أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - فواز قادري - الضحايا في عراق ” الموت الجميل ” بشر وليسوا ارقاما














المزيد.....

الضحايا في عراق ” الموت الجميل ” بشر وليسوا ارقاما


فواز قادري

الحوار المتمدن-العدد: 1659 - 2006 / 8 / 31 - 02:30
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


الى الصديق عباس خضر:

في جنون هذه الكارثة الانسانية وشجونها ياصديقي بقاء الاب والاولاد : بهاء وزينب واياد على قيد الحياة, بعض العزاء لنا ,وللعراق في مأساته التي لا تنتهي .

الموت يخيّم باجنحته الغير مرئية علينا,في بيت الصديق عباس خضر,ونحن نحاول ان نعرف الحدود التي تجاوزها الموت العراقي ” الجميل ؟ “, عدد الارواح التي طالها في جريمته الجديدة, من هذه العائلة البريئة. كنا انا وزوجتي و عباس و زوجته واخيه رضا, اشقاء المرحومة كاظمية زوجة الاديب صالح زامل,نحاول ان نفهم صحة الاخبار الواردة من الاهل والاصدقاء في العراق, والتي كانت متباينة .اتاح لي هذا الوقت الذي قضيناه في تخمينات عديدة,ان اتلمس الموت العراقي “الجميل ” هذه المرة من خلال اناس من لحم ودم واحلام كثيرة مهدورة,لهذه العائلة التي عانت الامرين,كآلاف العائلات العراقية في زمن الدكتاتورية , السنوات الكثيرة الضائعة في المنافي,حتى العودة الى عراق الموت الرقمي: “ستون قتيلا في انفجارات اليوم…..” خمسون قتيلا ” عشرون قتيلا…” الى آخرهذه الارقام التي فقد فيها الموت صفته الانسانية,واصبح العراقيون مجرد ارقام تلوكها الاخبار,دون احساس حقيقي بحجم فواجع العراق.
لم يكن زهيرالفتى اليافع ,والابن الاكبر لهذه العائلة يعرف اين يجب ان يخبئ احلامه,في اي زاوية لكي لا يراها الموت, لريثما يحصل على وطن حقيقي,على عراق حقيقي, ومن ثمّ ليبوح بما خبّأه في روحه لنخل العراق, لسماء العراق لفرح العراق, لامل العراق,لحرية العراق الحقّة. ولم تكن الامّ تختلف كثيرا باحلامها عن ابنها, وهي ايضا كانت تنتظر ان تصبح احلام اطفالها بعراق جديد, مثل احلام جميع اطفال العراق,صالحة للتداول في عراق حرّ حقا, من الموت ومن افكار الموت. كان هذا قبل ان يسجل الموت الرقمي اسمها واسم ابنها في دفاتره السوداء, مع آلاف الضحايا العراقيين الذين سبقوهما. امّا الاب صالح زامل واطفاله :بهاء وزينب فمازالت حرائق اجسادهم تلهيهم عن حرائق الروح, فحين سيعودن اصحاء ــ وهذا ما نأمله ــ سيكتشفون ايّ طارئ طرأعلى حياتهم واي فقدان سيصبغ حياتهم بالالم والمرارة لسنوات طويلة قادمة.
لم اكن اتصوّر ان هذا سيكون حال العراقيين بعد سقوط الطاغية الفرد على يد الطاغية امريكا ,رغم تخوفي وخشيتي ومعرفتي بان امريكا لا تأتي الاّ بالويلات ,هذا الخوف تجلّى في المقدمة التي كتبتها لقصيدة “طفلة تعلن الحرب على الحرب ” في وقت سقوط الطاغية : ” الى والت وايتمان حتى لا يصبح شاهد زور على حرب تأخذ اسماء غير اسمائها. والى السياب حتى لا يستيقظ في العراق ديناصور آخر اشدّ فتكا “ لكن للاسف ان الذي استيقظ في العراق ديناصور بروًوس كثيرة لكل رأس من هذه الروًوس شريعة خاصة للموت , ومثلما كان الموت في زمن الطاغية مقنّعا بشعارات كثيرة, حروبه التي ارتدت مسميات مختلفة , القبور الجماعية , المجازر والجرائم : الانفال حلبجة ,الى آخر قوائم الموت الصّدامي . يبتكر الموت الحالي ايضا اكاذيبه , بدءا من جرائم المحتل الامريكي تحت تسمية زائفة: الديمقراطية والتحرير, مرورا بالقتل الطائفي , تحت تسميات اخرى اكثر زيفا : مقاومة المحتل الى آخره…. وكأن قدر العراقيين الهروب من الموت الى موت ابشع . كل هذايحدث اليوم في عراق” الموت الجميل,” عراق غياب العقل,عراق السياسي الاجير,عراق المقاومة الملتبسة في فسيفساء هذه الجريمة التي يبدو انها لن تتوقف .
والى ان ينتهي هذا الموت الرقمي الفاجع,سنسمي الضحايا الابرياء,باسمائهم, وسنسمي الايدي التي تقتل غير جنود الاحتلال ,بأسماء تتلاءم مع حجم الجريمة وبشاعتها



#فواز_قادري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بديهيات -اسرائيل-وسقوط النظام العربي الاخير
- صباحكِ له اجنحة...قلبي سماء
- صباحكِ له اجنحة..قلبي سماء
- صباحكِ له اجنحة وقلبي سماء.........الى..هبة
- .في الاول من ايار....كرنفال الايدي الخالقة
- شموع عيد الميلاد الاخير .الى تانيا في وحدتها العارمة
- عابرة ….. الى سيليفيا حبث تحتشد الارصفة بالغرباء
- موتى يقتسمون الوقت
- الى شهداء آذار والى نيروز, وامَي
- احتفي بكِ كما لم يحتفِ عاشق من قبل. اليها في عيدها
- فخاخ معلنة
- لا يكفي الذي يكفي
- رغم امتلائه با لحياة
- على شفة الناي الاغنية
- كم تبقى يا دمشق لتستريحي
- عيدان في تونس
- مقاطع وقصيدة حرية
- قصيدتان
- قصص حب شعرية قصيرة
- يدكِ التي على جبيني


المزيد.....




- وزير إسرائيلي يضع خطة لمنع الضفة الغربية من أن تصبح جزءا من ...
- -الطلبة يصلون مدارسهم خلال الحرّ، لكن المشكلة تكمن ببقائهم ه ...
- بعضهم مصاب بـ-اضطراب ما بعد الصدمة-.. إسرائيل تستدعي جنودها ...
- فيديو: في مشهد خلاب وحفل استثنائي.. 20 زفافا في يوم واحد على ...
- نيبينزيا: السلام في أفغانستان مستحيل بدون التعامل مع -طالبان ...
- قنابل حائمة روسية تدمر وحدات القوات الأوكرانية
- بلا أسرى أو الضيف أو السنوار.. - البث الإسرائيلية- تقول إن إ ...
- هولندا تعتزم تقديم منظومة -باتريوت- لأوكرانيا
- بوتين في كوريا الشمالية: المعلن والمخفي
- اتحاد المصريين بالسعودية يكشف مصير جثامين الحجاج المصريين ال ...


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - فواز قادري - الضحايا في عراق ” الموت الجميل ” بشر وليسوا ارقاما