أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - امال قرامي - واقع الحقوق والحريات بعد 25 جويلية














المزيد.....

واقع الحقوق والحريات بعد 25 جويلية


امال قرامي

الحوار المتمدن-العدد: 7120 - 2021 / 12 / 28 - 12:22
المحور: حقوق الانسان
    


حرص رئيس الجمهورية في أوّل ظهور له بعد إجراءات 25 جويلية، على طمأنة التونسيين والتونسيات على وضع الحريات العامة والفردية في البلاد.لكن ومع مرور الشهور سجلّ الحقوقيون ارتفاع عدد الانتهاكات التي شملت الصحفيين وبعض المسؤولين السياسيين السابقين ورجال الأعمال والنشطاء والمدوّنين على صفحات «الفايسبوك» وآخرهم مريم البريبري فضلا عن الناشطين المدافعين عن حقوق «الأقليات» كالاعتداء على رئيس جمعية «دمج». ولم يتوقّف الأمر عند متابعة المنظمات والجمعيات والرابطات التونسية (النقابة الوطنية للصحافيين التونسيين، «جمعية مناهضة التعذيب» والمنتدى التونسي للحقوق الاقتصادية والاجتماعية..) لهذا الموضوع وانتقادها للتراجع والتضييق على الحريات إذ نقلت مختلف وسائل الإعلام العربية والغربية أخبارا تؤكّد التحولات الجديدة، وتثير في الوقت ذاته، «قلق» و«مخاوف» المتابعين لمسار الحقوق والحريات في تونس. وهو ما حدا بالمتحدث باسم الخارجية الأمريكية «نيد برايس» إلى التصريح بأنّ الحكومة الأمريكية «قلقة وأن لها خيبة أمل حيال التقارير الأخيرة من تونس التي تتعلق بحرية الصحافة والتعبير واستخدام المحاكم العسكرية للتحقيق في قضايا مدنية» مضيفا «أنّه من الهام أن تلتزم الحكومة التونسية بتعهداتها باحترام حقوق الإنسان مثلما ينصّ على ذلك الدستور التونسي وتم التأكيد عليه في المرسوم الرئاسي 117».

بقطع النظر عن المواقف الصادرة عن الجهات الأجنبية فإنّ الناظر في طبيعة هذه الاعتداءات ينتبه إلى أنّ أغلبها متعلّق بحريّة التعبير، وأنّ مرتكبيها متعدّدون (قوات الأمن –السلط العمومية– المناصرون لقرارات رئيس الجمهورية أثناء الاحتجاجات...) وأنّها قد مورست في الواقع وفي الفضاء الافتراضي. أمّا سرعة المحاكمات فالظاهر أنّها ذات صلة بفاعلين أضحوا مهدّدين لمسار الحقوق والحريات كالرئاسة والنقابات الأمنية أو المجموعات المؤازرة للرئيس وغيرهم. وقد اعتبر عدد من الناشطين أنّ السياسات الجديدة تستهدف «غير المنضبطين» والمعارضين على غرار ما تعرّض له الرئيس الأسبق منصف المرزوقي بعد إدلائه بتصريحات صحفية ومحاكمته على هذا الأساس ومعنى ذلك أنّ التضييق على الحريات ذو بعد سياسيّ بالدرجة الأولى، حتى وإن كان يشي بتمركز الدولة الأبوية التي تعتبر أنّ من حقّها إعادة بناء المشهد العامّ وإعادة ضبط أبنائها المارقين الذين يسيؤن فهم الحريات.
لاشكّ أنّ حالة التراجع الديمقراطي والتراجع في مجال حماية الحقوق والحريات معمّمة في الفضاء المغاربي، لكنّ ما يثير المخاوف ما سيترتب عن هذا التوجّه من نتائج أوّلها التشكيك في قيمة النضال من أجل انتزاع الحقوق والتراكمات الحاصلة والوعي الذي ترسّخ لدى مختلف التونسيين، وثانيها متصل بضرب قاعدة «دولة القانون والمؤسسات» التي ترتكز على الشفافية والحق في النفاذ إلى المعلومة، واحترام الحريات... في العمق، فضلا عن ضرب حرية الرأي والفكر والتعبير والإعلام والنشر التي نصّ عليها الدستور، وثالثها عدم احترام قرينة البراءة والحق في المحاكمة العادلة ، دون أن ننسى ترسيخ الإفلات من العقاب وتفشي الإحساس بالظلم وانعدام العدالة.

لاشكّ أنّ التغاضي عن الانتهاكات يهدّد استقرار المجتمع ويغمط حقّ المواطنين/نات في الاستمتاع بحقوقهم وينذر بتهاوي ما يشكّل عمود الديمقراطية في تونس، ولذا تكثفت الندوات والمؤتمرات التي تناقش الانزياح عن مسار حماية الحقوق والحريات. فهل أنّ هذه التحركات تمهّد لتكوين جبهة موسعة للدفاع عن الحقوق والحريات والتصدي لأية انتهاكات جديدة؟ وهل هي بداية اهتمام مكونات المجتمع المدني بوضع استراتيجية تستشرف أفق القادم فتعمل على سد منافذ رياح النسف؟
ولعلّنا لا نبالغ إذا اعتبرنا أنّ المبادرات التي أطلقتها عدّة جمعيات علامة تميّز بين نشاط الأحزاب التي ركزت تحركها وأجندتها الخاصة على الأهداف السياسية وإعادة التموقع و«استرجاع السلطة» فكان ملفّ الحريات شعارا يوظّف لاستمالة الحقوقيين، وبين الجمعيات والرابطات والمنظمات التي ترى أنّها اكتسبت شرعيّة وجودها من خلال دفاعها المستميت ونضالها في سبيل ترسيخ مناخ تعزّز فيه الحقوق والحريات، وعلى هذا الأساس فإنّها تستمرّ في عملها الدؤوب بعيدا عن الحسابات السياسوية.



#امال_قرامي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل تحوّل موقع المؤسسة العسكرية؟
- «صمت الدولة يقتل النساء»
- الأحزاب المعارضة وأزمة إثبات الوجود
- رئيسة الحكومة من «صمت القصور» إلى «كسر حاجز الصمت»
- «شهادة للتاريخ» عن الخروج من التاريخ
- في أشكال الردّ على العنف الممارس في الفضاء المدرسي
- التونسيون وخطاب الكراهية
- يوتوبيا «الشعب يريد»
- رئيسة الحكومة ومسار الاختبارات
- هل ما زالت فسحة من الأمل ؟
- رئيسة الحكومة التونسية بين المفعولية والفاعلية
- لِم العجلة؟ في التأنّي السلامة
- مواقف القيادات «الجهادية» من «خروج » النهضة من الحكم
- الإسلاميون: من «الصعود» إلى سدّة الحكم إلى «الهزيمة»
- تونس ما بعد 25 جويلية ومسار الاختبارات
- المحلّلون بين ادّعاء الفهم وتهافت الخطاب
- حيوات الأفغانيات مهمّة
- حقوق النساء التونسيات بعد إجراءات 25 جويلية 2021
- الإرادة السياسية والإرادة المواطنية
- تونس بعد 25 جويليّة وانطلاق ورشات التفكير


المزيد.....




- اعتقال المئات وإخلاء وسط إسلام آباد من أنصار عمران خان بعد م ...
- الأمم المتحدة ترحب بإعلان وقف إطلاق النار في لبنان
- الأمم المتحدة ترحب بإعلان وقف إطلاق النار في لبنان
- معاناة النازحين اللبنانيين مستمرة
- الأمم المتحدة: غوتيريش يرحب باعلان وقف اطلاق النار بين -إسرا ...
- المفوض الأممي لحقوق الإنسان يدين الهجمات الإسرائيلية على لبن ...
- وزير الخارجية الإيراني يلتقي الامين العام للأمم المتحدة
- الوفد الجزائري يطرد تسيبي ليفني من منتدى الأمم المتحدة لتحال ...
- وفد جزائري يطرد وزيرة خارجية إسرائيل السابقة من منتدى للأمم ...
- عراقجي يؤكد على التنفيذ الفوري لأمر المحكمة الجنائية الدولية ...


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - امال قرامي - واقع الحقوق والحريات بعد 25 جويلية