حسن مدبولى
الحوار المتمدن-العدد: 7124 - 2022 / 1 / 2 - 09:54
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
فى إبريل عام 2018 صدر بيان عن مثقفى اليمين واليسار فى فرنسا طالبوا فيه بحذف بعض الآيات من القرآن الكريم التى تدعو (من وجهة نظرهم) لقتال اليهود والمسيحيين والملحدين ، مع إجراء تعديلات عليه لمواكبة العصر ، ضاربين المثل بما تم للكتاب المقدس كما زعموا ؟
وقد وقع على هذا البيان الذي نشر بشكل رئيسى في صحيفة “لوباريزيان” الفرنسية يوم الأحد 22 أبريل 2018 حوالى ثلاثمائة شخصية فرنسية معروفة، منهم الرئيس السابق نيكولا ساركوزي(المتهم بالفساد)، ورئيس الوزراء السابق إيمانويل فالس، والمغني المعروف شارل أزنافور، والممثل جيرار دي بارديو، وشخصيات مشهورة في الأوساط الثقافية والإعلامية والحقوقية وغيرهم ،،،
المشكلة الرئيسية من وجهة نظرى لم تكن فى ذلك التجرؤ ولا فى تلك الجليطة من حثالة اليمين الفرنسى تجاه مقدسات المسلمين ، لكن الكارثة تجسدت فى أن هذا البيان العدوانى المخرف، لم يجد أية ردود أفعال جادة ممن يطلق عليهم بالمثقفين أو الفنانين فى مصر أو فى غيرها، ممن يفترض أنهم قادة رأى وأصحاب مبادئ رفيعة مخلصون لشعبهم ومنتمون لثوابته ومقدساته ويعيشون على خيراته و نتاج كده وتعبه وشقائه ؟
وبنفس الجليطة والسفالة تتحدث دائما السياسية الفرنسية البارزة ومرشحة الرئاسة السابقة جان مارى لوبان ، بل وحتى على المستوى الرسمى فى فرنسا خرجت تصريحات عدائية مباشرة من الرئيس المتطرف إيمانويل ماكرون ضد الاسلام والمسلمين فى اكتوبر عام 2020، وصف خلالها الدين الاسلامى بانه دين مأزوم ، ووصم المسلمين بالتطرف والإنعزالية ؟ فلم يرد عليه لا فنان بارز ، ولا وزير حالى أو سابق سواء للثقافة أو للزراعة، ولا حتى لاعب كرة قدم ؟ بل قوبل الرجل بالاحضان ! وفتح له المجال بأحد القنوات ليدافع عن سفاهته وقلة أدبه ؟ كما سارع بتأييده بعض الكتاب والمفكرين و منهم مثقف ناصرى مصرى بارز الله يرحمه ؟
أى أن بعض السادة حاملى لواء الثقافة المصرية والعربية ،ومالكى صكوكها المقدسة ، لم يكتفوا بالصمت والخرس البليغ تجاه العدوان الخارجى ضد ثوابت أمتهم ، بل تحولوا أيضا إلى طابور خامس ورأس حربة مساند لذلك العدوان ومرحبا به ومحتضنا لرموزه ( بحجة التنوير) ؟
ثم بعد كل ذلك يستغرب( المستغربون ) ويندهشون ويتسائلون عن الأسباب التى تمنع عامة الناس من التعاطف مع هذا ، أو الترحم على ذاك ؟
#حسن_مدبولى (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟