55 عاما من الإرهاب الصهيوني
احتفل الكيان الصهيوني يوم الخميس الماضي بالذكرى الخامسة و الخمسين لإعلان قيام ما يسمى بـ "دولة إسرائيل " على أرض فلسطين العربية أو ما يسمى في قاموسنا العربي بذكرى النكبة و بعد مرور كل هذه الفترة تأكد العالم أجمع أن التاريخ الإنساني بشتى مراحله لم يشهد كيان قام على الإرهاب و تبناه و رسم عليه استراتيجيته في الحياة مثل الكيان الصهيوني و قد عبر عن هذه الاستراتيجية الكثير و الكثير من أقوال قادة هذا الكيان فعندما يقول مناحم بيجن ** إن قوة التقدم في تاريخ العالم ليست السلام بل السيف وحده ** فإنه بذلك يؤكد لنا أن الإرهاب بمختلف أشكاله و أنواعه لازم المشروع الصهيوني منذ بدايته بل أنه كان هو الجوهر الأساسي لهذا المشروع .
و لما كان الإرهاب هو الجوهر الأساسي لقيام الكيان الصهيوني على أرضنا العربية المحتلة فلم يكن غريبا على مرتزقة هذا الكيان الغاصب أن يكونوا إرهابيين فكلهم يمارسون الإرهاب كل منهم في موقعه فالنخبة الإرهابية الحاكمة تأمر و القادة الإرهابيون يخططون أما التنفيذ فيقع على كاهل شرذمة من السفاحين القتلة ليمارسوا الإرهاب الفعلي .. أما المثقفين و أساتذة الجامعات و المدرسين فيتحملون عبء الإرهاب الفكري من خلال تزييفهم للحقائق و تدريسها للطلاب الصهاينة هذا بجانب محاولاتهم لبث الأفكار المسمومة داخل عقول الشعب العربي .. أما مسئولي الإعلام و الخارجية فتتمثل مهمتهم الإرهابية من خلال تزييف الحقيقة للرأي العام العالمي و إيهامهم بأن المناضل العربي هو الإرهابي و الإرهابي الصهيوني هو المدافع عن السلام .
إن كل مرتزقة هذا الكيان هم شرذمة من الإرهابيين القتلة الذين لا يعرفون لكلمة السلام أدنى معنى و هذا ما يؤكده أبناء الكيان الصهيوني أنفسهم فعندما طلب من المؤرخ الإسرائيلي ( إسرائيل شاحاك ) تعريف إسرائيل في ثلاث كلمات قال ( إرهاب .. عنصرية .. نازية ) .
لقد ارتكب قادة هذا الكيان الغاصب من المذابح ما يندي له جبين الإنسانية خجلا و ما يفضح كل الأنظمة المتعاونة معه تحت اسم السلام و في الذكرى الخامسة و الخمسين لنكبة العرب في فلسطين و قيام هذا الكيان نذكركم ببعض هذه المذابح التي ارتكبها من كانت جدران السجون و حبال المشانق أولى بهم من كراسي رئاسة الدول و الحكومات .
مذبحة قبية
هي قرية عربية مسالمة تقع داخل الحدود الأردنية اختارها الجزار شارون لتكون أولى مجازر فرقة الموت أو كما يطلقون عليها ( الفرقة 101 ) فرسم الجزار خطته و بدء هجومه الغادر على القرية بمجموعة قوامها 600 جندي صهيوني في السابعة و النصف من مساء الرابع عشر من أكتوبر لعام 1953 و في نفس الوقت تحركت قوات صهيونية أخرى لتقوم بمناوشات مع القرى المجاورة لتشغلها عما يحدث في قبية و لتقطع أي معونات قد تصل إليها .
بدأت العملية البربرية الغادرة بزرع الألغام على كل الطرق المؤدية لقبية بعدها بدأت قوات المشاة الصهيونية هجومها بإطلاق النيران على كل ما يتحرك في القرية تتبعها قوات من سلاح المهندسين تعمل على تفجير المنازل و هكذا استمر الوضع في قبية في هذا اليوم إلى أن أصبحت قرية قبية مثالا على الهمجية الصهيونية البشعة و انتهى إطلاق النار في فجر اليوم التالي بعد أن دمر الصهاينة 56 منزل و مسجد القرية و مدرستها وخزان المياه الخاص بها بالإضافة إلى استشهاد 69 عربي أبيد منهم أسر بأكملها منها أسرة عددها 12 فرد.
وقد ذكر الإرهابي آرييل شارون قائد الوحدة (101) التي قامت بالعدوان الإرهابي أن أوامر قادته كانت واضحة بشأن تعاملهم مع سكان القرية بقوله ((كانت هذه الأوامر واضحة تماماً يجب أن تكون قبية أمثولة ومثالاً))
مذبحة كفر قاسم
في 1956 / 10 /29 قاد الإرهابي المتطرف أرئيل شارون كتيبة من كتائب الموت .. واتجهوا إلى قرية كفر قاسم حيث أجبر شارون وجنوده أهالي القرية على الخروج من منازلهم و أمروهم بالوقوف في طابور يكون الأطفال في مقدمته ومن بعدهم النساء ثم الشيوخ و الرجال .. وبكل عنصرية و إرهاب أصدر الإرهابي شارون أوامره لجنوده الصهاينة بإشعال نار كبيرة و إلقاء الأطفال الصغار فيها و بينما كانت النار تحرق هذه الأجسام الصغيرة الطاهرة كان شارون يضحك بهستيريا وهو يشاهد الأجسام المتفحمة و يسمع صراخ الأطفال وتوسلات الأمهات و أنين الحسرة من الرجال و يقول ( هتلر الكلب .. كان أولى به أن يحرق هؤلاء الأطفال بدلاٌ من أن يحرق الأجداد ) وفي هذه الأثناء لم تتحمل الأمهات رؤية صغارهن يحترقون أمام عيونهن .. فهجمت الأمهات على الجنود الذين أمطروهم بوابل من الرصاص .. فسقط الكثير و الكثير من الأطفال و النساء و الشيوخ و الرجال ضحايا لهذه المجزرة الشارونية البشعة .
أبو زعبل
في ذروة حرب الاستنزاف التي شنتها القوات الصهيونية ضد الكيان الصهيوني الغاصب شنت القوات الجوية الصهيونية غارة عنيفة على أحد المنشآت الصناعية الكبيرة في مصر .
كانت الغارة المذكورة تستهدف مصنع أبو زعبل التابع للشركة الأهلية المصرية للصناعات المعدنية مما أسفر عن حرق المصنع و استشهاد 70 عامل عربي مصري بالإضافة إلى إصابة 69 آخرين .
مدرسة بحر البقر
كان لحرب الاستنزاف أثر كبير في نفس القيادتين السياسية و العسكرية الصهيونية مما أفقدها توازنها و أصبحت تتصرف كثور هائج و في اليوم الثامن عشر من شهر إبريل لعام 1970 شن الذراع الطويل للجيش الصهيوني ( سلاح الجو ) غارة بشعة على مدرسة أطفال بقرية بحر البقر بمحافظة الشرقية المصرية مما أدى إلى استشهاد 45 تلميذ و إصابة 36 آخرين .
ومن هذه المذابح نستنتج عدة أشياء أهمها :-
1 – أن إسرائيل ليست دولة تمتلك جيش كبقية الدول ولكنها جيش يمتلك دولة .
2 – أن الشخصية الصهيونية هي شخصية عدوانية معقدة ولكننا يمكننا فهمها بسهولة من جملة قالها بن جوريون في أحد أحاديثه الصحفية حيث قال (نحن في حاجة لعدو خارجي لننصهر في أمة واحدة).
3 – أن الصهيونية و النازية هما أيديولوجيتان متشابهتان فالنازية رفعت شعار ( ألمانيا فوق الجميع ) والصهيونية رفعت شعار ( شعب الله المختار ) .. النازية رفعت شعار ( تحرير ألمانيا من اليهود و الأجناس الأخرى ) و الصهيونية رفعت شعار هجرة اليهود إلى الأراضي العربية أي ( القضاء على العنصر العربي ) .
لقد اعتمدت الحركة الصهيونية العالمية على الإرهاب بأبشع صوره اعتمادا أساسيا في تهجير العرب من أراضيهم حتى صار الإرهاب عملا عاديا في الكيان الصهيوني يرتكبونه كل يوم ضد أبناء الشعب العربي دون أي خجل .. فالجميع في هذا الكيان يعتبرون أن الإرهاب واجبا قوميا .. و لنا أن نعلن الآن و بكل حسرة و بعد خمسة و خمسون عاما من إعلان قيام الكيان الصهيوني أن قتل الإنسان العربي و تدمير منشآته و ممتلكاته عندهم أصبح عملا بطوليا يستحق الفخر ! ! ! إنها بحق خمسة و خمسين عاما من الإرهاب .
و معا على طريق الحرية و الاشتراكية و الوحدة من أجل وطن حر و شعب سعيد
اللجنة الطلابية الاشتراكية
بجامعة جنوب الوادي بسوهاج
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
اليوتيوب
لينكدإن
تيلكرام
تمبلر
بلوكر
الموبايل
