أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - عزيز الحاج - أوقفوها في مهدها الوافدة الطالبانية في العراق !!














المزيد.....

أوقفوها في مهدها الوافدة الطالبانية في العراق !!


عزيز الحاج

الحوار المتمدن-العدد: 491 - 2003 / 5 / 18 - 04:22
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    


السبت 17 مايو 2003 08:52


أنباء تثير القلق الشديد والاستنكار قادمة من العراق. فبعد حادث اغتيال العلامة المصلح عبد المجيد الخوئي، ومع استمرار العنف في بغداد الذي تمارسه عصابات صدام والمجرمون المطلق سراحهم قبل أقل من عام، يفتي رجل الدين الشيعي الفرطوسي القادم توا من إيران، باجتياح دور السينما وقتل النساء المتهمات اعتباطا و تدمير مصانع الخمور وأماكن بيعها. وحدد الفرطوسي، الذي كانت قوات التحالف قد اعتقلته قادما من إيران ثم أطلقت سراحه، لتنفيذ هذا الإنذار مدة أسبوع لكي تغلق السينمات والمحلات المذكورة أبوابها. كما وجه تهمة الفسق للقوات الأمريكية وزعم أن عراقيات يضطجعن مع الجنود الأمريكان مهددا بقتلهن!! ولم يمض يوم على فتاوى مولانا الكبير حتى داهم الرعاع ثمانية مصانع تنتج الخمور ونهبوا أثاثها ودمروا تلك المصانع وأحرقوها. وفي مدينة على مقربة من بغداد قامت عناصر غوغائية أخرى متسترة بالدين بتدمير مصنع للخمور وحطموا الجدران ونقلوا الآجر والأثاث لبيوتهم! وكان صدام قد منع، ولأول مرة في تاريخ العراق الحديث، شرب الخمور في المحلات العامة كالمطاعم واكتفى بالسماح ببقاء مصانع الخمور التي يديرها المسيحيون. وتتكامل الحلقة اليوم بتخريب هذه العناصر الظلامية التي تذكرنا بانتهاكات الطالبان.
لقد أفسح التدهور الأمني بعد سقوط نظام صدام وتساهل القوات الأمريكية إلى أخذ رجال الدين في مدينة الثورة البغدادية كافة شؤون المدينة بأيديهم ووضع أنفسهم كقوات أمن وقضاة. ورغم الاعتراف بان بعضهم لعب دورا محمودا لوقف النهب وإعادة بعض المسروقات، فإن استمرارهم في هذا التسلط ووصول الحالة للتهديد بحرق السينمات ومحلات بيع التلفزيون ودور الإذاعة والتلفزيون التي لا يزال العمل لتصليحها غير منجز، وقرن كل هذه الانتهاكات للقانون وضد المجتمع العراقي بإصدار أحكام القتل على النساء وتنفيذها، ظواهر أعتبرها أخطر بكثير من حوادث النهب للأيام الأولى بعد سقوط النظام الفاشي.
 إنه يجب أن توقف قوات التحالف والحكومة العراقية القادمة هذه الوافدة الطالبانية ذات الطبعة شيعية، والتي يتزعمها بعض رجال الدين خلافا لمواقف وتصريحات كبار علماء الشيعة في النجف والمجلس الأعلى للثورة الإسلامية. فهل ما يراد لعراق اليوم والغد التطبيق بالقوة والعنف لهذه الطبعة الفرطوسية من نظام الطالبان؟ وهل هذه الهدية التي جاء بها من إيران لشعبنا الجريح، الذي يخرج للتو من تحت أنقاض نظام صدام والذي عملت السياسات الصدامية على نشر التجهيل والأفكار المتطرفة بين صفوفه وقطعه عن العالم والحضارة.
إن الوافدة التي لا تزال في مهدها هي بالغة الخطورة والعواقب، ولو سمح لها بالتوسع ولم توقف عند حدها، فسوف يدخل العراق ومجتمعه في ظلام الجهل والتطرف وخنق الرأي والمعتقد وغلق الطريق أمام الديمقراطية، فضلا عما تشمله الوافدة حتما من اضطهاد الأديان الأخرى إن رفضت الخضوع "للشريعة "الإسلامية" بطبعتها الطالبانية المستنسخة.
إن قوات التحالف والحاكم المدني الأمريكي الجديد سيقترفون أفدح الأخطاء والخطايا بالتساهل مع هذه الممارسات التي تنشر العنف وتفرخ الإرهاب وتنهي إلى مشارف خراب الفكري والثقافي والأمني والاجتماعي. وإنه لمن المستهجن أن يجيب العسكريون الأمريكان الذين لجأ إليهم أصحاب المصانع المدمرة في بغداد بأنهم لا يستطيعون عمل شيء"إذا كانت هذه رغبة المسلمين" كما نقلت الديلي تلغراف قبل يوم. فهؤلاء المتطرفون إن واصلوا مهمتهم التدميرية فسوف يزيدون العنف في بغداد وينشرون الرعب في كل بيت يمتلك تلفزيونا وراديو، ثم يتوجهون ضد القوات الأمريكية نفسها كما فعل الطالبان وضيوفهم الإرهابيون من شبكات بن لادن. وعلى الأمريكان أن يفهموا جيدا تاريخ وتكوين المجتمع العراقي المعروف بالتسامح الديني مع أن أكثريته مسلمون مؤمنون ولا يحتاجون للفتاوى الطالبانية لاحترام الدين الحنيف وأيضا احترام الأديان الأخرى القائمة في العراق.
 إنني أعتقد أن على القوى الوطنية العراقية في الساحة، ولا سيما على علماء الشيعة والمنظمات السياسية الإسلامية، التي ترفع شعار الديمقراطية وعدم العنف والتسامح [آخر ذلك تصريحات المرجع الشيعي الكبير محمد سعيد الحكيم قبل يوم]، إدانة هذه الممارسات إدانة واضحة وصارمة، وأن يعملوا مع الحكومة العراقية المؤقتة على وقفها، ويضغطوا على القوات الأمريكية لاتخاذ التدابير الصارمة والفورية لوقف جميع الانتهاكات وأعمال العنف والنهب، ورسم وتنفيذ خطة عملية مدروسة لنزع السلاح من المدنيين، الذين تسلح الكثيرون منهم لغرض الدفاع عن عائلاتهم وبيوتهم وممتلكاتهم. وما دامت الفوضى الأمنية مستمرة فإن العائلات العراقية البريئة لا ترى مفرا غير حيازة السلاح. ولا بد من عمل تثقيفي كبير ومستمر من جانب القوى والأحزاب والشخصيات الوطنية الديمقراطية والمثقفين المؤمنين بأفكار الديمقراطية العلمانية اللبرالية وبحقوق المرأة وحقوق الإنسان.

إيلاف خاص



#عزيز_الحاج (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أمريكا والعراق بعد صدام
- هل يريدونها طالبان عراقية؟
- العراق بين التدخل الإيراني ومخاطر التخريب الصدامي
- وقفة تحليلية لمسائل عراقية ملتهبة
- لقاء الأضداد حول العداء لأمريكا بحجة العراق!! لا للحرب.. أجل ...
- شباط 1963 : دم وعبر!
- الإسلام و العلمانية
- الدولة الديموقراطية علمانية..
- النفط والأزمة العراقية
- مواقف مؤسفة لمثقفين عرب
- قراءة استشفافية لمؤتمر المعارضة في لندن
- سقطة مثقف عربي
- جناية الشعب العراقي على العرب والمسلمين
- قرار يتجاهل موضوع الديمقراطية وحقوق الإنسان العراقي
- القضية العراقية واليسار الأوروبي
- عراق التعايش
- في مأزق الفكر العربي
- النظام العراقي وعبث المراوغة


المزيد.....




- مزارع يجد نفسه بمواجهة نمر سيبيري عدائي.. شاهد مصيره وما فعل ...
- متأثرا وحابسا دموعه.. السيسي يرد على نصيحة -هون على نفسك- بح ...
- الدفاع الروسية تعلن حصيلة جديدة لخسائر قوات كييف على أطراف م ...
- السيسي يطلب نصيحة من متحدث الجيش المصري
- مذكرات الجنائية الدولية: -حضيض أخلاقي لإسرائيل- – هآرتس
- فرض طوق أمني حول السفارة الأمريكية في لندن والشرطة تنفذ تفجي ...
- الكرملين: رسالة بوتين للغرب الليلة الماضية مفادها أن أي قرار ...
- لندن وباريس تتعهدان بمواصلة دعم أوكرانيا رغم ضربة -أوريشنيك- ...
- -الذعر- يخيم على الصفحات الأولى للصحف الغربية
- بيان تضامني: من أجل إطلاق سراح الناشط إسماعيل الغزاوي


المزيد.....

- فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال ... / المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
- الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري ... / صالح ياسر
- نشرة اخبارية العدد 27 / الحزب الشيوعي العراقي
- مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح ... / أحمد سليمان
- السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية ... / أحمد سليمان
- صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل ... / أحمد سليمان
- الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م ... / امال الحسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - عزيز الحاج - أوقفوها في مهدها الوافدة الطالبانية في العراق !!