أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - سليم سليمان سليم الحشاش - القدس والأقصى نواة الصراع والصاعق المفجر للثورات ضد الاحتلال















المزيد.....

القدس والأقصى نواة الصراع والصاعق المفجر للثورات ضد الاحتلال


سليم سليمان سليم الحشاش

الحوار المتمدن-العدد: 7121 - 2021 / 12 / 29 - 16:42
المحور: القضية الفلسطينية
    


تعتبر القدس على مدار التاريخ هي الباعث والمحرك للثورات والهبات في وجه المحتلين الغزاة خاصة في التاريخ المعاصر، فمنذ أن حط المستعمر البريطاني قدمه على ثرى فلسطين خلال الحرب العالمية الأولي وبعد صدور الوعد المشؤوم وقرار تقسيم الوطن العربي، أدرك الفلسطينيون الأطماع الصهيونية في فلسطين، وبدأت معركة الدفاع عن القدس والمقدسات، فكان موسم النبي موسى (عليه السلام) عام 1920م، على موعد ، مع أولى الانتفاضات الشعبية في فلسطين والتي سميّت لاحقا بهبة موسم النبي موسى، حيث امتدت منذ الرابع حتى العاشر من أبريل/نيسان أثناء فترة الاحتلال البريطاني لفلسطين، وأسفرت عن استشهاد أربعة من الفلسطينيين ومقتل خمسة من الصهاينة المهاجرين إلى فلسطين وإصابة المئات من الطرفين.
وكان اعتداء اليهود في البلدة القديمة بالقدس على وفد مدينة الخليل القادم للمشاركة في موسم النبي موسى ما فاقم حدة الاشتباكات بين الفلسطينيين والصهاينة، وتدخلت على إثره القوات البريطانية وأطلقت النار على الفلسطينيين.
وخلال هذه الهبة برز عدد من قادة الحركة الوطنية الفلسطينية، كموسى كاظم الحسيني والحاج أمين الحسيني وعارف العارف، وقالوا باللقاء خطابات تحرّض الفلسطينيين على التصدي لليهود الصهاينة وترفض وعد بلفور، وتطالب بالاستقلال والانضمام إلى الحكومة السورية بقيادة الملك فيصل، فقام الاحتلال البريطاني باعتقال العشرات من القادة وإقالة موسى الحسيني من رئاسة بلدية القدس، والحكم على العارف والحسيني بالسجن لمدة عشرة أعوام، ما دفعهما للهرب إلى شرق الأردن، ليصدر بعدها المندوب السامي هربرت صمويل عفوا بحقهما ويعودا إلى فلسطين مع تعهدهما لبريطانيا بوقف الاحتجاجات.
وفي 14 آب عام 1929م، وأثناء خطبة الجمعة ابلغ مفتي الشافعيين الشيخ حسن ابو السعود المصلين ان اليهود يحاولون تغيير الوضع القائم بالاعتداء على حائط البراق بوضع طاولة وحاجز أمامه، خرج المصلون من باب المغاربة غاضبين لإزالة التعديّ، وقد امتدت الاشتباكات بين العرب واليهود إلى ثورة ضد الوجود الصهيوني في كافة أنحاء فلسطين، أسفرت الاشتباكات عن 91 شهيد وشهيدة فلسطينية وجرح 181 من الفلسطينيين وقتل من اليهود في هبة البراق 133 وجرح 339. استمرت هبة البراق لأسبوعين نتج عنها تدمير مستعمرات في الخليل وصفد والقدس ونابلس ويافا وحيفا، وشكلت حكومة الاستعمار البريطاني لجنة برئاسة شو والتي أوصلت بتشكيل لجنة تحقيق بقيادة هوب سيمبسون وقد خلصت بتقرير بإزالة الاعتداء والمحافظة على الوضع السابق لحائط البراق.
وفي عام 1969، كانت مدينة القدس مركزا للصراع والاشتباك مع قوات الاحتلال، بفعل الخطط الصهيونية لابتلاع المدينة بالكامل، وتهجير من تبقى من سكانها، في ظل خطط تهويد المسجد الأقصى، حيث قام المتطرف اليهودي الاسترالي بإشعال النار في المصلي القبلي بالمسجد الاقصى والتهمت النار خلال الحريق للمنبر التاريخي الذي أحضره صلاح الدين الايوبي من مدينة حلب، عندما استعاد القدس 1187م، وقد كانت لهذا المنبر مكانة خاصة عند المسلمين.
وأثار هذا الفعل المشين هبة جماهيرية كبيرة في ارجاء فلسطين وخارجها، وفي العام 1982م، تصاعدت التحركات الصهيونية ضد القدس والمسجد الأقصى، بعد محاولة إحدى المجموعات السرية اليهودية، تفجير مصلى قبة الصخرة، ولكن هذه الخطة أفشلت عندما تم اكتشاف المتفجرات قبل انفجارها.
وخلال عقد التسعينيات اندلعت مواجهات عنيفة في القدس، كانت أولها يوم الاثنين 8/10/1990م، بعد محاولة جماعات صهيونية وضع حجر أساس للهيكل المزعوم، داخل المسجد الأقصى، وتم قمع الفلسطينيين بعنف، وفتحت قوات الاحتلال في تلك الهبّة النار على الفلسطينيين خلال الصلاة بالأقصى، فارتقى 21 شهيدا على إثرها، وعرفت حينها بمذبحة الأقصى الأولى.
25 أيلول/ سبتمبر 1996، أقدمت قوات الاحتلال على فتح نفق أسفل المسجد الأقصى، بعد محاولتين فاشلتين لفتحه، كانت المرة الأولى عام 1986 والثانية عام 1994، وهذا النفق يمتد بطول 450 متراً أسفل المسجد والعقارات الإسلامية المحيطة به، والتي تعود إلى العصور الأموية والعباسية وحتى العثمانية.
وأثار فتح النفق، غضب سكان القدس، ودعي عبر مكبرات الصوت في المساجد، للتحرك صوب المنطقة من أجل إفشال مخططات الاحتلال، وعلى إثره تم التصدي للجموع التي احتشدت في القدس بالرصاص والاعتقالات.
توسعت رقعة المواجهات من مدينة القدس، إلى رام الله والبيرة، ثم إلى مدن أخرى في الضفة الغربية وقطاع غزة، وحاول الاحتلال اقتحام بعضها لإخماد المواجهات، واستخدم الرصاص الحي والمطاطي، وأطلقت إحدى مروحيات الاحتلال النار على محتجين في رام الله.
استمرت المواجهات العنيفة بين الفلسطينيين وقوات الاحتلال، 3 أيام، وكانت أشبه بحالة انتفاضة بسبب رقعة المواجهات التي شهدتها، في كافة مدن الضفة، ونقاط التماس مع الاحتلال في قطاع غزة، فضلا عن القدس مركز المواجهة، وسجل ارتقاء 63 شهيداً وإصابة 1600 بجروح منهم 458 في قطاع غزة.
وفي28 أيلول/ سبتمبر 2000 اندلعت انتفاضة عامة عرفت بانتفاضة الأقصى، كانت شرارتها بفعل زيارة رئيس وزراء الاحتلال الهالك أرئيل شارون، إلى المسجد الأقصى وتجوله في ساحاته، والإعلان أنه منطقة إسرائيلية، وهو ما أثار استفزاز الفلسطينيين الذين ردوا خلال الزيارة وهاجموه، ليرتقي على إثر المحاولة 7 شهداء ويصاب 250 بجروح فضلا عن إصابات في صفوف قوات الاحتلال.
لم تتوقف انتفاضة الأقصى على المواجهات العادية، بل تطورت ودخل السلاح على خطها، وشاركت في حينه السلطة الفلسطينية مع الفصائل في العمل المسلح ضد الاحتلال، وأسفرت انتفاضة الأقصى التي طالت كافة الأراضي المحتلة حتى الداخل الفلسطيني المحتل عام 1948 عن استشهاد 4412 فلسطينيا وإصابة 48322 آخرين، في حين قتل فيها 334 جنديا إسرائيليا وأكثر من 700 مستوطن.
2016م، اندلعت مواجهات واسعة عرفت في حينه بانتفاضة السكاكين، على إثر تصاعد انتهاكات الاحتلال في القدس والضفة الغربية، واستمرار استهداف قطاع غزة، وقام الاحتلال بعدة انتهاكات في الأقصى حين أصدر وزير الحرب الإسرائيلي في الـتاسع من الشهر ذاته، قرارا بحظر مصاطب العلم والرباط في الأقصى.
وفي 2017م، كانت هبّة باب الأسباط، بعد أن أقدم الاحتلال على تركيب بوابات إلكترونية، لتفتيش الداخلين إلى الحرم القدسي، عبر باب الأسباط، بذريعة العملية التي نفذها ثلاثة شبان داخل ساحات المسجد الأقصى عبر إطلاق النار على جنود الاحتلال ما أدى إلى استشهادهم.
تسبب تركيب البوابات الإلكترونية، في غضب المقدسيين، واعتبروها خطوة جديدة، للسيطرة على مداخل الحرم القدسي، والتحكم في الدخول إليه وتقليل عدد المصلين المتجهين إليه، وتصاعد الغضب في القدس، ورفض المقدسيون الدخول إلى المسجد بوجودها، وارتفع منسوب التصعيد، بعد قرارهم بالصلاة في كافة الطرق المؤدية للحرم القدسي، والشوارع الخارجية، ما تسبب في إغلاق المكان، وللمرة الأولى في تاريخ الحرم القدسي، توقف الأذان تماما، ولم يرفع بفعل منع الاحتلال من الدخول إلا عبر البوابات، ما أدى إلى امتناع الحراس عن فتحه.
وكان شباط/ فبراير 2019، على موعد هبة جديدة سميت بهبة باب الرحمة، وجاءت بعد قيام الاحتلال بإغلاق الباب المؤدي إلى المصلى الذي أغلق عام 2003، بسبب إعادة المقدسيين فتحه والصلاة فيه، واستمر التوتر في الحرم القدسي، على إثر خطوة الاحتلال، ما أدى إلى قيام شبان بخلع الأقفال، ووقعت اشتباكات داخل الحرم، وتحول موقع باب الرحمة إلى ميدان مواجهة، واعتقل عدد من المقدسيين وحراس المسجد، وصدرت بحقهم أوامر إبعاد.
لم يدخر الاحتلال أي جهد من أجل التنغيص على المصلين بالأقصى ففي منتصف نيسان/ أبريل 2021م، انطلقت هبّة باب العامود، واندلعت بعد قيام جماعات استيطانية، بالإعلان عن تحركات لاقتحام الحرم القدسي ومنطقة باب العامود في رمضان، بالإضافة إلى إقدام قوات الاحتلال على نصب حواجز حديدية على مدرج باب العامود، الذي يشهد فعاليات للفلسطينيين بصورة يومية بعد التراويح في رمضان وقد تسببت هجمات المغتصبين الصهاينة على الأحياء الفلسطينية، في اندلاع مواجهات واسعة شارك فيها مئات الشبان المقدسيين للدفاع عن أحيائهم، فضلا عن اشتباكات مع قوات الاحتلال في محيط باب العامود رفضا لنصب الحواجز، التي تذرع الاحتلال بأنها لتسهيل عبورهم إلى المسجد الأقصى.
وفي مايو من عام 2021م، كان حي الشيخ جراح حاضرا بقوة حيث يريد الاحتلال تفريغ الحي من سكانه الاصلين بحجج واهية، وقد حذرت فصائل المقاومة في غزة الاحتلال من هذه الخطوة أما وشهد التضامن مع المقدسيين، شكلا آخر عبر إطلاق عدة صواريخ باتجاه المدن المحتلة خاصة القدس وتل الربيع والتي رد عليها الاحتلال بقصف بعض المواقع، إضافة إلى تنفيذ وقفات تضامنية من الفصائل والفعاليات المجتمعية، وانتشار الاحتجاجات إلى المدن والقرى العربية بالداخل المحتل
فالقدس والاقصى ستبقى المحرك والدافع لأي ثورة عارمة ضد الاحتلال كما اثبت التاريخ، والقدس هي القادرة على تجميع الكل الفلسطيني بكافة الوانه وتواجده فثقافة المقاومة من الهبّات المتكرّرة ضدّ السياسات الاحتلالية الرسميّة والشعبوية ضدّ القدس والمسجد الأقصى، من اقتحامات ومحاولات المساس به وتقسيمه مكانيًّا وزمانيًّا أكدت لنا حقيقة مهمة أن فلسطينيو الداخل وحدة واحدة الضفة وغزة ومخيمات اللاجئون بالخارج.



#سليم_سليمان_سليم_الحشاش (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل تجد مبادرة الجبهة الشعبية الفلسطينية قبولا من الرئيس عباس ...
- الميثاق الوطني الفلسطيني قبل الحذف...14/12/1998
- نتائج حتمية ...لممارسات إقصائية..الانتخابات المحلية الفلسطين ...
- منظمة التحرير الفلسطينية والطريق إلى الهاوية
- نذر الحرب تلوح في الأفق.. حقيقة أم خيال
- التطرف والغلو بين الامس واليوم ...والحلول المستعصية.
- تأملات في واقعنا العربي.........
- أبرز ما أقترفته الأيادي الصهيونية من مجازر بحق العرب في فلسط ...
- بعد 71 عاما من النكبة هل اقتربت دولة الاحتلال من نهايتها
- مؤتمر كامبل في ذكراه 112


المزيد.....




- ماذا وجد مصور داخل قرية مهجورة في السعودية؟
- أردوغان يستذكر سلطانين عثمانيين -بالدفاع عن فلسطين- ويوجه دع ...
- الأمن الباكستاني يعتقل اثنين من كبار قادة -طالبان باكستان-
- كينيا: لماذا اقتحم الشباب برلمان البلاد؟
- ملاعب أوروبية.. شغب وعنف وقتيل ضمن الضحايا
- صربيا – كرواتيا – ألبانيا.. يورو 2024 مسرحا للنعرات القومية! ...
- حلف الناتو يعلن تعيين الهولندي مارك روته أميناً عاماً جديداً ...
- قتلى وجرحى بقصف إسرائيلي على رفح و-كتائب الأقصى- تستهدف تجم ...
- الجزائر تجهز مستشفيات ميدانية لغزة
- الاعتراف بفلسطين.. جدل في انتخابات فرنسا


المزيد.....

- القضية الفلسطينية بين المسألة اليهودية والحركة الصهيونية ال ... / موقع 30 عشت
- معركة الذاكرة الفلسطينية: تحولات المكان وتأصيل الهويات بمحو ... / محمود الصباغ
- القضية الفلسطينية بين المسألة اليهودية والحركة الصهيونية ال ... / موقع 30 عشت
- المؤتمر العام الثامن للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين يصادق ... / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- حماس: تاريخها، تطورها، وجهة نظر نقدية / جوزيف ظاهر
- الفلسطينيون إزاء ظاهرة -معاداة السامية- / ماهر الشريف
- اسرائيل لن تفلت من العقاب طويلا / طلال الربيعي
- المذابح الصهيونية ضد الفلسطينيين / عادل العمري
- ‏«طوفان الأقصى»، وما بعده..‏ / فهد سليمان
- رغم الخيانة والخدلان والنكران بدأت شجرة الصمود الفلسطيني تث ... / مرزوق الحلالي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - سليم سليمان سليم الحشاش - القدس والأقصى نواة الصراع والصاعق المفجر للثورات ضد الاحتلال