أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمد عبيدو - السينما في المغرب -8















المزيد.....



السينما في المغرب -8


محمد عبيدو

الحوار المتمدن-العدد: 1659 - 2006 / 8 / 31 - 09:52
المحور: الادب والفن
    


يقدم لنا إسماعيل فرّوخي شريطه الروائي الأول «الرحلة الكبرى» لعام 2004 في إنتاج فرنسي - مغربي بعد أفلام قصيرة عدة..
يروي الفيلم قصة تناقض ثقافي بارز بين أب وابنه يرجع لاختلاف البيئة التي عاش كل منهما فيها، فتبتعد مسافات الالتقاء بينهما، فالابن "رضا" طالب في العشرين من عمره، يعيش في إقليم "بروفونس" بفرنسا مع عائلته، في حين ينحدر أبوه من المغرب التي قضى بها معظم حياته في أحد المجتمعات البدوية التي تعيش في الصحراء، ثم اضطرته قسوة الحياة وشظف العيش للسفر إلى فرنسا، وهناك عمل وأقام واستقر، لكنه كان حريصا على هويته الأصلية، فالتزم الحديث باللغة العربية وأداء الفرائض الدينية من الصلوات الخمس والصوم في رمضان وأداء الزكاة، وهو ما يثير عليه سخط ابنه رضا الذي لا يكف عن إبداء تعجبه من تصرفات أبيه الذي يدفع واجبه من الزكاة وهو في أشد الحاجة للمال، فالابن رضا كان شديد التأثر بالمجتمع الفرنسي في ثقافته وعاداته وسلوكه، ولم يكن يرى مانعا من أن يقضي حياته بين الخمور والفتيات.
وعندما شاب الأب وبلغ به الكبر أراد أن يكمل واجباته الدينية بأداء فريضة الحج، فطلب من ابنه أن يتولى توصيله بالسيارة إلى مكة المكرمة.. كان الوقت قبيل امتحانات رضا المؤهلة للالتحاق بالجامعة مباشرة، فوقف رضا موقف الرفض من طلب أبيه، فالرحلة بالنسبة له تبدو شاقة جدا والوقت غير مناسب. ومن هنا نشب الصراع بين الأب وابنه الذي انتهى بموافقة الابن على طلب أبيه.
شهدت الرحلة الطويلة التي بدأت من فرنسا وانتهت في مكة حوارا مثيرا ترتفع وتيرته وتنخفض بحسب طبيعة ومستوى علاقة الأب وابنه.. تقلبات كثيرة، بداية من حدة الحوار والثورة، حيث التناقض بين الاثنين، إلى أوقات السكون لعدم وجود لغة تفاهم بينهما، فيرفض كل منهما آراء وتصرفات الآخر، ويحاول كل منهما أن يقضي هذه الرحلة حسب طباعه وعاداته.. ولكن بعد مضي ليالٍ طويلة في السيارة سويا بدأ ينتقل الحوار من لغة الاحترام فقط إلى التفاهم والمودة، وتقبل كل منهما للآخر، فبدأت بذور الحب تنبت بينهما بعدما كانت الرابطة الأسرية مهددة ومفككة.. وتتطور العلاقة بينهما حتى تظهر شخصية أخرى للشاب رضا، فهو لم يعد يستجيب لمكالمة "صديقته" الهاتفية بعدما كان يحاول من قبل اقتناص اللحظات لإرسال الرسائل الهاتفية لها مستفيدا من زحام الشوارع وانشغال أبيه في الرحلة!.
وقد نجح هنا الكاتب إسماعيل فروخي في إبراز أهداف الفيلم من خلال استخدام فكرة "Road Movie"، فاستطاع بها أن يوضح كيفية التعايش بين الأب وأبيه، فبالرغم من التناقضات بين شخصين أحدهما عربي والآخر فرنسي، فقد وصلا في النهاية إلى التفاهم. وكان اختيار الكاتب لرحلة مكة اختيارا موفقا، فهو المكان الوحيد الذي يجعل شخصين مهما كان درجة الاختلاف بينهما مجبرَين على قضاء هذه الرحلة معا، وبالتالي يدفعهما للحديث معا، ومن هنا يبدأ التعايش.
ورغم أن الرحلة أعطتنا وأعطت للأب وولده الفرصة للمرور على العديد من الدول مثل: إيطاليا- سلوفانيا- كرواتيا- صربيا- بلغاريا- تركيا- سوريا والأردن.. فإنها ابتعدت تماما عن أن تكون مجرد رحلة سياحية، فانصرف التفكير فقط في الشخصيتين (الأب وولده)، وكيف نمت بذور العلاقة بينهما، ولم يهتم الكاتب بإبراز اختلاف النشأة بين الأب وابنه التي أدت إلى فجوة ثقافية بين الاثنين، بل ركز على التطور الداخلي، وكيف تحولت فيها مشاعر رضا الابن من مجرد مشاعر تنحصر في احترام الأب إلى مشاعر ينمو فيها الحب والمودة والتقدير تجاه الأب، وهو ما يظهر بقوة في لحظة عدم رد الشاب على مكالمة صديقته، فهي لحظة جاءت تعكس ما حدث من اقتراب من الابن تجاه أبيه. وساعد على إبراز ذلك براعة الممثل الفرنسي الذي أدى ببراعة دور الابن الشاب المتمرد، ولكن الذي يحترم أباه.
تعود فكرة الفيلم لتجربة للكاتب نفسه، فقد ولد في يونيو 1962 في المغرب، ثم سافر إلى فرنسا مع عائلته وهو في الثالثة من عمره، وعندما كان طفلا قام والده برحلة سفر إلى مكة المكرمة لأداء فريضة الحج بالسيارة، ولم يستطع إسماعيل أن يصدق قرار والده، فشعر أنه مجرد حلم خادع أو هلوسة، ولكنه فكر في أن على أبيه أن يروي له هذه المغامرة في يوم من الأيام. اختزن الكاتب الفكرة في وعيه إلى أن بلورها فعلياً من خلال هذا الفيلم، حاملا معانيَ عديدة، اجتماعية وتربوية ودينية.
ولم يكن هذا الفيلم هو أول محطة نجاح لمؤلفه، فقد سبقه بأعمال أخرى، كان معظمها قصيرا، وحصل أول عمل له (عام 1992) على جائزة أحسن قصة قصيرة في "كان"، وكانت بعنوان "المعروض" L expose، وتروي قصة ولد مغربي الأصل يصف بلد نشأته. ثم كتب بعد ذلك "كثيرا من السعادة"، و"إجرام من عدم". وفى عام 1996 كتب قصة "المجهول" للممثلة كاترين دونوف، ثم كتب مسلسلين للتلفزيون الفرنسي: "صيف السنونو" عام 1997، و"بان الصغير" عام 1999، وفي عام 1998 اشترك مع سيديريك كتان في كتابة قصة "الطيارة"، ثم بدأ يكتب قصة فيلمه "رحلة سعيدة" الذي استمر العمل فيه مدة 5 سنوات.
وتبدو مهارة الكاتب من خلال تقديم العديد من المشاهد السريعة الإشارات وفترات السكون التي يبرزها الفيلم، والتي لعبت دورا كبيرا في إثارة المشاعر مثل: نظرات الأب متصفحا ردود أفعال ابنه، الأب وهو ينظر إلى السماء لتحديد الاتجاهات، فهو معتاد على هذه الحياة من قبل، عندما يقرأ الأب القرآن ويتوجه إلى الله طالبا مساعدته في محنته حين غمر الجليد المكان وغطى السيارة، وأيضا لحظة تغيير الأب كاميرا التصوير مقابل شراء حمل للقيام بأضحية العيد. وفى نهاية الفيلم حين الوصول للكعبة، وعندما يرى رضا آلاف البشر يرتدون الأبيض، ويتوجهون إلى الكعبة لأداء مناسك الحج.. تغمره الدهشة والتأثر، خاصة عند سماع تلاوة القرآن، فيشعر أن الله هنا بجانبهم، وأنه لا وجود في هذا المكان للمتطرفين الذين يشوهون صورة الدين.. فأبوه كان متدينا سمحا يؤدي واجباته الدينية من صلاة وصوم، ولم يكن يوما متشددا أو متطرفا، بل كان يلتزم فقط بأداء واجباته.
من هذا المنطلق تقف هذه القصة الإنسانية أمام الاتهامات الباطلة التي تشيعها كثير من وسائل الإعلام والصحافة العالمية، والتي تضع كل المجتمع الإسلامي المتسامح في قفص الاتهام بالتطرف والعنف، ويبدو أن إسماعيل الفروخي تأثر كثيرا بالاتهامات الظالمة للإسلام، فقرر أن يكون دفاعه من خلال هذا الفيلم.
وتم تصوير مشاهد الفيلم كاملة في نفس الأماكن التي تمر بها الرحلة فعليا على الرغم من الصعوبات التي واجهت فريق العمل أثناء الرحلة من بلد إلى آخر، والتي اضطرتهم أحيانا إلى الالتزام بعدم التجول مثلما حدث في صربيا وقت اغتيال رئيس وزرائها، وكذلك أثناء الحرب على العراق، كما رفضت السلطات التركية السماح لهم بالتجول داخل المسجد الأزرق، ومن المثير أن جزءا من الفيلم تم تصويره داخل مكة المكرمة، فهناك مشاهد لبطلي الفيلم وهما يتجولان فيها، ومشاهد لهما أثناء الطواف حول الكعبة، وإن لم يستطع فريق التصوير تصوير مشاهده كاملة داخل مكة لأسباب تتعلق بالموافقات الرسمية.
اختار المخرج معالجة قضيتين في وقت واحد: صراع جيلين وصراع ثقافتين. وهذا ليس بالأمر السهل ولاسيما في عمل أول قد يقع تحت تأثير محاولة قول كل شيء وحشو الفيلم بالقصص والتفاصيل. بيد أن المخرج نجح في إظهار التفاصيل الصغيرة ذات المدلولات الكبيرة من دون خطب وإلحاح. وجاءت الشخصيات محكمة البناء ومقنعة. .
فيلم " الطفل النائم " او الراقد الفيلم الاول للمخرجة ياسمين قصاري,المنتج عام 2004 و الذي يقدم صورة لهيمنة الفكر الديني السلفي علي عقول اهل الريف في المغرب بالخرافات والخزعبلات , ويعرض لطقوس حياتهم وتخلفهم . ترتكز حكاية الفيلم على تقليد عربي شعبي سائد في المغرب الشرقي، ويتعلق بقيام النساء بتوقيف عملية نمو الجنين في بطن أمه لفترة وذلك عبر الالتجاء إلى الفقهاء المتخصصين في ذلك، وهذا ما قامت به بطلة الشريط زينب بنصيحة من حماتها إلى حين قدوم زوجها المهاجر للعمل السري في اسبانيا ؟
يحدث الأمر في منطقة جرداء شحيحة فقيرة، وهذا الاختيار ليس اعتباطياً بحكم أنه يمنح المخرجة فرصة التصوير الفني والغني لجغرافية مثيرة وممتدة لما تحويه من فضاءات لا تستطيع مخرجة مقاومة تأثيرها بخاصة في فيلم أول تعول عليه لاختراق السينما، إذاً المرأة كحالة إنسانية واجتماعية وهاجس التسجيلية هما سمتا الشريط في الأساس، «الراقد» هو في حقيقة الأمر ذلك العنف وتلك القسوة يفرضان على نسوة بلا حول ولا قوة في مجتمع ينخره الفقر، و هو الوضع الراقد النائم الذي لم يوقظه أحد ويغيره كما قد يستشف، فالمخرجة امرأة وأصلها من المنطقة التي صور الفيلم فيها ..
فيلم " باب لبحر " لداود أولاد سيد هو عبارة عن قصيدة سينمائية عذبة, تحكي بالسينما والصمت والتأمل أكثر مما تحكي بالكلام. تحكي عن " مريم ", الشابة المغربية التي تهبط إلي مدينة " طرفاية " الصحراوية الصغيرة, في جنوب المغرب, في مواجهة اسبانيا, وهي تبحث عن تريكي احد مهربي الأنفار, الذي يختلف عن غيره من المهربين الذين يعيشون في المدينة, إذ يتقاضي مبلغا من المال نظير نقل الشخص وتهريبه في قارب, فإذا فشلت محاولة تهريبه , فان التريكي يكرر المحاولة مع نفس الشخص, حتى ينجح أخيرا في الوصول إلي الضفة الأخرى, ولهذا السبب قصدته " مريم ". لكن احد لا يعرف من أين أتت مريم , ولا غرابة, إذ أنها تحب أن تخترع قصصا عن مدن خيالية, وتقول إنها أتت من مملكة مغربية اشترتها اسبانيا , ثم غيرت اسمها, وتحوم حول " مريم " الشبهات, حين تصل "لالا فاطمة" سيدتها إلى " طرفاية ", وتبلغ رئيس الشرطة, الذي قارب علي ترك عمله لبلوغه سن المعاش, ويقع رغم كبر سنه في غرام مريم , تبلغه إن " مريم " سرقت مبلغا من المال من بيتها , حيث كانت تعمل كخادمة, ولاذت بالفرار, ولاشك أنها ستدفع المبلغ الذي سرقته, نظير نقلها عبر البحر إلى اسبانيا..
فيلم " باب البحر " 2005 هو من دون جدال , أفضل أفلام داود أولاد سيد, الذي يناقش في كل أفلامه" وداعا سويرتي" و"حصان الريح " و" باب لبحر " فيلمه الثالث, يناقش قضية الهجرة, داخل وخارج المغرب, ويتساءل في كل فيلم: تري ما هي الأشياء التي تجعلنا في هذا البلد, مدفوعين هكذا إلى الترحال الدائم, خارج نفوسنا, وخارج أوطاننا, هل هذا هو قدر الإنسان في المغرب. يطرح داود دائما تساؤلات, ولا يقدم إجابة, بل يتركنا مع تساؤلاته وألغازه, يتركنا لنتأمل ونفكر, ونستمتع بجمال الفيلم..
ينحاز داود في كل أفلامه إلى الغجر الرحل, إلى الكادحين الهامشيين المعذبين المشردين, بلا ارض أو وطن, ويشرح لنا كيف يقع البعض من هؤلاء, الذين يحملون حلمهم إلى " طرفاية " ويقفون في طوابير انتظار طويلة, استعدادا للرحيل إلى اسبانيا, ومواجهة خطر الموت غرقا , يقعون في مصيدة المهربين اللصوص, الذين يسطون علي أرواحهم. تحط مريم في طرفاية, وتسكن عند الحاجة, التي تقوم بتأجير عدة غرف في بيتها بالمدينة, للفتيات المغربيات اللواتي يتقاطرن علي المكان, وتبدأ مريم في التعرف علي المكان وأهله: تتعرف علي حسن, الذي سرق كل أموالها في أول الفيلم وهرب, ثم اعتذر لها في ما بعد عن فعلته, واعتبر الأمر مزحة, وراح يتعقبها في ما بعد أينما ذهبت, وهو يتعذب لأنه يحبها , وهي لا تعيره اهتماما, إلى أن تقبل مريم يوما أن تدلف الى داخل كوخه الصغير, فإذا بها في حضرة عشرات الأقفاص, التي تحتوي علي طيور الزينة, التي يعيش معها في وحدته الموحشة, وضياعه الأبدي. يؤسس داود فيلمه علي علاقة مريم بالمكان وأهله, وفقط في هذه المنطقة, أو نقطة العبور, عند حافة البحر, في طرفاية, تصبح مريم اللاشيء العدم, مريم اللغز المحير, واحد لا يعرف من أين هبطت, تصبح كيانا إنسانيا حقيقيا, فالجميع يحبونها, ويريدون لها أن تحقق حلمها في ركوب البحر, ومن ضمنهم ذلك الغلام, الذي اصطحبها في أول الفيلم, ليبحث لها عن سكن, لكن حين أزف وقت الرحيل فجأة, إذا به يطالبها أن عثرت علي والده في اسبانيا , أن تبلغه إن أسرته تغفر له بعد أن هرب فعلته, وتسأله العودة إلى أهله. ولاحظ كيف أن مريم قبل أن تصل إلى طرفاية لم تعش في المغرب, طبعا كانت تعيش في المغرب, لكن من دون أن يشعر احد بوجودها, أو يهتم بأمرها. كانت مريم, مثل كل الفقراء المطحونين المعذبين, مادة فقط للاستغلال البشع والقهر, وكان عليها , في وطن يلفظها, أن تركب البحر إلى اسبانيا, لكنها فقط حين وصلت إلى طرفاية, إذا بها تتحول من شبح, إلى كيان إنساني من لحم ودم ومشاعر, وإذا بها تستشعر دفء القلوب الحانية من حولها, وهي تتأسي لحال مريم وحالها, ويقف الجميع في طابور الانتظار الطويل في انتظار المخلص. وفقط حين كان البحر يلفظ الجثث الغارقة , أكثر من 15 جثة كل يوم, كان الأطفال يركضون مع الكبار إلى الشاطئ , في صحبة رئيس الشرطة في طرفاية, ويتفرجون علي الآثار التي خلفتها تلك الجثث علي الشاطئ , قبل نقلها إلى المشرحة, ويصعب علي الجميع أن تغادرهم مريم وتتركهم. فجأة مع وصول مريم , تحيا المدينة من جديد, تنبض , تتنفس, فتصبح مريم هي المركز, تصبح الأم والأخت والصديقة والحبيبة, ويتحلق الجميع حولها, وكأنها أمهم الكبيرة المغرب, بأصالته وعراقته وطيبة أهله, وهم لا يريدون الآن أن تغادرهم, وتتركهم لبؤسهم. ومن أروع مشاهد الفيلم , مشهد مريم فوق سطح البيت في الليل, وهي تطل علي أنوار المدينة الاسبانية القريبة , في صحبة صديقتها, وتلخص مريم في كلمتين موضوع الفيلم, ومأساة الغربة, فتقول لصديقتها يبدو انه بقدر ما يحل الظلام في المغرب, بقدر ما يحل النور في الطرف الآخر في اسبانيا, وكلما خفتت الأنوار هنا وعشش الظلام, كلما تألقت الأنوار هناك أكثر وعم الحبور والفرح, واعتبر هذا المشهد من أعظم, إن لم يكن أعظم مشهد في كل الأفلام التي شاهدتها في تطوان السينمائي 12 وأعمقها تأثيرا, وبه, وبكل مشهد في ذلك الفيلم , الذي يكشف عن " نظرة " داود الفنية الإنسانية , التي تجعله ينحاز في كل أفلامه إلى هؤلاء الهامشيين البسطاء المعذبين, ومن دون أن يفقد سحر السينما, الذي يغمس فيه فرشاته مثل فنان رسام, ثم يروح يتحفنا بجماليات اللقطة, وتناغم وتناسق الألوان, وهرمونية الإيقاع, وفي صحبة شريط الصوت الرائع في الفيلم, يدلف " باب لبحر" بهذا المشهد في قفطان من حرير إلى كلاسيكيات السينما المغربية العظيمة
شارك الفيلم المغربي " ماروك" MA ROCK للمخرجة ليلي مراكشي في تظاهرة " نظرة خاصة " بمهرجان كان 2005 وهي التظاهرة المرافقة للمسابقة الرسمية , وتعتبر ملحقا لها يستوعب الأفلام التي لاتدخل المسابقة, لكنها تحقق فنيا الحد الادني من شروطها, ويحكي عن فترة الثمانينيات في المغرب من خلال فتاة مراهقة تنتمي إلي أسرة ثرية, وتدرس في احدي المدارس الفرنسية الخاصة التي يتردد عليها أبناء الطبقات الحاكمة المرفهة من اصحاب المصانع وغيرهم, وتدور إحداث الفيلم في مدينة الدار البيضاء التي تفرض حضورها كشخصية أساسية في الفيلم, وتقع البنت المغربية المسلمة التي تعيش حياتها علي الطريقة الاوروبية, وتطالب بحريتها, وتكشف في الفيلم عن طبائع وتقاليد, زيف وادعاء ونفاق الطبقة التي تنتمي اليها, تقع في حب شاب يهودي مغربي يفكر في الفيلم مع اسرته , بسبب حرب الخليج كما يقول ان يهاجر من المغرب الي كندا, وينجح الفيلم في تصوير ذكريات مخرجتنا ليلي مراكشي التي عاشتها هي نفسها بالفعل, وتنتهي قصة الحب بين روميو اليهودي و جولييت المراهقة المغربية المسلمة, بحادث يقع له ويودي بحياته , وتقرر بطلة الفيلم ان تسافر لتكملة دراستها في باريس علي عادة ابناء هذه الطبقة, وينتهي الفيلم بحضور صديقاتها لتوديعها في المطار, ثم نشاهد في آخر لقطة طائرة تغادر الدار البيضاء وتحلق بعيدا عن اسطح بيوتات المدينة التي شهدت جلسات البنات في الهواء الطلق, جلساتهن على الاسطح والتحليق مع الطيور السابحات و الاحلام السعيدة والحنين الي ذكريات الماضي الجميل.
وعام 2005 انتج فيلم " يقظة " لمحمد زين الدين: في الفيلم، من حيث المضمون لا يتعلق الأمر بمحاولة لرصد الواقع ، بل بمشروع أهم يروم التأمل في كنه وجوهر العملية الابداعية نفسها، سواء على المستوى الادبي او على مستوى عملية انتاج الصورة، إنه عمل يسائل شخصية المبدع بقوة وقسوة وعمق، ويزعزع الثوابت والبديهيات والافكار الجاهزة.
تنطلق وقائع الفيلم مع وصول مخطوط مرسل من طرف كاتب مغربي ناشئ ينتمي لبلدة «وادزم» الصغيرة المهمشة، الى دار نشر باريسية قبل أن نشاهد استعادة طويلة، كاملة وعميقة لحياة هذا الكاتب التي بدأت في مغرب ما بعد الاستقلال في جزء منسي من المغرب، لتقوده الى مركز البلاد بالعاصمة الرباط والدار البيضاء، قبل أن يفقد أوهامه حول الثقافة والمثقفين ويعود ادراجه الى مدينته الأم جارًّا أذيال الخيبة والألم، انها حكاية الحياة الموضوعية والذاتية لكاتب ساخط على الأوضاع يرغب في كتابة عمل أنثروبولوجي، يقارن بين الفولكلور المغربي ووظيفة الكرنفال في الغرب، عمل يخرج من اطار الانبهار الى تحليل احتفال المغاربة بالمواسم الشعبية، باعتبارها آلية لنسيان البؤس وتعويض التوازن الاجتماعي المفتقد على أرض واقع «قروسطي» جامد منذ قرون طويلة.
ولعله ليس من باب الصدفة ان يبدأ البطل ـ الكاتب ـ حياته عاملا في مقلع للأحجار، وفرن تقليدي مخصص لإحراقها قصد تحويلها الى جير. إن الشخصية الرئيسية تعمل منذ البداية اذاً على تحويل العناصر بعد صهرها بواسطة النار الحارقة، نار الابداع والتغيير أو التحليل على الأقل، من خلال المقارنة بين الهامش (واقع بلدة وادزم) والمركز الذي يختزله البطل في «مثقفي مقهى، باليما، الفاسدين»، الذين يتآمرون مع السلطة لمنع كتابه الأول واليتيم «هواء الماء»، ولسحبه من العرض في المكتبات، مما يدفع صاحبه لمحاولة انتحار فاشلة، وللعودة الى قريته الأم حيث يعتزل الناس ويدخل في متاهات حياة داخلية مغرقة في الذاتية.
وفيلم «النظرة» لنور الدين لخماري: يعود للذاكــــرة، من خلال مصور فوتوغرافي فرنسي يحاول التسامح مع الماضي من خلال الاعتذار عن الفظاعات التي قام بها المستعمر الفرنسي في المغرب والتي كان هو شاهد اثباتها من خلال آلته الفوتوغرافية، وللصورة الفوتوغرافية حضور أيقـــــوني يحتمل أكثر من دلالــة، فهي الحامل للحدث الفيلمي، بل هي السارد الفيلمي والرقيب ولا تســــــتقيم هذه العودة لألبير المصور الفوتوغرافي الا من خلال محاكمة داخلية للصورة الــفوتوغرافية ذاكرته المتقــــــدة، وهي بحمولاتها المفتوحة أكثر انتاجا من فعله الثابت، وما عبر عنه السينمائي لخماري في هذا التوضيح الفني كان معقولا، اذ كنا أمام صور حاملة لمقولات السرد الفيلمي وتواليه، ولعل تقنية الفلاش باك المدمجة لحاضر وماضٍ استرجاعي، شكلت احدى مفارقات القوة للفيلم، اذ يحضر الفلاش باك كحاضر، من خلال توليف/ مونتاج حرفي، جعل فعل الآن متصلا بأفعال الأمس.
الفيلم مفتوح على مجالين اثنين للقراءة، حقول الصور الفوتوغرافية، ومجال الصورة السينمائية، وبين البعدين نقرأ الاختيارات الجمالية والفنية التي تحكمـت في الرؤية الفنية عموما للفيلم، هذه النواة الجمالية التي جعلت مقولة الزمن مندغمة بين سيرة الاسترجاع وسيرة الحاضر.. لا كما نراه بل كما يحاكمه الماضي.
وفيلم " تينجة" لحسن لكزولي: يحكي التحولات التي سيعرفها نور الدين، الابن المطيع لعامل مغربي مهاجر، شب في شمال فرنسا، ومن أجل احترام رغبة والده الأخيرة المتمثلة في دفنه بعد وفاته في مسقط رأسه بقرية في الأطلس الكبير، سيصاحبه في رحلته الأخيرة، وسيكتشف خلال هذه الرحلة، ولأول مرة، بلده الأصلي، وسيمكنه لقاؤه بنورا، المرأة الجميلة التي تبحث عن آفاق جديدة، من اكتشاف حقيقة هذا الأب التي لم يكن تقريبا يعرف شيئا عنها، والحقيقة المحسوسة لبلاد لم يكن يعرفها سوى عبر الحكايات العائلية النادرة.
وبتقدمه باتجاه الجنوب عبر المناظر الجميلة، وهو إلى جوار جثمان والده في خلفية الشاحنة، كانت الوضعية تكشف عن عدد من المواقف الساخر.
و يقدم الاخوان المغربيان سهيل وعماد نوري (ولدا المخرج المعروف حكيم نوري) فيلمهما الروائي الاول عام 2006 " ابواب الفردوس " ، وهو القسم الاول من ثلاثية يعتزمان إنجازها هو الجريمة والمافيات (القسم الثاني سيكون حول المافيا الكولومبية في اسبانيا!!). بكاميرا واقعية هنا يتابعان صراعا دمويا بين ثلاث شخصيات: ماكر مغربي (يؤديه الاب نوري) ومدرس اميركي في أربعينيات عمره، وثالثهما شاب من الاشقياء، يسعون كل من جانبه للانتقام.

* * *
واذا نظرنا إلى السينما المغربية عندما تتعامل مع الأدب, أول مَن بادر إلى طرق باب الأدب هو لطيف لحلو عندما استعان بالأستاذ عبدالكريم غلاب في فيلم (شمس الربيع) فكانت الحكاية متناسقة وسعى لطيف لحلو إلى توظيف ما تلقّنه وما تأثر به حيث كانت الموجة الجديدة الفرنسية في عز عطائها فرأيناها في شريط لطيف لحلو. ولطيف لحلو سيستعين في شريطه الثاني (غراميات) برشيد بوجدرة في السيناريو والطاهر بن جلون في الحوار.
المرحوم محمد الركاب لجأ إلى يوسف فاضل في إنجازه لـ(حلاق درب الفقراء) والنتيجة أن الشريط لقي إقبالاً يليق به , وإدريس المريني نقل رواية بامو لأحمد زياد إلى الشاشة, لعل حظ الشريط العاثر يكمن في المرحلة التي أنتج فيها. , ثم استعان أخيراً داود أولاد السيد بيوسف فاضل في الحوار, وأحمد البوعناني في السيناريو, والنتيجة كانت شريط (باي باي السويرتي) الذي حاز على جوائز في داخل البلاد وخارجها.
وعاد حميد بناني إلى السينما بكتابته التي تحمل بصماته بعمل الطاهر بن جلون (صلاة الغائب) فإذا بالشريط يعاني من اللغة الفرنسية التي كانت اللغة الأصل ونتجت عنها نسخة عربية لم تستطع أن تثير تآلف المتلقي.
هل يمكن اعتبار عدم التواصل بين الكاتب المغربي والسينمائي المغربي عائقاً في تطوّر النص السينمائي المغربي?
الواضح أن الزمن يلعب لعبته بحذق ومهارة, فالشريط الذي كان لا يتكلم في البدء أصبح مع مرور الزمن يتلكأ في الحديث, ثم ها هو التلكؤ يختفي تدريجياً, وهاهو الانفتاح على الأدب أيضاً آت ببطء شديد.ففي الفترة الأخيرة دخل الروائي أحمد التوفيق والسينمائي محمد عبدالرحمن التازي في عملية شراكة إبداعية حيث تم نقل رواية (جارات أبي موسى) 2003 إلى السينما وهي مغامرة نظراً لقوة الرواية ولغضاضة التجربة السينمائية المغربية في تعاملها مع الإبداع

معظم الأفلام القديمة كان يصور فى مراكش . لكن تدريجيا بدأت تنمية منطقة أقرب منها للجبال هى ورزازات ، التى أصبحت تسمى الآن عاصمة السينما المغربية، وتقع بالضبط عند نقطة التقاء السفوح الخضراء بالصحراء الممتدة برمالها الصفراء مع سفوح جبال أطلس الشاهقة بقممها البيضاء . هذا التلاقى الفريد يتيح جماليات وفى نفس الوقت اقتصاديات مغرية جدا لصناع السينماعبر العالم . آخر أفلام ضخمة تم تصوير أجزاء كبيرة منها فى المغرب كانت ’ المصارع ‘ وجزأى ’ المومياء ‘ ، ثم’ الأسكندر الأكبر ‘من إخراج أوليفر ستون
ومتوسط تصوير الأفلام الأجنبية فى ستوديوهات ورزازات هو 12 فيلما طويلا سنويا ، عدا العشرات من الأفلام القصيرة وأغانى الفيديو . و كان المسئولين المغاربة يتباهون بتحقيق ستوديوهات ورزازات دخلا قدره عشرين مليون دولار سنة 2001 رغم ما شهدته من أحداث سپتمبر . الآن هم يتحدثون عن صناعة حجمها 100 مليون دولار سنويا . ورغم أن ما يصدر عنهم من أرقام يحتمل أحيانا التمنيات ، أو يرتبط بمشروع استثنائى الضخامة مثل ’ الأسكندر الأكبر ‘ ، إلا أنه فى جميع الأحوال لا يمكن بلا شك إلا اعتبار للسينما المغربية أكبر صناعة للسينما فى الوطن العربى بلا منازع .
البيزنس ليس منفصلا عن الحركة الثقافية المغربية. هناك تمازج يدعو للإعجاب بين الأنشطة الثقافية ومردودها السياحى الضخم . من هذا مثلا مهرجان الرباط ، وهو مهرجان سنوى غنائى ومسرحى وشعرى وأيضا سينمائى شامل يستقطب أشهر الأسماء من جميع الدول العربية . أما من حيث المهرجانات السينمائية ، فعدد المهرجانات الدولية فى المغرب يكاد يفوق أى نظير له فى أية دولة عربية أخرى باستثناء مصر ، وإن لم يكن حتى الفارق كبيرا . تطوان لسينما البحر المتوسط ، وخوربيكة للفيلم الأفريقى ، وسلا لأفلام المرأة ، وفاس لأفلام التحريك ، وأصيلة لأفلام الجنوب ، والناضور وهى أيام سينمائية تقدم پانوراما للسينما العالمية ، والرباط وهو مهرجان دولى عام وإن مع توجه خاص للسينما الشابة . و انضم لها فى عام 2001 مهرجان مراكش الذى كان مبيتا له سلفا أن يصبح المهرجان الدولى الرئيس والأضخم للمغرب ، بل ولكل أفريقيا والعالم العربى خلال فترة وجيزة . مهرجان عام بلا تخصص ، وتتولاه إدارة فرنسية ، ويلقى رعاية شخصية مباشرة من الملك محمد السادس . وعينه تقع بمنتهى القوة على البيزنس ، أى تنشيط صناعة السينما فى منطقة مراكش بما يحقق تلك الأرقام الموعودة المذهلة . المدير المقصود هو دانييل توسكان دو پلانتييه أحد الموزعين الفرنسيين الرئيس السابق لليونيفرانس ، ومدير مؤسسة لتنظيم مهرجانات الأفلام . ونائبته فى المهرجان هى نائبته فى المؤسسة لويزا مورين .

فصل من كتاب "السينما في المغرب العربي"



#محمد_عبيدو (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- السينما في المغرب -7
- السينما في المغرب -6
- السينما في المغرب - 5
- السينما في المغرب - 4
- 3 - السينما في المغرب
- 2 - السينما في المغرب
- السينما في المغرب:البدايات
- أندلس الحنين
- السينما في الجزائر - 8
- السينما في الجزائر - 7
- السينما في الجزائر - 6
- السينما في الجزائر - 5
- السينما في الجزائر- 4
- السينما في الجزائر- 3
- السينما في الجزائر- 2
- السينما في الجزائر - البدايات
- صورة سينمائية اجنبية مختلفة وعادلة للصراع مع الهمجية الاسرائ ...
- السينما التسجيلية-...بحث في الواقع والحقيقة. والتزام بقضايا ...
- ذاكرة الرماد
- ملهم السينما الألمانية - فاسبندر


المزيد.....




- مصر.. ضجة إثر سؤال محير في امتحان اللغة العربية بالثانوية ال ...
- ???????فن الشارع: ماريوبول تتحول إلى لوحة فنية ضخمة
- لوحات تشكيلية عملاقة على جدران الأبنية المرممة في ماريوبول ( ...
- تجليات الوجد واللوعة في فراق مكة المكرمة ووداع المدينة المنو ...
- الا.. أولى حلقات مسلسل صلاح الدين الجزء الثاني مترجمة للعربي ...
- “فتح بورصة الجزء الثاني”.. تابع أولى حلقات مسلسل قيامة عثمان ...
- أغاني ومغامرات مضحكة بين القط والفار..تردد قناة توم وجيري ال ...
- الكاتب الروائى (خميس بوادى) ضيف صالون الثلاثاء الأدبى والثقا ...
- فيديو: أم كلثوم تطرب الجمهور في مهرجان -موازين- بالمغرب
- ما هي حقيقية استبعاد الفنان محمد سلام من جميع الأفلام السينم ...


المزيد.....

- خواطر الشيطان / عدنان رضوان
- إتقان الذات / عدنان رضوان
- الكتابة المسرحية للأطفال بين الواقع والتجريب أعمال السيد ... / الويزة جبابلية
- تمثلات التجريب في المسرح العربي : السيد حافظ أنموذجاً / عبدالستار عبد ثابت البيضاني
- الصراع الدرامى فى مسرح السيد حافظ التجريبى مسرحية بوابة الم ... / محمد السيد عبدالعاطي دحريجة
- سأُحاولُكِ مرَّة أُخرى/ ديوان / ريتا عودة
- أنا جنونُكَ--- مجموعة قصصيّة / ريتا عودة
- صحيفة -روسيا الأدبية- تنشر بحث: -بوشكين العربي- باللغة الروس ... / شاهر أحمد نصر
- حكايات أحفادي- قصص قصيرة جدا / السيد حافظ
- غرائبية العتبات النصية في مسرواية "حتى يطمئن قلبي": السيد حا ... / مروة محمد أبواليزيد


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمد عبيدو - السينما في المغرب -8