أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عبدالله عبداللطيف المحامي - حرية الرأي والدين والتعبير .. إلي أين ؟














المزيد.....

حرية الرأي والدين والتعبير .. إلي أين ؟


عبدالله عبداللطيف المحامي

الحوار المتمدن-العدد: 1659 - 2006 / 8 / 31 - 09:52
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


المادة 19 من أشهر المواد التي تضمنها الإعلان العالمي لحقوق الإنسان كونها تتحدث عن حق هو من أقدس الحقوق اللصيقة بالإنسان ألا وهو الحق في حرية الرأي والتعبير كونه يملك وجدانا وضميرا وعقلا وفكرا.. وجاء العهد الدولي للحقوق المدنية والسياسية يؤكد هذا الحق أيضا في المادتين 18 ، 19 منه ، وتوالت الدساتير الوطنية تتسابق إلي التأكيد والنص علي حرية الإنسان وحقه في التعبير عن رأيه وأفكاره .
لكن .. هل تكفي النصوص الواردة في المواثيق الدولية أو الدساتير الوطنية لكفالة هذا الحق ؟
الواقع مع الأسف ينطق بغير ذلك .. فالأمر ليس محكوما بنصوص قانونية صياغتها جيدة .. لكنها محكومة بواقع معاش له ظروف سياسية وإجتماعية وإقتصادية وثقافية وأمنية ودينية .. كلها مجتمعة هي التي تتحكم في إقرار هذا الحق أو إهداره وبقلوب باردة ترضي عن إنتهاك هذا الحق المقدس .
والمعلوم أن عالمنا العربي تسوده ما يسمي بجماعات الإسلام السياسي التي إستطاعت أن تفرض نفسها علي المجتمع بقدرات تنظيمية عالية وبسبب فشل أنظمة الحكم الحالية من تلبية مطالب الناس البسيطة في تنمية إجتماعية وإقتصادية تواجه الأزمات التي يمر بها الوطن .. وتحافظ علي كرامة الوطن والمواطن .. فتسللت الطائفية الدينية لتحل محل مفهوم المواطنة .. والبحث عن الدولة الدينية المؤمنة بديلا عن الدولة المدنية الكافرة .. وأصبح التدين المتعصب سدا منيعا أمام الفكر العلماني الحر .
في ظل هذه الظروف ما هي الضمانة ليمارس الإنسان حقه في حرية الرأي والتعبير ؟ وحقه في أن يعتنق ما يشاء من أفكار ؟ وحريته في أن يختار دينا بعينه يقتنع به أو لا يعتنق أي دين علي الإطلاق .
إن التربة الثقافية في المجتمع العربي أصبحت تنبت بذورا وأشجارا للإرهاب الفكري يسنده ميلشيات عنف تمارس الإرهاب الدموي وتحسبه جهادا في سبيل الله يفتح الطريق أمام القاتل إلي جنة الخلد مفروشا بالورود والرياحين .
إن السلفيين يمثلون منظومة كاملة متكاملة تسير بنظام معين والأدوار موزعة فيما بينهم علي أكمل وجه ، فمنهم من يمارس دورا دعائيا ويملكون ميكرفونات منابر المساجد فضلا عمن يفتي منهم ويملؤون القنوات الفضائية فضلا عن دور شرائط الكاسيت والسي دي والمطبوعات الدورية وغير الدورية ، ومنهم من ينفذ الفتاوي بإهدار الدم وتفعيلها في سبيل الله .
وبين هذا وذاك هناك منهم من يستخدم سلاح التقاضي لإرهاب كل من يحاول أن يكتب رأيا أو يبحث بحثا أو يجتهد إجتهادا بحثا عن الحقيقة .
لازلنا نذكر فرج فودة المفكر العلماني التي إغتالته يد البطش بإسم الدين ، والإعتداء علي الأديب نجيب محفوظ ، والتفريق بين الدكتور نصر حامد أبو زيد وزوجته بزعم أنه مرتد ، والكثير من نماذج القهر والبطش من قبل جماعات الإسلام السياسي بإسم الدين .
كيف يفكر الإنسان بحرية في ظل هذا المناخ ؟
كيف يجرؤ الإنسان علي التعبير عن رأيه وهذا هو الحال ؟
كيف نتحدث عن حرية الإعتقاد وهناك من ينتظر لتنفيذ ما يسمي بحد الردة ؟
هل تكفي النصوص القانونية لتكون ضمانة مهمة وقوية لكفالة مثل هذا الحق ؟
أتصور أن الأمر في حاجة إلي إعادة حرث التربة الثقافية من جديد نبذر فيها بذور التسامح بدلا من الكراهية وزهور القبول بالآخر بدلا من الرفض المطلق ونعلي من قيمة الحوار والإختلاف من أجل الوصول إلي الحقيقة .
يا من تزعمون أنكم تملكون الحقيقة المطلقة وأنكم المتحدثون الرسميون بإسم الله .. ما أنتم إلا جناة علي هذا الوطن ..



#عبدالله_عبداللطيف_المحامي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رئيس جمهورية .. الأسانسير
- العلمانية بين الدولة الدينية والدولة المدنية
- لحظة ميلاد
- دلالات صعود تيار الإسلام السياسي
- بين الذبابة والخنزير في الفقه السلفي والتفسير ..
- علي هامش إعتقال الكاتب عبدالكريم نبيل سليمان ... شرعية إعلان ...
- شرعية إعلان وإستمرار حالة الطواريء في مصر علي هامش إعتقال ال ...
- تقرير المنظمة المصرية لحقوق الإنسان حول أحداث الأسكندرية
- حول إعتقال عبدالكريم نبيل سليمان بسبب أرائه .... حرية الرأي ...
- لحن الخلود
- الإخوان المستبدون .. ديكتاتورية بإسم الدين
- قبل الرحيل
- زرعتك في قلبي .. سوسنه
- الإستبداد في فكر الإخوان المسلمين
- الإسلام هو الحل .. الإخوان المسلمون وإنتهازية الشعارات
- إعترافات ثريا حمدون .. قراءة في إعترافات آذار الأخير
- مدخل .. آليات التدريب في مجال حقوق الإنسان - 1
- رقصة في الفضاء
- دستور يا أسيادنا ..
- قانون محكمة الأسرة .. تحديات التطبيق


المزيد.....




- 144 مستعمرا يقتحمون المسجد الأقصى
- المجلس الفرنسي للديانة الإسلامية: مذكرة اعتقال نتنياهو بارقة ...
- ثبتها الآن.. تردد قناة طيور الجنة الجديد 2025 علي كافة الأقم ...
- عبد الإله بنكيران: الحركة الإسلامية تطلب مُلْكَ أبيها!
- المقاومة الإسلامية العراقية تهاجم هدفا حيويا في جنوب الأراضي ...
- المقاومة الإسلامية العراقية تهاجم هدفا حيويا في جنوب الاراضي ...
- المقاومة الاسلامية العراقية تهاجم هدفا حيويا في جنوب الاراضي ...
- ماذا نعرف عن الحاخام اليهودي الذي عُثر على جثته في الإمارات ...
- الاتحاد المسيحي الديمقراطي: لن نؤيد القرار حول تقديم صواريخ ...
- بن كيران: دور الإسلاميين ليس طلب السلطة وطوفان الأقصى هدية م ...


المزيد.....

- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عبدالله عبداللطيف المحامي - حرية الرأي والدين والتعبير .. إلي أين ؟