|
الصديق الراحل محمود درويش وذكريات الماضي الجميل
محمد علي حسين - البحرين
الحوار المتمدن-العدد: 7118 - 2021 / 12 / 26 - 20:00
المحور:
سيرة ذاتية
الذكرى الخامسة على رحيل الأستاذ محمود درويش، اختصاصي كتب مدرسية بوزارة التربية والتعليم، ورئيس وحدة إعداد الكتب المدرسية. وأنا أتصفح صحيفة الأيام، شد انتباهي مقالة جميلة ومؤثرة للدكتور عبدالله المطوع حيث عادت لذاكرتي ذكريات حي أبوصرة في البحرين .
كنا أصدقاء الطفولة في خمسينات القرن الماضي، وكان يصغرني بنحو ست سنوات، مارسنا لعبة كرة القدم والشطرنج في حينا "أبوصرة"، وكذلك كنا نمارس لعبة الشطرنج في نادي اللؤلؤ بمنطقة النعيم في العاصمة المنامة. وكان محمود يلعب كرة القدم في فريق السلمانية، وأنا في فريق النيل كذلك بمنطقة السلمانية في العاصمة المنامة في الخمسينات.
كان طيب المعشر ودماثة الخلق والكرم والتواضع وحسن المعاملة، وكان حليماً كريماً متواضعاً، أحبه الصغير والكبير، حسن الخلق بشوش الوجه كريم النفس طيب القلب.
ومن المفارقات أننا أصبحنا من الأهل بعد زواج شقيق زوجتي مع شقيقته.
**********
محمود درويش
الأحد 26 ديسمبر 2021
تعود معرفتي بالأستاذ محمود إسماعيل درويش رحمه الله إلى بدايات الثمانينيات من القرن الماضي عندما نُقلت من مدرسة الرفاع الشرقي الثانوية للبنين إلى إدارة المناهج بوزارة التربية والتعليم بوظيفة اختصاصي تقويم تربوي، حيث جمعتنا بناية قرب ديوان الوزارة يُطلق عليها (بناية سبكار) استأجرت كمكاتب بالإضافة إلى بنايات أخرى، فقد تزاملنا كمجموعة حتى نُقِلنا إلى مدرسة القضيبية الابتدائية للبنات، حيث نُقِلت كل المكاتب إلى هذه المدرسة حتى أصبح المبنى تحت مُسمى إدارة المناهج.
لقد كان الأستاذ محمود درويش من الزملاء الذين يُعتمد عليهم في العمل واتقانه، ذو شخصية مرحة لا تُفارق محياه الابتسامة، متعاون مع الجميع يقدرهم ويقدرونه، خلوقًا لأقصى الحدود، محبًا لمساعدة الآخرين، يمتلك كنوزًا من المعرفة والفكر.
وعند ما فكرتُ في الكتابة عن الأستاذ محمود درويش لم يكن لدي كل المعطيات المتوفرة لإبراز سيرته الذاتية بالدقة المطلوبة، الأمر الذي جعلني أن ألجأ للأستاذ محمد عبدالرحمن السيد رئيس المعلومات والمناهج الذي كان زميلاً له في القسم، حيث كان حلقة الوصل بيني وبين أهله الذين لم يترددوا في تزويدي بالمعلومات عن الأستاذ الفاضل رحمه الله.
ولد الأستاذ محمود درويش في المنامة في عام 1948م في فريج بوصرة الذي يعج بالمثقفين ورجال الدين من الطائفتين الكريمتين والذي خرّج الكثير من رجالات الدولة، وكانت عائلة درويش أحد العوائل الكريمة في المنطقة، حيث كان جده الوجيه الحاج درويش من كبار مالكي عمارات مواد البناء وأدوات السفن البحرية في فترة الاربعينيات من القرن الماضي.
استأجرت وزارة التربية والتعليم مبنى من الوجيه حاج درويش (جد الأستاذ محمود درويش) ليكون مدرسة أُطلق عليها المدرسة الشمالية الغربية (مدرسة درويش)، ثم تغير الاسم إلى مدرسة حسان بن ثابت وكان ذلك في العام الدراسي 1962 / 1963 م.
وأسوة بأبناء هذا الفريج درس الأستاذ محمود درويش عند الكتاتيب بعدها انتقل إلى المدارس الحكومية، حيث واصل الدراسة فيها حتى وصل إلى المرحلة الثانوية بمدرسة المنامة الثانوية.
والجدير بالذكر أن صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد المفدى حفظه الله ورعاه كان جليس الدراسة وفي مقعد واحد مع الأستاذ محمود درويش.
بعدها أكمل الأستاذ محمود درويش دراسته الجامعية، إذ ألتحق بجامعة بيروت العربية (انتساب)، حيث حصل على شهادة البكالوريوس في علم الفلسفة والاجتماع.
وبدأ الاستاذ محمود درويش مشواره العملي كمدرس للتربية الرياضية في مدرسة حسان بن ثابت، حيث كان مسكنه لصيقًا بالمدرسة ولا يفصل مسكنه عن المدرسة إلا الجدار الغربي من المنزل، وكان الأستاذ محمود درويش يتواجد قبل الجهاز الاداري والتعليمي والعاملين.
لقد كان الاستاذ محمود درويش يصطحب التلاميذ معه إلى أقرب المدارس سيرًا على الأقدام أداءً لهذه المادة الرياضية والعودة إلى المدرسة مرة أخرى، وهنا تكمن المسئولية في الحفاظ على أرواح التلاميذ ويكاد أن يكون ذلك بمعدل مرتين في اليوم الواحد.
هذا وقد تنقل الأستاذ محمود درويش بين العديد من المدارس الابتدائية والثانوية والاعدادية، فقد كان معلمًا بمدرسة مدينة عيسى الثانوية للبنين، ونظرًا لتفانيه في العمل نُقِلَ إلى إدارة المناهج بوزارة التربية والتعليم في العام الدراسي 1975/1976م بوظيفة اختصاصي كتب مدرسية، ونظرًا لتميزه في العمل رُقي إلى وظيفة اختصاصي كتب مدرسية أول حتى وصل إلى وظيفة رئيس وحدة إعداد الكتب المدرسية، وقد أوكلت إليه متابعة الكتب من مطبخ المناهج مرورًا بالمطابع حتى رسوها في المخازن التابعة لوزارة التربية والتعليم، وقد كان له دور فاعل في متابعة الكتب التي تُطبع في بيروت من خلال شركة جيو بروجكت، حيث سافر إلى لبنان مع عدد من اختصاصي المناهج أيام الحرب الأهلية خدمةً للعملية التعليمية ومتابعة للكتب المدرسية، وبقي في إدارة المناهج ما يُقارب ثلاثة عقود.
والجدير بالذكر أنه عندما كان الأستاذ محمود درويش معلمًا كان مساندًا للإدارة في تدوين الاحصائيات وجداول الحصص، وكان مساعدًا لكل المدرسين في التصحيح والخدمات والتواصل مع أهالي التلاميذ.
وقد شارك الأستاذ محمود درويش في العديد من المؤتمرات التربوية التي تقوم بها وزارة التربية والتعليم، كما حضر العديد من الدورات التأهيلية والوظيفية داخل مملكة البحرين وخارجها على سبيل المثال لا الحصر في الرياض، الكويت، بيروت، إيران، والمملكة المتحدة، حيث مثّل مملكة البحرين في العديد من المحافل الدولية.
ونشير هنا ومنذ نعومة أظافر الأستاذ محمود درويش كان لاعبًا متميزًا شديد الولع في لعبة كرة القدم ومواظبًا عليها، ويكاد أن يكون في قائمة اللاعبين الأساسيين دائمًا، ولقد لعب مع (فريق الانتصار) و (فريق الاتحاد في حوطة أبل) و(نادي المجد) ولاعبًا في نادي السلمانية وذلك في منتصف السبعينيات من القرن الماضي، وأصبح لاحقًا عضوًا اداريًا في نادي السلمانية ومؤسسا لنادي القادسية، ونظرًا لالتحاقه بالدراسة الجامعية بجامعة بيروت العربية فقد تعطل عن مواصلة العمل في النادي وظل عضوًا في نادي القادسية، حيث يحضر جميع الأنشطة والفعاليات الرياضية والاجتماعية والمسرحية.
لقد كان الأستاذ محمود درويش محبًا للتراث البحريني الأصيل، فكان حريصًا على حضور اللقاءات والمحاضرات والنقاشات التي تُعنى بتاريخ البحرين وتُراثه.
والجدير بالذكر أن الأستاذ محمود درويش قد كُرِمَ من قبل صاحب السمو الشيخ عيسى بن سلمان آل خليفة طيب الله ثراه في احتفالات عيد العلم عام 1995م لإتمامه الثلاثين عامًا في الخدمة بوزارة التربية والتعليم.
وأمام هذه المساحة المتميزة والمتنوعة من النشاطات التربوية والتعليمية والإدارية، تقاعد الأستاذ محمود درويش عن العمل عام 2009م بعد رحلة طويلة من العطاء.
وفي نوفمبر من العام 2016م، توسد الاستاذ والمربي الفاضل محمود اسماعيل درويش الثرى، حيث شُيّع بموكب جنائزي مُهيب امتّد من المسجد في مقبرة المنامة حتى مدفنه شمل أقاربه ومحبيه الذين تقاطروا لتشييعه رحمه الله.
بقلم الكاتب البحريني د. عبدالله المطوع
المصدر: صحيفة الأيام البحرينية
#محمد_علي_حسين_-_البحرين (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
تصريحات المسؤولين الأميركيين حول نووي الزمرة الخمينية والعصا
...
-
البحرين تبهر العالم بانجازاتها العلمية والطبية!
-
الزمرة الخمينية.. تفتك بأمن الدول العربية والأفريقية!؟
-
الأديبة والكاتبة مي زيادة.. عبقرية انتهت بمأساة مروعة!؟
-
معاناة ومآسي أطفال اليمن المريرة.. من جرائم الحوثيين عملاء ا
...
-
ماذا حدث للأحزاب والجمعيات السياسية.. في الدول الخليجية!؟
-
بصاروخ سعيود وهدف براهيمي التاريخي.. الجزائر تتوج بكأس العرب
...
-
الميزانية للحرس وعصابات الملالي.. والفقر والجوع للشعب الايرا
...
-
الميزانية للحرس وعصابات الملالي.. والفقر والجوع للشعب الايرا
...
-
مملكة البحرين.. تسجيل براءة اختراع للقاح جديد ضد فيروس كورون
...
-
وفاة الإصلاحي المزيف محتشمي.. أحد مؤسسي حزب الشيطان اللبناني
...
-
عصابات الجلاد خامنئي.. تعتدي على المعلمين وعائلة الشهيد بهشت
...
-
ويبقى الطبيب صاحب رسالة إنسانية لا ممارس مهنة!
-
الاتحاد البحريني والمدرب البرتغالي.. يتحملان مسؤولية فشل الم
...
-
الشعب العراقي.. ضحية جرائم داعش وعملاء الملالي!؟
-
بعد 10 سنوات من وفاة البوعزيزي.. السيفي يحرق نفسه ويفضح الغن
...
-
من عبد الحليم إلى ياسمين.. الأمراض تفتك بالفنانين!؟
-
فشل مؤامرات المرتزقة والعملاء... ضد البحرين عبر التاريخ!
-
فشل مؤامرات الزمرة الخمينية وعملائها... ضد البحرين عبر التار
...
-
بعد خسارة قاسية بثلاثية.. أحلام المنتخب البحريني أصبحت وردية
...
المزيد.....
-
الحزب الحاكم في كوريا الجنوبية: إعلان الأحكام العرفية وحالة
...
-
عقوبات أميركية على 35 كيانا لمساعدة إيران في نقل -النفط غير
...
-
كيف أدت الحروب في المنطقة العربية إلى زيادة أعداد ذوي الإعاق
...
-
لماذا تمثل سيطرة المعارضة على حلب -نكسة كبيرة- للأسد وإيران؟
...
-
مام شليمون رابما (قائد المئة)
-
مؤتمــر، وحفـل، عراقيان، في العاصمة التشيكية
-
مصادر ميدانية: استقرار الوضع في دير الزور بعد اشتباكات عنيفة
...
-
إعلام: الولايات المتحدة وألمانيا تخشيان دعوة أوكرانيا إلى -ا
...
-
نتنياهو: نحن في وقف لاطلاق النار وليس وقف للحرب في لبنان ونن
...
-
وزير لبناني يحدد هدف إسرائيل من خروقاتها لاتفاق وقف النار وي
...
المزيد.....
-
سيرة القيد والقلم
/ نبهان خريشة
-
سيرة الضوء... صفحات من حياة الشيخ خطاب صالح الضامن
/ خطاب عمران الضامن
-
على أطلال جيلنا - وأيام كانت معهم
/ سعيد العليمى
-
الجاسوسية بنكهة مغربية
/ جدو جبريل
-
رواية سيدي قنصل بابل
/ نبيل نوري لگزار موحان
-
الناس في صعيد مصر: ذكريات الطفولة
/ أيمن زهري
-
يوميات الحرب والحب والخوف
/ حسين علي الحمداني
-
ادمان السياسة - سيرة من القومية للماركسية للديمقراطية
/ جورج كتن
-
بصراحة.. لا غير..
/ وديع العبيدي
-
تروبادورالثورة الدائمة بشير السباعى - تشماويون وتروتسكيون
/ سعيد العليمى
المزيد.....
|