أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - عبدالقادر الجنابي - إذن احتفظ ادونيس بضغينته أكثر من ثلاثين عاما














المزيد.....

إذن احتفظ ادونيس بضغينته أكثر من ثلاثين عاما


عبدالقادر الجنابي

الحوار المتمدن-العدد: 490 - 2003 / 5 / 17 - 06:05
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    



نشر ادونيس في الحياة (الخميس 14 ايار) مقالة بعنوان "انظرْ الى سيف الطّاغية كيف يُشحذُ وإلى الأعناق كيف تُهيّأُ للضّرب"، وهي حسب ما يقول انها خواطر كتبت عام 1969 عندما كان في العراق ضمن زيارة وفد اتحاد الكتاب اللبنانيين. واشار" الى ان هذه الخواطر ليست "حكماً" علـى الشـعب العراقي بوصفه كُلاًّ، وإنما هي انطباعات عن السلطة وأهلها وعن "المناخ" الثّقافي والسياسيّ الذي كان يؤسّس له الدّائرون في فلكها وأفلاكهم، في تلك المرحلة، تحديداً."

تنم "خواطر" ادونيس عن ضغينة ضد العراقيين ربما سببها عنده بعض العراقيين الذي كشفوا عن انتحالاته وتراجمه السيئة وتحليلاته الغيبية حول الصوقية والسوريالية. والضغينة ليست مجرد جملة طارئة أو فقرة فالتة وإنما روح الخواطر هذه: لذا من الأفضل ان يقرأها أي عراقي أو أي مثقف عربي غير حاقد على العراقيين ليفهم ما أقصده. ها هنا الرابط المؤدي للمقالة:

انظرْ الى سيف الطّاغية كيف يُشحذُ وإلى الأعناق كيف تُهيّأُ للضّرب


لماذا احتفظ ادونيس بهذه "الخواطر" البائسة اكثر من ثلاثين عاما لينشرها اليوم وفي وقت يتعرض فيه العراقيون هجمة شرسة من قبل مثقفين عرب لا وجود لهم إلا بفضل نظام صدام حسين وأشباهه الذين تنتظر شعوبهم يوم سقوطهم.
لماذا لم ينشرها مثلا قبل الحرب حتى تفهم على الاقل إنها تعبير عن موقف ضد طاغية الذي يبدو ان ادونيس كان اول من رأى "سيفه يُشحذ"، وبالتالي مساندة للعراقيين التي بقيت اعناقهم تُضرب" ثلاثين عاما لم نسمع فيها لأدونيس لحظة احتجاج واحدة.
المشين في ادونيس ليس فقط ضغينته النابعة من خوف عميق من عراق المستقبل الموعود.. فهو أعرف الناس بالعراقيين إذا استقرت أوضاعهم ومنحوا حرية التفكير والابداع... ولا تطابقه الببغائي فحسب مع الموقف السوري من الحرب حد ان إحدى مقالاته التي كتبها في الحياة ضد حرب تحرير العراق جاءت متطابقة في بعض فقراتها والتصريحات التي كانت تطلقها آنذاك مستشارة بشار الأسد الدكتورة بثينة شعبان...
المشين في ادونيس هو هذا الهوس والقناعة الذاتية بأنه "الشاعر- النبوءة". فما يريده في العمق من فبركة خواطره هذه إضافة إلى إيصال ضغينته ضد "بعض العراقيين" وإثبات ولائه للنظام السوري، هو انه "هو" كان أول من تنبأ بالفترة المظلمة التي عانى منها الشعب العراقي: هاكم جملته النبوءة: "لكن، ما يكون قائدٌ يتسلّق الخطط التي يرسمها على جبلٍ من رؤوسِ البشر؟"
ياللعراف المسكين!! الحداثة كل مشروعها يقوم على نسف أسطورة الشاعر النبوءة...  ومع هذا... كلمة "قائد" وشت بادونيس بل فضحت فبركته لخواطر يريدها ان تعود الى 1969.. فضحته شر فضيحة لأن عام 1969 بالذات لم يكن يدل على ظهور صدام كقائد.. فالبعثيون وإن كانوا يطاردون مناضلي القيادة المركزية إلا أنهم كانوا محافظين على إعطاء صورة ليبرالية لنظامهم واعدين المثقفين بالاخص بحرية التعبير الكاملة. وثانيا جملة كـ"هل رأيتَ شعباً يحتاج الى الظلم لكي يشعر أنه موجود؟ شعب العراق؟" لا تضلل أحدا من أنها مكتوبة اليوم وبمفردات شائعة اليوم وليس في عام 1969 حيث كان العراق على الأقل في نظر كل العرب مشرف على تغيير اجتماعي واقتصادي كبير، بحيث اصبح هذا البلد مزار المثقفين العرب في اوائل السبعينات. وبالتأكيد بغداد في ذاك العام بالأخص لم تكن قبيحة الى حد أن أدونيس "كاد يشكّ ان ابا نواسٍ، وأبا تمّامٍ، والنّفري عاشوا في بغداد"
كما ان ادعاءات ادونيس الذي ارتضى المجيء مع الوفد اللبناني، بعدم حضور الندوات لاتنطوي على مصداقية إذ ليست هناك اية وثيقة تدل على عدم مشاركة ادونيس في وقائع المؤتمر.

كيف يمكننا تصديق ادونيس بان خواطره هذه تعود الى 1969 وتاريخه كله محاط باالادعاءات: ألم يشع في اميركا واوروبا بان قصيدته "قبر في نيويورك" هي نبوءة لأحداث 11 سبتمبر. (منذ متى بات الشعر بائسا حتى يتنبأ بجريمة كهذه).. بينما هو يعرف انه كتبها لإرضاء المستور العروبي الذي أخذ يتصاعد في بداية السبعينات ضد اميركا... قصيدة - أمنية على الطريقة العربية بأن تتحول نيويورك مقبرة، لكنها انتظرت ثلاثين عاما لكي يأتي اسامة بن لادن ليحقق جزءا من هذه الأمنية المميتة...
كان يفترض بادونيس أن يضيف عبارة كـ"اجساد يلتحم بعضها ببعض في حفر هوائية" حتى تكتمل نبوءاته بانها تضمنت إشارة إلى المقابر الجماعية التي تكتشف واحدة بعد الاخرى بينما قبائل ثقافة الخراب العربي وأدونيس شاعرها بامتياز (ألم يكتب ذات مرة: ما أجملك أيها الخراب) لا تزال تتباكى على زوال رمز نظام ثقافي وفكري وسياسي كان يتحكم بالذهنية العربية.

وبالمناسبة نريد ان نعرف ما هو موقف ادونيس من النظام السوري برمته منذ 1970 حتى اليوم؟ ومن الصحفيين، الفنانين، الكتاب السوريين الذين يعانون استبداد الرقابة السورية وكم الأفواه!أسيحظى الشعب السوري أيضا في حال سقوط نظامه صدفة بحرب أمريكية أخرى، بخواطر نبوئية كتبها ادونيس قبل ثلاثين عاما؟

إيلاف خاص



#عبدالقادر_الجنابي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- رصدتهما الكاميرا.. مراهقان يسرقان سيارة سيدة ويركلان كلبها ق ...
- محاولة انقلاب وقتل الرئيس البرازيلي لولا دا سيلفا.. تهم من ا ...
- ارتفاع قياسي للبيتكوين: ما أسباب دعم ترامب للعملات المشفرة، ...
- الكربون: انبعاثات حقيقية.. اعتمادات وهمية، تحقيق حول إزالة ا ...
- قائد القوات الصواريخ الاستراتيجية يؤكد لبوتين قدرة -أوريشنيك ...
- روسيا تهاجم أوكرانيا بصاروخ جديد و تصعد ضد الغرب
- بيع لحوم الحمير في ليبيا
- توقيف المدون المغربي -ولد الشينوية- والتحقيق معه بتهمة السب ...
- بعد أيام من التصعيد، ماذا سيفعل بوتين؟
- هجوم بطائرات مسيّرة روسية على سومي: مقتل شخصين وإصابة 12 آخر ...


المزيد.....

- فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال ... / المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
- الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري ... / صالح ياسر
- نشرة اخبارية العدد 27 / الحزب الشيوعي العراقي
- مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح ... / أحمد سليمان
- السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية ... / أحمد سليمان
- صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل ... / أحمد سليمان
- الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م ... / امال الحسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - عبدالقادر الجنابي - إذن احتفظ ادونيس بضغينته أكثر من ثلاثين عاما