أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - وليد مهدي - الدخول الى العقل الكوني - استراتيجيات تطوير الذات البشرية















المزيد.....


الدخول الى العقل الكوني - استراتيجيات تطوير الذات البشرية


وليد مهدي

الحوار المتمدن-العدد: 7123 - 2021 / 12 / 31 - 14:42
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


-1-

ذاكرة العقل الكوني ، كما قدمناها سابقا : هي ذاكرة شاملة لكل حدث في الوجود ، تم ترميزها قديما باسم " الكتاب" (كما ورد في القرآن) و "كتاب الحياة" كما ورد في الانجيل ، ذكرنا أيضا بأنها ذاكرة مقسمة إلى أجزاء . السفلى منها تخص الخلايا الحية والافراد ، ممثلة بشريط الدي إن إيه وتشابكات الدماغ ، وهي أجزاء الاكاشا السفلى ، التي تتعلق بكل شيء حي . اما اللغة والرموز والأرقام فهي تمثل الجزء العلوي من ذاكرة هذا العقل ، أو الاكاشا ، وتمثل الذاكرة الاجتماعية للكائنات و الامم ، بما فيها امم بني الانسان والدول الكبرى والحضارات .

يتسائل كثيرون , لماذا نحتاج الدخول الى هذا العقل الكوني ؟

في حقيقة الأمر , الذاكرة السفلى الحيوية من هذا العقل , مرتبطة بالماضي البشري و الماقبل بشري , وهي دافع وطاقة اللبيدو المحفزة التي تهب قوة الحياة والحرارة الباطنية للنفس البشرية . اغلب امراضنا النفسية ومشاكلنا سببها وهن وتلاشي تدفق هذه الطاقة التي يتسبب نقصانها في ما يعرف بنقص الدافعية النفسية . الذاكرة السفلى من الاكاشا او العقل الكوني تحوي كل ماضي حياة المليار عام على الارض بكل تفاصيلها لكل الكائنات الحية . يعتبر دخولها اسهل بكثير من دخول الذاكرة العليا التي ارتسم في بنيانها الكلاني جميع احتمالات المستقبل والمصير الذي سيؤول اليه تطور الكون والنتيجة النهائية التي سيقود اليها على مستوى وعي الكائنات او مستوى القدرة والتكنولوجيا. هذا القدر الاحتمالي يكون بشكل فضاءات احتمالية لشريط فيديو الحياة . و الذي هو نفسه شريط الاكاشا الكلاني الاحتمالي . الذاكرة السفلى ، ذاكرة الماضي ، حدثت بالفعل ، لذا يمكننا لمسها بشكل مشاهد وصور . اما المستقبل فهو لم يحدث بعد ، لذا يكون ملتفا بشكل مشاهد رمزية احتمالية متعددة . مفهوم الاحتمالية في الأحداث الكونية هو مفهوم حديث استوحاه الروسي فاديم زيلاند من فكرة عالم الفيزياء الراحل ستيفن هوكنك عن الأكوان الموازية. شخصيا اجد الفكرة لدى زيلاند اكثر منطقية ، لا توجد عوالم موازية ، بل توجد مسارات احتمالية موازية قد يمضي بواحد منها مسار أحداث العالم .طبعا هذا ليس موضوع اليوم ، الذي يتعلق بالمقام الأول ، كيف نهبط عبر التأمل الذاتي نحو عمق ذاكرة الحياة ، وبماذا يفيدنا ذلك التأمل يا ترى ؟
وكيف نصعد نحو الأعلى إلى فضاءات المستقبل الاحتمالية المنطوية بالرموز والحروف ، واللغة التي نقشت فيها تلك السجلات ، وبماذا ينفعنا ذلك ؟
اولا , التأمل الذاتي , هو عملية قيادة الوعي والافكار الخاصة بنا نحو مسار معين نحن نختاره مسبقا ، سواء في العمق الذاتي للنفس واتصالها الحيوي بذاكرة الحياة على الارض لتحصيل اللبيدو ( طاقة الحياة ) , او نحو الذاكرة العليا الاحتمالية لمصير الكون ومآل الأمم والجماعات والافراد في المستقبل . التأمل بالطريقة الاولى لتحصيل اللبيدو يعتمد على الانفعال العاطفي وشد الجسد وحركته . يتم عبر حركات جسدية . وهو تأمل نادرا ما يتم التطرق اليه أو حتى ذكره في المدارس الروحية الشائعة رغم اهميته الكبيرة. فهو يعتمد على مستوى موجات عالية التردد الكهربي للدماغ . لذا يحتاج الى حركة جسدية وتسارع نبضات القلب ووفرة في تدفق الهورمونات المختلفة التي تثير الانفعالات ومن شروطه عدم الاسترخاء !!
وهنا سائل يسال ، بماذا يختلف عن واقع النشاط الجسدي الاعتيادي اذا لم يكن الهدوء والاسترخاء شرطين ؟ لماذا نسميه تأمل اصلا ؟
تعتبر هذه الاعمال تأملا لأنها تتم تحت تركيز ذهني خاص , يقوم بمناغمة حركات الجسم بايقاع خاص و دقيق ...!!
حركات وافكار الجسد اليومية غالبا تكون عشوائية متفاعلة مع بيئتك ومحيطك . لكن هذه التمارين والحركات تكون منسقة مرسومة بدقة وموجهة بتركيز عالي من ذهنك . لذا , مفتاح السر في الموضوع هو التناغم Harmony .
مثال عليها فنون الشاولين الصينية المقدسة التي يقوم بها رهبان المعابد . وهي نوع من انواع فنون القتال كونغ فو , بل تعتبر الكونغ فو هي فرع منبثق عن الشاولين .

اما التأمل بالطريقة الثانية فهو الشائع المعروف . اغماض العينين , والاسترخاء والدخول في نطاق ذبذبات الدماغ الهادئة الوديعة الفا . وهو نطاق تردد يقابل حالة نفسية من الاسترخاء اثناء التأمل الهادئ والصلاة والشعور بالسلام الداخلي .

سواء بالشاولين او غيرها من تمارين ترفع نسبة الانفعال العصبي بتناغم مع حركات الجسد التي تكون تحت السيطرة ، فإننا عندما ندخل لذاكرة الماضي ستفيدنا كثيرا في تطوير الذات ، لأنها تزودنا بالطاقة النفسية الكامنة ، اللبيدو النفسية التي توفر الدافعية النفسية ، مثل ينبوع الحياة . الحيوية الباطنية التي كنا نشعر بها تجاه العالم ايام الطفولة ، تلك البهجة التي كنا مقبلين بها على الحياة . سوف تضمحل تدريجيا بتقدم العمر . الهبوط في ذاكرة الاعماق البيولوجية تساعدنا على استعادة بعض من تلك الحيوية او " الروح " وتفتح لنا نوافذ النشوة النورانية المفقودة . مؤكد انكم عرفتم ماذا أقصد . العودة إلى جذور الحياة الأولى سيجعلنا نطور، ذاتنا العميقة لاكتشاف ميولنا البيولوجية الحقيقية الطفولية الطبيعية قبل أن تتعرض للنكبات والانكسارات بسبب ظروف الحياة والقيود الاجتماعية . بمعنى , سنتخذ استراتيجية كشف المسار الاحتمالي " الصافي " للشخصية والنفس فيما لو لم تتشوه بالصدمات والاختبارات في معترك الحياة , بالتأكيد المسار ليس سهلا , لكننا سنتعلم من خلال محاضرة اليوم والمحاضرات القادمة كيفية تحقيق هذا الوصول الى عمق الذات الصافي الحقيقي ..!!

بالنسبة الى احتمالات المستقبل والتي ترتبط بتطور أحداث العالم السياسية و الاقتصادية والتكنولوجية . والتي سندخلها عبر الرحلة العلوية للتأمل . معرفتها ستنفعنا في رسم الخطط والخريطة الاستراتيجية لحياتنا . سنعيد موضعة انفسنا في ضوء هذه الخريطة الاحتمالية للعالم و لحياة الكوكب . سنجد لأنفسنا مكانا انسب في خريطة المهام العالمية حسبما تتجلى عبر التأمل المتعالي الأسمى .

إن النزول لذاكرة الماضي الحيوية اسهل لأنها موجودة داخلنا في الدي إن إيه ومسار تشابكات الدماغ التي ترسم اغلب الطبائع والسمات العقلية الاساسية والعاطفية للجنس البشري . ذاكرة استعادة مسار حياتنا الطفولية وكذلك مسار حياة الكائنات التي سبقتنا في بناء جيناتنا نفسها على هذا الكوكب منذ مليار سنة . علم النفس اليونغي سبق وأن أثبت بأن التنويم الايحائي من الممكن أن يقود إلى عودة الفرد إلى ذاكرة حيوانات في عصر ازدهار الزواحف قبل اكثر من مئة مليون سنة . كانت جلساته مع المرضى في عيادته اثبات على ارتباط اللاوعي بالمادة الوراثية التي كانت تحمل أحداث مليار سنة . تلك العودة أو اليقظة هي ما تعطي تلك الومضة الواعية لاكتشاف الانسان لذاته العميقة ، يقظة الكونداليني ما هي الا نوع من أنواع تلك الومضات التي تجعل مستوى وعي الفرد في التعامل مع المحيط يكون اكثر تركيزا وأكثر بريقا ولمعانا (كمرحلة الطفولة ).

( حتى فنون الشاولين القتالية تتضمن اساليب الحيوانات في القتال , مثل النمر والافعى والكركي والفهد والتنين والنسر واساليب اخرى ، يمكنكم منذ الان الاطلاع عليها وفهمها حتى تكون نافعة في التمارين لاحقا )

هذا ما يتعلق بتطوير الذات العميقة ، إعادة إنتاج كيان الشخصية ليكون اكثر وعيا وتركيزا ، وأكثر اقبالا وقبولا لهذا العالم . فهي بالاضافة لكونها حالة ايقاظ طاقة كامنة للعقل ، هي أيضا حالة تشافي كاسحة لكل اعتلالات أو اضطرابات أو رواسب نفسية تراكمت بسبب الظروف وأصبحت عوائق لا شعورية غير مفهومة. اليقظة الحيوية والنزول في عمق الاكاشا الاسفل سيعمل كمنظف ومطور مثالي للوعي لا يوجد له في الطب النفسي المعاصر مثيل !

يبقى ان نذكركم دائما , ان هذه الذاكرة العميقة تتوحد في شكل عقول كونية , حالة من تجزؤ الوعي الكوني للكائنات في شكل وحوش او كائنات خرافية او جان او شياطين او ما الى ذلك من آلهة كما كان يحصل لدى ممارسي الكهانة السومرية - البابلية القديمة وكذلك المصرية الفرعونية. كل الآلهة التي دونت في تلك الحضارات يمكن اعادة تعريفها في ضوء منهج علم النفس اليونغي بانها اجزاء من وعي الكيان الحيوي لمليار سنة من الحياة الأرضية .

بعد ان تجتاز بنجاح مرحلة ايقاظ طاقة الحياة العميقة , وبعد ان أصبحت ذاتك اكثر وضوحا . وإدراكك بات عميقا تجاه نفسك والمحيط , وعيك اصبح الآن قوي التركيز . يأت الآن السؤال :

ما يحصل معك يعطيك انطباعا بانك شخص آخر , كأنما ولدت للتو . لديك هوية ورسالة جديدة في الحياة لكن الرؤية لا تزال مشوشة وغير واضحة . ذاتك الجديدة هذه , أين ستضعها ؟ ما هو الطريق والمسار والخطة التي ستسخر ذاتك للمضي نحوها ؟

نحن هنا ، لنساعدك ان تعيد الى وعيك القدرة على إنتاج الاحتمالات التي يجري عليها العالم ، وسترى نفسك ، أي مسار تريد ؟ نحو أي الازمنة تتحرك اهدافك وتتقدم ؟

سيتجلى المستقبل امامك بمسارات واضحة . عندما ننتقل للمرحلة التالية ما بعد اكتشاف الذات . وهي مرحلة التحليق نحو الملكوت الأعلى . تمارين هذا المستوى تتطلب وقتا طويلا من اعداد النفس وبنائها. لكن , في النتيجة , ستكون لك الحرية كاملة باختيار المسار المستقبلي والدور الحياتي الذي تختاره عندما تصعد بدوامة الوعي نحو الأعلى . قد ترى بعينك أحداث المستقبل المحتملة غير المؤكدة ، اذا كنت بمستوى عال من الروحانية الكلية ، أو ربما تسمع من حراس السجلات من عقول كونية بعض الاخبار . سواء كانت سفلى او عليا . قد يساعدونك في معرفة بعض الأسرار .يبقى ان تتذكر دوما ، لاشي ء ثابت في السجلات ، يمكن التغيير دائما . ومن اهم القدرات التي يمكننا تحصيلها بارتقاء مراتب الايمان هو تغيير أحداث العالم . هذا مؤكد بان ذلك لن يتم دون اذن الله جل شأنه.

ا-2-

شرح لاهوت الاكاشا ، والطريقة التي سنتبعها في تأملنا الذاتي لدخول هذه الذاكرة الهولوغرامية المنطوية للكون .

عندما ندمج اللاهوت العبراني - الإسلامي ممثلا في ما نقله الأمام البوني في شمس المعارف الكبرى عن ملكوت السماوات السبعة والارضين السبعة مع لاهوت الهند القديمة وعموم الشرق حول الشاكرات السبعة و الكونداليني ، سنجد ان الانسان روحيا هو حلقة وصل بين كونين متناقضين يكمل أحدهما الاخر ويتناغم أحدهما مع الاخر .

هذا ما يعبر عنه بالين الانثوي المظلم واليانغ الذكري المنير من أجزاء الذاكرة الكونية . عندما نقوم بإسقاط هذه النتيجة على علم النفس اليونغي ومبدأ الهولوغرام الكوني المعاصر في الفيزياء يظهر امامنا هذا الملكوت الجديد بلغة علمية عصرية ورؤية معرفية اكثر حداثة وبمنهجية قابلة للتطوير الى علم . علم جديد مرتبط باستراتيجيات تطوير الذات وبناء القدرات وتطوير الملكات المعرفية . قد نتمكن في مستقبل قريب ان شاء الله من إعادة تعريف اللاهوت القديم بانه ذاكرة الهولوغرام الكونية المنطوية . لكننا حتى اليوم نستطيع ان نقول ان العقل البشري ومستويات وعيه المتغيرة (التي يمكن تمثيلها بتغير معدل ذبذبات المخ الكهربائية ) هي ادوات الدخول إلى هذه الذاكرة بمختلف مستوياتها . كما تلاحظون في هذه الصور والمخططات ، التشريح الروحي للأثير البشري يظهر بانه كون مصغر ، يشبه أجزاء الهولوغرام السماوية والارضية من حيث احتوائه على سبعة مستويات ، تندمج مع بعضها لتخلق روحا كلية موحدة للكون ، كما تخلق الشاكرات السبعة الهالة النورانية الكلية للإنسان والتي تعبر عن مستوى وعيه.

يمكن ملاحظة ، الهالة الكلية مكونة من مخروطين متداخلين ، دوامتين متعاكستين تسمى بالعبرانية الميركابا ( المركبة ) ، جزء بنفسجي مرتبط بالسماوات ( مستقبل العالم ) وجزء احمر مرتبط بالعالم السفلي ( ذاكرة حياة الأرض ) . الدوامة العليا تدور مع الكواكب ، عكس اتجاه عقرب، الساعة ، الدوامة السفلى تدور مع اتجاه عقارب الساعة . مستويات ذبذبات ألفا وثيتا و دلتا من موجات تذبذب الكهرباء الدماغية هي مستويات الدوامة العليا من الميركابا ، الدوامة النجمية . اما الموجات بيتا وغاما ، فهي مستوى ذبذبات الدماغ المرتبطة بالدوامة الحمراء السفلى من الميركابا ، المغمورة في عمق ذاكرة الحياة في هذا الكوكب .
لهذا السبب ، مشاعر الإنفعال العاطفي والغريزي أثناء التأمل هي التي تقودنا إلى النزول في عمق الذاكرة الكونية وتجعلنا نقف أمام ذاتنا السفلى وارتباطها البيولوجي العميق .
( الانفعالات ترفع ذبذبات الدماغ , لكن النزول عبر وعينا في عمق هذه الذات السفلية يحتاج تناغما وايقاعا خاصا من هذه الذبذبات العالية ) جلسة التأمل من هذا النوع تحتاج الى ايحاء من قبل المدرب للشخص الواقع تحت تأثير هذا التمرين أن يرشده نحو مخاوفه او رغباته أو مشاعره العميقة بشكل تدريجي . سيكون المدرب افضل معين يقود المتأمل ذاتيا نحو أعماقه . ننصح دوما أن إجراء التأمل الايحائي بهذه الطريقة يجب أن يحصل بواسطة مرشد . في فيديوهات لاحقة سنسجل لكم جلسة تأمل خاصة مع تمارين تتضمن اهم الخطوات التي يمكنها أن تساعدك نحو النزول إلى عمق الذاكرة الحيوية . بنفس الوقت ، نحن نحذرك ، الأفضل إجراء التمرين بمساعدة مدرب أو مختص نفسي بالتنويم الايحائي . حتى لا تخرج انفعالاتك عن السيطرة .

هذه التمارين تتطلب تطويرا لروح المنافسة مع " خصم " ويمكن ذلك من خلال رياضات التنافس الفردي اضافة الى فنون قتال الشاولين . لعبة الشطرنج مثلا , الملاكمة , المبارزة بالشيش والعاب القتال الاخرى التي تتضمن مهارات استخدام الجسد و السيف . نحتاج فقط ان يكون اطلاق روح القوة العنيفة من باطنك تحت السيطرة و بإشراف مدربين ومشرفين كما كان يفعل محاربي الشرق القدماء اثناء تدريباتهم الروحانية القتالية . يمكنك القراءة عنها وممارستها وفق قواعدها لكي تزيد فهمك و خبرتك في اداء حركات منسقة متناغمة . فهذا مفتاح النزول في الاعماق , و قبل ان تشرع في اكمال بقية البرنامج معنا . إن تعلم السيطرة على تمارين التنفس الخاصة والحركة الجسدية الخاصة بكل فن قتالي او رياضة تنافسية تمارسها ستعزز ذلك اكثر .

اذا وجدت نفسك قويا ومقتدرا على خلق التناغم والانسجام في الحركات كفاية ، يمكننا مساعدتك في ترتيب جلسة خاصة بنفسك ولمفردك لاكتشاف ذاتك العميقة ورؤية " الحيوان " الاعماقي الذي يسكنك . قد يفاجئك معرفته واكتشافه.

الاخوات والأخوة : في داخل كل منا ، جزء حيواني من النفس ، وهو مصدر طاقة الكونداليني التي تتدفق باستمرار لتسبب لنا الوعي الاعتيادي . طاقة الكونداليني هي الوعي وهي في كل شيء حي . وبتدفقها السريع الكثيف تسبب ومضات الوعي . لهذا السبب يتم اختصار تشبيه هذا الحيوان بشكل الافعى .

لأنها أساس خروج الحياة من البحار القديمة ، من المياه إلى اليابسة ، البداية الحقيقية لحياتنا على الأرض لعبت الافعى دورا محوريا في تلك الانتقالة . نحن نعتقد أن آدم عليه السلام تم خلقه بإجراء تعديلات جينية على كائنات ارضية ، لكن باستمرار تطور الحياة ، وكما اشار القران أن الانسان ارتد اسفل سافلين بعد أن كان بأحسن تقويم . سببيا ربما بسبب تزواجات ، وظهور الصفات السائدة وطغيانها على المتنحية ( بمنطق علم الوراثة طبعا ) . تلك الجينات التي سبق و عدلت صفاتها في الماضي وارتدت هذه الصفات بسبب خصائص السيادة الوراثية لكائنات ارضية تزاوج معها ابناء آدم . هذا الراي يوفق بين الرواية الدينية عن الانسان والعلمية عن التطور . لكن ، بالعموم ، من خلال التجربة الذاتية ، سنكتشف أننا , فعليا , تمتد في داخلنا جذور حيوانية . وبنفس الوقت عندما نرتقي بالتأمل الأعلى سنجد أننا نتصل علويا بكائنات نورانية . نحن نتصل بالكائنات السفلى عبر الأنا ، الايغو ، لأنها منطلق التركيز على الهوية الفردانية وبداية الرحلة الى اسفل . و تتمثل الأنا بشاكرا الضفيرة الشمسية الصفراء . و عبر إطلاق الرغبات وإشباع الغرائز ممثلة بالشاكرات البرتقالية والحمراء التي تقع اسفل منها . كلما ركزنا على هويتنا الذاتية وحاجاتنا الشخصية السرانية العميقة ، كلما شعرنا بحرارة الأعماق وتعاظم الذات والقوة الباطنية العميقة . كلما طلبنا اكثر لأنفسنا خلال هذا التأمل ، و قمنا بالتعبير عن مشاعرنا العدائية و الانانية بوضوح وبتناغم وايقاع خاص ، كلما زادت مشاعر القوة . هذا هو ببساطة التحليق بــ "الميركابا" او الدوامة السفلى من الأثير نحو الماضي السحيق الما قبل إنساني.

هذه الممارسات لا تطلق الكونداليني للأعلى ، بل تزيد تكريسه في اسفل الجذر . قد تكون مؤذية للشباب دون سن 25 عاما بدون اشراف وتدريب ارشادي . (لان الشباب وفق هذه المرحلة العمرية تكون الطاقة متوقدة لديهم بصورة تلقائية , وستكون نافعة جدا لمن تجاوزوا 45 لأنها تعيد للنفس حيويتها المفقودة بعد توقف اغلب الخلايا الجذعية عن , اساس الحيوية والطفولة , العمل ) . لكن ، بصورة عامة , الاسراف في تهييجها غير ايجابي قد يسبب انهيارا في الوعي . وننصح دوما أن تتم بإشراف مرشد أو مدرب. فهي تتطلب انشطة جسدية وذهنية وطاقة انفعال فائقة جدا تصل بترددات موجات الدماغ الى ما بعد 32 هيرتز . وقد تتطلب اشرافا طبيا اذا تجاوزت 50 هيرتز . في الحلقات المقبلة سنشرح تمارينا مبسطة ترفع النشاط البدني والتردد الدماغي لمستوى قابل للتجريب وبدون اضرار جانبية .

اما الارتقاء نحو الأعلى ، رحلة الميركابا البيضاء نحو السماوات ، نحو مستقبل الاحتمالات و مآلات تطور العالم فهو يحتاج ببساطة سحق الأنا والتخلي عنها كما فعل الملائكة ، لا يقولون أنا ، بل نحن ، وحديثهم في آيات القران واضح . ان التخلي عن الحاجات ، عدم تلبية رغبات النفس ، الصيام المتقطع ، ثم الاعتكاف وترك الجنس والشهوات أواخر رمضان و اشهر الحج ( الحج اشهر معلومات , فلا رفث ولا فسوق ولا جدال في الحج ). تمارين الارتقاء نحو الاعلى اقل خطورة لكنها اصعب في التنفيذ لأنها تتطلب ممارسات ووقت اطول يمتد لأشهر من الاستعداد والاعتكاف . هذا وكما شرحنا بعدة فيديوهات سورة البقرة هو ما سوف يقود لرفع الكونداليني حتى التاج . بعد ان كانت رحلة الميركابا السفلى تجميع الطاقة اسفل الجذر . هنا ، تكون رحلتك عبر الميركابا العلوية للوعي ( دوامة الأثير البيضاء او البنفسجية ) يتحدد بموجبها موقعك ودورك في خريطة أحداث العالم ..
هذه الأخيرة يمكننا أن نرشدك إليها عبر الإنترنت ونحن مطمئنين ، لأنك ستتدرب على السيطرة على نفسك ورغباتك وكلما نجحت في ذلك لا نخشى عليك من أي تبعات لان مرشدك سيكون عقلك اضافة للكائنات العليا النورانية .
هنا تنتهي محاضرة اليوم ، الفيديوهات القادمة سنسجل فيها ان شاء الله جلسات تأمل وايحاء ذاتية وتمارين بدنية خاصة لاكتشاف الذات العميقة في ذاكرة الحياة عبر مستويات وعي بيتا وغاما من النشاط الكهربائي للدماغ . سيكون اول التمارين هي رحلة الدوامة الحمراء من الاكاشا نحو ذاكرة الكون السفلى . وسنحاول عبر التعليمات مساعدتك في تجنب أي اضرار جانبية جراء الانفعال . اما الفيديوهات التي تلي سنشرح الرحلة نحو الاعلى عبر الدوامة البنفسجية البيضاء العليا ( نقول عن البنفسجية بيضاء لأنها تختم الطيف ويتوحد بعدها في اللون الابيض ) . تحية لكم .
رابط فيديو المحاضرة على يوتيوب :
https://www.youtube.com/watch?v=GtAE8Xhbl_8&t=144s



#وليد_مهدي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الاينوما ايليش والقرآن يؤكدان -سينتهي التاريخ بإله -
- الآنوناكي و النبأ العظيم في القرآن
- الانوناكي – والحرب العالمية الثالثة
- السر الإلهي الأعظم
- الأهرامات – سر الإله الكوكبي النائم
- نفخ الروح في الآلات الذكية
- طب التسامي الشرقي – الجزء الاول
- الطريق الى الحكمة الإلهية (الثيورجيا) -الجزء الثاني-
- الطريق الى الحكمة الإلهية (الثيورجيا) - الجزء الأول
- ما بعد صواريخ آية الله - الشرق سيدخل الحرب وسينتصر
- أعيدوا مملكة الهاشميين للعراق – كلمة للتأريخ
- القراءة الحرفية للقرآن - شريعة الرسول و شريعة الله ، الخمر و ...
- القراءة الحرفية للقرآن - 2
- القراءة الحرفية للقرآن - 1
- المسكوت عنه في تجارب مصادم الهدرونات الكبير
- الاحتراق حباً
- الآنوناكي : آلهة العصور والدهور
- آلهة الزمكان
- -الأرواح المعلقة-
- الذاكرة البشرية و الموت


المزيد.....




- ماذا فعلت الصين لمعرفة ما إذا كانت أمريكا تراقب -تجسسها-؟ شا ...
- السعودية.. الأمن العام يعلن القبض على مواطن ويمنيين في الريا ...
- -صدمة عميقة-.. شاهد ما قاله نتنياهو بعد العثور على جثة الحاخ ...
- بعد مقتل إسرائيلي بالدولة.. أنور قرقاش: الإمارات ستبقى دار ا ...
- مصر.. تحرك رسمي ضد صفحات المسؤولين والمشاهير المزيفة بمواقع ...
- إيران: سنجري محادثات نووية وإقليمية مع فرنسا وألمانيا وبريطا ...
- مصر.. السيسي يؤكد فتح صفحة جديدة بعد شطب 716 شخصا من قوائم ا ...
- من هم الغرباء في أعمال منال الضويان في بينالي فينيسيا ؟
- غارة إسرائيلية على بلدة شمسطار تحصد أرواح 17 لبنانيا بينهم أ ...
- طهران تعلن إجراء محادثات نووية مع فرنسا وألمانيا وبريطانيا


المزيد.....

- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي
- الثقافة تحجب المعنى أومعضلة الترجمة في البلاد العربية الإسلا ... / قاسم المحبشي
- الفلسفة القديمة وفلسفة العصور الوسطى ( الاقطاعية )والفلسفة ا ... / غازي الصوراني
- حقوق الإنسان من سقراط إلى ماركس / محمد الهلالي
- حقوق الإنسان من منظور نقدي / محمد الهلالي وخديجة رياضي
- فلسفات تسائل حياتنا / محمد الهلالي
- المُعاناة، المَعنى، العِناية/ مقالة ضد تبرير الشر / ياسين الحاج صالح
- الحلم جنين الواقع -الجزء التاسع / كريمة سلام
- سيغموند فرويد ، يهودية الأنوار : وفاء - مبهم - و - جوهري - / الحسن علاج


المزيد.....

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - وليد مهدي - الدخول الى العقل الكوني - استراتيجيات تطوير الذات البشرية