كاظم فنجان الحمامي
الحوار المتمدن-العدد: 7119 - 2021 / 12 / 27 - 22:43
المحور:
الصحافة والاعلام
مفردات جديدة تسللت فجأة الى معجم المصطلحات الإعلامية، تتمحور كلها حول تعامل بعض العرب مع ضيوفهم العرب. بمعنى آخر ان نظريات الكرم الحاتمي إنقلبت رأساً على عقب، وتناقضت مع عادات فبائلنا الشغوفة بالكرم، إذ لم يشغف غيرنا بأكثر من شغفنا بالكرم، حتى اقترن ذكره بأسماء الأسخياء من أهل الكوفة والبصرة والحجاز وغيرهم، وكان رؤوساء القبائل شديدي الحرص على أن تنتشر سمعة كرمهم من خلال الشعر والشعراء الذين أشادوا بأفعالهم. باعتبارها من القيم الإنسانية البارزة في تاريخنا القديم، وكان اجدادنا يتقصدون المبالغة في مدح الكريم وذمّ البخيل، لكن ما نراه ونسمعه اليوم يبعث على الدهشة ويثير العجب، فما ان يحظى الطبيب او المهندس او الخبير العربي بفرصة للعمل والإقامة في بعض البلدان العربية، ويضطر بطبيعة الحال لتناول طعام الفطور والغداء والعشاء من موارده المالية ومن عرق جبينه، حتى يصبح هدفا لبعض الذين يعيّرونه بتناول طعامهم وشرابهم. .
وصرنا نسمع بعض التصريحات التي يطلقها البعض عبر شاشات التلفاز بكل خسة ووقاحة ضد الاعلاميين والفنانين والسياسيين العرب الذين عملوا في تلك البلدان لفترة وجيزة، وربما تتذكرون تلك الفنانة التي نعتت السوريين واللبنانيين بأنهم شعب الفلافل والحمص بطحينة، أو الاعلامية المتصهينة التي تهجمت على وزير لبناني وطالبته بالتنازل عن بضعة كيلوات من وزنه لقاء الطعام الذي تناوله في ديارهم. او الفنانة القبيحة التي كررت هجماتها ضدنا عندما قالت ان العراقين كانوا يعتاشون على فتات موائدهم. ولا تعلم هذه القبيحة ان الكرم نفسه صنع في العراق، فالكرم والضيافة والخطار سجايا نبيلة أمتاز بها مجتمعنا العراقي. .
ولكن يحز في انفسنا ان نسمع بتكرار عبارات البخل واللؤم من أبناء جلدتنا في بعض البلدان العربية. .
#كاظم_فنجان_الحمامي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟