|
جديد: قدامى الموساد و-الشاباك- لخدمة المُشغلين
إفرايم دافيدي
الحوار المتمدن-العدد: 1659 - 2006 / 8 / 31 - 09:56
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
كتبت الوزيرة السابقة، شولميت ألوني، مقالا في "هآرتس"، بتاريخ 24/5/2006، تحت عنوان:" فعلا..... اخلاقيات في الأمن". قالت فيه انهم اغلقوا لها فمها ذات مرة، عندما حاولت التداول في الكنيست حول موضوع بيع الاسلحة الاسرائيلية الى النظام العسكري في الارجنتين، ومما قالته:" في حينه لم يغلقوا فمي فقط، انما هددني النائب، المرحوم يغآل هوروفيتس، بالويل والثبور ان فتحت فمي وتحدثت، وجرى هذا عندما زودت حكومة اسرائيل السلاح للجنرالات الهمجيين الذين حكموا في الارجنتين وأبادوا الاعداد الكبيرة من الجماهير. وفي الطابق الخامس من مبنى الكنيست، جلس أهالي اولاد، اختفوا وطالبوا بعمل شيء ما، وقدمت اقتراحا لجدول الاعمال، وطالبت بإجراء نقاش وبحث، ولكنهم لم يسمحوا لي بذلك، ولم يصدق على الاقتراح الذي قدمته لجدول الاعمال، ووعدوني بإجراء بحث حول الموضوع في لجنة الخارجية والأمن، وكما علمت لم يجر البحث، لأنني لم ادع لحضور الجلسة كما وعدوني"! لقد كتبت شولميت ألوني، الاقوال اعلاه ردا على مقال تحت عنوان:" مطلوب اخلاقيات في الأمن"، بقلم يوسي ميلمان، والذي نشر في "هآرتس" في 17/5/2006، قبل شن الحرب الاسرائيلية على لبنان، ومما كتبه ميلمان:" تجار الاسلحة من اسرائيل ينفلتون منتشرين في جميع انحاء العالم ويسيئون للدولة ويلوثون اسمها، ولا توجد تقريبا مواجهة عسكرية، او خلافات إثنية او خلافات مدنية، ولا يوجد مع هذا الجانب او ذاك من المتحاربين، واحيانا مع الجانبين، تجار اسلحة من اسرائيل بالاضافة الى مرشدين ومستشارين عسكريين وهم يبيعون اسلحة من انتاج اسرائيلي او من فائض اسلحة الجيش الاسرائيلي او من أي مصدر آخر في العالم لكل من يريد ويطلب ذلك، وقد يكون حاكما متعطشا للدماء، قائد ميليشيا او رئيس هيئة اركان جيش، وتقريبا، تصل يوميا الى اسرائيل بعثات أمنية لشراء الاسلحة او للحصول على معرفة ومعلومات أمنية وعسكرية، وعلى الغالب تجري دعوة تلك البعثات من قبل تاجر اسحلة او شركة لصادرات عسكرية. وهنا يهتمون في عرض الاجهزة الجديدة والمتطورة جدا امام تلك البعثات، وبالاضافة الى ذلك الاهتمام بمقابلة وزير الأمن الاسرائيلي ومع قادة آخرين، من حاليين ومتقاعدين".
* مليون دولار مقابل ضمان مدير قديريمكن استخلاص عدة نتائج من مقال ميلمان ومن رد شولميت ألوني، ومنها: ان اسرائيل مستعدة لتزويد الاسلحة لكل من يطلب ذلك، والمقصود بكل من يطلب ذلك، هو المتواجد في "الجانب الصحيح"، ويعمل لصالح الاستعمار فلا يعقل ان تزود اسرائيل السلاح للمتمردين في نيبال او كولومبيا على سبيل المثال، وعندما زودت اسرائيل النظام في الارجنتين بالاسلحة ودربت قواته على القمع، قتل اكثر من ثلاثين ألف رجل وامرأة بسبب مواقفهم السياسية ومعارضتهم للنظام العسكري في الارجنتين، وكذلك "الجيش الاكثر اخلاقية في العالم"، يساهم بشكل فعال جدا في هذه الجهود الحربية، ومن المهم اضافة، ان جزءا من مبيعات الاسلحة، هدفه فقط خدمة المصالح الامريكية في العالم، بما في ذلك بيع ذخائر عسكرية كبيرة للجيش الامريكي في العراق، وبناء عليه، لا يمكن بيع اسلحة لحكومات ليست صديقة للنظام الامريكي. ومن هنا، إلغاء صفقة الطائرات الى حكومة تشابس الفنزويلية قبل عدة اشهر. ان الوزيرة السابقة شولميت ألوني و الصحفي ميلمان، هما من الاصوات الشاذة في النقاش الذي كان يجب ان يكون ولم يجر. و"الصادرات الأمنية" هي احدى البقرات المقدسة الأخيرة في الحوار الجماهيري الاسرائيلي ومعاذ ان يذكر بارتباطات سلبية. ولكن كذلك في "الصادرات الأمنية" يوجد جديد، وعلمنا في الأشهر الأخيرة ان شركات اسرائيلية ويعمل فيها وكلاء "للشاباك والموساد" سابقا، ويقدمون المعلومات والمعرفة والتجارب ووكلاء لمنظمات عملية وسوق:" المعلومات والمخابرات التشغيلية التنظيمية"، تدر سنويا مئات ملايين الدولارات، وحسب النشر في الصحف الارجنتينية، فقط في الدولة الجنوب امريكية يدر الفرع سنويا عشرات ملايين الدولارات، وتبلغ تكلفة حراسة مدير كبير في شركة كبرى في الارجنتين، بما في ذلك حراسة افراد عائلته وبيته وسيارته واملاكه، مليون دولار في السنة، وفحص وجود اجهزة تسجيل او ميكروفونات "غير مرغوبة" في غرفة مجلس المديرين يكلّف فقط 5 آلاف دولار، وفحص امني في بيته الخاص يكلف ألف دولار يوميا. وهناك في الارجنتين البعيدة الدولة التي قتل فيها عشرات الارجنتينيين والاسرائيليين في انفجارين كبيرين في مبنى الجمهور اليهودي وفي سفارة اسرائيل في بوينس ايريس، تعمل الشركات الاسرائيلية في مجال المخابرات والأمن والحراسة والبارز منها، شركة "سيا" وفي رئاستها يعمل اثنان من كبار قادة الأمن الاسرائيليين. وفي الارجنتين، تحدث الى الصحف أرئيل سينتس، وحان هرئيل، كناطقين باسم الشركة، وعرض هرئيل نفسه على انه كان مسؤولا عن امن السفارة الاسرائيلية في البرازيل وكذلك في روسيا، ورسميا تعمل شركات التجسس تلك، المعرّفة "بشركات استشارة"، في حراسة كبار المديرين وجمع معلومات عن مستثمرين وفحوصات أمنية، وحماية وحراسة آليات واجهزة حاسوب وفحص خلفيات المرشحين للعمل وتجنيد عمال والتفتيش عن تسريبات ومسربين، وبشكل غير رسمي، فإن شركات الاستشارة الأمنية للقطاع الخاص، تعمل ايضا في جمع معلومات من اوساط رجال اعمال منافسين وغير منافسين ومن اوساط سياسيين. والأخطر من ذلك، هناك شركات تلاحق وتقتفي آثار لجان العمال والنقابيين والنشيطين في اماكن العمل، وان نتائج تلك الملاحقات للذين "يعملون المشاكل" وتقديمها للادارات ولاقسام القوى البشرية، تواجهان مشاكل بالذات في الارجنتين، حيث ان ادارات ومديري القوى البشرية وغيرهم في تنظيمات كبرى بملكية اجنبية ومحلية، شاركوا وتعاونوا مع "كتائب الموت"، التابعة لليمين المتطرف والجيش قبل وبعد الانقلاب العسكري في 6/1967 والتعاون بين اليمين المتطرف وقادة الجيش وادارات ومديري. المصانع، ادى الى قتل المئات من اعضاء لجان العمال والنقابيين والى اعتقال الآلاف. وتعمل ادارة شركة "سيا" الاسرائيلية في مبنى مجمع "كلال" في مركز تل ابيب، وفي السابق عمل في المبنى ذاته وفد عسكري ارجنتيني، ولكن في سنوات السبعين وبداية الثمانينيات جرت تعرفة المكان بأنه "مكاتب الملحق التجاري لسفارة الارجنتين في البلاد"، ولكن عمليا كانت تلك مكاتب بعثة الجيش الارجنتيني بقيادة ضابط اسرائيلي كبير.
* من حرب العصابات في كولومبيا الى التدرب في اسرائيلإن المبنى التنظيمي لشركات "الاستشارة الأمنية العملية"، يشابه مبنى خدمات الأمن الرسمية ويشابه كذلك اساليب عمله ومن ذلك، شراء المتعاونين بالاموال، والتغلغل الى اجهزة الحاسوب وشبكات الهواتف ووضع آلات تصوير وجمع معلومات مكشوفة وسرية وتسجيل محادثات، وتحظى شركات الاستشارة الأمنية للقطاع الخاص بالتعاون مع قسم بيع الاسلحة لوزارة الأمن وتقيم كذلك تدريبات عسكرية في البلاد ودورات عسكرية في كيبوتس "شفاييم" لعمال في تنظيمات خاصة، وتبين من تقرير نشر في الصحافة الارجنتينية في 14/4/2006 ان للسفارة الاسرائيلية في الارجنتين دورا مهما في بيع وتسريع بيع مواد شركات الاستشارة الأمنية، ومن زبائن شركة "سيا" شركات نفط وبنوك وشركات تأمين وشركات طيران ورأسماليين وتعمل الشركة في 30 دولة في العالم. وازدهار شركات الاستشارة الأمنية الخاصة هو جزء من مسيرة بدأت في الولايات المتحدة الامريكية مع خصخصة نشاط وعمل الجيش بما في ذلك خصخصة جزئية لاحتلال العراق، حيث حضرت شركات خاصة تقارير مخابرات وتعمل في التجسس واعتقال المشبوهين، وفي افغانستان اقامت تلك الشركات مراكز اعتقال للقوى المحتلة واتهمت بقتل معتقلين بعد تعذيبهم.
#إفرايم_دافيدي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
عن رفع راتب الحد الأدنى للأجور
المزيد.....
-
هل يعارض ماسك الدستور بسبب حملة ميزانية الحكومة التي يقودها
...
-
-بينها قاعدة تبعد 150 كلم وأخرى تستهدف للمرة الأولى-..-حزب
...
-
حافلة تسقط من ارتفاع 12 مترا في حادث مروع ومميت في فلاديفو
...
-
بوتين يتوعد.. سنضرب داعمي أوكرانيا بالسلاح
-
الكشف عن التاكسي الطائر الكهربائي في معرض أبوظبي للطيران
-
مسيرات روسية اختبارية تدمر مركبات مدرعة أوكرانية في اتجاه كو
...
-
مات غيتز يتخلى عن ترشحه لمنصب وزير العدل في إدارة ترامب المق
...
-
أوكامبو: على العرب الضغط على واشنطن لعدم تعطيل عمل الجنائية
...
-
حاكم تكساس يوجه وكالات الولاية لسحب الاستثمارات من الصين
-
تونس.. عبير موسي تواجه تهما تصل عقوبتها للإعدام
المزيد.....
-
المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021
/ غازي الصوراني
-
المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020
/ غازي الصوراني
-
المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و
...
/ غازي الصوراني
-
دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد
...
/ غازي الصوراني
-
تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ
/ غنية ولهي- - - سمية حملاوي
-
دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية
/ سعيد الوجاني
-
، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال
...
/ ياسر جابر الجمَّال
-
الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية
/ خالد فارس
-
دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني
/ فلاح أمين الرهيمي
-
.سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية .
/ فريد العليبي .
المزيد.....
|