مؤيد احمد
(Muayad Ahmed)
الحوار المتمدن-العدد: 7123 - 2022 / 1 / 1 - 21:53
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
تم في نهاية عام 2021 وتحديدا في 25 -12-2021، ارسال تلسكوب "جميس ويب" الى الفضاء من قبل "وكالة ناسا" لبحث المجرات بعد "نشوء الكون منذ 13.8 مليار سنة ومن المتوقع ان يرى هذا التلسكوب احداث الكون بعد 250 مليون سنة من نشوئه عن طريق تحسسه بموجات تحت حمراء لهذه الاحداث".
تتوفر معلومات كثيرة حول هذا التلسكوب على الانترنيت، فلا حاجة هنا الى المزيد حيث ما اريد ان اركز عليه بمناسبة العام الجديد هو ان هذا الإنجاز العظيم وهذا المكسب الكبير للمعرفة البشرية وامكانياتها التكنولوجية تجسد مع ألاف الأبحاث والاستنتاجات في مجالات العلم المختلفة في علم الفلك والاحياء والكيمياء والفيزياء والطب وفروعهم المعاصرة العديدة، النظرة المادية المتماسكة الثورية والتاريخية الى العالم والمجتمع. هذه النظرة الى العالم هي التي تحتاجها الطبقة العاملة وسائر المضطهدين كي تكون اداة نضالها من اجل التحرر من عبودية النظام الطبقي الرأسمالي المعاصر ولدك أسس واركان المثالية الفلسفية بمختلف اشكالها الدينية والفلسفية التأملية التي تدافع بأشكال مختلفة عن هذا النظام الطبقي.
ان الماديين العلمانيين البرجوازيين والتيار البرجوازي العلماني القومي والليبرالي على العموم ليسوا ماديين ثوريين متماسكين حيث تملي مصالحهم الطبقية ان لا يكونوا كذلك. انهم ومن حيث الاساس أعداء إيجاد التغيير الثوري الاشتراكي للمجتمع وبالتالي أعداء للمادية الثورية التي تبحث عن أسس خلاص الانسان من نير النظام الطبقي. ما يهمهم هو الإبقاء على ما هو موجود، وهذا بالضرورة يجعل منهم انصاف ماديين يسدون الطريق بوعي امام تحول المكتسبات العلمية الثورية الى تراث البروليتاريا والمضطهدين كي لا تستخدمها في نضالها التحرري.
ان ممثلي راس المال ومؤسساته العالمية و"وكالة ناسا" نفسها التي اطلقت الصاروخ الذي يحمل التلسكوب "جيمس ويب" في يوم "ميلاد المسيح"، يقصي لنا الكثير، اذ ان هؤلاء يعرفون تماما ما ستوجهها الإنجازات العلمية الكبيرة تلك من الضربات الى اركان الفلسفة المثالية والدينية. فها نراهم كيف ومنذ سنوات عديدة يحاولون دعم مؤسسات معينة اكاديمية دينية لإعداد أبحاث كهنوتية تبرر التضاد الذي تظهره للعيان عادة الإنجازات العلمية لـ "ناسا"، من حيث احتمالات وجود الحياة واحياء ميكروبية في كواكب أخرى في الكون، مع الرؤية المثالية والدينية للعالم. وذلك لدرء الخطر عن استمرار تسلط هذه النظرة المثالية والدينية على اذهان الطبقات والفئات المضطهدة والمفقرة للبشرية.
ان النضال التحرري للطبقة العاملة والمحرومين والمضطهدين مستمر في العالم اليوم ونحن ندخل العام الجديد 2022 . فكل مكسب وتقدم في المعرفة البشرية العلمية هو خطوة لان تخوض هذه الطبقة والفئات النضال على أرضية هذه المكتسبات وتخطو باتجاه الخلاص من النظام الطبقي الحالي بفلسفته المثالية ودكتاتورية الطبقة البرجوازية واشكالها السياسية الدينية والقومية والفاشية والليبرالية.
1 كانون الثاني 2022
#مؤيد_احمد (هاشتاغ)
Muayad_Ahmed#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟