسأل كل واحد منهم (و بألأخص خليل ألدليمي) :هل أقسم كل واحد منهم قبل شروعه في مهنة ألمحاماة بما معناه أن يدافع عن ألحق وعن ألحق كله ؟ و ما معنى ألحق كله؟ هم يعلمون جيدا ما معنى هذا و لا داع للشرح و ألتفصيل و لكني و بألرغم من تأييدي ألمطلق لأن لايضيع البريئ بين ألمذنبين و ألمجرمين و أنه يتوجب أن تؤخذ أقصى درجات ألتحقيق و ألتدقيق لتبرئة ساحة ألبريئ , أسأل كل واحد منهم :هل أن محاولات أو ألأستماتة في محاولة أبعاد ألجريمة عن مرتكبها يقع في أطارأظهار براءة ألبريئ أو ألدفاع عن ألحق و ألحق كله ! ؟ هل أن ألمحاولات ألمستميتة في أيقاع ألشخص ألذي وقع عليه ألأعتداء , و بصورة خاصة ألبسطاء منهم , في شرك ألاعيب ألأسئلة ألكثيرة ألمحرجة لخلط ألأمور عليه و جره من حيث لا يدري ألى ألفخ ألأثيم ألذي ينصبه له من يريد أيقاعه فيه و أسقاط حقوقه لأنقاذ مستأجري هؤلاء (ألمحامين عن ألعدالة! ) , هل أن مثل هذه ألتصرفات يقع في أطار أظهار براءة ألبريئ أو ألدفاع عن ألحق و ألحق كله !؟
هل تريدون أمثلة على ذلك ؟ أرجعوا أولا الى جلسات محكمة مجزرة ألدجيل , حيث أن عددا كبيرا من محامي ألدفاع في محاكمة مجازر حملات ألأنفال هم أنفسهم كانوا هناك . ألا تتذكرون محاولة ألأيقاع برئيس هيئة ألأدعاء نفسه وكيف حيكت مؤامرة ألشهود ألزور و ثبوت جرمهم و تورط بعض هؤلاء ألمحامين معهم ؟ و أني لأستغرب أشد ألأستغراب كيف تغاضت ألمحكمة عن ذلك و لم تقدم أولئك ألذين دفعوا هؤلاء ألى شهادة ألزور و لقنوهم , كيف لم تحلهم ألى ألعدالة ؟ و كيف تسمح محكمة ألأنفال هذه بقبولهم فيها ! ؟ أن من تتبع مجريات مرافعات محكمة ألدجيل بدقة لابد أنه شاهد بوضوح كيف أن أحد محامي ألدفاع كان يحني رأسه ألى ألوراء محاولا بحركات وجهه و شفاهه افهام شهود ألزور أولئك بماذا يقولون أو يفعلون أثناء أستجوابهم من قبل رئيس ألمحكمة . ويمكن ألرجوع ألى ألشريط ألمسجل لتلك ألجلسة للتأكد . هذا ألمحامي هو نفسه موجود في محاكمة ألأنفال وهو نفسه ألذي هب كألجرذ ألمذعور ليحاول أن يصحح ترجمة ما قالته أحدى المشتكيات ألمنكوبة و ألمعتلة ألصحة من جراء ألقصف الكيماوي ( في ألجلسة ألثالثة للمحكمة) . و كان أعتراضه و أمتعاضه هو أنه عندما رأى أحد ألضباط الحالة ألمأساوية للمصابين بألأسلحة ألكيماوية , قال هذه ( جريمة) و أبتعد وهو يبكي .ماذا يريد محامي ألدفاع ألغيور هذا ؟ يريد حذف عبارة (جريمة) لأن ألمنكوبة قالتها لنفسها ولم يقلها ألضابط ألذي بكى لهول ألفاجعة . بمعنى آخر يريد أن ينظر ألى أمر ألقصف بألأسلحة الكيماوية للأطفال و ألنساء ... على أنه ليس جريمة و انما هو أمر مبرر وأن موكله تفوح منه رائحة ألبراءة ألزكية ! و محامي ألدفاع هذا هو نفسه ألذي ألتقط ما توهمه سيده صدام في ألجلسة نفسها للمحكمة من أن هناك من كان يلقن ألمشتكية أتناء الترجمة فأنبرى يؤكد ما قاله سيده و يضيف عليه أنه يحسن ألكردية و أنه سمع ألملقن يلقنها وهي تردد ما يقوله لها و انها لو تركت لوحدها لما أستطاعت أن تقول ما قالته ويقترح أن تعيد أفادتها و انها سوف لن تستطيع ! و اصيبت ألمشتكية ألمسكينة بألصدمة,( هي التي تعاني من ألأمراض ألتي خلفها لها ألسلاح ألكيماوي ) وفقدت او كادت تفقد توازنها وقدرتها على ألكلام وكاد رئيس ألمحكمة أن يقع في ألفخ ألخبيث لولا أنه وبعد تدقيقه في ألأمر أتضح كذب هذا ألمحامي ( ألمدافع عن ألحق) وفشله في محاولة أسقاط مصداقية و حقوق ألضحية المنكوبة بالقصف الكيماوي ! فسحقا لهكذا محاماة دفاع ! و مرة أخرى أستغرب لعدم أتخاذ رئيس ألمحكمة أي اجراء تجاه هذا المحامي ألكاذب ألمفتري
و في جلسات هذه المحكمة نفسها , يبرز لنا محامي دفاع جديد ( لا أعرف اسمه) , بطل ألساحة ألجديد وكأنه يريد أن يتقمص ألشخصية ألمقرفة لبطل ألساحة في محاكمة ألدجيل و أقصد به ألمختل برزان ألتكريتي . ويشاهد المتتبع لجلسات ألمحكمة هذا ألمحامي المدافع الجديد ينط , بشاربيه و بنظارتيه و بجسمه القصير ألممتلأ كجسم خروف ألربيع , مرات و مرات و مرات في كل فرصة و بعد كل توقف وهو يزهو بنفسه ويتمايل يمينا و يسارا و يؤشر بيديه ويخاطب رئيس المحكمة بصوت مجلجل و بكثير من عدم أللياقة و كأنه يدعي أن له خصوصية معه , ألأمر الذي أنكره رئيس ألمحكمة و أبدى امتعاضه منه . ويحاول بطل ألساحة هذا أن يظهر نفسه أنه قادر و متمكن . همه ألأكبر أن ينبش عن كل صغيرة و كبيرة (حتى وأن كانت بعيدة عن الموضوع وغير مجدية) ليستطيع أن يزجها في محاولاته أليائسة لأفشال مصداقية ضحايا جرائم ألقصف ألكيماوي وحرمانهم من ألمطالبة بحقوقهم
و من سخرية ألقدر أن تتفتق عبقرية هذا المدافع عن ألحق والعدالة فيسأل : هل أن ألمشتكية (ضحية ألأعتداء ألكيماوي ألآثم ) تشتري ألثوم من ألسوق ام تخزته في ألبيت ؟ وعندما ينبهه رئيس ألمحكمة أن هذا سؤال بلا جدوى ,يجيب و يلح أنك ستجد ألجدوى بعد ألأجابة . وتجيب ألمشتكية ألمبتلاة بامراض ألسلاح الكيماوي : أنهم يشترونه من ألسوق عند ألحاجة . و ينتفخ ألمحامي ألعبقري و يتمايل خيلاءا و يشعر أنه قد حقق نصرا ثم يقول: ألرائحة ألتي شمتها هي رائحة ألثوم و ليس رائحة ألسلاح ألكيماوي و يضحك مزهوا و يضحك معه يعض من رهطه ! ألى أي مدى يمكن أن يتسع ألأستهتار بألقيم ألأنسانية ! ؟ ألى هذا ألحد ! ؟ و في داخل محكمة لأحدى اكبر و أبشع ألجرائم ألبشرية !؟ و أمام أمرأة مغلوبة على أمرها تشتكي لله وللمحكمة ما آلت اليها حالها بعد ألأعتداء ألأجرامي عليها وعلى اطفالها و زو جها وأقربائها وقريتها و و و .. بأبشع سلاح وحشي عرفته ألبشرية ! ؟
هنا أريد أن أنبه ألى أمر وقفت أمامه مستغربا : لماذا لم يوقف رئيس محكمة ألدجيل ولا رئيس هذه المحكمة عبث محامي الدفاع و اسئلتهم ألتي هي قصدها واضح من حيث أنها لا تصب في أيضاح ألحق و أحقاق ألعدالة وانما بعكس هذا ألأتجاه تماما ؟ بل لماذا لاتتخذ ألأجرآت ألرادعة بحق ألمتمادين في هذا ألأسلوب و ألذين يحاولون حرف ألمحكمة عن مسير ألعدالة و أحقاق ألحق ! ؟
بعد هذا أريد أن أتوجه بالسؤال ألى محامي ألدفاع :هل أن أحدا منهم في حياته ألمهنية كان قد اكتشف ان هناك جوانب حق عند ألمشتكين على موكليهم غفل عنها موكلوا ألأدعاء و ألمحكمة قفاموا بناءا على ذلك بأبرازها وايضاحها للمحكمة بهدف أحقاق ألحق و أنصاف ألمشتكي حتى و أن أضر ذلك بمصلحة موكليهم ؟ أنا أشك بذلك ألى حد أليقين بعدم وجود مثل هذه ألحالات عندكم
و استدراجا لما اوردت ألسؤال عنه أعلاه اقول ان شرف مهنة ألمحاماة يقتضي ان يقوم ألمحامي أذا اكتشف أن موكله هو ألمجرم الحقيقي وأن ألدفاع عنه يؤدي ألى أبعاد مسؤلية ألجريمة عنه وليس تبرئته مما لم يرتكبه أو ألحكم عليه بما لا يتناسب مع جرمه فأن على المحامي أن ينسحب من ألقضية و يستقيل فورا . فهل فعل احد منكم ذلك في حياته ألمهنية و لو مرة واحدة . أني اشك في ذلك كذلك الى حد اليقين بعدم وجود مثل هذه ألحالات عندكم
أخيرا أريد ألقول أنه أنا و الجميع نعلم و أنتم تعلمون كذلك و أكثر من غيركم: من هم هؤلاء ألذين تدافعون عنهم و ما هو حجم ألجريمة ألتي امامكم و أن ألذين يعتقدون أنهم يضحكون على ذقون ألآخرين أنما يضحكون على ذقونهم هم أنفسهم
#عليم_محمد_عليم (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟