أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - علاء اللامي - حزب البعث - العار - الاشتراكي : هل كان حزبا فاشيا عراقيا أم قوة احتلال أجنبية ؟















المزيد.....

حزب البعث - العار - الاشتراكي : هل كان حزبا فاشيا عراقيا أم قوة احتلال أجنبية ؟


علاء اللامي

الحوار المتمدن-العدد: 490 - 2003 / 5 / 17 - 06:12
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    



                                                                     
 لا يمت هذا السؤال بصلة  إلى الهجاء السياسي  المعتاد ، والذي ألفنا سماعه وقراءته من الكتاب العراقيين المعارضين ضد نظام (حزب البعث العربي الاشتراكي ) المهزوم والدموي بل هو سؤال جاد كل الجد يطمح إلى إجابة حقيقية وشافية .
ولكن لماذا هذا السؤال ؟
أعني ما الدافع إلى طرحه الآن وبهذه الكيفية ؟
وهل يحمل أي تشكيك في عراقية البعثيين في  هذا البلد الذي ابتلى بهم كما ابتلت  بلدان أخرى  بأوبئة ماحقة كالطاعون والهيضة أو الفيضانات والزلازل والآيدز " السيدا " والسارز ؟
 أكتب هذا النص ، وأعمال النبش والحفر مازالت مستمرة في المقبرة الجماعية الجديدة والتي تم اكتشافها يوم أمس في قرية "المحاويل " حيث يقدر عدد الشهداء الذين قتلتهم عصابات البعث المجرمة بخمسة عشر ألف مواطن .
 معلوم أن عددا كبيرا من المقابر الجماعية قد عثر عليه منذ أن سلم النظام المهزوم العاصمة بغداد دون قتال إلى الغزاة الهمج الأمريكان واختفى بجبن  ، واللافت أن القتلة البعثيين كانوا يتركون بعض تلك المقابر الجماعية دون علامات أو إشارات بل يكتفون بردمها بالتراب وكأنهم يعلمون بأنها مقابر مؤقتة سيكتشفها الناس بعد حين أما البعض الآخر من تلك المقابر فكانوا  يُعَلِّمون على قبور الشهداء فيها بأرقام وعلامات موثقة في ملفات عثر عليها لاحقا وتم بواسطتها التعرف على عدد من أصحاب تلك القبور . من هنا يبدأ سؤالي يمد جذره :
إذا كان البعثيون يؤمنون بأنهم عراقيون ،
 وأن نظامهم نظام محلي ،
وبالتالي فهم باقون في العراق سواء ظلوا في السلطة أو أسقطوا منها ،
فما هي حاجتهم إلى هذا الإجراء المؤقت والسري والذي لا  تقدم عليه الأنظمة المحلية وأعني إجراء التعليم بالأرقام والإشارات على قبور الشهداء أو ردمها بالتراب وعلى عجل  ؟
تاريخيا ، وجد هذا الإجراء (التعليم على القبور ) منذ الحرب العالمية الأولى ، وكانت القوات المتحاربة تلجأ إليه في نهاية المعارك ، فتدفن قتلاها وتترك على قبورهم علامات  خاصة أو أرقام سرية لتعود إليها بعد الحرب وخصوصا إذا كانت تلك القوات على أرض محتلة .
وقد طور النازيون الألمان ، والذين كان حزبهم يحمل اسما قريبا من حزب البعث العربي ذي "الفكر " القومي الاشتراكي وهو " الحزب القومي الاشتراكي الألماني " وأخذوا به في التعليم على قبور الأسرى الذين يموتون أو يعدمون بعيدا عن أوطانهم لكي يَسْهُلَ فيما بعد التعرف عليهم . وأخيرا فقد استعمل العنصريون البيض في جنوب أفريقيا الصهاينة هذه الطريقة في عدد من المقابر التي دفنوا فيها الآلاف من سكان البلاد الأصليين ،كما استعملها الصهاينة في المقابر التي كثر الحديث عنها بعد ارتكابهم لمجزرة "جنين " وتم الكشف عن مقبرة سرية للفدائيين الفلسطينيين والعرب القادمين من دول عربية أخرى مرقمة القبور .
وأعود إلى طرح السؤال بطريقة أخرى :
هل كان نظام البعث بقيادة صدام التكريتي ،
يتصرف كنظام مستبد محلي أم  كقوات احتلال أجنبية ،
أم  إنه لم يكن  سوى عصابة من القتلة الساديين ( المصابين بمرض السادية الباعث على التلذذ بالإلحاق الأذى بالغير وقتله بتفنن  ) ،
والذين أوصلتهم وأوصلت حزبهم  القوى الأجنبية إلى الحكم ،
لتسرق العراق وشعبه من تيار الحياة  طيلة خمسة وثلاثين عاما ،
وتخرجه  من التاريخ الفعلي ،
و تخرج عدة ملايين من شعبه إلى المنافي والمهاجر ،
و تحوله  إلى سجن عظيم ما أن هرب حراسه حتى تكشفت المقابر الجماعية ترصع سهوله وصحاريه طولا وعرضا ؟
إن كان النظام عراقيا حقا ،
ويشعر بالانتماء إلى هذا الوطن فعلا ،
فلماذا إذن لجأ إلى المقابر الجماعية السرية ؟
 ألم يكن بوسعه كأي نظام فاشي عادي ومحلي أن يحاكم مخالفيه والساعين إلى إسقاطه وينفذ الأحكام بهم ثم يسلم الجثث إلى ذويها ؟
 ألا تدل تصرفات القتلة البعثيين ،
 الذين تقودهم عصابة رعيان تكريت ،
على انهم كانوا يشعرون في دواخلهم بأنهم سيواجهون يوما يقتلعون فيه ،
ويطردون كما تطرد القوات الغازية و المحتلة الأجنبية ، ولهذا تركوا العلامات والأرقام على القبور ؟
لقد تكررت تلك المقولة المنسوبة إلى أحد قادة أحد قادة البعث ،
والتي اعترف فيها بأنهم إنما وصلوا إلى الحكم في العراق بالقطار الأمريكي ، وهاهم  اليوم  يقتلعون من الحكم "شكليا حتى الآن " بواسطة الدبابة الأمريكية ،
 فعلامَ يشكر بعض العملاء والمصفقين التقليدين للغزاة   في المعارضة العراقية أسيادهم الأمريكان إذن ؟
 إذا كان الأمريكان  هم من جاءوا بالطاعون وهم من أخذوه فماذا ينبغي على الضحايا أن يشكروهم ؟
وبالعودة إلى موضوع مصير هذا الحزب الدموي الملطخ بدماء مئات الآلاف من أبناء وبنات شعبنا، وأعني حزب البعث  ، فقد كان كاتب هذه السطور قد كتب قبل عدة أيام ، رافضا فكرة تصفيته وحظره ،  داعيا إلى( ترك هذه الجثة السياسية تتحلل وتتعفن تحت شمس العراق  ) تحيط بها نظرات الغضب والاحتقار التي ستسلطها عيون الأمهات والآباء والزوجات المنكوبين بفقدان ذويهم من سكان المقابر الجماعية .
  غير أن الحاكم الأمريكي الفاشل غاي غارنر ، قرر قبل أن يعود إلى بلده مجللا بالفشل ، قرر أن يهدي إلى البعثيين هدية لا يستحقونها ، وكانت تلك الهدية هي قرار بحل الحزب المذكور .
  أرى من المفيد أن أكرر فكرتي التي قلتها من قبل وهي أن " حزب البعث " هو حزب العار والقتلة وقد انتهى من تاريخ العراق .
 وإنه  رغم وجود بعض هياكله التنظيمية وشبكاته الأمنية الواسعة في بعض المناطق العراقية التي شكلت قاعدة أمدته بالقتلة الأشد سعارا وجبنا  ولكنه خسر المستقبل ولن يتمكن من أن يعود إلى السلطة بصدام أو بدونه حتى ولو اجتمعت من أجل ذلك الجن والأنس .
 لقد تحول البعث وتجربته الدموية إلى صفحة سوداء يجللها الخزي والعار في تاريخ العراق ،
وعلى أحرار العراق أن يعتبروا يوم الثامن من شباط من كل سنة ،
والذي وصل فيه هذا الحزب إلى الحكم ،
يوما أسودا  وحزينا ترفع فيه الرايات السوداء في كل أنحاء العراق،
ويتذكر الناس قتلاهم ومفقوديهم وبناتهم المغتصبات و بيوتهم المدمرة ومقدساتهم المدنسة وكرامتهم المهانة وبلدهم المحطم وثروتهم المنهوبة .
وعلى هذا فإن أحدا في العراق ،لن يجد في نفسه الجرأة أو القدرة الأخلاقية  بعد اليوم على إعلان الانتساب أو حتى الدفاع عن حزب المقابر الجماعية العفلقي هذا .
وسوف يختفي هذا الحزب الأسود من حياة العراقيين بهدوء ،
ولكن ليس قبل أن يحاكم القتلة و يدفعون ما عليهم من ديون لشعب العراق ، مع إنهم لن يوفوا نزرا يسيرا من تلك الديون حتى ولو أعدموا جميعا ألف مرة  وذلك لأنهم لم يقتلوا آلاف البشر الأبرياء فحسب بل لأنهم قتلوا وطنا وسرقوا الفرح من شعبه لزمن طويل قادم . نعم ،إنهم كأشخاص مجرمين لا يستحقون سوى الموت  أما حزبهم وتاريخية  الدموي فلن يكون جديرا حتى ببصقة طفل عراقي فقير دفنوا أباه حيا في  مقبرة "المحاويل"  الجماعية في عهد شريك صدام في الجريمة جورج بوش الأب !
هامش : النذالة كخصلة  شخصية ليست حكرا على الفاشيين والقتلة السياسيين ومثالهم في مقالتنا هذه مجرمي النظام البعثي الشمولي المهزوم بل هي أيضا قد تتجسد في شخصيات تزعم العداء للاستبداد والفاشية البعثية ،ولعل أقذر نوع من هذه الشخصيات هو ذلك الذي نهش الجميع ولم يسلم من قلمه المسموم  حتى الشهداء وذويهم .

 



#علاء_اللامي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تعقيب قصير على ما كتبه الصديق نوري المرادي : لم أقبل بنظام ا ...
- حزب الدعوة - البصراوية - يلتحق بالتحالف !
- الباججي يفوز بالنقاط على تحالف -أحزاب شطيط - !
- المخبوصون
- يوميات المجزرة الديموقراطية / 35/ الدلال -غارنر- في سوق الهر ...
- يوميات المجزرة الديموقراطية /34/ لماذا يفتح البيشمركة مقراته ...
- يوميات المجزرة الديموقراطية -33-: أحمد أبو رغال الكبيسي !
- توضيح : لم أتراجع عن مقاطعة - الزمان - رغم إعادة نشرها للمقا ...
- يوميات المجزرة الديموقراطية /32/ نصائح مجانية الى أهالي تكري ...
- يوميات المجزرة الديموقراطية /31/ سعد البزاز والقفزة الكبرى : ...
- يوميات المجزرة / 29 / الحوزة والصدريون وظروف مقاومة الاحتلال
- يوميات المجزرة الديموقراطية /30/ وحدة اليسار الديموقراطي الع ...
- يوميات المجزرة الديموقراطية /28/الملف السري لرئيس الحكومة ال ...
- يوميات المجزرة الديموقراطية/27/ المجلس الأعلى: ضمير العراقي ...
- يوميات المجزرة الديموقراطية /26/ لا شيعية ولا سنية ..دولة قا ...
- يوميات المجزرة الديموقراطية /25/ نعم للإدارة المدنية المستقل ...
- يوميات المجزرة /24/ نصف جيش الجلبي من بقايا أنطون لحد !
- زهرة بابونج صغيرة ؟ لا!
- قصيدة شعبية رائعة عن البطل العراقي شعلان أبو الجون لسعيد الص ...
- يوميات المجزرة الديموقراطية /23/ هل سيعيد الأمريكان صدام الى ...


المزيد.....




- أين بوعلام صنصال؟.. اختفاء كاتب جزائري مؤيد لإسرائيل ومعاد ل ...
- في خطوة تثير التساؤلات.. أمين عام الناتو يزور ترامب في فلوري ...
- ألم الظهر - قلق صامت يؤثر على حياتك اليومية
- كاميرا مراقبة توثق لقطة درامية لأم تطلق كلبها نحو لصوص حاولو ...
- هَنا وسرور.. مبادرة لتوثيق التراث الترفيهي في مصر
- خبير عسكري: اعتماد الاحتلال إستراتيجية -التدمير والسحق- يسته ...
- عاجل | نيويورك تايمز: بدء تبلور ملامح اتفاق محتمل بين إسرائي ...
- الطريقة المثلى لتنظيف الأحذية الرياضية بـ3 مكونات منزلية
- حزب الله يبث مشاهد استهداف قاعدة عسكرية إسرائيلية بصواريخ -ن ...
- أفغانستان بوتين.. لماذا يريد الروس حسم الحرب هذا العام؟


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - علاء اللامي - حزب البعث - العار - الاشتراكي : هل كان حزبا فاشيا عراقيا أم قوة احتلال أجنبية ؟