احمد الحمد المندلاوي
الحوار المتمدن-العدد: 7121 - 2021 / 12 / 29 - 04:15
المحور:
الصناعة والزراعة
# كنا شلة من الشباب نتردد على الدرويش شيردل في منزله لنسمع شيئاً من تجاربه و حكاياته اللطيفة و هو لا يبخل يوماً علينا بهذه المتعة و في يوم نيساني كنا عنده في باحة الدار و تحت ظلال السدرة التي كات تغطي أكبر جزء من منزله فناولنا حبات من ثمرها و كانت الحبة صفراء بحمرة و بحجم مشمشة تقريباً ولما رأى العجب على ملامحنا نحن الثلاثة و علم ما نريد استفساره بخصوص شجرة السدرة التي نتفيأ ظلالها و نتناول من ثمارها هنا بادر الدرويش شيردل قائلاً:
- كأني أرى في وجوهكم سؤالاً عن هذه الشجرة المباركة .. إذاً سأسرد لكم أعزائي قصتها :
بينما كنت في إحدى جولاتي في كوردستان تناولت في أحد بساتينها حفنة من ثمر سدرة (كونار - نبق) المتدلية أغصانها على الطريق و كان لذيذاً طيباً فوضعتُ عدداً من النوى في كيس النقود آملاً أن أزرع شئياً عند عودتي و أنا على ظهر دابتي البيضاء هذه (وقد أشار اليها بعصاه)،فقمت فعلاً بطمر النواة في هذا المكان و عملت لها سوراً دائرياً و كلما أردتُ الضوء جلبتُ إبريقي النحاسي ليسكب ماء الوضوء في السور حيث الحبة المزروعة فنمت و كبرت وصارت منها هذه الشجرة المباركة قبل عشرين عاماً.. و تؤتي أكلها مرتينِ في السنة.
صمت قليلاً ؛ثم نظر الى وجوهنا قائلاً:
- ما الحكمة من هذا السدرة يا أعزائي؟ النواة جلبتها من مكان بعيد و غرستها في بيئة جديدة لكنها تأقلمت وأثبتت وجودها و أثمرت نفس الثمار التي جادت بها أخواتها ..هنا الانسان العاقل والحكيم يجب أن يكون مثل هذه السدرة ينتقل حيث يشاء بشرط أن يحافظ على قيمه و إصوله و يتأقلم مع بيئته الجديدة ينفع و ينتفع ،أليس كذلك ؟؟
نظرنا الى وجهه الهادئ والذي تزينه لحية بيضاء ..و قلنا بصوت واحد:
- أجل أجل يا درويشنا العزيز. 285 في 23/4/2014م
#احمد_الحمد_المندلاوي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟