|
مخاضات الحركة الشيوعية العراقية جزء من مخاضات الحركة الشيوعية العالمية
سعاد خيري
الحوار المتمدن-العدد: 1659 - 2006 / 8 / 31 - 09:56
المحور:
في نقد الشيوعية واليسار واحزابها
نشأت الحركة الشيوعية العالمية في خضم الصراع الطبقي ونتيجة لتطوره وكضرورة تاريخية لتطويره وتسليحه بالفكر الماركسي والنهج المادي الديالكتيكي الثوري لتحرير البشرية من الاستغلال الطبقي وبناء المجتمع الانساني الحقيقي الخالي من الطبقات. وتطورت الحركة الشيوعية من خلال ضرورة مواجهة تطور الصراع الطبقي مع تطورعلاقات الانتاج و مراحل تطور الراسمالية وما تبعه من تطور للصراع الفكري لمواجهته وضرورة تطور فكرها الماركسي وفقا لتطور الظروف . فلم تبلغ الحاجة الضرورية لتأسيس الاحزاب الشيوعية الا بعد بلوغ الراسمالية مرحلة الامبريالية وتوسع الصراع الطبقي ليشمل صراع الشعوب المستعبدة ، وبعد فشل كومونة باريس عن تحقيق اهدافها، رغم اهميتها التاريخية كاول تجربة في امكانية تحقيق الجماهير بقيادة الحركة الشيوعية النصر على مستغليها وان لفترة قصيرة وقدمت للحركة الشيوعية العالمية بنجاحاتها واخفاقاتها دروسا مهدت لتطور الحركة الشيوعية العالمية. وكانت اسهامات لينين في تطور الماركسية وفقا لتطور المرحلة التاريخية التي مرت بها البشرية آنذاك . فقدم دراسته الرائعة في كتابه الامبريالية اعلى مراحل الراسمالية وعشية الثورة الاشتراكية" التي قدمت تطويرا ماركسيا للاقتصاد السياسي الماركسي و لكتاب ماركس العظيم "الراسمال". وعلى اساس تحليله الماركسي لتطور الصراع الطبقي وشموله صراع الشعوب المستعبدة ضد مستعبديها طور شعار ماركس "يا عمال العالم اتحدوا " الى "يا عمال العالم وشعوب المستعمرات اتحدوا" وفي نفس الوقت ربط بين النضال الوطني والطبقي وطوره الى الربط بين النضال الوطني والاممي. الامر الذي فرض ضرورة تأسيس الحزب الشيوعي لكل شعب يرتبط بالاممية الشيوعية. فطور نظرية "الحزب من نوع جديد" ، لقيادة النضال الوطني لتحرير الشعب وبناء الاشتراكية وامكانية تحقيق الثورة وبناء الاشتراكية في بلد واحد باسناد الحركة الشيوعية العالمية وشعوبها لتكون مثالا وعونا لهم في نضالهم من اجل التحرر. وفعلا برر الواقع كل ما توصل اليه لينين عبر نضال فكري وسياسي جبار ضد مختلف اشكال التيارات الانتهازية وتحققت ثورة اكتوبر الاشتراكية العظمى وحققت انجازات جبارة ليس على المستوى الوطني بل وعلى المستوى العالمي ولم يتطور الحزب الشيوعي الروسي فقط بل تطورت الحركة الشيوعية العالمية ونشأت العشرات من الاحزاب الشيوعية في معظم بلدان العالم ، وحتى في البلدان التابعة ، ومنها الحزب الشيوعي العراقي. وجاء نشوئه ايضا نتيجة لتطور الحركة الوطنية وحاجتها الماسة للقيادة السياسية الواعية لحركة التاريخ العالمي والوطني وتطور الصراع الطبقي ونشؤ الحركة النقابية العمالية وحاجتها الماسة للقيادة السياسية التي تربط بين المصالح الطبقية والوطنية وتضمن لها التحرر من الهيمنة الامبريالية التي تتحكم بكل الاقتصاد الوطني وتستغل جميع فئات الشعب وتحكم عليه بالفقر والجهل والمرض. وخاضت الاحزاب الشيوعية النضالات الاممية والوطنية ومر الحزب الشيوعي العراقي في فترة صراع فكري استمر حوالي نصف قرن ، خاضه الشيوعيون ضد مختلف التيارات الانتهازية : يسارية ويمينية. وهو مظهر من مظاهر حيويته وحيوية المجتمع العراقي فضلا عن جبروت اعداء شعبنا وتركيزهم النار على الحزب الشيوعي الذي لعب منذ نشوئه دورا طليعيا رائدا في الحركة الوطنية . فقد صاغ فهد استراتيج وتاكتيك الحركة الوطنية في ميثاقنا الوطني قبل ان يستكمله باستراتيج وتاكتيك الحزب الشيوعي في نظامه الداخلي باعتباره فصيل من فصائل الحركة الشيوعية العالمية، يهدف لاقامة النظام الاشتراكي فالشيوعي والمساهمة في تحرير البشرية من جميع اشكال الاستغلال والاضطهاد. وقد تبنت معظم الاحزاب الوطنية الاستراتيجية الوطنية للحزب الشيوعي باعتبار الاستعمار هو العدو الرئيس لشعبنا وان النظام الملكي الرجعي والاقطاعية هم ركائزه وادواته الاساسية والهدف الرئيس هو التحرر من التبعية للامبريالية البريطانية بالغاء معاهدة 1930، والغاء قاعدتي الحبانية والشعيبة ، واقامة نظام ديموقراطي. وقاد النضال الجماهيري من اجل تحقيق ذلك وعمل على توحيد القوى الوطنية، وساهم في نضال البشرية ضد الفاشية في الحرب العالمية الثانية التي شكلت ذروة الصراع الطبقي على الصعيد العالمي. فالفاشية اكثر ادوات الراسمالية وحشية ورجعية وخطر على البشرية ولا تلجأ اليها الا في اشد ازماتها كما هو الحال في الفاشية الامريكية المعاصرة ، ودعم جبهة الكفاح ضد الفاشية بقيادة الاتحاد السوفيتي. لقد فاقت امكانيا الراسمالية في تطوير مختلف وسائل الصراع الطبقي من حروب ودمار ، و صراع عسكري وسباق تسلح، و اقتصادي وفكري وسياسي وما سخرته الراسمالية من موارد جبارة لتطوير اسلحة الدمار الشامل، ولوسائل الاعلام ووسائل افساد وتضليل البشر على النطاق العالمي والداخلي ، فاقت قدرة الحركة الشيوعية الحديثة العهد نسبيا، على مواجهتها فضلا عن عدم قدرتها على تطوير فكرها وفقا لمتطلبات الظروف المستجدة ولاسيما لمواجهة مهمات البناء الاشتراكي في ظروف الصراع الطبقي على الصعيد العالمي ، وتطويره وفقا للمنطلقات الماركسية على ان يكون المجتمع الارقى تطورا في قوى الانتاج وفي الديموقراطية. ولحماية النظام لجأ الحزب الشيوعي السوفيتي الى تخفيف الصراع الطبقي على الصعيد الداخلي والعالمي، تحت شعارات مضللة. ففي الداخل نظر قادته لنهاية الصراع الطبقي ولدكتاتورية الشعب، وتحريف التعاييش السلمي الى توافق، وتطوير علاقات الحزب الشيوعي السوفيتي مع الاحزاب الشيوعية الاخرى من دور المثال في العلاقات الاخوية الى علاقات ولي الامر المقرر في القضايا المهمة. كان لكل ذلك تأثيره على عموم الحركة الشيوعية العالمية: بين من انجرف في التيار الحزب الشيوعي السوفيتي وبين معارض ولكن لم يستطع تقديم البديل القادر على قيادة الحركة الشيوعية العالمية من خلال تطوير الماركسية . فنشأت عدة تكتلات واستقطابات : الماوية والشيوعية الاوربية وغيرها. وبالتالي الى انهيار المنضومة الاشتراكية وانهارت معظم الاحزاب الشيوعية وتخلت عن الماركسية علنا بعد ان تخلت عنها فعلا منذ توقفها عن تطوير الماركسية وفقا لمتطلبات الواقع المتطور الامر الذي افسح في المجال لتطور الراسمالية الى مرحلة العولمة الراسمالية الاشد خطرا على البشرية خلافا لتوقع لينين بان تكون الامبريالية اعلى مراحل الراسمالية وعشية الثورة الاشتراكية. اثر كل ذلك على الحزب الشيوعي العراقي فضلا عن ان الارهاب الدموي الذي تعرض له الحزب الشيوعي العراقي لعب دورا مدمرا لطاقات الحزب الفكرية عبر اعدام قادته وسجن ما ينضج من كوادره ، فسهل بذلك تغلغل العناصر الانتهازية وسهولة حرف سياسة الحزب فضلا عن تأثير الانحرافات العامة في الحركة الشيوعية العالمية.. وفي خضم صراع حاد مرة وانشقاقات، وصراع صحي اخرى ، استطاع الحزب ان يلعب دورا طليعيا رغم كل العثرات حتى انقلاب شباط الفاشي عام 1963 حيث ابيدت معظم قيادته وكوادره واستطاعت العناصر اليمينية الهيمنة على قيادة الحزب بتشجيع ودعم من الحزب الشيوعي السوفيتي عام 1964. وبدأ التخبط وتجريب كل وسائل تصفية الحزب الشيوعي بدءا من خط اب التصفوي الذي دعى الى انضمام الحزب للاتحاد الاشتراكي، الى التحالف مع حزب البعث بقيادة حزب البعث الحاكم ومحاولة دمج الحزبين ، ومرورا بالتحالف مع المؤتمر الوطني المتحالف استراتيجيا مع الامبريالية الامريكية من جهة والتحالف مع الاحزاب الكردية بقيادتها، وتقسيم الحزب على اساس قومي، واخيرا التحالف مع كل القوى المنضوية بالاستراتيجية الامريكية والمساهمة معها في مجلس الحكم التابع كليا لقوات الاحتلال الامريكي وادارته ودفاعها المستميت عن العملية السياسية التي تقودها قوات الاحتلال وتضليل الجماهير بانها السبيل الوحيد لبناء عراق المؤسسات الوطنية وتحرير البلاد. وبدرجات متفاوتة تسير معظم الاحزاب الشيوعية المتبقية الكبيرة منها والصغيرة وتفقد ثقة الجماهير فيها لانها لم تعد تعبأ بمعاناة الجماهير وتتبنى مطالبها وتقود نضالاتها بل تدخل المعارك الانتخابية وتتزاحم على مراكز الدولة العليا مع قادة الاحزاب البرجوازية لمصلحة قادتها . واتقنت اساليب البرجوازية في تزوير الانتخابات لافراغ المؤتمرات الحزبية من مهماتها في تعرية العناصر المنحرفة وتطهير الحزب منها فضلا عن اتقان صياغة احسن البرامج لخدع القواعد الحزبية . فمشروع البرنامج الجديد المعد للمؤتمر الثامن للحزب الشيوعي العراقي جاء بكل ما يحلم به الشعب العراقي ، ولكنه لم ينسى التعهد بنبذ العنف وحل جميع مشاكل الطبقة العاملة وسائر الكادحين عبر النضال السلمي ، وكانما العنف امر اختياري وليس الاسلوب الدائم التطور والتنوع لاعداء الشعب وصولا الى الابادة التي يعيشها الشعب العراقي اليوم ، الذي تفرضه قوات الاحتلال على شعبنا . وماذا قدمت وسائل النضال السلمي التي خاضها الحزب خلال ثلاث سنوات ونيف من حكم الاحتلال ومساهمة قيادته في العملية السياسية التي تقودها قوات الاحتلال، للشعب العراقي؟ هل حققت أي من مطالبه اوخففت أي من ازماته او انقذت أي من اطفاله وعماله وعلمائه وسائر كادحيه؟.. وهل اوقفت نشاط قوات الاحتلال المحموم لبناء القواعد العسكرية الجبارة فضلا عن القواعد الاجتماعية لتنفيذ كل مخططاتها من قوى ارهابية ومليشيات طائفية وصولا الى اثارة الحرب الاهلية؟ ان الانهيار المتواصل للاحزاب الشيوعية التي تخلى قادتها عن النهج الماركسي الثوري بل وعن مواقعهم الطبقية ادى الى اضعاف الحركة الشيوعية الوطنية والعالمية دون القضاء عليها لان البشرية بامس الحاجة اليها اكثر من أي وقت مضى. فالعولمة الراسمالية شددت كل تناقضات الراسمالية وازماتها . ولم تجد سوى الحروب والايغال في استعباد الشغيلة وعموم البشرية لحل ازماتها وتخفيف تناقضاتها. فاصبحت بقيادة الامبريالية الامريكية وبفضل الثورة العلمية التكنولوجية تهدد البشرية عموما بالفناء . فالجذور العميقة للوعي التي غرستها الحركة الشيوعية في قلوب الجماهيروتجارب النضال التي خاضتها عبر تاريخها المجيد على الصعيد الوطني والعالمي هي التي مهدت لنشوء وتطور الحركة العالمية الجبارة المناهضة للراسمالية ، وهي التي تبعث روح التحدي والنضال ضد كل وسائل واساليب العولمة الراسمالية وادواتها من ارهاب وتفرقة عنصرية وتعصب ديني وتفرقة طائفية و..الخ. فها هو الشعب العراقي يواجه قوات الاحتلال وادواتها بمختلف الوسائل والاساليب ويقهر ادواتها بما فيها التعصب الديني والطائفي . فابناء النجف وكربلاء والديوانية والناصرية يتظاهرون مطالبين الحكومة التي منحوها اصواتهم لاسباب دينية وطائفية بتطبيق وعودها الانتخابية وازاء افتضاح خداعها لهم وسيرها في خدمة المحتلين ضعفت هيبة حتى اكبر المراجع الدينية فتوقف حتى عن اصدار الفتاوى لانه وجد ان القليل من الناس فقط تستمع لفتاواه ، لادراكهم بانها لم تعد تحمي احدا من القتل المجاني. واخذ العديد من الشيوعين يقودون النضالات الجماهيرية في جميع انحاء العراق دون الرجوع الى الحزب او بعد انفضاضهم عنه. ولابد لشعبناوحركته الشيوعية من تطوير قيادة سياسية موحدة تنال ثقة الجماهير وتلتف حولها وتضمن تطويرها الى حزب شيوعي يشكل امتدادا تاريخيا للحزب الشيوعي العراقي وتطويرا له.
#سعاد_خيري (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
الاستاذ توفيق التميمي
-
شهداء الانفال والاجيال المقبلة تطالب باستخلاص دروسها
-
الشعب العراقي يسير في طليعة المعركة الاستراتيجية الكبرى للبش
...
-
لايمكن حماية النصر الا في تطويره
-
الف تحية للفنان العراقي المبدع والموسيقار المناضل نصير شما
-
الحروب الامبريالية تعمق تناقضات العولمة الراسمالية وتطور اصط
...
-
هل يمكن ان يكون النصر اللبناني حاسما
-
مسرحية الحرب الاهلية اداة لابادة العراقيين وترسيخ الاحتلال و
...
-
التجربة العراقية اغناء لتجارب الشعوب والبشرية في نضالها المع
...
-
الشعب اللبناني يقدم نقلة نوعية في العملية التاريخية لتحرير ا
...
-
معركة واحدة من فلسطين الى العراق مرورا بلبنان
-
الوطن الام يناديكم
-
التجربة الاولى في مجابهة العنجهية الامريكية والاسرائيلية في
...
-
قضية الجندي الاسرائيلي الاسير والاستقطاب الطبقي على الصعيد ا
...
-
نشوء الدينية والعلمانية والصراع بينهما
-
مصطلح اليسار السلمي اكثر قبولا من مصطلح الاشتراكية الديموقرا
...
-
ابادة العناصر الحيوية للشعب العراقي
-
مهرجان انسحاب قوات الاحتلال من السماوة بعد مهرجان الزرقاوي
-
الامبريالية الامريكية ومكافحة الشيوعية - ضياع اخر فرصة لطلب
...
-
تحية للمؤتمر الثالث لحركة الانصار العراقية
المزيد.....
-
أثناء إحاطة مباشرة.. مسؤولة روسية تتلقى اتصالًا يأمرها بعدم
...
-
الأردن يدعو لتطبيق قرار محكمة الجنايات
-
تحذير من هجمات إسرائيلية مباشرة على العراق
-
بوتين: استخدام العدو لأسلحة بعيدة المدى لا يمكن أن يؤثرعلى م
...
-
موسكو تدعو لإدانة أعمال إجرامية لكييف كاستهداف المنشآت النوو
...
-
بوتين: الولايات المتحدة دمرت نظام الأمن الدولي وتدفع نحو صرا
...
-
شاهد.. لقاء أطول فتاة في العالم بأقصر فتاة في العالم
-
الجيش الإسرائيلي يعلن اعتراض صاروخ باليستي قرب البحر الميت أ
...
-
بوتين: واشنطن ارتكبت خطأ بتدمير معاهدة الحد من الصواريخ المت
...
-
بوتين: روسيا مستعدة لأي تطورات ودائما سيكون هناك رد
المزيد.....
-
عندما تنقلب السلحفاة على ظهرها
/ عبدالرزاق دحنون
-
إعادة بناء المادية التاريخية - جورج لارين ( الكتاب كاملا )
/ ترجمة سعيد العليمى
-
معركة من أجل الدولة ومحاولة الانقلاب على جورج حاوي
/ محمد علي مقلد
-
الحزب الشيوعي العراقي... وأزمة الهوية الايديولوجية..! مقاربة
...
/ فارس كمال نظمي
-
التوتاليتاريا مرض الأحزاب العربية
/ محمد علي مقلد
-
الطريق الروسى الى الاشتراكية
/ يوجين فارغا
-
الشيوعيون في مصر المعاصرة
/ طارق المهدوي
-
الطبقة الجديدة – ميلوفان ديلاس , مهداة إلى -روح- -الرفيق- في
...
/ مازن كم الماز
-
نحو أساس فلسفي للنظام الاقتصادي الإسلامي
/ د.عمار مجيد كاظم
-
في نقد الحاجة الى ماركس
/ دكتور سالم حميش
المزيد.....
|